أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - كريم كطافة (ليالي ابن زوال)















المزيد.....

كريم كطافة (ليالي ابن زوال)


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 7894 - 2024 / 2 / 21 - 00:00
المحور: الادب والفن
    


البحر والربيئة : كريم كطافة وروايته ُ(ليالي ابن زوال)
إلى الكابتن البحري الشاعر جلال عباس
(*)
اشتريت نسخة من الرواية في 2007 سنة صدور الطبعة الأولى – بغداد- دار الشؤون الثقافية العامة. قرأتُ الرواية للمرة الثانية في 31/ 5/ 2017/ الخامس من شهر رمضان. أنهيتها قبل أذان الإفطار في 4/ 6/ 2017.. اليوم 2/ 2/ 2024 عدت للرواية ..للكتابة عنها.. اكتملت كتابي في 2/ 15/ 2024 المؤلف بدأ كتابته للرواية في دمشق شتاء 1989 وأنهى الرواية في روتردام/ آذار/ 2003. إذن ثمة صلة خاصة بين مؤلف الرواية والقارئ الذي هو أنا. صلة التعامل مع كتابة المؤلف الذي امتدت كل هذه السنوات لتكتمل الصياغة الذهبية الأخيرة للرواية وكينونة القارئ الخاص الذي يكرر قراءة هذه الرواية والسر الغامض في تأجيل القارئ كتابته عن هذا الوجع العراقي. سفينة كريم كطافة، لا علاقة لها بأي شكل من الأشكال بسفينة جبرا إبراهيم جبرا. شخوص سفينة كطافة هم من عمال البحر الذين لم يبق لهم من الرغيف ولعوائلهم إلاّ العيش مع هذا الوحش المائي. وبين عمال البحر هناك مَن تعلم أبجدية هذا الوحش المائي فعندما يغضب البحر عليهم ويلطم السفينة ويضربها بسيوفه البتّارة يبتهل الجميع لله . إلاّ البحّار محمد المغربي(كان يتابع تكالب الأمواج على السفينة بفراسة بحّار، كان يقول(هذه سهلة.. يا خالد.. لا تخف منها، لقد خارت قواها.. وهذه شديدة يا خالد تمسك جيداً) محمد المغربي كان يقرأ الأمواج، لم يرتبك، لم يداخله الخوف 97)
أما سفينة جبرا إبراهيم جبرا فلا تحتفي الرواية بغير الشخوص المترفين. وملابسات حياتهم و(السفينة) رواية المثقف الموسوعي الفلسطيني العراقي التي تعد بحق من أجمل الرواية التي عرفت كيف تستفيد من المنجز الكبير للروائي لورنس داريل في رباعية الاسكندرانية . في تناول الحدث الروائي من وجهات نظر مختلفة أو متجاورة .. وكذلك لا علاقة لسفينة كريم كطافة بالمنجز الروائي البحري للروائي السوري الكبير حنا مينه
(*)
ثلاث عجلات لسيرورة رواية كريم كطافة(ليالي أبن زوال)
(1) مجاورة ألف ليلة وليلة: بثريا الرواية. وبهندسة فصول الرواية. تبدأ الليلة القمرية الأولى في ص32 وتنتهي الليلة الأخيرة وهي الليلة الحادية عشرة في ص294 هنا رقميا نستعيد ليالي شهرزاد: ألف ليلة وليلة ( 10001) وليالي أبن زوال (11) عشرة ليال وليلة.
(2) القرين: هو العتبة الداخلية للرواية وهذه العتبة تمتد من ص9 وتنتهي مع نهاية ص31 ويظهر القرين متكلما في ص160
(3) فاعلية الأسماء في الرواية: الأب تعظيما لشخصية الثائر العربي الحسيني المختار الثقفي، قرر أن يطلق على ولد اسم(مختار). لكن بتوقيت ولادة الطفل تفجرت ثورة 14 تموز1958 وتألقت شخصية عبد الكريم قاسم وبشهادة بطل الرواية(ظللت ُ أياماً بلا اسم، فرضت الحياة أخيرا منطقها على أبي وأختار الجديد 19) والجديد هو عبد الكريم. فاعلية التسمية هنا بتوقيت الراهن لا بتوقيت التاريخ. وهو الممنوع من السفر سيعينه أحدهم اسمه (صفوان) وسيعينه بهذا الخصوص من خلال شخص بالسلطة، قدم صفوان خدماتٍ كثيرة ً لرجل السلطة. وحين يسأله خالد : ما اسمه؟ يجيبه صفوان أن اسمه بدران. فيجبه خالد(تعرف أن النقيب الذي صادر جواز سفري اسمه (بدر) وتعرف أن مسؤول المنظمة الحزبية الذي حاول القبض علي في البيت اسمه(بدري).. ولا أدري ربما يكون اسم زوجته(بدور)... لا ينقصني الآن سوى (بدران)..أن مؤثرية الأسماء تزيد خالد قلقا.... ومن أجل أن يزيل القلق عن خالد يخبر صفوان، أن بدران (يمتلك فقط صالون حلاقة للسيدات في مكان حساس من بغداد/ 45).. تحت مؤثرية صوت غنائي نسوي ساحر سيحب ُ محمود كل أغاني المغنية نجاة الصغيرة ويبكي حين يسمع صوتها. والحقيقة أن محمود يبكي بالاستعارة لأن(محمود لم يكن يحب (نجاة الصغيرة) بل كل امرأة اسمها (نجاة) هكذا لأن فتاته الأولى التي ضاعت منه وتزوجت غيره كان اسمها(نجاة) 126).. وهو يواصل نزهته في مخطوطة حكيم. يتوقف عند ما يخص والد ويتساءل هو في السفينة: (كيف للطفل أن يفك تلك الأحجية.. أن(زوال محمود) هو نفسه أبوه، لِمَ افرجوا عنه بعد أن كانوا يبحثون عنه.. عرف متأخراً أن أباه كان منتحلا أوراقا رسمية لا غبار عليها لشخص آخر، لا يعرفه الوشاة الذين ظلوا يبعثون الاخباريات وتأتي الدوريات، لكنها تصطدم بتلك الأوراق الرسمية التي يبدو أنها كانت مقنعة أكثر من معلومات الوشاة/ 241) هنا القناع يصون الوجه من الأذى والانتحال صان الواقع اليومي لأب. أحيانا تنزل الأسماء من مظلة التسلية يقول أحدهم( أن اسمي أتى بالشكل الآتي : بعد جلسات فاشلة بين أمي وأبي لاختيار اسم لي، كل يرفض اقتراح الآخر، اهتدوا أخيراً إلى طريقة عادلة، وهي تفكيك حروف أسميهما وخلطها في كيس صغير، ثم بدأوا بإخراج الحروف واحدا بعد الآخر حتى خرجوا باسمي 159)
(*)
التحاور بين القرين والسارد/ 22 يجعل الرواية تتجاور بين الحين والآخر مع (الرواية الواعية بذاتها)فهناك من يحاول استعادة ماضيه عبر السرد. ويعتمد السرد على تداعي الكلمات: كلمة (معلق) تخص الجسر المعلق لكن الانزياح الذاتي يحيلها كلمة (معلق) إلى الطفولة ولعبة الظلام والعظم (أعظيم اللاح) ويصبح الجسر المعلق كناية عن السارد( أنا لستُ معلقا، أنا فقط أبحث في المكان الخطأ/ 60) وهذا الشخص من خلال تجاربه توصل أن الأهم هو المواجهة أما الفهم فهو يعاني من خصوبة التأويل (ما يعنيني الآن ليس الفهم، بل المواجهة/ 17)
(*)
مع ظهور شخصية (حكيم) في ص70 يظهر بعدا جديدا في هندسة الرواية أعني المخطوطة التي سرقها خالد زوال من أحدى شقق حكيم193
(*)
الفضاء الروائي : يتسع في الأمكنة والأزمنة وفي نفس الوقت يتقلص ويغدو البحر من خلال السفينة مثل ربيئة الجنود.. الأحداث اليومية مسرحها السفينة وهي مبحرة وهي راسية. والأزمنة الجوانية تتدفق من الشخوص مرة بالتحاور مع الآخرين وأخرى بالتحاور مع الذات. أما الشخصية الرئيسة خالد فهو(يريد التحدث إلى شخص ما.. شخص يرسخ في رأسه ذلك الخيار الجديد.. هذا الشخص غير موجود معه على ظهر السفينة 239) هنا يلجأ خالد للتحاور مع البديل المتوفر لديه أعني المخطوطة التي سرقها من (حكيم) هو الآن بعيداً عن اليابسة التي اقتسمها مع( حكيم) سيحاول أضاءت عزلته بالإصغاء إلى صوت حكيم وهو يسرد في مخطوطته وهكذا يكون قريبا من الناس الذين يعرفهم منذ تلك السنوات العراقية في وطنهم العراق، ( يستمع إلى صوت حكيم في المخطوطة بمخلوقاتها القريبة منه، تلك الشخصيات التي كان يعرفها، إن لم تكن بالأسماء والملامح، بالحضور، كان يعيش في ظلال حضورها المهيمن على سنوات طفولته/ 240)
(*)
خالد زوال : نموذج للمثقف الحيادي بل هو الشخص(الوحيد الذي لم يكن يدري شيئا عن بواعث أفعاله وخياراته. كانت أفعاله وخياراته كأنها تخلق نفسها بنفسها/ 149) صفوان أكثر وضوحا: لا طاقة لها على الصمود ولا يريد أن يكون الفادي.. بقدميه ذهب إلى السلطة ووقع(ورقة البراءة من حزبه/ 143) وصار من مقاول صغير إلى منافس كبير للمقاولين. لكن هذه القناعة لم تنتهك البيوت أو تنسى ينابيعها الأولى
(*)
حكيم شيوعي سابق. يعتبره الطرفان عميلا مزدوجا: القيادة المركزية تراه عميلا مدسوسا لصالح اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي. وهنا تعود الروايات إلى تلك السنوات في منتصف ستينات القرن الماضي.لذا ستقوم اللجنة المركزية بطرد حكيم من الحزب وتجميد عضوية زوجته فضيلة/ ص214
(*)
خالد: (هارب من الحكومة، مع أن الحكومة لا تبحث عنه/ 47).. ربما خالد هو هارب من نفسهِ.(وأنت حتى لست مع نفسك): بشهادة غير مجروحة من صديقه صفوان أن هذا الخالد غير مؤهل لأن يفعل أي شيء (أنت أمام الشيوعيين تدافع عن الإسلاميين دفاعا مستميتا) مشكلة خالد يشخصها صفوان (لا يوجد عندك منهج للقراءة ولا حتى هدف من القراءة.. أنت تقرأ كل شيء.. ومع الصرعات العالمية، فوضوي، تروتسكي، وجودي، عبثي. شيوعي. إسلامي.. كل هذه البلاوي موجودة فيك/ 48).. فعلا هذا النموذج الثقافي كان ظاهرة ثقافية في سبعينات القرن الماضي . فهو مع الكل وليس مع أي أحد في الوقت نفسه. ومثلما سلّم مصيره إلى صفوان فالنقلة التالية سيكون مصيره بين يديّ (بدران) يتضح ذلك من خلال الحلم في ص49 فهو يستمد قوته من بدران.. وهنا علينا أن نعلم أن خالد الآن دون سن التكليف من خلال كلام بدران الآتي(أبني أسمعني زين. أنت ما مخالف القانون. كل ما في الأمر: أن الوالد رجل كبير في السن ولا يستطيع السفر معك كما يحتم القانون. وأنت شاب تريد تشوف الدنيا قبل ما تجيك العسكرية... موه هيجي هي قصتك؟/ 52)
(*)
شخوص الرواية ساهموا بصياغة جديدة لشخصية خالد. لكن السارد الأكبر هو اللامرئي. المحسوس ونهاية الرواية تذكرني بذلك الفتى الشجاع في ميناء أم قصر في مدينتي البصرة. والفتى من سكنة أم قصر استطاع بتوسلاته
أن يقنع ربان السفينة ويخلّصه من بؤس الحصار اللعين.. وصارت حكايته مضربا للأمثال وطاف الفتى البصري حول الدنيا وبرعاية من الطاقم.. وحين رست السفينة كانت صدمة الفتى : أن الرسو كان في ميناء أم قصر
ويبدو أن كفافي على حق حين يقول في أحدى قصائده :
(مثلما حطمت حياتك هنا ستحطمها في كل مكان)
كريم كطافة/ ليالي ابن زوال/ دار الشؤون الثقافية/ بغداد/ ط1/ 2007



