تساؤلات محيرة حول مغرب الأمس ومغرب اليوم ومغرب الملك محمد السادس‏

عبداللطيف هسوف

الحوار المتمدن-العدد: 1754 - 2006 / 12 / 4 - 11:22
المحور: المجتمع المدني
    

‏1- مغرب الأمس: ‏
لماذا التستر على فضائح المؤسسات المغربية وعدم وجود نية صادقة تهدف إلى محاكمة ناهبي المال العمومي؟ ‏
‏- صندوق الوطني للضمان الاجتماعي: قدر حجم النهب ب115 مليار درهم يتكون هذا الرقم من 50 مليار ‏درهم ممنوحة، و65 مليار درهم فوائد، مع العلم أن الملفات والوثائق المهمة اختفت من الإدارة المركزية ‏للصندوق. ‏
‏- المطاعم المدرسية: 0.085 مليار درهم. ‏
‏- وكالة المغرب العربي للأنباء ‏‎ (MAP)‎‏0.176 م د‏
‏- المكتب الشريف للفوسفاط ‏‎(OP)‎‏10 م د‏
‏- المكتب الوطني للنقل ‏‎(ONT)‎‏ 0.20 م د ‏
‏- القرض العقاري والسياحي‎(CIH)‎‏ 8 م د ‏
‏- صندوق القرض الفلاحي ‏‎(CNCA)‎‏1 م د ‏
كم من ملايير نهبت من البنك الشعبي وكوماناف ومؤسسة الخطوط الملكية المغربية؟ ‏
كم هو قدر المليارات التي سطا عليها وزراء ومستشارون سابقون للملك بالمغرب؟ ‏
لماذا يرفع المغاربة شعار (استر ما ستر الله) ولا يجرؤون على محاسبة السابقين حتى يتعظ اللاحقون؟ ‏
هل يجرأ أحد على طرح تساؤلات عميقة حول النهب المقنع للثروات الذي عرفه المغرب سابقا في غفلة من ‏أبنائه؟

‏2- مغرب اليوم:‏
ماذا حل بكل تلك الإشارات السياسية التي أطلقتها حكومة التناوب، وعلى رأسها حزب الاتحاد الاشتراكي، كل ‏تلك الإشارات التي كانت تعد بتغيير سلوكات الوزراء وتحديث إدارة الشأن العام؟ ‏
أين هي وعود الانتخابات السابقة بأن المغرب سيدخل إلى مصاف البلدان الديمقراطية المتقدمة، وأنه سيقطع ‏مع عهد التخلف؟ ‏
أين هي تلك الشعارات المرتبطة بقيم الحداثة واحترام حقوق الإنسان التي كانت الأحزاب الحاكمة اليوم تطلقها ‏قبل الانتخابات السابقة؟
لماذا يفضل المغاربة اليوم الموت غرقا في البحر على البقاء أحياء في وطنهم الذي يفرش البساط الأحمر ‏لممثلين عالميين كبار في مهرجان السينما العالمي بمدينة مراكش؟
لماذا لم يتمكن مغرب العهد الجديد من تقليص نسبة البطالة التي تعرف أرقامها تزايدا صاروخيا في حين أن كل ‏مظاهر البذخ والتبدير بادية في الاحتفالات الرسمية وفي المهرجانات التي لا تنتهي؟ ‏
لماذا التغني صباح مساء بحقوق المرأة، بينما نساء المغرب في الجبال تقطعن الكيلومترات لحطب الخشب أو ‏لجلب المياه وحمل كل ذلك على ظهورهن؟
لماذا الحديث عن تعميم التعليم، بينما أرقام الأمية لازالت تضرب بأطنابها وسط المجتمع المغربي؟ ‏
لماذا تتراجع المبادرات الاستثمارية وتغلق المعامل والمؤسسات الإنتاجية في حين يبقى الماء والنقل في بعض ‏المدن بيد أجانب همهم الوحيد هو تحقيق أرباح على حساب فقراء المغرب دون اعتبار القدرة الشرائية المتدنية؟ ‏
لماذا تتقلص قدرة المواطنين الشرائية ويتزايد عدد الفقراء بمغرب العهد الجديد بعد أن تم بيع القطاع العام ‏وجني الملايير من عملية الخصخصة التي قام بها وزير الاشتراكيين الحالي؟ ‏
لماذا تصرف الملايين على برامج وأفلام مغربية غبية في حين لم تتمكن تلفزتنا بقناتيها الأولى والثانية من إنتاج ‏ولو فيلم واحد عن تاريخ المغرب الغني الثري؟ ‏
لماذا تدجن وسائل الإعلام وتمخزن لكي لا تقول غير ما يسمح لها بقوله؟ ‏
لماذا تعرقل كل الخطوات الرامية إلى الإصلاح والتغيير، وتتراجع وتيرة ترجمة بعض المشاريع الإصلاحية ‏على أرض الواقع خاصة منها تلك الرامية إلى تطوير الممارسة الديمقراطية بمغرب يحكمه تقدميو الأمس القريب؟
لماذا ضربت مصداقية جميع الأحزاب المغربية وشلت حركتها حتى أصبع (كعو وبعو) في نفس السلة؟ ‏
لماذا يتم تقزيم دور منظمات المجتمع المدني يوما بعد يوم في مغرب العهد الجديد؟‏

‏3- مغرب الملك سيدي محمد السادس:‏
لماذا ينزعج مؤرخ المملكة عبد الوهاب بلمنصور ومدير التشريفات والأوسمة عبد الحق المريني عندما لا يقبل ‏أحد المغاربة يد الملك، في حين أن الملك سيدي محمد السادس لا يعير الأمر اهتماما؟ ‏
لماذا هذه المفارقة الغير المفهومة في النظام المغربي: الملك محمد السادس يتبنى خطابا تقدميا يدعو إلى ‏التحديث والدمقرطة وإدخال الإصلاحات السياسية والاقتصادية الهامة (المرأة، الأمازيغية، التعليم، حقوق ‏الإنسان...)، في حين نجد البرنامج الحكومي الذي تتبناه أحزاب كانت تقدمية بالأمس، نجد هذا البرنامج تقليديا ‏متخلفا غبيا؟ ‏
لماذا يصبح قلب الملك المغربي يخفق في اليسار بينما قلب أحزاب الأمس اليسارية أصبح يخفق في اليمين، بل ‏اليمين اللاوطني العنصري الفاسد المفسد؟
لماذا يستن الملك سياسة اجتماعية ويحرص على إبرازها في كل تحركاته بينما الحكومة تستن سياسة ليبرالية ‏متوحشة تتجاهل مصالح الجماهير الواسعة؟
لماذا يسعى الملك سيدي محمد السادس إلى التأكيد على أن المغرب للمغاربة جميعا، بينما تتوجه الأحزاب ‏اليسارية إلى إقصاء الإسلاميين المعتدلين وتلصق بهم شبهة الإرهاب؟ ‏
لماذا لا يتكلم الملك إلا حين يستوجب الأمر ذلك بينما الحاشية وزعماء الأحزاب يصدحون بأصواتهم المملة ‏بمناسبة وبغير مناسبة؟ ‏

#عبداللطيف_هسوف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات