أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مكسيم العراقي - الاردن هو الهدف العاجل لنظام الملالي والموامنة -6















المزيد.....


الاردن هو الهدف العاجل لنظام الملالي والموامنة -6


مكسيم العراقي
كاتب وباحث واكاديمي

(Maxim Al-iraqi)


الحوار المتمدن-العدد: 7943 - 2024 / 4 / 10 - 02:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


20—حركات مايس 1941
21—امين الحسيني وعلاقاته بالمحور ودوره في حركات مايس, وتعويله على موسوليني سفاح ليبيا في تحرير العرب وهتلر مستعبد ومدمر اوروبا في ذلك!
22—دور مصطفى ( الاسم الحركي لامين الحسيني) في تنظيم الضباط, للصدام مع بريطانيا! لتحرير العرب! فادى لاستعباد العراق مرة اخرى! وحكاية المجموعة السرية.
23—فوزي القاوقجي ودوره في حركات مايس


(20)
عن المصدر (1)
(بعد قيام الحرب العالمية الثانية طلبت بريطانيا من العراق قطع العلاقات الدبلوماسية مع المانيا ، وتقديم المساعدات الضرورية التي تحتاجها بريطانيا وفقا لبنود معاهدة 1930 . تلك المعاهدة التي ادت الى استقلال العراق عن بريطانيا لاول مرة بعد سقوط بغداد على يد المغول عام 1258.
وقد نال العراق استقلاله في 3 اكتوبر 1932 واصبح الان عيدا وطنيا لايتم الاحتفال به وهو اعظم الاعياد لانه صنع دولة وشعبا مستقلا بعد معاناة طويلة.
سارع نوري السعيد رئيس الوزراء إلى تنفيذ تلك المطالب واكد دعم حكومتة الكامل لبريطانيا.
في المعسكر المقابل كان هناك مجموعة من الضباط يتزعمهم العقداء الاربعة بزعامة صلاح الدين الصباغ وكل من فهمي سعيد وكامل شبيب ومحمود سليمان ويونس السبعاوي. وبعض الاحزاب والشخصيات الوطنية بزعامة رشيد عالي الكيلاني رئيس الديوان الملكي, الذين تزعموا معارضةً برلمانيةً وسياسيةً مثلما كانت تقاوم وتنتقد في الشارع ايضا تلك التيارات الطامحة لفصل العراق عن التبعية لبريطانيا.
كما عرف الجيش العراقي انه الاكثر تنظيما وتدريبا عدة وعددا في وقته ويشمل رتبا رفيعة من ضباط متمرسون ، انشقوا من الجيش العثماني واشتركوا في حرب ضروس ضد العثمانيون مع الشريف حسين ولاحقا ضد الانكليز ابان الاحتلال البريطاني وثورة العشرين.

تفاقمت الازمة الدستورية ، لم يكن امام الحكومة سوى استقالة رئيس الوزراء نوري السعيد.
ومع تطور العمليات العسكرية في اوربا والهزائم التي مني بها الحلفاء عامي 1940 و 1941 واحتلال المانيا لفرنسا ودخول ايطاليا الحرب مع المانيا ، تعالت الصيحات المطالبة بانهاء الوجود البريطاني في العراق والغاء معاهدة 1930 ، لابل اكثر من ذلك توالت الضغوط السياسية على حكومة الكيلاني المنادية بضرورة التحالف الاستراتيجي مع دول المحور لتحقيق تلك المطالب!
في تموز 1940 طالبت بريطانيا الحكومة العراقية فتح القواعد العراقية وتسخير وسائل النقل الممكنة على نقل القوات البريطانية الاتية من الهند والخليج عبر الاراضي العراقية للدعم القوات في الجبهة الاوروبية ، تنفيذا لبنود المعاهدة. وبعد جدل طويل في البرلمان واوساط الراي العام وتيارات الحكومة والتي اججها الشعراء والاعلاميون والفنانون السياسيون كأعمال عزيز علي ومعروف الرصافي وغيرهم والتي كانت تشيد برشيد عالي ووطنيته وتدعوه لاتخاذ مواقف راديكالة لمقاومة للهيمنة البريطانية ، وفي الجانب الاخر كانت كتلة نوري السعيد في الائتلاف الحكومي تضغط للمطالبة بتنفيذ كل المطالب البريطانية لابل اعلان الحرب على دول المحور.

