|
نزاع الصحراء الغربية بين الجمهورية الموريتانية والنظام المزاجي البوليسي العلوي المغربي .
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7895 - 2024 / 2 / 22 - 16:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل علاقة الدولة الموريتانية ، مؤسسات وشعب ، بأزمة نزاع الصحراء الغربية ، تبتدئ من التوقيع على اتفاقية مدريد التي قسمت الصحراء الغربية قسمة الغنيمة ، حيث استولت موريتانية على منطقة وادي الذهب ، واستولى النظام المزاجي البوليسي العلوي على الساقية الحمراء ، مع الإشارة ان قسيمة الغنيمة وهي قسمة صعاليك الصحراء ، لم تنجح في وضع المؤسسات الدولية ، مجلس الامن والجمعية العامة ، والمؤسسات القارية كالاتحاد الأوروبي امام الامر الواقع ، بعد اصدار محكمة العدل الدولية لقرارها الشهير الصادر في 16 أكتوبر 1975 ، والذي ينص على تقرير المصير والاستفتاء كآلية لحل نزاع الصحراء الغربية . فدخول جيش النظام المزاجي البوليسي للصحراء الغربية ، لم يفرض سياسة الامر الواقع ، بل ان تقسيم الصحراء كغنيمة ، بين موريتانية وبين النظام المخزني ، سيصبح وضعا مهزوزا دوليا ، عندما ظل ثلث الأراضي الصحراوية المسماة بالمنطقة العازلة ، خارج عملية التقسيم ، ورغم ان القاعدة العامة للوضع القانوني لِ هكذا نزاع يفرض خضوع الثلث الخارج عن التقسيم لسلطة الأمم المتحدة ، فهذه ظلت عاجزة في بسط سيطرتها على المنطقة ، التي لم تخضع يوما لسيطرة الأمم المتحدة . بل ظلت أراضي تصول فيها جبهة البوليساريو كيف شاءت . وعوض ان تكون منطقة منزوعة السلاح ، أصبحت من المناطق التي عرفت استعمال السلاح بكثرة . وهذا الوضع الغير طبيعي ، إضافة الى الوضع القانوني ، للگويرة " التي كانت جزءا من أراضي وادي الذهب ، فرغم ان موريتانية قامت بنقد ذاتي اعتبرت فيه تقسيم الصحراء بمقتضى اتفاقية مدريد ، هو احتلال واستعمار للصحراء ، فخرجت موريتانية من وادي الذهب في سنة 1979 ، لكن رغم النقد الذاتي الذي قامت به ، فهي ظلت منذ سنة 1979 تحتل " الکويرة " الى اليوم . وهذا يخلص ، واخذا بعين الاعتبار للنقد الذاتي الموريتاني ، انّ بقاء الجيش الموريتاني ب " الکویرة " قد اعطى المجتمع الدولي التعامل مع نزاع الصحراء الغربية ، كاراضي تنتظر الاستفتاء وتقرير المصير ، الذي وحده يحدد جنسية الصحراء بالنسبة للطرف الذي تكون نتيجة الاستفتاء في صالحه . وهذا الوضع القانوني ، في اعتبار تواجد النظامين الموريتاني والنظام المزاجي البوليسي ، بالوضع الدال لوحده على نفسه ، لم ينجح في الحسم النهائي لنزاع الصحراء الغربية كما يريد النظام المزاجي البوليسي ، خاصة وانه عجز في اقناع المجتمع الدولي بالوضع المفروض بعد اتفاقية مدريد التي قسمت الصحراء كغنيمة .. اذن . يبدو ان المشكل بالنسبة للنظام المزاجي البوليسي ، ليس هو رفض المجتمع الدولي لسياسة الامر الواقع في الصحراء ، بل ان المشكل الذي زاد في تعقيد الوضع القانوني للنظام المزاجي البوليسي المخزني ، هو الجمهورية الموريتانية ، التي تخندقت ضد اتفاقية مدريد ، بل وكشريك للنظام المزاجي البوليسي في تقسيم الصحراء كغنيمة ، خروج النظام الموريتاني من قسم من الصحراء ، وادي الذهب الذي اعتبره غير موريتانيا ، واحتفاظه ب " الگزيرة " التي هي جزء من أراضي وادي الذهب . وعجز النظام المزاجي البوليسي من ضم " الگويرة " الى الأراضي أراضي وادي الذهب .. بل ان المشكلة الموريتانية بالنسبة للنظام المزاجي البوليسي ، مع الأنظمة التي تعاقبت على الحكم ، يرجع الى فترة تبعد عن اتفاقية مدريد الثلاثية ، وتعود الى الخمسينات والستينات من القرن الماضي ، عندما كانت الدولة الموريتانية ترفض الانضمام الى المغرب ، واعتبرت نفسها بالدولة المستقلة التي لا علاقة تجمعها مع الدولة المغربية ، غير حسن الجوار . وهنا يجب التذكير بالنزاع الموريتاني مع النظام المغربي ، حين رفض الحسن الثاني الاعتراف بالجمهورية الموريتانية ، واعتبرها جزءا من المغرب ، وكيف تطور النزاع بما اصبح يهدد النظام .. ورغم الرفض ، اضطرالحسن الثاني الى الاعتراف باستقلالية الجمهورية الموريتانية ، في بداية الستينات ، بعد ان اعترفت بالاستقلال الموريتاني اول دولة عربية ، هي تونس " الحبيب بورقيبة " .. ومنذ اعتراف النظام العلوي باستقلال الجمهورية الموريتانية ، فان هذا الاعتراف الذي جاء على مضض ، لم ينهي المشكلة الموريتانية التي ظلت ، بل وتطورت الى كيان يهدد النظام المغربي ، حيث ظلت موريتانية في ضمير النظام ومعه حزب الاستقلال ، مغربية كما كانت قبل دخول الاستعمار الى البلد . ان هذه الحالة ، خاصة تصريحات القيادة البرجوازية لما يسمى بالحركة الوطنية ، بمغربية موريتانية ، والكل يتذكر تصريح حميد شباط الذي خلف خوفا للقيادة الموريتانية ، وقبل شباط تصريحات علال الفاسي ، والدويري ، بالتذكير بالمشكلة الموريتانية . بل عندما دخل مسلسل نزاع الصحراء الغربية النفق الخطير ، واصدر الملك الامر للبرلمان بالتصويت بالموافقة على اتفاقية الحدود المغربية الجزائرية في سنة 1994 ، فان حزب الاستقلال امتنع عن التصويت لصالح الاتفاقية ، لأنه ظل يعتبر الصحراء الشرقية الجزائرية مغربية .. وهذا الموقف لحزب الاستقلال ، رغم انه فشل في تأكيد أطاريحه بالبرلمان ، فان تصويت البرلمان بالإيجاب على اتفاقية الحدود المغربية الجزائرية ، لم يدفع بالجزائر الى تزكية مغربية الصحراء ، بعد ان ربحت نزاع الحدود .. وكانت الجزائر بعد توقيع اتفاقية الحدود ، تنتظر ان يصادق البرلمان الملكي على الاتفاقية لترقى الى الاتفاقيات الدولية ، التي ترتب حقوقا وواجبات على موقعيها ، مقابل ان تعترف له بمغربية الصحراء المغربية --- الصحراء الشرقية مقابل الصحراء الغربية --- . لكن ستهب الرياح في اتجاه اخر ، لان الجزائر التي ربحت اتفاقية الحدود ، لم يعد لها ما يخيفها ، خاصة وانها على معرفة بحجم الخسائر اليومية التي يتكبدها النظام في الصحراء ، بسبب الحرب التي كانت حربا بالمعنى المفهوم ، ولتنتهي اللعبة باعتراف الدولة العلوية بجزائرية الصحراء الشرقية ، لكن الجزائر لم تعترف للنظام بمغربية الصحراء ، سيما واثناء الحرب الباردة التي كانت لا تزال متواصلة ، أصبحت من المدافعين الاشاوس على استقلال الصحراء الغربية .فتم اعتماد الجانب الحقوق والديمقراطية للميثاق الاممي الذي هو الاستفتاء وتقرير المصير . فكانت النهاية ان النظام المزاجي الذي يتصرف مزاجيا ، لأنها خاصية نظام المخزن ، ان فقد الصحراء الشرقية التي أضحت بتصويت البرلمان جزائرية ، وفقد الصحراء الغربية ، عندما تقدم مرة بحل الحكم الذاتي ، ومرة وهي المصيبة المزاجية ، اعترف صراحة وامام العالم بالجمهورية العربية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، واصدر ظهيرا وقعه محمد السادس بخط يده ، يقر فيه بهذا الاعتراف الذي اصبح قانونا عندما نشره في الجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد 6539 / يناير 2017 . وتكون الجزائر قد أقفلت نزاع الصحراء الشرقية التي أضحت جزائرية ، وحرمت النظام المزاجي من حسم نزاع الصحراء الغربية التي ينتظرها حل الاستفتاء وتقرير المصير على طريقة تيمور الشرقية Le Timor Oriental .. ففي هذا الخضم من قواعد الصراع المستعملة ، والخطأ هنا ممنوع ، ستبرز المشكلة الموريتانية ليس كطرف من المغرب الذي استقلت عنه ، وباعتراف الحسن الثاني . بل ستظهر اكثر خطورة على وجود النظام المزاجي البوليسي عند استقلال الصحراء عنه . فالمشكلة الموريتانية ، ستبدأ بالمناورة ، وستنتهي بالانقلاب على النظام المزاجي البوليسي . ان اكبر مشكلة خلقتها المبادرات الموريتانية للنظام المزاجي ألبوليسي ، ووقْعُها بالنسبة للنظام الذي فقد الثقة في نفسه ، عندما قسمت الصحراء كغنيمة باتفاقية مدريد الثلاثية ، وعندما ستقرر الخروج من الصحراء ، أي التنازل عن أراضي وادي الذهب ، واعتبار التواجد الموريتاني بالوادي بمثابة احتلال . وهنا يكون الانسحاب الموريتاني في سنة 1979 ، ضربة قوية للنظام المزاجي البوليسي ، حيت عرّته من الاستجداء بالتاريخ ، لصالح الدولة الصحراوية . فموريتانية عندما خرجت من ووادي الذهب ، ومن دون اخبار النظام المزاجي البوليسي ، بدأت وشرعت في تسليمه الى الجبهة الشعبية ، لتقيم فيه الجمهورية الصحراوية . لكن فطنة النظام لهذا التصرف الذي يعتقد انه سيصبح بسياسة فرض الامر الواقع ، ستعطي للنظام السبق مع الزمن والوقت الذي يهدده ، فدخل الى وادي الذهب ، مثل دخوله الى الساقية الحمراء . ومثل ان المنتظم الدولي رفض سياسة الامر الواقع التي فشل النظام في فرضها في الساقية الحمراء ، ستفشل سياسة الامر الواقع في حالة وادي الذهب .. وعندما تصرح موريتانية ان تواجها بالصحراء كان احتلالا ، فهي تؤكد على ان تواجد جيش النظام المزاجي البوليسي ، هو احتلال كذلك . ليس الى هنا كان الانقلاب الموريتاني على النظام المزاجي البوليسي ، بل ان الجمهورية الموريتانية ستذهب بعيدا عندما اعترفت صراحة وامام العالم بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية . وهي كشريك سابق مع النظام ، شرعت في تقريعه ، وبما يزيد من خلق المشاكل له .. فماذا يعني خروج الجيش الموريتاني من وادي الذهب في سنة 1979 ، والاحتفاظ ب " الگویرة " التي هي جزء من وادي الذهب .. وما يعني دخول جيش النظام المزاجي البوليسي لوادي الذهب ، مع بقاء " الگويرة " تحت الاحتلال الموريتاني ... وللإشارة ، فعند دخول جيش النظام المزاجي البوليسي الى وادي الذهب ، بعد الانسحاب الموريتاني منه في سنة 1979 ، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها الشهير، الذي كان رفضا وردا على دخول جيش النظام الى وادي الذهب دون الگويرة ، قرارها الشهير 34/37 السنة 1979 ، تعتبر فيه " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " ، بمثابة الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي .. أي رافضة للتواجد لجيش النظام بالساقية الحمراء قبل سنة 1979 ، ورافضة لتواجده بالقوة بوادي الذهب .. ان المشكلة الموريتانية بالنسبة للنظام المزاجي البوليسي العلوي ، هي مشكلة تاريخ فشل في تفسيره وفي الدفاع عنه .. وهي مشكلة مؤامرة كما سمتها القيادة الموريتانية عندما دخلت الى الصحراء في سنة 1975 ، ومشكلة قناعة أصبحت مهزوزة عندما شرعت الجمهورية الموريتانية ، تتخندق الى جانب المشروعية الدولية . بل وتدافع صراحة عن الحق التواجدي للدولة الصحراوية بالمنديات والمنظمات الدولية ، كالتواجد بمنظمة الوحدة الافريقية OUA ، وبالاتحاد الافريقي UA .. وأصبحت تناصرها وتناصر قضيتها في المحافل الدولية .. فعندما يصرح الرئيس الموريتاني مرتين في سنة 2023 ، بان الاعتراف الموريتاني بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، هو اعتراف استراتيجي ، وهو موقف متحامل على النظام المزاجي البوليسي ، تصبح مسألة العلاقة بين الجمهورية الموريتانية وبين الدولة الصحراوية ، والجزائر واضحة ، وهي علاقات على حساب ما كان يسمى بالعلاقات مع النظام المزاجي المخزني .. وهنا ندرج الموقف الموريتاني من معبر الگرکرات ، والدور الموريتاني في الرفع من الرسوم الجمركية على صادرات النظام المزاجي البوليسي ، وصادرات المرتبطين به ، من الفواكه والخضر .. التي تكبد خسارتها النظام المغربي ، دون ان يكون هناك حل في الأفق لعلاج كل التشنجات .. لقد توجه الرئيس الموريتاني الى تندوف الجزائرية لتدشين الطريق المعبد الزويرات / تندوف ، وتوقيع اتفاقيات لها علاقة بهذا المشروع الذي سيخنق النظام المزاجي البوليسي . وباستثناء معبر الگرگرات الذي يرسم الحدود الموريتانية المغربية ، فالنظام المزاجي مطوق من جميع الجهات ، ومحاصر الحصار التام . فحتى معبر الگرگرات ، سيصبح مشكلة لأسواق النظام المخزني ، لتصريف الخضر والفواكه لضيعاته ، التي سيعمها الفساد والتعفن .. لكنها ستكون في صالح فقراء المغرب المفقرين ، بالنسبة لتدني الاثمنة في السوق الوطنية .. حين تدعي الجمهورية الموريتانية بالحياد التام في نزاع الصحراء الغربية ، والتزام نفس المسافة بين اطراف الصراع .. فالنظام الموريتاني وكما يدعي الحياد ، لا علاقة له بالحياد ، وانه نظام متخندق ، مع جبهة البوليساريو ، والجمهورية الصحراوية ، والجزائر .. فهل الحياد هو الاعتراف بالدولة الصحراوية ، والانقلاب على كل المشاريع التي خطط لها مع النظام المزاجي البوليسي قبل سنة 1979 .. ان الحياد الحقيقي ، هو ان تلتزم الجمهورية الموريتانية بالمشروعية الدولية ، التي تنص في كل قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة ، على الاستفتاء وتقرير المصير ، ولا تنص على الدولة الصحراوية .. والدليل على تأكيد المشروعية الدولية ، واتخاذ نفس المسافة من اطراف النزاع ، هو الاستفتاء الذي ستحدد نتائجه جنسية الصحراء الغربية . وهنا فرغم اعتراف الملك وامام العالم بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، فباستثناء الافارقة الذين اعترفوا بالدولة الصحراوية ، فان دول الفيتو بمجلس الامن ، والدول الاقتصادية العظمى ، تجاهلوا هذا الاعتراف الملكي ، وكأنه لم يكن . لان المشروعية الدولية في جميع قراراتها ، لا يوجد في احدها أيّة إشارة الى الدولة المنتظر بناءها . بل النصوص والقرارات تنص على فقط على الاستفتاء وتقرير المصير .. لكن لماذا هذا التحامل الموريتاني على النظام المزاجي البوليسي ، رغم ان موريتانية تتصرف وتصرفت ضد المشروعية الدولية عندما اعترفت بالجمهورية الصحراوية ؟ . في حين ان المشروعية تنص على الاستفتاء وتقرير المصير لحل النزاع العالق منذ اكثر من سبعة وأربعين سنة ( 47 ) ؟ بعد خروج موريتانية من وادي الذهب في سنة 1979 ، وأكيد سيكون هناك اتفاق بين نواكشوط وبين الدولة الصحراوية فيما يخص قضية الگويرة ، عند الحل النهائي ، ستواصل القيادة الموريتانية الاشتغال على الحيطة من العدو الأساسي والمنتظر ، الذي هو طبيعة وهوية النظام المزاجي البوليسي المخزني ، خوفا من الضم يوما ما .. فالخطر هنا هو خطر تاريخ الامبراطوريات التاريخية ، المجسدة في الطقوس المخزنية ، وفي الإشارات التي تلوح هنا وهناك .. لذا فان اصل المشروع الموريتاني الذي تشتغل عليه القيادة الموريتانية ، هو ان يكون لموريتانية حدودا مع الجمهورية الصحراوية ، وليس حدودا مع الدولة المخزنية البوليسية .. فتغيير الحدود ، ابعاد للخطر الامبراطوري ، وحفاظا على استقلالية الدولة الموريتانية . ومن هنا وبسبب الحالة الغير قارة التي نتجت عن اتفاقية مدريد الثلاثية ، أي قسمة الغنيمة ، توجست نواكشوط الخطر القادم ، بعد حسم اصل ومعركة الدولة الصحراوية .. لتصبح موريتانية طعم المستقبل للنظام الامبراطوري الذي ينتظر التوسع كما كان في العهود السالفة . فهذا الخوف ، والذي أدى الى الانقلاب الموريتاني على النظام المغربي ، هو ما جعل موريتانية تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية ، وتشدد الإجراءات الصارمة في علاقاتها مع النظام المزاجي البوليسي .. وعند الانتهاء من تعبيد الطريق السيار بين الزويرات / تندوف ، واغلاق النقل عبر معبر الگرگرات ، والتشدد المتصاعد خاصة الجمرك ، والضرائب المختلفة .. مما يعني وقوع النظام المزاجي البوليسي في الخنق ، لأنه محاصر ... وفي انتظار حسم نزاع الصحراء الغربية ، وتصبح الحدود الموريتانية مع الحدود الصحراوية ، التي ستصبح حدودها مع الدولة الطقوسية ، المخزنية ، المزاجية ، البتريركية ، البتريمونيالية ، الثيوقراطية .. الرعوية .. المفترسة .. تكون الجمهورية الموريتانية قد أمّنت الخطر الامبراطوري ، وحافظت على استقلالها الذي رفضه الحسن الثاني ، ورفضه حزب الاستقلال ، وما يسمى بالحركة الوطنية .. ان ما يردد من اخبار بناء مغرب قوي وكبير ، بين تونس ، والجزائر ، وليبيا ، ومصر ، وموريتانية ، ومن دون وجود النظام المزاجي البوليسي ، سيكون له الوقع الكبير على وضع النظام المغربي . واذا اضفنا الى هذه العزلة المشاهدة ، عزلة النظام من قبل المجتمع الدولي في قضية نزاع الصحراء الغربية ، وقضية الديمقراطية ، وقضية مجالات حقوق الانسان .. يكون مصير الدولة السلطانية ، المزاجية ، البوليسية ، المخزنية .. على المحك .. أي التخلص من النظام المغربي نظام محمد السادس ، لفائدة نظام جديد ، بملك ديمقراطي مثقف . فهل اجتمع العالم على حتمية قلب نظام محمد السادس المعزول دوليا وعربيا وجغرافيا ، وسيكون مدخله نزاع الصحراء الغربية .. التي تحدد مصيرها دوليا . ؟ . ملاحظة : تعتبر سفارة النظام المزاجي البوليسي المخزني في نواكشوط ، من السفارات التي يكون سفراءها عمالا بوزارة الداخلية . كما ان موظفيها من الأجهزة البوليسية السياسية ، التي تجمع الاخبار من كل جانب ، وتستشرف نوعية المبادرات القادمة . فالسفارة نسميها بوكر البوليس السياسي النافد في القطاعات الموريتانية .. ويلاحظ هذا كثير عند حصول أزمات بين المناصرين للنظام المغربي ، والمناصرين لجبهة البوليساريو ، وللجزائر .. لذا كانت الدولة الموريتانية ولا زالت ، محط النزاع المغربي الجزائري ، لترتيب الأوضاع بما يخدم قضايا الأطراف ، حتى لا تداهمهم أشياء جديدة تصبح معطيات تؤثر سلبيا على اصل النزاع بين كل هذه الأطراف المتصارعة ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نزاع الصحراء الغربية والقضاء الأوروبي
-
الخطاب الأيديولوجي السياسي
-
جمهورية دبلن ايرلندة تستقبل الجمهورية العربية الصحراوية
-
عندما خرج الشعب يتظاهر من اجل كرامته وحقوقه وبالدولة الديمقر
...
-
الكتلة التاريخية الجماهيرية ، قنطرة الوصول لبناء الدولة الدي
...
-
اشكال القهر والحكم في النظام السياسي العربي
-
المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، السيد - ستيفان د
...
-
اعوجاج في نزاع الصحراء الغربية
-
الملك ودعوة إرحل
-
هل ستندلع حرب أمريكية إسرائيلية مع الجمهورية الإيرانية
-
بين محكمة العدل الدولية ، والمحكمة الجنائية الدولية
-
النظام المخزني السلطاني يتودد ويستعطف الدولة الموريتانية
-
في دولة الملك ، ودولة أصدقاء الملك ، ودولة اعز أصدقاء الملك
...
-
الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غتريس
-
هل البوليس المخزني متورط في عملية الاغتيال الفاشلة لاحد السي
...
-
الاقطاع المخزني
-
محاور : إسرائيل . محكمة العدل الدولية . مجلس حقوق الانسان
-
من دون استراتيجية ، يستحيل تحقيق الأهداف الثورية
-
حول مسألة الجنس
-
انقلاب الدولة البوليسية
المزيد.....
-
لندن.. تظاهرة ضد توريدات السلاح لتل أبيب
-
اختتام محادثات الدوحة بـ-بادرة أمل-، وغارة إسرائيلية على مدر
...
-
هجمات 11 سبتمبر: تفاصيل الهجوم على البرجين التوأمين وما جرى
...
-
إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
-
المغرب.. إيقاف 3 إسبان ومغربي ومصادرة 3 أطنان -شيرا- وزورق -
...
-
نتنياهو يزور الحدود مع الأردن بعد أيام من مقتل 3 إسرائيليين
...
-
-واشنطن بوست- تصف مارغريتا سيمونيان بـ -ملكة الحروب الإعلامي
...
-
-تأثير سلبي على أعضائهم التناسلية-.. جدل بريطاني واسع بعد قر
...
-
مجلس القضاء الأعلى في العراق يفتح تحقيقا حول التسجيلات الصوت
...
-
الصومال يكشف حقيقة وجود قوات مصرية على أراضيه
المزيد.....
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
المزيد.....
|