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهداء الشيوعيون في البصرة
- باسم خندقجي وروايته (خسوف بدر الدين)
- نصير الشيخ(الاشتباك المعرفي وتأصيل السؤال).. مقداد مسعود (كن ...
- سخريات الشعرية القصيرة عند أحمد مطر
- محاضرتي في كلية الآداب عن الأدب الفلسطيني
- مراسلات الأستاذ يوسف راضي
- مصطفى الصيّاح ( أشباح هافانا)
- طائر السعف : نخلته ُ لاتنام
- تحريم النسيان: الأستاذ محمود عبد الوهاب في القلب والذاكرة
- مَن يشتعل الفتيل أولا..( الضحايا) رواية فاضل خضير
- كل كرة ٍ تحتوي قبتين
- دقائق من الأوكسجين
- اعتقال الطائي.. وروايتها (الأرملة)
- 20/ 11/ 2023
- ماري : تسعيد المكين والأمكنة
- صموئيل شمعون( عراقي في باريس)
- من (داخل المكان) إلى (منازل العطراني) رواية جمال العتابي
- (الشبّاك في السبيليات): رأيّ في عنونة كتاب مقداد مسعود / بقل ...
- شهادة أفضل شخصية إنسانية لعام 2023
- واقعية الوهم (حفلة الصيد الأخيرة) رواية وحيد غانم


المزيد.....




- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - كريم كطافة (ليالي ابن زوال)