هذا ما صنعه الشيصي

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7908 - 2024 / 3 / 6 - 00:13
المحور: القضية الفلسطينية
    

البارحة وبينما كنت أتنقل بواسطة الرموت بين الفضائيات من محطة إلى اخرى. يدفعني القلق لمعرفة آخر أخبار أحوالنا المتردية، ولمتابعة مواقف زعماء الفزعة العربية، الذين هبّوا لنجدة طغيانيل، وتهافتوا لمؤازرتها بما تجود به سفنهم البحرية وقوافلهم البرية من خدمات لوجستية أشادت بها صحف الاستهتار العالمي، واثنى عليها كهنة الأشكناز والسفارديم. . أثارت انتباهي المضخات الإعلامية المصرية المكرسة لتمجيد مواقف الرئيس الشيصي في توجيه طائراته لإيهام الناس بإسقاط مظلات الغذاء والدواء فوق الاحياء المنكوبة، فسقطت فوق سطح البحر. كانت قنواتهم كلها تتفاخر وتتباهى بنخوته المصطنعة وإنسانيته الزائفة، زاعمين انه كسر طوق الحصار الذي فرضه هو بنفسه على غزة، وانه كان يخشى غضبة الجبار من آثام هذا الحصار. وهو الذي خنق غزة، واقفل بوجهها البوابات والنوافذ، ومنع وصول الشاحنات اليها، وسرق المساعدات، وباع بعضها. وفرض الإتاوات على الداخل والخارج. .
لقد فشل رؤساء العالم كلهم في إقناعه بتخفيف الضغط عن الجياع والمنكوبين والمفجوعين. لكن توسلاتهم ذهبت ادراج الرياح. ثم ظهر امام الشعب المصري بوجهه المنتفخ ليقول لهم: (أروح من ربنا فين إذا كنت أنا الذي امنع عنهم المساعدات). .
جاء رؤساء العالم إلى القاهرة لاقناعه بفتح المعبر. جاء البرازيلي والتركي والعربي والإفرنجي والأفريقي. لكنه ركب بغال العناد وساقها نحو هضاب التجويع والتعطيش. ثم ظهر بشحمه ولحمه ليزف للمغفلين أنباء مبادرته السوبرمانية بإنزال المحارم الورقية ومساحيق الغسيل وملح الطعام من الجو إلى البحر. .
ويعلم العالم كله ان الذي سمح له بالتحليق والطيران فوق المناطق الواقعة تحت القصف الثقيل، لم يمنعه من فتح البوابات المغلقة. ولم يطلب منه إقامة الأسوار والجدران والموانع والخنادق لعزل غزة وفصلها عن سيناء. .
مما لا ريب فيه ان هذه الخدع لا تنطلي على العقلاء. ولن تسهم في تجميل صورة الشيصي الذي تقسمت مصر على يده، وأصبحت عبارة عن مقاطعات وعرصات معروضة للبيع. .
ختاما لابد من تعريف مفردة (الشيصي) المرادفة للسيسي. . فالشيص: هو التمر الذي لا يشتد قوامه، أو لا يكون له نوى. وتعني أيضا أردأ أنواع البلح. تسمى التمرة الواحدة: شيصة وشيصاءة. . قالوا: أشاص النخل وشيّص: أي لم يتلقح ففسد وتيّبس. فالشيص مفردة مرادفة للحشف، ومرادفة للتمور التي جفت من غير نضج، فلا تكون لها حلاوة، والواحدة حشفة. وهذا الوصف ينطبق تماما على الرئيس المتشيص المكسيكي. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات