أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - ثلاثيات وآفات اجتماعية مقلقة!!















المزيد.....

ثلاثيات وآفات اجتماعية مقلقة!!


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 7894 - 2024 / 2 / 21 - 16:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(1)

حِكَمُُ بحاجة الى إعادة فهم ...
حقيقة لقد بت أخشى من سوء فهم كثيرين للحكمة ذائعة الصيت التي تتردد كالببغاء على ألسنتهم وإنزالها أو التعامل بمقتضاها في غير موضعها ألا وهي"أميتوا الباطل بالسكوت عنه" فهذه الحكمة مخصوصة بالباطل المنتشر على نطاق ضيق جدا ، بالرذائل المستشرية في حيز محدود جدا، بالآثام التي يرتكبها بعض من سقط المتاع وشذاذ الآفاق من الفسقة والمنحرفين في السر وفي بعض الأماكن المنزوية، فنسكت عنها حتى لا نشيعها ولانذيعها بين الناس ومعظمهم لا يعلم بها من حيث نريد أن ننكرها ونلجمها، أما أن يظهر لنا الباطل بنفسه مستعرضا مخالبه وعضلاته ومكشرا عن أنيابه وعلى الهواء مباشرة ليشكك بالثوابت ، ويسفه بالفضائل ، ويجاهر بالرذائل ( دعارة ، مخدرات ، قمار ، إباحية ، تجارة أعضاء ، تسول ، عقوق، رشوة ، اختلاس ، سرقة المال العام ، تزوير ، ابتزاز ، تهريب نفط وآثار ، دكات عشائرية ،غش صناعي ،الاستيلاء على أراضي وممتلكات الدولة أو العبث بها ..الخ ) ويطعن بالرموز أمام أنظار الملايين ليعاد بث الحلقة مرات ومرات ومرات وفي ذات القناة ، قبل أن يتم تثبيت الحلقة على اليوتيوب وانستغرام ومنصة أكس (تويتر سابقا ) كذلك فيس بوك وتيليغرام لمن فاتته المشاهدة،ولمن لم يحظ بشرف المتابعة ، وإذا بالمعجبين والمتابعين والمعلقين والناسخين بمئات الألوف إن لم يكن بالملايين ،فهنا يصبح الواجب هو"أحيوا الحق بعدم السكوت عن الباطل"وليس العكس ياقوم !
حقا وصدقا إن بعض الحِكَم والأمثال الماضية بحاجة الى إعادة فهم جديد يتناسب وحجم التحديات الكبرى والظواهر الحادثة التي انتشرت بيننا كالنار في الهشيم وبما لاتؤمن عواقبه البتة في حال ظل السكوت عن الباطل ديدننا وفي حال ظل شعارنا في هذه الحياة الدنيا هو " دع الكلاب تعوي والقافلة تسير " كذلك شعار :
لو كلُّ كلبٍ عوى ألقمتُه حجرًا ...لأصبح الصخرُ مثقالاً بدينارِ
وشعار :
لَيسَ الغَبيُّ بِسَيدٍ في قَومِهِ … لَكِن سَيِّدُ قَومِهِ المُتَغابي
وشعار :
وها أنا ألقَىٰ في التغافل راحتي ..بهِ طاب لِي عيشي وطابت لياليا
أداري وأنسى ما يكدر خاطري ...وأغمِضُ جفني لا عليَّ ولا لِيَا
وشعار :
أنام ملء جفوني عن شواردها ...ويسهر الخلق جراها ويختصم
ففيما سلف من أبيات وحكم تدور كلها ككواكب المجموعة الشمسية في فلك فنون "التجاهل والتغافل"إنما قالها أصحابها لتنظيم العلاقات الشخصية بعيدا عن المشاكل والأزمات في بعض الأمور العائلية، سوء التفاهمات الأسرية ، في جانب من الخلافات الوظيفية، في قسم من الاحتكاكات المجتمعية اليومية لتسير الأمور على أفضل ما يرام ، أما في القضايا العقدية والاخلاقية والمصيرية الكبرى فإن"التجاهل والتغافل" إما دليل كسل ووهن وضعف وجبن وخور، أو دليل قناعة وتأييد وحب ورضا ، ولله در القائل "حين سكت أهل الحق عن الباطل توهم أهل الباطل أنهم على حق" ، وأضيف " وتوهم بعض أهل الحق أنهم على باطل " .

