أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 120 ــ















المزيد.....

هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 120 ــ


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7942 - 2024 / 4 / 9 - 00:11
المحور: الادب والفن
    


في سن المراهقة
عندما كنت في سن المراهقة وبداية الشباب كان ينتابني حزن شديد، حزن ينبع من داخلي لا أعرف مصدره. ويترافق مع بكاء صامت قابع في داخلي حزنا على نفسي. وكان لدي متعة جارفة في جلد الذات، واللطم الجارح، وحاجة غامضة للبقاء في هذه الدوامة.
كنت أشتري قنينة نبيذ أحمر كل يومين، أكرع بعضه كل ليلة، أثمل وأتوه، ويزداد الأسى ويترفق مع تعب واسترجاع ودوخة.
ومرات كثيرة كنت أقع على الأرض.
حزني كان متعة. حزن نقي مسترخي ومستقر في الأعماق مني. ودائما كنت أبكي مع اغنية حزينة أو حنونة.
أتساءل اليوم بعد مضي عشرات السنين على ذلك الذي مضى:
ـ من أين نبع هذا الحزن المرضي في داخلي؟ ما هو السبب، ومن هو السبب، ولماذا؟
اليوم، بعد قراءة الكثير من كتب علم النفس ووعي لما كنت عليه بدت أعرف السبب.
وخاصة عندما أرى حولي الكثير من الطوائف الدينية والقومية وهي تجلد نفسها، أتذكر المرض ذاك الذي كان يعشعش في داخلي.
فمصدر الحزن هو تراث بيئي متوارث من جد لأب لحفيد.
إنها حكايات اللطم وعقد الاضطهاد وجلد الذات المريضة لتبقى مريضة.
لإن بلادنا مقموعة، مكبوتة جنسيًا ونفسيًا، ولم نخرج من هذه الدوامة إلا بجلد الذات.
فعندما يستحكم الكبت ولا يتم التفريغ السياسي والاجتماعي والجنسي عبر أجواء شفافة ومفتوحة على الحرية والحقيقة سيبقى هذا الحزن ساكنًا، كامنًا فينا.
إن التفريغ الجنسي وحده، هو استفراغ لإملاء الفراغ.
وإنه لا يمكن أن يلبي الحاجة دون إدارك مصدر الاحتقان الاجتماعي والسياسي والنفسي. والبحث الثوري عن مصادر الخلاص من هذه الدوامة الثقيلة.
إن الابتذال الرخيص ليس حلا لأمراضنا.
الحل هو التصالح مع الذات، والواقع، لإنتاج إنسان واعي يدرك ما يدور حوله.

رياض الترك
لا أعرف كيف ركبت مع رياض الترك أن يمد يده للإخوان المسلمين في إعلان دمشق في العام 2005؟
قوى لا علاقة لها بالحاضر ولا بالماضي، ولا بالمستقبل. قوى لا يعرف لها انتماء ديني أو قومي أو وطني.
قوى ليس لها برنامج سياسي استراتيجي أو مرحلي. ولا يعرف ماذا يريدون من الدولة والمجتمع.
الإخوان قوى لا سياسية
الإخوان المسلمين قوى لا علاقة لها بالدين الإسلامي ولديها رافض مبطن للحداثة.
كيف ركبت معه أن يتعاون أو يتحالف مع قوى لديها جاهزية تامة في تقديم الخدمات لمن يدفع لها مالًا سياسيًا مقابل الخدمة الرخصية.
لقد باعوا إعلان دمشق بحبة بندورة معفنة عبر وضع بيضهم في سلة عبد الحليم خدام لاعتقادهم أن الولايات المتحدة أو أوروبا داعمة لتوجهه السياسي.
ثم غيروا اتجاههم نحو الثورة السورية وركبوا الموجة وشوهوا اتجاه المجتمع والناس ووضعوا الغلة في بنك تركيا وقطر والسعودية ثم الولايات المتحدة.
ماذا يريد الإخوان المسلمين سياسيًا من الدولة والمجتمع؟ ما هو مشروعهم السياسي؟
ما هذا العماء السياسي لحزب الشعب في نكرانه الكامل لتاريخه، وتاريخه التضحيات التي قدمها أفراده في السجون عشرات السنين؟
كنت أتمنى لو ان رياض الترك ترك السياسة في العام 1998 على اثر خروجه من السجن، وترك الأمر للشباب ليتصدوا للواقع لكونهم أبناء الحياة
تضحياتنا وآلامنا ذهبت سدى. جنون العظمة في شرقنا واحد. كلنا نشبه حافظ الأسد
أكاد أقول كلنا من مصدر واحد، مخطة من فتحة أنف واحد، السائل ذاته والرائحة ذاتها والللزوجة ذاتها.
بعد أن انتهى كل شيء، وتحولت سوريا إلى رماد، مسك نفسه وهرب إلى فرنسا.
كأنه يعلن ارتياحه من عناء السفر.
والذي يشبهه هو ذلك الجرثومة الذي اسمه برهان غليون، الرخيص الروح والضمير.

الديمقراطية المقوننة
الديمقراطية المقوننة، قمع ملطف، حدود وحواجز، وخطوط طول وعرض مرسومة بدقة، بالفرجار، بحيث لا يخرج المرء من الدائرة.
على الدولة والمجتمع أن يتحركان بدقة، دون أن يخلان بجغرافية السلطة، ضمن الحدود المسموح بها.
لا يسمح بالفوضى، إلا الفوضى المسوح بها، وهذه الفوضى تأتي لغايات أو حاجات السلطة والقائمين عليها.
القانون، هو سيف النطع المستخدم لتنفيذ إرداة السلطة، وكل تسول له نفسه الخروج من الدائرة يقطع إلى نصفين.
على كل حال، مات المجتمع الغربي منذ أن أدخلوا فن علم النفس، الاخضاع لعقل السلطة.
ولم يعد هناك صوت يعلوا على صوت المعركة.

كن سيد نفسك
تثبت التجارب أن من يسلم دقنه للأخرين يخسر قضيته إلى الأبد.
القضايا العادلة يجب أن تبقى في أيدي أبناءها، هكذا تقول حكمة التاريخ والزمن.

في العام 2012 أعلن الرئيس أوباما الحرب على المجتمع السوري وإطلاق يد النظام في تصفية حساباته مع هذا المجتمع عندما قال: في سوريا يوجد تنظيم القاعدة.
كانت هذه الإشارة رسالة واضحة للجميع أن نظام الأسد باقِ وسيتم إعادة إنتاجه على المدى الطويل.
ومع هذا بقي المجلس الوطني السوري على علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة وطالبها مرات كثيرة أن تتدخل لإنهاء النظام.
هل كان المجلس الوطني موافقًا بالكامل على الاستراتيجية الامريكية أم خاضعًا أم خائفًا أم أن الرشوة السياسية التي نالها هو السبب؟
ثم تدفقت الحركات الجهادية المسلحة حاملة الرايات السوداء دون برنامج سياسي أو مشروع دولة المواطنة أو الانتماء لسوريا ذات حدود معترف بها دوليًا.
كل هذا تم برضى هذا المجلس وصمت دول العالم، وتأييد ودعم مالي وعسكري من قبل الخليج وتركيا.
اليوم انتهى الدور الذي قامت به هذه الحركات الجهادية بعد مجيء ترامب إلى السلطة بعد إزالة داعش شكليًا من الخارطة السياسية، ثم تبخرت أغلب هذه الحركات بفعل فاعل، وما تبقى في طريقه إلى النهاية.
لهذا أقول أن الشروط الدولية الحالية هو تصفية كل هذه الحركات والسماح للنظام العائلي في بسط سلطته على الدولة والمجتمع من جديد، والتمهيد لمرحلة سياسية آخرى بالتعاون بين تركيا وروسيا وإيران ودعم خفي من خلف الستائر من قبل الولايات المتحدة.
لهذا نقول:
إن يكف الجهاديين في تحويل الناس في مجتمعنا إلى دروع بشرية من أجل تحسين طريقة خروجهم.
دوركم أنتهى بعد أن هزمتم ثورة شعبنا، وعليكم الخروج من مدننا اليوم قبل بكره. لقد أديتم مهمة الخارج على أكمل وجه. ووجودكم أضحى عبئًا على من مولكم وداعمكم.
وبقاءكم أصبح مسألة وقت فقط.

النورس
نرى النورس محلقًا في السماء، نلتقط جماله، رشاقته، رفرفة جناحيه وانشغاله بملء الدنيا بهجة وجمالا، بيد أننا لا نرى لحظات قهره، ألمه، حزنه، معاناته من البرد والصقيع، وقلة حيلته في التقاط طعامه بعض المرات.
نريده في أبهى لحظات تألقه، هيبته، ولا نريد أن نتذكر ما يحيط به من مأسي.
إن نكتب عنه القصائد وننثرها في الفضاء الرحب ليحلق مع النجوم والغيوم والأمل.
إنه الإنسان، يحب أن يعيش لحظات الفرح والسرور، ويرمي ما عداه خلف ظهره.