قامت القوات البريطانية بعملية انزال في البصرة مما دعا الحكومة لشجب هذا التصرف وامهال بريطانيا فترة من الزمن لسحب قواتها! ثم تلا ذلك انزال اخر في الحبانية ، حيث واجهته القوات العراقية بمحاصرتها ضمن حدود القاعدة الجوية. تلا ذلك تصعيد اخر من قبل الحكومة بانذار القوات البريطانية من مغبة تحليق طائراتها التي ستواجه باسقاطها فورا. وبهاذا كانت قد اعلنت الحرب على بريطانيا من قبل قادة ثورة مايس / ايار 1941 .
واخذت دار الاذاعة العراقية من بغداد تبث البيانات العسكرية والتي تخللتها الاناشيد الوطنية التي ادعت للمناسبة والاخرى التي سبق وان اوعز الملك غازي بنظمها عند انشائه لمنظمة الفتوة والشباب ، والاذاعة الخاصه به ، ومنها اناشيد "موطني ولاحت رؤس الحراب تلمع بين الروابي ونحن الشباب لنا الغدو ، و يا تراب الوطن ومقام الجدود ها نحن جينا لما دعينا للخلود". اضافة إلى ماقدمه الشعراء والفنانون السياسيون مثل ملا عبود الكرخي والرصافي وعزيز على واخرون من قصائد حماسية واعمال فنية لاثارة مشاعر الشعب للوقوف بوجه العدوان البريطاني!
رأت بريطانيا بان تطويق القوات العسكرية العراقية لقطعاتها في قاعدة الحبانية بمثابة اعلان لحالة الحرب حيث اتخذت تلك القوات مواقع لها استراتيجية حول للقاعدة الجوية البريطانية ، والتي كانت هناك تحت مبرر المناورات العسكرية ، واعطت بريطانيا مبرر اخر هو خرق العراق لبنود معاهدة 1930 ، بعرقلة عمليات التدريب التي تقوم بها تلك القوات في الحبانية ، فشنت القوات البريطانية هجوما على موقع سن الذبان الاستراتيجي فحدثت مواجهات ضارية بين الطرفين, ثم صدرت الاوامر للقطعات العسكرية العراقية بعد الخسائر الفادحة الى الفلوجة القريبة لاتخاذ خط دفاعي لبغداد حيث انسحبت القوات العراقية من حول القاعدة لتلتقي مع بقية القطعات هناك في الثاني من مايس 1941 والتي اعلن الحرب فيها رسميا بين القوات العراقية والبريطانية.
على الرغم من تاييد المانيا وايطاليا لحكومة رشيد عالي الكيلاني الا ان تاخر الدعم العسكري الذي كانت قد بدات بوادره بوصول طلائع الطائرات الالمانية إلى الموصل وبحدود ثلاثين طائرة مقاتلة طراز مسر شمت المقاتلة الانقضاضية ، الامر الذي اعطى مبررا اكبر لبريطانيا بشن الحرب واحتلال العراق واسقاط حكومة رشيد عالي الكيلاني لاعادة مجموعة الوصي ونوري السعيد إلى الحكم.
قال ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا عن هذه الاحداث: " كانت معاهدة 1930 العراقية- البريطانية تنص على اننا يجب ان نحتفظ في ايام السلم بالقواعد الجوية الكائنة بالقرب من البصرة وفي الحبانية ، وفي ايام الحرب لنا حق مرور القوات البريطانية وان تقدم لنا التسهيلات الممكنة كاستخدام سكك الحديد والانهر والموانئ والمطارات لمرور قواتنا المسلحة .
وعندما اندلعت الحرب كنا ننتظر من الحكومات العراقية ان تبدي تعاونها معنا تاكيدا لعلاقات التحالف والصداقة بين بلدينا فقطع العراق عندما كان نوري باشا رئيسا للوزراء علاقاته الدبلوماسية مع المانيا، لكنه لم يعلن الحرب عليها بسبب ضغوطات المعارضة في البرلمان وعندما دخلت ايطاليا الحرب لم تقم الحكومة العراقية التي رئسها رشيد عال باشا حتى بقطع العلاقات معها وعلى هذا غدت المفوضية الايطالية في بغداد المركز الرئيسي لدعاية المحور، ولتغذية الشعور المعادي لبريطانيا وقد ساعدها في ذلك مفتي القدس امين الحسيني وبانهيار فرنسا ووصول لجنة المحور للهدنة إلى سوريا انحط شأن النفوذ البريطاني إلى الدرك الاسفل فاثار هذا الوضع كثيرا من القلق في نفوسنا، لكننا كنا منشغلين في جبهات اخرى وكان موضوع اتخاذ تدابير عسكرية شيئا خارجا عن ارادتنا وبات لزاما علينا ان نسّير الامور ما نسطيع عليه وفق ما متيسر من امكانات .
وفي مايس 1941 غدا رشيد عالي باشا الذي كان يميل إلى المانيا رئيسا للوزارة واخذ يدير البلاد مع اربعة من ضباط العراق البارزين الذين اطلق عليهم لقب "المربع الذهبي" وفي نهاية شهر اذار فر الوصي عبد الاله المتحالف معنا من بغداد فاصبح من المهم اكثر من اي وقت اخر ان نتاكد من بقاء البصرة في ايدينا وهي ميناء العراق الرئيس المطل على الخليج العربي وكانت مصلحتنا الرئيسة من ارسال القوات إلى العراق هي حماية قاعدة تجمع كبيرة في البصرة، حماية لهذا الانزال، وليس من الحكمة اعطاء اي تعهد عن ارسال القوات إلى بغداد اونقلها عبر البلاد إلى فلسطين.” (

