أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - العالم العربي يفتقد الدولة الأنموذج














المزيد.....

العالم العربي يفتقد الدولة الأنموذج


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 7911 - 2024 / 3 / 9 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حين تلعب تركيا، كقوة إقليمية صاعدة، بالرغم من بعض العثرات، دوراً محورياً في منطقة الشرق الأوسط باتجاه الأمن والاستقرار واحترام قواعد الممارسة الديمقراطية، فإننا نفتقد، حتى تاريخ إعداد هذه المقاربة، لأنموذج عربي يستطيع أن يقود المنطقة إلى طريق الحرية والكرامة والاستقرار، ومحاولة التوسط تفاوضياً للمساهمة في حل صراعات المنطقة أو على الأقل نزع فتيل انفجارات محتملة، وبناء علاقات تعاون اقتصادي متطورة بين الدول العربية ومع دول الجوار أيضاً.
إذ لم يتجدد المشروع العربي، لا في هويته الفكرية والسياسية ولا في حضوره الاجتماعي (لعلَّ نجاح المملكة العربية السعودية في مشروعها الإصلاحي يشكل قاعدة أنموذجية للنهوض العربي في المستقبل)، إذ يبدو أنّ قوى مؤثرة في هذا المشروع لم تدرك بعد أنّ العروبة ودولة الحق والقانون والمواطنة مرتكزات متكاملة في بحث شعوب هذه المنطقة عن تماسكها، عن سلمها واستقرارها وأمنها الاجتماعي، وعن طموحاتها وتطلعاتها إلى المستقبل.
وفي الواقع لا يمكن أن نتحدث عن الدولة الأنموذج دون أن نؤكد أنها دولة الحق والقانون الذي يتساوى فيها الحاكم والمحكوم، دولة الكل الاجتماعي، وأنها دولة مجتمع المؤسسات الحزبية والمدنية التي تنظِّم حياة الناس وتدافع عن حقوقهم، ومجتمع الواجبات حيث يؤدي كل فرد واجبه تجاه المجتمع.
وفي الوقت الذي تغيب فيه عن المشهد الإقليمي نماذج عربية ناجحة، تشترك تركيا مع إيران في طرحها أنموذجاً متكاملاً ورؤية متسقة لمستقبل الشرق الأوسط، مع التباينات الأساسية بين الأنموذجين. ففي حين تمثل إيران، داخلياً، حالة من التداخل بين الدين والسياسة تغيب عنها الديمقراطية الحقيقية، تقف تركيا معبِّرة عن إمكان الجمع الناجح بين علمنة مؤسسات الدولة والمجال العام والتحوُّل نحو ديمقراطية تقبل مشاركة، بل قيادة حزب " العدالة والتنمية " الإسلامي الحياة السياسية في إطار ضمانات دستورية وقانونية واضحة.
وفي المقابل، على الرغم من نجاح عدة دول عربية في المحافظة على استقرار الحكم، إلى حد بعيد، معتمدة في ذلك، إما على ريع الوفرة النفطية أو قمع الأجهزة الأمنية أو كليهما، إلا أنّ ثنائية المجتمع المتطور – نسبياً - والدولة التقليدية تنذر بتوترات، كما هو الحال في العديد من الأقطار العربية، تعبِّر عن نزوع قوى المجتمع الحية إلى الاصطدام بحكام الدول لانتزاع المزيد من الحريات المدنية والعامة، وللدفع في اتجاه تحديث المؤسسات، كما حصل في موجتي ربيع الثورات العربية في عامي 2011 و2019.
والحقيقة أنّ أبرز إرهاصات الرفض الشعبي هذا أضحت ترتبط، في المقام الأول، بتواتر الاحتجاجات الاجتماعية ذات الخلفيات المحددة كمكافحة الغلاء والبطالة وتحسين الخدمات الأساسية ومستويات الأجور والإعانات المقدمة لمحدودي الدخل وغيرها، وبدرجة أقل بالعزوف الشعبي عن المشاركة في الحياة السياسية الرسمية بمقاطعة الانتخابات الصورية والابتعاد عن الأحزاب، بعدما شاع التحاق أكثرها بالسلطات المستبدة، وبالتالي الشك بصدقيتها وقدرتها على التعبير عن مطالب وتطلعات المواطنين.
وفي الواقع ظل الفكر السياسي العربي، بجميع تياراته، يعاني من شح الثقافة الديمقراطية وضعف الوعي الحقوقي، لاسيما بمسألة التنوُّع والتعددية والاعتراف بالآخر وتداول السلطة سلمياً وسيادة مبادئ القانون والمساواة واحترام حقوق الإنسان وغيرها. ولم تكن البيئة الثقافية العربية قد أفرزت مطالب وشعارات تربط بين الدولة، ككيان قائم ومستمر وليست السلطة كحالة متغيِّرة، وبين الإصلاح الديمقراطي الداخلي والتخلص من الهيمنة الأجنبية.
وهكذا، يواجه العالم العربي تحديات غير مسبوقة في تاريخه المعاصر، فالنظام الإقليمي العربي فاقد المناعة تجاه الضغوط والتدخلات الدولية والإقليمية، وغالبية أنظمته القطرية تفتقر لاستقلال الإرادة والقرار، فيما أكثر من قطر مهدد بوحدة نسيجه المجتمعي وترابه الوطني. وقد تراجعت نسبة إسهام الأنشطة الإنتاجية، الصناعية والزراعية، مقابل ارتفاع نسبة مساهمة الخدمات والمداخيل الريعية في الاقتصاديات العربية. فضلاً عن القصور في استغلال الموارد الطبيعية والبشرية المتوفرة واستثمار عوائدها، ومحدودية قنوات الاستثمار الوطنية والعربية، مما أسهم في هجرة الأموال والعقول. ولا أدلُّ على التأخر الاقتصادي العربي من أنّ المداخيل الوطنية العربية مجتمعة لا توازي دخل هولندا أو إسبانيا. وفي معظم الأقطار العربية تراجعت نسبة وأهمية ودور الطبقة الوسطى، وتزايدت الفجوة اتساعاً بين القلة مالكة الثروة والنفوذ وبين الأكثرية الساحقة من المواطنين، وارتفعت نسب البطالة ومن هم دون خط الفقر، مما ينذر باستمرار الانفجارات الاجتماعية المطالبة برحيل الديكتاتوريات العربية.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديات الخطاب السياسي العربي
- العالم العربي بحاجة ماسّة إلى التغيير
- أهم القضايا المؤجلة للنهضة العربية الحديثة
- إخفاق العرب تجاه المطامع الأجنبية والعدوانية الإسرائيلية
- تفاقم احتقان الشعوب العربية على الصعيدين السياسي والاجتماعي
- تعثّر التنمية الشاملة في العالم العربي
- الموارد العربية اسُنزفت والإرادة انتُهكت
- هدر الموارد المادية والبشرية في العالم العربي
- مأزق العمل العربي المشترك
- انبعاث الفكر الأصولي والعصبيات ما قبل الوطنية
- الأبعاد الثقافية للتأخر العربي الراهن
- التعاطي العربي الكلامي السطحي مع المشكلات
- محرقة غزة في الذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق ا ...
- أهم معوّقات النهوض الحضاري العربي
- مخاطر الماضوية على مستقبل العالم العربي
- شرعية الأمر الواقع في الدول العربية الفاشلة
- أية شرعية للحكومات العربية؟
- تضخم سلطة الدولة وضعف المجتمع المدني في العالم العربي
- كيف تتعامل الحكومات العربية مع الحقل السياسي
- حدود الثقافة السياسية العربية


المزيد.....




- إسرائيل تكشف هوية الرهائن الثلاثة الذين استعيدت جثثهم من غزة ...
- بالصور.. بدء تسليم المساعدات لغزة عبر الرصيف البحري
- زيلينسكي يرفض -هدنة أولمبية- يريدها ماكرون ويتحدث عن أكبر مي ...
- مصدر أممي: الجزائر وسلوفينيا تطلبان عقد اجتماع لمجلس الأمن ا ...
- مستشار الرئيس الإماراتي يعلق على لقاء بن زايد وبن سلمان والن ...
- وكالة: كوريا الشمالية تختبر صاروخا باليستيا تكتيكيا بنظام تو ...
- مقتل فلسطينيين في قصف إسرائيلي لمنزل برفح
- أنور قرقاش يعلق على لقاء محمد بن زايد ومحمد بن سلمان
- كيف يعمل دماغك فعليا؟
- طبيب يشرح أسباب الأقدام المسطحة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - العالم العربي يفتقد الدولة الأنموذج