الاتحاد والترقي الماسوني
كان هناك مؤتمر للاحزاب والمثقفين الأرمن في استانبول في صيف العام 1914, حضره رجال من الحكومة وحزب الاتحاد والترقي. وقتها, طالب الأرمن عدم دخول تركيا في الحرب العالمية الأولى لعدم جاهزيتها من الناحية اللوجستية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية, وحذروا الحكومة من المغامرة في أخذ الدولة العثمانية إلى الهلاك, بيد أن هذا ليس مبررا على الأطلاق لإبادة مليوني إنسان, وكاد اليونانون من رعايا الدولة والروم الأرتذوكس أن يذهبوا فرط حساب أيضا, لكن الأكيد أن حكومة الاتحاد والترقي كانوا مجموعة صبيان, أولاد, مغامرين غير ناضجين على المستوى السياسي والاجتماعي ولم يكونوا على قدر مسؤولية إدارة صف في مدرسة فما بالنا بقيادة دولة ومجتمع. وكما هو معروف لولا الأقدار وقيام ثورة اكتوبر البلشفية في روسيا القيصرية لما كانت تركيا موجودة على الخارطة الأن. لقد اتخذ قرار الإبادة رجل واحد موتور, مريض بجنون العظمة, هو رئيس الوزراء طلعت باشا. وحكم عليه بالاعدام من قبل الحكومة, بعد الحرب بسبب هزيمة تركيا العسكرية. وكما أعرف تشكلت لجنة لمحاكمته بسبب إبادة الأرمن, وبعدها انطوى هذا الملف إلى الأبد ودخل في ملف النسيان.

عطالة الدولة الاستبدادية لا تنتج إلا بيض فاسد, وأشباه بشر, وعقول مغامرة ومغلقة ومريضة.

من معاهدة سان استيفانوـ إلى مؤتمر برلين
مؤتمر برلين في العام 1878 وعبر المادة 61 جرى تعويم القضية الأرمنية دوليا دون الإرادة الخاصة بالأرمن.
إلى ذلك الوقت كان الأرمن جزء مهم من تركيبة الدولة, وكانوا بحماية الدولة, لكن قضيتهم من خلال هذا المؤتمر, عززت المخاوف العثمانية منهم أن يحدث بالاتراك ما حدث في البلقان, بعد أن تم طردهم منها عمليا في العام 1878 وابقوا عليها نظريا الى أن تم انهاءهم من البلقان بالكامل في العام 1913.
دفع الأرمن ضريبة كبيرة نتيجة هذا التعويم اللامسؤول من قبل الإرادة الدولية في ذلك الوقت.
لم أذكر السريان والأشوريين، لكوني ذكرت ذلك في المقدمة أن هناك مليوني إنسان، لهذا شملت جميع الذين تمت إبادتهم من قبل الدولة العثمانية في الأناضول.
كما يعرف الجميع أن مليون ونصف هم الأرمن كمقدمة على دفع الحساب، والباقي كانوا من السريان والاشوريين.
أما مؤتمر برلين فقد ذكر الأرمن بالأسم.
ثم أن الروم الارتذوكس لو تمت ابادتهم، لكان العدد وصل الى أكثر من أربعة ملايين, لكونهم كانوا الاكثرية.
واليونانيون لم يكونوا أقل من الأرمن، إن لم يكونوا عدديا أكثر.

منذ بداية الثورة السورية
من بداية الثورة وإلى اليوم, النظام يكذب, يزور, ويرمي زبالته, نفاياته, في حضن المعارضة, تلتقطه هذه الأخيرة, تعيد إنتاجه دون تمحيص, ثم تعيده لنا بعد أن تملئه من لدنها بالكثير من الغباء والسطحية



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات 119
- هواجس في الثقافة مقنطفات 118
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 117 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 116 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 115 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 114 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 113
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 112 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 111
- هواجس في الثقافة مقتطفات 110
- هواجس في الثقافة بعض المقتطفات 109
- هواجس في الثقافة مقتطفات 108
- هواجس في الثقافة مقتطفات 107
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 106 ـ
- هواجس ثقافية مقتطفات ـ 105 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطافاتــ 104 ــ
- هواجس ثقافية مقتطفات 103
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 102 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 101 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 100 ـ


المزيد.....




- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
- -جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
- المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 120 ــ