(21)
عن المصدر (2)
(اتصل الشيخ أمين الحسيني بالقنصل الألماني في القدس طالبا منه المساعدة باتخاذ موقف تجاه الصهيونية، وفي خضم هذه الثورة أعلن البريطانيون قرار التقسيم الذي صب الزيت على النار من جديد، وقام الثوّار على إثره بقتل الحاكم البريطاني للجليل أندروز الذي كان يأخذ الأراضي الفلسطينية عنوة ويسلمها لليهود، وعلى إثر هذه الحادثة أصدرت السلطات البريطانية قرارها بعدم شرعية اللجنة العربية العليا ونفي أعضائها إلى سيشل، وحل المجلس الأعلى الإسلامي وإيقاف زعيمه الحاج أمين الحسيني الذي رأى أن خروجه من فلسطين هو الأجدى من الوقوع في السجون البريطانية، وبالفعل خرج الشيخ الحسيني إلى لبنان لاستكمال قيادة الثورة من هنالك حيث استمرت إلى عام 1939 حين اندلعت الحرب العالمية الثانية.
ظل الحاج أمين الحسيني في لُبنان التي كانت تحت الاحتلال الفرنسي حينها، يوجه الثورة الفلسطينية، ويدعمها بقلمه وخطاباته وزياراته وتوجيهاته، وفي العام 1939م ضغطت بريطانيا على فرنسا لتسليمها أمين الحسيني، لكن الرجل هرب مختفيا إلى بغداد، وهناك دعم حركة رشيد عالي الكيلاني ضد الاحتلال البريطاني، وأكّد اتصاله بالألمان الذين كانوا في عداء مع البريطانيين، ورأى أن التحالف معهم أمر سياسي تقتضيه طبيعة الأحوال السياسية، وأن الألمان كانوا على الدوام حلفاء العثمانيين خاصة في زمن السلطان عبد الحميد، من أجل ذلك طالب الحاج أمين الحسيني أن تعترف ألمانيا ودول المحور باستقلال الأراضي العربية.
من جانبهم، استغل الألمان هذه الفرصة للتحالف مع العرب ضد دول الحلفاء وعلى رأسها بريطانيا، وردت برسالة إلى الشيخ أمين الحسيني جاء فيها: "إن ألمانيا تعترف بالاستقلال الكامل للبلاد العربية وبحقها في ذلك، إن ألمانيا مستعدة للتعاون معكم لإعطائكم كل ما يمكنها من المساعدة العسكرية والمادية التي تحتاجون إليها في استعداداتكم للحرب ضد بريطانيا من أجل تحقيق مطامع شعبكم"
زار الحاج أمين الحسيني روما والتقى بموسوليني الذي دخل معه في مفاوضات بهدف تأييد دول المحور للاستقلال العربي والسيادة التامة في جميع أقطارهم، وإنقاذ فلسطين من التآمر اليهودي المدعوم بريطانيًّا، وقد قبل موسوليني هذه المطالب وأعلنها بالفعل، وجاء في بيانه: "إن إيطاليا مستعدة أن تعترف بذلك، وتساعد على تحقيق استقلال الأقطار العربية".
اتجه الحسيني من إيطاليا إلى ألمانيا التي استطاع أن يقابل زعيم النازية الألمانية أدولف هتلر في 28 تشرين الثاني 1941م، وجرت بين الرجلين مقابلة استمرت أكثر من ساعة، واتفق الطرفان على الأهداف المشتركة السابقة حيث تعلن دول المحور عن استقلال الأقطار العربية، ومواجهة المشروع اليهودي، ومن برلين دعا الشيخ الحسيني إلى تطوع المسلمين في الجيش الألماني من الأسرى القادمين من الجزائر وتونس والمغرب في أوروبا إلى جانب المتطوعين العرب، لكن هتلر رفض التصريح العلني لاعتبارات سياسية وعسكرية، وخشية من إثارة القوة الفرنسية حينذاك وهو يتجه للسيطرة على القوقاز، ووعد المفتي بأنه سيكون الرأي الحاسم في القضايا العربية باعتباره السلطة المطلقة في التحدث باسمهم بعد انتصار ألمانيا ودحرها لبريطانيا من الشرق الأوسط)

