مواقف أقل ما يقال عنها انها مسخرة

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7929 - 2024 / 3 / 27 - 06:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من سخريات القدر قول قادة الولايات المتحدة: (لا يمكننا السماح لسكان غزة بتقرير مصيرهم، ولا يمكننا السماح لهم باختيار من يدير شؤونهم لأنهم يقفون مع المقاومة ويؤيدونها). .
حقيقة الأمر لم يتدخل مجلس الامن ولا المنظمات الدولية في الشأن الأمريكي عندما اختاروا قادتهم من المزابل فدمروا فيتنام واجتاحوا افغانستان وشنوا غزواتهم ضد العراق، ودعموا حملات الابادة الجماعية ضد المدنيين. ولم تتدخل شعوب العالم باختيار قادة القبضة الاقتصادية الخانقة ضد ليبيا وسوريا، وكانوا وراء برنامج اوباما للطائرات المسيرة الذي بلغ قتل المدنيين فيه 95%. .
يتحدث قادة امريكا عن الارهاب، وهم الذين أعطوا اصواتهم لأخطر الأرهابيين على وجه الارض. فمن سخريات القدر ان يدرج أسم (ابو عبيدة) في لائحة الارهاب. ويدرج أسم (بن غفير) في لائحة دعاة السلم. كيف يُجرَّم محرر الارض وحامي العرض، بينما يسرح ويمرح قاتل الأطفال ومغتصب النساء بلا حساب ؟. .
غزة الآن هي ميزان العدل بين الحق والباطل. وقد ظهر البؤس في مخيمات المحتجزين خلف أسوار القطاع المنكوب، وظهر الطغيان في صفوف الداعمين للحصار والعدوان. فلا عتب بعد اليوم على حكومة الأردن ولا على حكومة مصر التي تنازلت صاغرة عن سيادتها من اجل استرضاء الولايات المتحدة، وهي التي أغرقتها في ديون قد لا تخرج منها حتى قيام الساعة. .
انظروا كيف يستميت السيسي في الحفاظ على أمن إسرائيل التي فقدت امنها حينما تعرضت سفنها للغرق في باب المندب، وحينما رفعت السفن التجارية الماخرة في البحر الأحمر عبارة: (لا علاقة لنا باسرائيل) كي تتفادى صواريخ الحوثي وتنجو من الغرق. .
إسرائيل تستهدف المدنيين وتقتلهم عن قصد بدعم من الحكومات الأوروبية. ولن يستطيع نتنياهو الإفلات من العقاب لولا دعمهم له. بينما تستمر الولايات المتحدة بتعزيز ترسانته بالذخيرة والسلاح لكي يواصل حملات الابادة الجماعية. .
العالم كله يدرك الآن ان الحكومة الاسرائيلية الحالية هي الأكثر تطرفا دينيا وقوميا في التاريخ الحديث. وليس لدى الصهاينة اي نية للعيش بسلام جنبا إلى جنب مع اي فلسطيني تحت اية ظرف، وهي الآن تستعرض خارطتها التوسعية من النيل إلى الفرات من دون ان يعترض عليها احد. وتسعى للسيطرة على كل ما يقع تحت يدها من ارض في الاردن او سوريا او لبنان او مصر. وباتت المنطقة برمتها مخيرة بين الخضوع للسيطرة الصهيونية الشاملة والتطهير العرقي. ولا مستقبل للشعب العربي بعد الآن تحت وطأة سياسة الذل والخنوع التي انتهجها السيسي وآمن بها ملك الأردن في إعلانه الولاء لإسرائيل التي خسرت الحرب بشهادة اللواء إسحاق باريك، بل انها خسرت سمعتها في كل القارات، وسوف يعترف نتنياهو نفسه بتلك الخسائر في قادم الايام. ويشعر المواطن الأمريكي والأوروبي ان ضرائبه وأمواله التهمتها نيران الحرب التي شاركت فيها بلدانهم ضد المدنيين وضد الإنسانية. .
اللهم رد كيدهم في نحورهم

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات