سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7933 - 2024 / 3 / 31 - 10:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ مجئ نظام الملالي الى الحکم في إيران، فإن هناك الکثير من الامور والمسائل المختلفة في هذا البلد تبعث على الالم الممزوج بالسخرية، لکن أکثرها وأهمها هو مزاعم قادة هذا النظام بأنهم سيحققون العدالة الاجتماعية والرفاه في المعيشة، والانکى من ذلك إن هذا النظام يصف نفسه بالمدافع عن المحرومين والمستضعفين ويسعى من أجل نصرتهم، لکن الذي حدث ويحدث للشعب الايراني تحت طائلة حکمهم البغيض من مظالم ومايعانونه من جراء هذا الحکم، يفوق کل وصف.
في ظل نظام الملالي الذي صار الصراع الطبقي يقترب من ذروته وخصوصا بعد أن باتت الطبقة الوسطى في طريقها للتلاشي وصارت أغلبية الشعب تعيش تحت خط الفقر والفقر المدقع، فإن الکثير من الامور والمسائل السلبية التي باتت تفرض نفسها کظاهرات في الواقع باتت تجعل الحياة في ظل هذا النظام أکثر صعوبة وتعقيدا وحتى تجعل من إيران بمثابة جحيم بسبب نهج هذا النظام وسوء إدارته والفساد المستشري في کل مکان ومفصل من نظام الملالي.
بسبب من سوء الاوضاع المعيشية والغلاء الفاحش في البلاد، فإن أغلبية أفراد معظم العوائل تضطر الى العمل حتى الاطفال ومع ذلك فإنهم لايتمکنون من أن يعيشوا عيشة حتى ولو تقترب من المعيشة العادية، ولذلك فإن العوائل تعاني من الضغط المعيشي المتزايد عليهم حتى صار سکن العوائل في المقابر أو المناطق المهمشة ظاهرة تسترعي الانتباه وکذلك البحث في حاويات النفايات عن الطعام، لکن کل ذلك في جانب وأن يضطر المواطن الايراني الى بيع أعضاء جسده من أجل المعيشة في جانب آخ.
إذ وکما جاء في تقرير مهم تم نشره في صحافة النظام من إنه"في انعكاس عميق للأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تجتاح إيران، ظهر اتجاه مثير للقلق يتمثل في بيع الكلى من قبل الشباب، بما في ذلك أولئك الذين ولدوا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لتغطية نفقات المعيشة الأساسية. هذه الظاهرة، التي أوردتها صحيفة “تجارت نيوز”، لا تسلط الضوء فقط على اليأس الذي يواجهه أولئك الذين يعانون من ضائقة مالية شديدة، بل تبرز أيضا الإخفاقات المنهجية داخل النظم الاقتصادية وأنظمة الرعاية الصحية في البلاد، والتي تدفع البعض إلى اتخاذ مثل هذه التدابير الجذرية."
ويوضح التقرير كيف توسعت سوق بيع الأعضاء لتشمل الأجيال الشابة، حيث لجأ الأفراد الذين ولدوا في الثمانينات والآن في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى المساومة على أجزاء من أجسادهم مقابل إعانة مالية. وتتراوح أسعار الكلى من 300 إلى 600 مليون تومان إيراني، مما يدل على المدى البعيد الذي يرغب الناس في بذله لتأمين سبل عيشهم.
ويضيف التقرير بأن"هذا السوق الكئيب لا يقتصر على منطقة محددة داخل إيران. من شيراز إلى مشهد إلى أورميه، يمتد الطلب على الأعضاء وعرضها في جميع أنحاء البلاد، حيث أصبح مصطلح “التطابق” لغة شائعة بين المعنيين، ويشير هذا التعبير إلى عدم وجود عائق طبي أو وراثي أمام عملية الزرع وعدم وجود تطابق في فصيلة الدم، والتوافق بين المانح والمتلقي، والذي يبدأ عنده التفاوض بشأن السعر.".
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