(2)

الفقراء لا يأكلون اللحم"الحقيقي"!
قبل قليل ظهر لي على الصفحة العامة منشور في إحدى الصفحات العراقية يدعو العراقيين الى مقاطعة اللحم - الاصلي معلوم المصدر - بعد أن وصل سعر الكيلو الواحد منه الى 25 ألف دينار ما يعني احتمال وصوله الى 30 الفا في رمضان ، وتحت المنشور هناك صورة لحوم داخل محل للقصابة مكتوب عليها " قاطعوها خليها تخيس ...ويرجع سعرها الى 12 الف دينار !!" فعلقت بالاتي :
هذا الكلام موجه للأغنياء أم للفقراء والكادحين ومتوسطي الدخل ؟! اذا كان للفقراء والكادحين ومتوسطي الدخل فهؤلاء "قد قاطعوا اللحوم حتى قبل أن تقترح عليهم المقاطعة " لأنهم غير قادرين على شراء اللحم - الحقيقي - أساسا سواء كان بـ 16 أو 20 وكل أطباقهم من اللحوم - الوهمية - عبارة عن لحم هندي أو لحم مجمد مجهول المنشأ أو لحوم معلبات غير معلومة المصدر يأكلونها تارة على هيئة شاورما ، وأخرى على هيئة بيتزا ، وثالثة على هيئة مخلمة أو همبركر ، وكبة ، وكباب ، وفضلا على كون اللحوم - الوهمية - غير معلومة المصدر ، وغير مذكاة شرعا ، فأزعم بأنها السبب الرئيس لمعظم الامراض التي يصابون بها يزدحمون من جرائها على العيادات الاستشارية وأقسام الطوارئ مكتفين كعادتهم بالقاء اللوم على العين والسحر والحسد" من دون أن يمروا ولو سريعا على اللحوم المجهولة التي يتناولونها في المطاعم ، والكافيتريات وعلى الارصفة من دون أن يسأل أحدهم عن مصدر هذه اللحوم " وهل هي لحوم ابقار أم أغنام أم لحوم حمير وقد تكون نافقة ؟" اما اذا كان كلامك موجه للاغنياء " فهؤلاء الا ما رحم ربك ، فلن يقاطعوا لأن الكروش التقدمية ، والخلفيات الرجعية تتقاطع تماما مع تخفيض أسعار اللحوم ..هذا في حال لم يكن ارتفاع اسعار اللحوم بسبب احتكارهم وتجارتهم وتكالبهم عليها اساسا "أما بخصوص اللافتات المعلقة في مداخل بعض المطاعم " لحم عراقي خالص 100% " ، فهذه مجرد - نكتة سخيفة - وعناوين براقة لخداع البسطاء ، والضحك على أذقانهم لأن أصحاب وعمال المطعم أنفسهم غير مقتنعين ولا مصدقين بما مكتوب على اللافتة أساسا وحسبك أن تطلب من أحدهم تناول وجبة من هذا اللحم العراقي الخالص المفترض 100% واسمع بنفسك كيف سيعتذر منك الموما إليه بعبارة فورية مسلفنة وجاهزة " قبل شوية أكلت !!" وخلاصة القول أن معظم لحوم المطاعم الشعبية يصدق فيها المثل الشعبي الشهير عن اللحوم النافقة أو الاكسباير المشكوك بملاءتمها وصلاحيتها للاستهلاك البشري المثل الشعبي الشهير وله قصة طريفة عن اعرابي كان يأكل المشويات الرخيصة كلما قدم الى بغداد من بائع مشويات في الهواء الطلق وبسعر زهيد جدا وذات يوم تفاجأ بأن الاسعار قد أصبحت اربعة اضعاف سابقها وعندما سأل عن السبب أجابه صاحب المطعم وبكل وقاحة " قابل يومية يموت زمال بالخندق ؟!" .
وعلى - طاري اللحوم المعلبة - فمنذ اسابيع ظهرت في بيتنا قطة مشردة تلتهم كل شيء وبشهية منقطعة النظير باستثناء - لحم القواطي - فإنها تشمه اربع مرات - وتأخذ من حوله - خمس فرات - ومن ثم تأكل بعضا منه وتترك الباقي ...وسؤالي اذا كانت القطة التي تأكل كل شيء حتى وإن كان من المزابل تتحاشى أكل - اللحم المعلب -ترى فما هي حقيقته ، وما هو مصدره ياقوم ؟!