(22)
عن االمصدر (3)
(مَن هو مصطفى هذا الذي ارتبط الجيش العراقي به، في الفترة التي سبقت انتفاضة مايس 1941 (1/4/1941)، والذي كان ناظمًا ورئيسًا لمجموعة عسكرية – سياسية خطّطت وأدارت تلك الانتفاضة؟ بعد البحث والتفتيش في بطون الكتب والوثائق تمكنّا من العثور على الجواب. فالمذكور إنما هو الحاج أمين الحسيني، مفتي فلسطين، وهو الذي اختار اسم "مصطفى" اسمًا حركيًا له في العراق، في تلك الحقبة المضطرمة بالحوادث الكبرى. وقد نشر ناجي شوكت رسالة إيضاحية في هذا الشأن، جوابًا عن رسالة كان أرسلها إليه الحاج أمين الحسيني، فأعرب ما استعجم في هذه المسألة (راجع: ناجي شوكت، سيرة وذكريات ثمانين عامًا: 1894 – 1974، بغداد: مطبعة سلمان الأعظمي، 1974، ص 540).
قد نشرت رسالة المفتي إلى ناجي شوكت، ورد الأخير عليها، علاوة على نص صلاح الدين الصبّاغ.
وهو وزير العدل في حكومة رشيد عالي الكيلاني في العراق في سنة 1940، ورئيس وزراء سابق. ولأنه موضع ثقته، كلّفه الحاج أمين الحسيني الاتصال سرًا بالألمان في تركيا، والتفاهم مع سفيرهم فون بابن على مستقبل البلاد العربية، بعد انتصارهم (الذي لم يحصل) في الحرب العالمية الثانية. تقول رسالة الحاج أمين الحسيني إلى ناجي شوكت: "حضرة صاحب الفخامة الأخ ناجي بك شوكت المحترم، لأسباب تتعلق بالقضية العربية، أرجو منكم بما عرفتم به من الصراحة والصدق في جميع أدوار حياتكم أن تتفضلوا بإجابتي على ما يلي:
هل تذكرون في اجتماعنا المنعقد في منزلي في شارع الزهاوي ببغداد في شباط [فبراير] 1941 أنه حضر ذلك الاجتماع عدا حضرتكم كل من السادة رشيد عالي الكيلاني وصلاح الدين الصباغ والمرحومين يونس السبعاوي وفهمي سعيد ومحمود سلمان وأنا؟ وهل تتذكّرون أنني عرضت على رشيد بك نص القسم الشريف، وأقسم على الانخراط في هذه التشكيلات والإخلاص لها ولبرنامجها وللمنتسبين إليها مدى الحياة؟ كما أقسم الجميع نفس القسم وأنه دفع للحزب في ذلك الاجتماع مبلغ مائة دينار عراقي سلمه لي، وأن الاجتماعات لهذه التشكيلات الحزبية توالت بعد ذلك. وأن كل الشؤون الهامة المتعلقة بالحزب بما فيه شؤون الحكومة العراقية كانت تقرر في هذه الاجتماعات، وأنه تقرّر أن يتخذ كل منا اسمًا غير اسمه الحقيقي ليعرف به في التشكيلات السرية، وقد اختار كل منا اسم جد من أجداده، فكان اسم كل واحد كما يلي: ناجي شوكت (أحمد) وصلاح الدين الصباغ (رضوان) ورشيد العالي الكيلاني (عبد العزيز) ويونس السبعاوي (فرهود) وفهمي سعيد (نجم) ومحمود سلمان (فارس) واسمي أنا (مصطفى). وهل تذكرون أن كتلة الجيش العراقي وكذلك الشبيبة كانوا مرتبطين بهذه التشكيلات، ومن الذي ربط كتلة الجيش بهذه الهيئة؟
وتفضلوا بقبول فائق التحية والاحترام/ 28 أيلول [سبتمبر] 1942/ الإمضاء – محمد أمين الحسيني.
