أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - اغتراب الشباب واعتداؤهم بالسلاح الأبيض على المارة، أية علاقة














المزيد.....

اغتراب الشباب واعتداؤهم بالسلاح الأبيض على المارة، أية علاقة


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7939 - 2024 / 4 / 6 - 03:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


منذ مدة ليست بالهينة، إجتاحت الشارع المغربي في مختلف المدن المغربية ظاهرة الاعتداء على المواطنين في الفضاء العام بالضرب والجرح بواسطة أسلحة بيضاء حادة من مديات وخناجر وسيوف..هذه الظاهرة، المسماة خطأ ب”الكريساج’ لأن هذه الكلمة تعني في اللغة الفرنسية التشحيم بينما المراد بها “agression”، استفحلت كثيرا بدافع واحد وهو السرقة واعتراض سبيل المارة ونتج عنها ضحايا كثر من كلا الجنسين. من هؤلاء من أصبح من ذوي العاهات المستديمة التي استوطنت أماكن من الجسد ظاهرة وخفية، ومنهم من فارق الحياة على إثر تلقيه طعنات غادرة في أماكن حساسة من جسمه..
ونظرا لخطورة هذه الجرائم، ارتأت في وقت سابق مجموعة من الناشطين على وسائل الاتصال الاجتماعي إطلاق حملة فيسبوكية استقطبت في زمن قياسي عددا كبيرا من المستعملين، إلا أنها لم تخرج عن نطاق المقاربة الأمنية حيث تمت دعوة جهاز الأمن المسؤول إلى التدخل بكل حزم وقوة للتصدي لهؤلاء المجرمين الذين عاتوا فسادا في الشوارع والأحياء وروعوا المواطنين الأبرياء الآمنين وكذا الضيوف والسائحين.
من الأصوات المشاركة في الحملة الفيسبوكية من دعا إلى إعادة النظر في العقوبة السالبة للحرية التي عوض جزر المجرمين فهي تشجعهم على العودة إلى السجن بعد قضاء أيام معدودة داخل أسواره.
بعيدا عن أجواء هذه الحملة، أقترح أحمد الريسوني، خليفة القرضاوي على رأس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ألا يطال العفو الملكي المجرمين من ذوي السوابق وإنما ينبغي أن يتمتع به معتقلو الرأي ومن له مشكلة مع الملك.
وبما أن من كان وراء إطلاق الحملة الفيسبوكية “زيرو كريساج” ومن شارك فيها ليس غرضهم القيام بتحليل سوسيولوجي لهذه الظاهرة المشينة والبحث عن جذورها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وإنما حسبهم التنبيه إلى خطورتها ومدى انتشارها، فلا ينبغي التوجه إليهم باللوم والعتاب لاقتصارهم على المقاربة الأمنية المؤدية إلى معاقبة المعتدين وتشديد القبضة عليهم..
في الواقع، أخذ النقاش حول الظاهرة وعواقبها بعدا حقوقيا سيما بعد توالي عمليات إطلاق الرصاص على بعض المعتدين ("المشرملين" بلغة الشارع المغربي) في هده المدينة أو تلك من طرف أعوان الشرطة دفاعا عن أرواحهم وصدا لمجرم مدجج بمدية ماضية، "ناضية" وكبيرة الحجم وهو في حالة هيجان ناتج عن مفعول الأقراص المهلوسة التي ابتلعها.
حيال هذه النازلة المتجددة، انقسم الرأي العام الوطني إلى معسكرين أو فريقين. الفريق الأول الذي أنتمي إليه صراحة يؤيد إقدام أعوان الشرطة على إطلاق الرصاص على الجانحين المهددين لأمن وسلامة المواطمين في الشارع العام، خاصة إذا رفضوا الامتثال للأمر بالتوقف وتسليم النفس. كما أحبذ الحفاظ على سلامة المعتدي الجسدية باستعمال رجال الأمن لتقنية الأذرع الحديدية من أجل إلقاء القبض عليه. أما الفريق الثاني فينظر للمسألة من جانبها الإنساني والحقوقي بمبرر أن اتخاذ قرار رمي الجانحين بالرصاص غير قانوني..
في الواقع، تسائل هذه الظاهرة الإجرامية الدولة والمجتمع كليهما كلما اعتبرت نتيجة حتمية لتفشي الاغتراب في أوساط الشباب المغربي نتيجة الهدر المدرسي الذي حطم رقما قياسيا عندنا حيث
كشف شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن مجموع المنقطعين عن الدراسة برسم الموسم الدراسي 2022-2021 بلغ ما مجموعه 334 ألفا و664، أي نفس مستوى الموسم الدراسي 2020ـ 2019 الذي كان خلاله عدد المنقطعين في حدود 331 ألفا و558.
كما أن تفشي الاغتراب راجع جزئيا إلى البطالة وانعدام فرص الشغل واستفحال التفاوتات الاجتماعية والمناطقية والمجالية وتفكك الروابط الأسرية والعائلية والقبلية.
فما هو الاغتراب؟ وما هي مظاهره؟ للإجابة عن هذين السؤالين، يستحسن اللجوء الى يزيد عيسى السورطي الذي يعرف في كتابه "السلطوية في التربية العربية" الاغتراب بكونه حالة ذهنية يشعر فيها الشخص بأنه معزول ومنفصل عن ذاته أو مجتمعه أو عن كليهما. أما مظاهر الاغتراب فقد لخصها في خمس نقط كما يلي:
1- العزلة الاجتماعية: ونعني الوجود الجسدي والمادي في المجتمع، والانفصال الروحي والنفسي عنه وعدم المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، وعدم الرضا عن أوضاع المجتمع ونظمه وقيمه وثقافته والعقليات السائدة فيه نتيجة لانعدام التكيف الاجتماعي أو لضآلة الدفء العاطفي، أو لصعف التواصل الاجتماعي للفرد.
2- العجز: وهو الشعور بعدم القدرة على التأثير في الشؤون الخاصة والعامة، وعدم القدرة على تقرير المصير، أو على المشاركة في صنعه، والشعور بحالة من الاستسلام والخضوع والقهر والاستلاب وغياب القدرة على الاختيار.
3- غياب المعنى: أي فقدان الحياة معناها ودلالاتها، وشعور الفرد بأن حياته خالية من الأهداف التي يستحق أن يعيش من أجل تحقيقها، وبأنه يفتقد إلى مرشد أو موجه لسلوكه.
4- غياب المعايير: وهو غياب القيم الثابتة في المجتمع، او انحلالها وتناقضها وازدواجيتها، وتقسيرها لمصلحة البعض على حساب الآخرين، وسيطرة مبدإ ” الغاية تبرر الوسيلة”. وكثيرا ما ينتج عن ذلك الفردانية المتطرفة والانتهازية والانتفاعية. 5- الغربة عن الذات: وهي إحساس الفرد بابتعاده عن ذاته بسبب عدم قدرته على إيجاد الأنشطة المكافئة ذاتيا، وشعور الفرد بأن ذاته وقدراته مجرد أشياء منفصلة عن ذاته..



