كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7887 - 2024 / 2 / 14 - 10:22
المحور:
القضية الفلسطينية
بصرف النظر عن التحركات الاستعراضية الأخيرة للجيش المصري في شبه جزيرة سيناء، والتي يراد منها الضحك على ذقون الناس بما يوحي انهم سوف يدخلون في حرب ضد اسرائيل، وهم الذين أوصدوا أبواب معابرهم بوجه غزة، ومنعوا دخول شحنات الغذاء والدواء. وبصرف النظر عن كل الأعمال الفهلوية والحنقبازية واصلت السفينة (PAN GG) رحلاتها الأسبوعية المكوكية بين الموانئ المصرية والموانئ الاسرائيلية لنقل المؤمن والمستلزمات اللوجستية انطلاقا من مينائي بورسعيد والدخيلة المصريين نحو ميناء أسدود الإسرائيلي أو نحو ميناء حيفا، فالمظاهر الخداعة شيء وواقع الحال شيء آخر (والميه تكذب الغطاس). .
السفينة (PAN GG) يبلغ طولها 148 متراً. تحمل العلم المصري، تزيد حمولتها على عشرة آلاف طن بقليل، وهي من سفن الحاويات (تتسع لـ 1155 حاوية). لكنها انفردت وتخصصت بدعم إسرائيل، وهذا ما تؤكده سجلات رحلاتها التي كانت بمعدل رحلة واحدة كل أسبوع خصوصا بعد السابع من اكتوبر الماضي. فالمسافة من الموانئ المصرية إلى الموانئ الاسرائيلية تقدر بنحو 285 ميلا بحريا فقط. تقطعها السفينة المغادرة بخط مستقيم في غضون 14 ساعة، وتستغرق الوقت نفسه في رحلة العودة، بينما تقضي بقية الأسبوع في تحميل الحاويات من ميناء المغادرة وتفريغها في ميناء الوصول. وهكذا اقتصرت رحلاتها المكوكية بين هذين المينائين باستثناء رحلة واحدة في شباط 2023 إلى ميناء مرسين التركي. .
تعد هذه السفينة واحدة من اهم سفن شركة (بان مارين) المصرية المتخصصة بالنقل البحري، ومقرها الإسكندرية، ويكاد تنحصر نشاطاتها في نقل المواد الغذائية الطازجة والمجمدة والمعلبة والجافة، وتقوم أيضاً بنقل بضائع لها صلة بقطاع البترول والطاقة والبنية التحتية. .
وفي الوقت الذي تنشغل فيه السفن المصرية بتعزيز سلاسل التوريد والدعم اللوجستي لإسرائيل، تتعمد الحكومة المصرية تضييق الخناق على سكان غزة وحرمانهم من ابسط مستلزمات الحياة، وتشترك مع تل أبيب في حملات التعطيش والتجويع والموت البطيء. .
وهكذا يستمر التبادل التجاري على قدم وساق بين مصر وجارتها إسرائيل بتوجيه من الرئيس المكسيكي، الذي مارس حتى الآن ابشع أساليب الضغط على سكان غزة والتنكيل بهم. وأطبق عليهم الحصار نزولا عند رغبات أعداء الحياة. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