كان أمين الحسيني يعرف العقداء الأربعة، فهمي سعيد، وكامل شبيب، وصلاح الصباغ، ومحمود سلمان، منذ 1915 حين التحق بكلية ضباط الاحتياط في تركيا
أما جواب ناجي شوكت على الرسالة فكان التالي:
حضرة صاحب السماحة الأخ أمين الحسيني المحترم
جواب كتاب سماحتكم المؤرخ 28 أيلول [سبتمبر] 1942، إنني أتذكّر جميع ما جاء في ذلك الكتاب على النحو الذي ذكر فيه. وقد حضرت الاجتماع الذي عقد في منزلكم في شارع الزهاوي ببغداد في شهر شباط 1941، والذي حضره أيضًا كل من السادة رشيد عالي الكيلاني ومحمود سلمان، وأتذكّر جيداً أنكم عرضتم فيه نص القسم المقرّر في تشكيلاتنا الحزبية السرية مع رشيد عالي بك الكيلاني، فوضع يده على المصحف الشريف وأقسم على الانخراط في هذه التشكيلات والإخلاص لها ولبرنامجها وللمنتسبين إليها مدى الحياة. كما أنني وأنتم جميعاً أقسمنا عين القسم، وأنه دفع للحزب في ذلك الاجتماع مبلغ مائة دينار عراقي سلمه إليكم، وأن الاجتماعات لهذه التشكيلات الحزبية توالت بعد ذلك. وأن كل الشؤون المتعلقة بالحزب بما فيه شؤون الحكومة العراقية كانت تقرر في هذه الاجتماعات، وأنه تقرر أن يتخذ كل منا اسمًا غير اسمه الحقيقي، فكان اسم كل واحد كما يلي: أمين الحسيني (مصطفى) ورشيد عالي الكيلاني (عبد العزيز) وصلاح الدين الصباغ (رضوان) ويونس السبعاوي (فرهود) وفهمي سعيد (نجم) ومحمود سلمان (فارس) واسمي أنا (أحمد). وأتذكر أن كتلة الجيش العراقي وكذلك تشكيلات الشبيبة كانت مرتبطة بهذه التشكيلات، وأنكم كنتم العامل الأول في ربط كتلة الجيش بهذه الهيئة.
وتفضلوا يا صاحب السماحة بقبول تحياتي واحتراماتي الخالصة.
30 أيلول [سبتمبر] سنة 1942 الإمضاء – ناجي شوكت.
حكاية المجموعة السرية:
أُسست هذه المجموعة سرًا في 28/2/1941، ودُعيت باسم "اللجنة العربية السباعية"، لأن قيادتها كانت تتألّف من سبعة أشخاص هم: أمين الحسيني ورشيد عالي الكيلاني ويونس السبعاوي وناجي شوكت وصلاح الدين الصبّاغ وفهمي سعيد ومحمود سلمان. وهذه المجموعة السرية ائتلاف بين أربعة تشكيلات سياسية وعسكرية: مجموعة رشيد عالي الكيلاني، ومجموعة الحاج أمين الحسيني، ومجموعة الحركة العربية السرية التي ظل قسطنطين زريق يقودها منذ تأسيسها حتى عام 1939 (خلفه في قيادتها كاظم الصلح ودرويش المقدادي ويونس السبعاوي)، ومجموعة العقداء الأربعة: فهمي سعيد وكامل شبيب وصلاح الصباغ ومحمود سلمان (راجع: شفيق جحا، الحركة العربية السرية: جماعة الكتاب الأحمر، بيروت دار الفرات، 2004، ص 304). وكان الحاج أمين الحسيني يعرف العقداء الأربعة منذ العام 1915 حين التحق بكلية ضباط الاحتياط في تركيا عندما استُدعي إلى الخدمة الإلزامية فور إعلان تركيا انحيازها إلى ألمانيا وإعلانها الحرب على الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، وعُين بعد إنهائه دورة الضباط الاحتياط (9 شهور) في الفرقة 46 المرابطة في أزمير.)