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج من الثورة البنيوية: حالة تزفيتان تودوروف
- الخروج من الثورة البنيوية: حالة تزفيتان تودوروف (الجزء الخام ...
- الخروج من الثورة البنيوية: حالة تزفيتان تودوروف (الجزء الراب ...
- ما الفرق بين ،-نعم- و-لا-؟
- الخروج من الثورة البنيوية: حالة تزفيتان تودوروف (الجزء الثال ...
- الخروج من الثورة البنيوية: حالة تزفيتان تودوروف (الجزء الثان ...
- النظم البيئية للكربون الأزرق حاسمة في مكافحة تغير المنا خ وا ...
- بوزنيقة: الاشتراكي الموحد ينظم أمسية تأبينية تكريما لروح الم ...
- لخروج من الثورة البنيوية: حالة تزفيتان تودوروف (الجزء الأول)
- هل تمتلك فرنسا وسائل خوض الحرب ضد روسيا
- دعما للدكتور المعطي منجب الذي هاجمته مديرة موقغ إخباري
- دفاعا عن الدكتور المعطي منجب الذي هاجمته مديرة موقغ إخباري
- الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تطالب بالتراجع الفوري عن إغلا ...
- في رسالة مفتوحة إلى أخنوش وميراوي وآيت الطالب: الجمعية المغر ...
- المكتب السياسي للاشتراكي الموحد يوجه رسالة شكر إلى فروع الحز ...
- فلسفة التربية: تحديد المجال وعلاقته بالمعرفة والتعليم
- #مدونةكنتسنى: في المغرب، الجمعيات تقود حملة لتحسين وضع المرأ ...
- شهادات أدلى بها مناضلون حقوقيون في حق الفقيد محمد بنسعيد آيت ...
- فلسفة التربية: تحديد المجال وعلاقته بالمعرفة والتعليم (الجزء ...
- حزبان مغربيان ضحيا بوهجهما الإيديولوجي لتوديع بؤسهما المادي


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - اغتراب الشباب واعتداؤهم بالسلاح الأبيض على المارة، أية علاقة