(3)

سياسات شرق اوسطية ....
لا أدري لماذا لا تريد معظم الشعوب العربية تصديق الحقيقة الدامغة التي لاتحجب بغربال وخلاصتها "في السياسة لا صداقات ولا عداوات دائمة ، وإنما مصالح دائمة " أو وعلى قول ثعلب السياسة البريطانية ونستون تشرشل " لا عداء دائم ولا صداقة دائمة في السياسة بل مصلحة دائمة" ...
ولاشك أن بعضا من الصحفيين والمعارضين السياسيين ، وكثير من الطبالين ، والمتزلفين ، هم من أكثر المتضررين وأشد المفضوحين بعد كل "محبة سياسية تعقب عداوة سياسية " فهؤلاء وبعد كم لايحصى من المقالات والتقارير والاعمدة الصحفية والبوستات والتصريحات والكاريكاتيرات وكيل الشتائم على مدار الساعة لأحد طرفي النزاع - السياسي - سيجدون أنفسهم مجبرين صاغرين لحذف المئات منها تمهيدا لمرحلة - الصمت السياسي - أو التعريص الايجابي -التي أعقبت مرحلة " التعريص السلبي " وبين هذه وتلك سيظل المثقف العربي يتوهم بأن أشد الانظمة عداوة لنظامه هي الاصلح للعيش بكنفها ، والحديث بحرية مطلقة بظلها والمسكين ولا أريد أن انعته نعتا آخر لايدري ولا يريد أن يدري بأن "صداق ومهر وفلنتاين كل صلح سياسي شرق اوسطي بين نظامين متخاصمين إنما يبدأ بتعرية وتجريد وتجميد وأحيانا تسليم معارضة كل منهما الى نظيره كعربون صداقة لطي صفحة الماضي القريب" وكان حري " بالمثقف العربي المستجير بعمرو عند كربته " أن يتابع عن كثب ويسأل نفسه مرارا وتكرارا " ترى هل النظام الذي يستظل بظله ويمدحه صباح مساء ، هو خال من العيوب ، طاهر من الآثام ، مطهر من الرذائل ، نقي من المظالم التي يهجو بها نظامه من بعيد أم أن الاثنين في الهوا سوا ؟ ولكن وبما أن عين الرضا عن كل عيب كليلة ، وعين السخط تبدي المساويا فإنه سيظل يكابر ويتحايل ويغمض عينيه عن هذه الحقيقة المرة لحين - الصلح - بين المتخاصمين ، هنا فقط سيصدم بواقع الحال ليكتشف على حين غرة بأن استجارته بعمرو عند كربته كانت مجرد " استجارة من الرمضاء بالنار .." لا أكثر .أودعناكم أغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يكره-الشمشونيون الأسطوريون- غزة ؟!
- -الرحالة المصري- كتاب جديد في أدب الرحلات والتراث والتنمية ا ...
- الظاهرة -الدحدوحية- ثبات في الأرض..تطبيق للفرض ..ستر للعرض!
- الدرر البهية بين يدي -الملحمة الفلسطينية-
- الوحشية الصهيونية ومقابر الصحفيين الجماعية !
- الإضراب الدولي الشامل لتنشيط الضمير الانساني الخامل وتنبيه ا ...
- حرب المستشفيات وتدمير البنيان والوجه القبيح لأمريكا والكيان ...
- مقاومة الملاعب والحلبات دعما لميادين العز والساحات !
- الى أوستن وليندا وكارين ... لاتكونوا للأبارتايد ولل -جيم كرو ...
- الى -الكبتاغون-الامريكي -تمثال حريتكم يكرس العبودية ولا يمسخ ...
- التاريخ يراقب والاعتذار من دون تغيير خطيئة كبرى !
- رسالة من حقل الأشواك الى الراجا -ريشي سوناك-
- من لهيب الأتون الى ال-ماكر..رون- !
- جرائم وثورات !
- #لاتُطََّبِع مع الكيان فشؤم التطبيع باد للعيان !!
- طوفان وإعصار وأشعار !
- قراءة المجتمع والتاريخ ب المعكوس !
- زلازل وقلاقل
- رسالةُُ ميتةُُ بُعِثَت بموت كريم !
- صِدام الفضاءات السيبرانية وإختراق البيانات !


المزيد.....




- لدرجة لا يمكن التعرف عليها.. شاهد مقدمة حفل تخطئ بشدة في نطق ...
- مسؤول أمريكي يكشف عن أهم مطلب لولي العهد السعودي خلال اجتماع ...
- إطلاق النار على فلسطيني عند نقطة تفتيش إسرائيلية قرب القدس
- عوامل جذب جديدة.. آخر صيحات الموضة على شواطئ السعودية
- باير ليفركوزن يطمح إلى -غزو الكرة الأوروبية- بعد تسيد البوند ...
- نائبة مصرية: مشاركة القطاع الخاص -يوم أسود في تاريخ الصحة ال ...
- سياسية ألمانية تنتقد استراتيجية بلادها تجاه أوكرانيا: ستدفعن ...
- مسؤول دفاعي ردا على دعوة سموتريتش للسيطرة على جنوب لبنان: هل ...
- هنغاريا.. اصطدام سفينة مع  زورق في نهر الدانوب يسفر عن مقتل ...
- علييف يرفض تدخل الدول غير الإقليمية في شؤون جنوب القوقاز


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - ثلاثيات وآفات اجتماعية مقلقة!!