(23)
عن المصدر (4) و(5)
(حياة القاوقجي كانت أشبه بالمغامرة المستمرة، وقد يبدو تواجده المستمر في معظم اللحظات التاريخية المهمة في تاريخ الشرق الأوسط في النصف الأول من القرن العشرين ضرباً من الخيال. فقد بدأ بدراسته العسكرية في استنبول، وبعدها شارك في القتال ضد الإنجليز والفرنسيين في بلاد الشام خلال فترة الحرب العالمية الأولى كضابطٍ في الجيش العثماني. ومع دخول قوات الثورة العربية إلى دمشق انضم لجيش الملك فيصل، وبعدها غدا ضابطاً في الجيش الفرنسي، ليثور لاحقاً ضد الاستعمار الفرنسي ويساهم بشكل فاعل في معظم الثورات السورية. ونتيجة لملاحقته اضطر للهرب إلى الحجاز، حيث عمل على تنظيم جيش عبد العزيز ابن سعود، وبعدها عاد إلى العراق للمساهمة في الثورة ضد البريطانيين، غير أنه أصيب وتم نقله إلى برلين للعلاج وامتدت إقامته هناك، فقد كان من المستحيل عودته خلال فترة الاستعمار، إذ كان مطلوباً لكلٍ من الفرنسيين والبريطانيين. ومع دخول السوفييت إلى برلين تم أسره وسُجن لعدة أشهر إلى أن تمكن من الهرب إلى باريس، والعودة بعدها إلى سوريا ليساهم في أهم حدث في تاريخ المنطقة، وفي حياة القاوقجي، والمتمثل في قيادة جيش الإنقاذ العربي في فلسطين عام 1948.)

(ولد القاوقجي في مدينة طرابلس عام 1890 من أُسرة عريقة في الوجاهة، وتلقى علومه العسكرية في مدرسة استانبول الحربية، وتخرج فيها عام 1912 برتبة يوزباشي (نقيب) في سلاح الفرسان، بعد الحرب العالمية الأولى خدم في صفوف الجيش السوري، وأبلى في معركة ميسلون عام 1920 بلاء حسناً،. وفي عام 1925 أعلن ثورة حماة التاريخية، وكاد يستولي عليها لولا قصف الطائرات الفرنسية مما اضطره إلى الانسحاب إلى البادية، ولكن قيادة الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش أسندت إليه قيادة منطقة الغوطة حيث حقق انتصارات كبيرة على الجيش الفرنسي ولكن نقص الذخيرة والسلاح واستشهاد الكثير من رجاله اضطره إلى الانسحاب إلى جبل العرب في السويداء، وكان لهذه الثورة الفضل في عدم تمكن الفرنسيين من القضاء على ثورة جبل الدروز.

في الثاني والعشرين من اب 1936 وصل القاوقجي فلسطين للمشاركة في الثورة، ورافق القاوقجي مئة متطوع عراقي وستون سورياً وثلاثون درزياً كانوا طليعة المتطوعين العرب، وبعدها بستة أيام أصدر القاوقجي بلاغه الأول بوصفه قائد الثورة العسكري. وفي الثاني من سبتمبر التقى القاوقجي بعدد من أعضاء اللجنة العربية العليا والقادة العسكريين للثورة وهم: فخري عبدالهادي، عبد الرحيم الحاج محمد، عارف عبد الرازق، الشيخ فرحان السعدي، الشيخ عطية أحمد عوض ومحمد الصالح الذين سلموه إقراراً خطياً بأنه القائد الأعلى للثورة العربية في فلسطين.

غادر القاوقجي العراق إلى سورية ثم عاد إليها للمشاركة في ثورة رشيد عالي الكيلاني في عام 1941.)
ثم غادر العراق مع مجموعته بعد ان دمر المنشئات النفطية العراقية غرب العراق في طريقه!


المصادر:
1
ثورة رشيد عالي الكيلاني - المعرفة (marefa.org)

2
أمين الحسيني.. حين تعاون مفتي القدس مع هتلر وموسوليني | الموسوعة | الجزيرة نت (aljazeera.net)

3
من هو "مصطفى" مرشد انتفاضة 1941 في العراق؟ (alaraby.co.uk)

4
القائد: فوزي القاوقجي والقتال في سبيل استقلال العرب 1914-1948 (alaalam.org)
5
قائد جيش الإنقاذ العربي فوزي القاوقجي... رجل تسبقه بندقية (aljarida.com)



#مكسيم_العراقي (هاشتاغ)       Maxim_Al-iraqi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاردن هو الهدف العاجل لنظام الملالي والموامنة -5
- الاردن هو الهدف العاجل لنظام الملالي والموامنة -4
- تراجيديا سقوط الانظمة العربية التقدمية-1
- الاردن هو الهدف العاجل لنظام الملالي والموامنة -3
- الاردن هو الهدف العاجل لنظام الملالي والموامنة -2
- الاردن هو الهدف العاجل لنظام الملالي والموامنة -1
- حرب شمال العراق في اذار 1974, الوقائع والدروس-6
- حرب شمال العراق في اذار 1974, الوقائع والدروس-5
- حرب شمال العراق في اذار 1974, الوقائع والدروس-4
- عنوان الموضوع: الديناميت والطاعون والاكليروس اخوان في الرضاع ...
- الديناميت والطاعون والاكليروس اخوان في الرضاعة!-2
- الديناميت والطاعون والاكليروس اخوان في الرضاعة!-1
- نظرية صناعة الالهة
- قصة ثلاث مدن عراقية وثلاث اخرى ضدها!-3
- قصة ثلاث مدن عراقية وثلاث اخرى ضدها!-2
- قصة ثلاث مدن عراقية وثلاث اخرى ضدها!
- الحزب الديمقراطي الامريكي واحداث التاريخ الكبرى ودور الماسون ...
- حرب شمال العراق في اذار 1974, الوقائع والدروس-3
- الانقلاب الإيراني في العراق الذي دام عاما كاملا -9
- الانقلاب الإيراني في العراق الذي دام عاما كاملا -8


المزيد.....




- -وسط التوترات مع إيران-.. أمريكا ستنشر نظام -ثاد- الصاروخي ا ...
- البنتاغون يعلن نشر أنظمة دفاع جوي أمريكية بطواقمها في إسرائي ...
- طائرات -سو-25- الهجومية الروسية تدمّر قوة أوكرانية مؤللة بضر ...
- إذاعة الجيش الإسرائيلي: 20 إصابة بينها 5 حالات خطيرة جراء ان ...
- من أميتاب وريخا إلى سلمان وكاترينا.. ثنائيات صنعت تاريخ بولي ...
- مغردون: لماذا يصر قادة الدعم السريع على مهاجمة مصر؟
- حصار داخل حصار.. إسرائيل تعزل شمال غزة وغضب واسع بمنصات التو ...
- علماء روس يطورون طريقة لعلاج إصابات النخاع الشوكي
- الجيش الإسرائيلي يقتحم موقعا لليونيفيل جنوبي لبنان
- حزب الله يشتبك مع قوات إسرائيلية جنوب لبنان وغالانت يتوعده


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مكسيم العراقي - الاردن هو الهدف العاجل لنظام الملالي والموامنة -6