أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد السعد - حكاية موظف عراقى














المزيد.....

حكاية موظف عراقى


أحمد السعد

الحوار المتمدن-العدد: 1749 - 2006 / 11 / 29 - 10:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هى قصة كغيرها من القصص المأساوية التى يعيشها عراق اليوم ، عراق الحرية على الطريقة الأمريكية( الخاصه ببلدان العالم الثالث المحتله) ، حرية ان تقتل من تريد ومتى ما تريد دون ان يحاسبك أحد أو يتحرى عنك أحد ، حرية ان تفعل ما تشاء دون خوف من قانون أو سلطه فكلاهما غائبان فى الغابة العراقية التى تحكمها الضباع والذئاب 0
القصة بدأت حين أحتجزت دائرة كمارك البصرة مجموعة سيارات داخلة عن طريق الكويت وغير مستوفية لشروط الاستيراد ، وكان لابد لأصحابها او مهربيها من وسيلة لتخليصها فقاموا بعرض الرشاوى على الموظف المسؤول وعندما اخبرهم بأنه لايستطيع فعل شىء لهم جربوا رشوته وفشلوا فأمهلوه اسبوعا ثم قاموا بأختطافه وطلبوا فدية كبيره قام أهله بجمعها فباعوا كل ما يملكون عسى أن يخلصوه من أسر المجرمين ولكنه عاد اليهم برصاصة تخترق جمجمته بعد أن قبض الجناة الفدية 0 الموظف يرقد الآن فى احدى مستشفيات البصره بين الحياة والموت وربما يكون قد فارق الحياة الآن لأن الرصاصة اخترقت رأسه وأن لم يمت فسيعيش اما مشلولا او بعاهة مستديمه 0
هذه القصه رواها لى صديق ، ووضعتنى امام تساؤل وهو كيف يمكن لموظف حكومى ان ينفذ القانون بنزاهه وشرف وأن لايخون فيسرق او يختلس او يرتشى وكيف يستطيع مواجهة تيار الفساد المستشرى ويقف فى وجه عصابات الأجرام والسرقة والتهريب التى عاثت وتعيث فسادا فى ارض العراق وتنهب خيراته وتقتل كل من يقف فى طريقها كائنا من كان دون رادع او محاسب ودون خوف من سلطة ؟ زعماء هذه العصابات صاروا قادة سياسيين كبار وبرلمانيين يحظون بالحصانة والحماية لا يطالهم قانون او عقوبة يمارسون القتل والسرقة فى وضح النهار0
موظف الدولة هذا هو نموذج لمن بقى فيه شرف ونبل ولم تتلوث يداه بخيرات (الحواسم) التى احالت الوطن الى مشاعة فبيع الوطن على الأرصفة وخرب كل شىء فيه حتى النفوس التى زحف عليها سرطان الفساد فقتل فيها قيم الرجولة والشهامة والمروءة وقبل كل شىء قتل فيها وطنيتها وأنتماءها لهذا الشعب المحروم المضطهد الصابر 0
ما أقسى ان تدفع ثمنا لأخلاصك للوطن ولعملك فى زمن يفترض ان يثاب فيه المواطن على وطنيته وأخلاصه ، اين هى السلطة اذن ومن يحمى هذا المواطن اذا اصطدم بأحدى هذه العصابات الأجرامية التى استباحت الوطن وأهله ؟
عشرات بل ومئات من موظفى الدولة من عسكريين ومدنيين ورجال شرطة راحوا ضحية هذه العصابات التى لايردعها احد ولا يقف فى وجهها احد فى حين تتشدق ابواق الحكومة بأنها تحمى المواطن وتسمع نعيق سيارات الشرطة فى كل مكان ويدفع المواطن معظم وقته واقفا فى الطوابير التى خلقتها سيطرات الشرطة والجيش دون ان يعلن يوما انه كشف عن جريمة او قبض على لصوص او مجرمين او مهربين ونسمع بيانات الحكومة يتحدث عن عمليات القبض على كذا وكذا دون ان نعرف اى تفاصيل فتعلمنا انه كلام للاستهلاك المحلى ولامتصاص نقمة المواطن وحنقه من ضياع للأمن والحقوق 0من يحمى المواطن البسيط وهو يؤدى واجبه بحرص وأخلاص وتفان ، من يثيب المخلص ويعاقب المختلس والسارق فى ظل غياب القانون وضعف الدوله الفاضح ؟ من أجل سيارات يقتل انسان ، بل ويقتل من أجل سبب اكثر تفاهه لأن الأنسان فى عراق اليوم صار ارخص شىء 0



#أحمد_السعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول البيان التأسيسى للتيار الوطنى فى البصرة
- ثقافة الحوار لا ثقافة الذراع
- صدام- الشخص والنموذج
- الديمقراطيه فى العراق بين تهكم بوتين وحذاء المشهدانى
- أيام المزبن وأيام اللف فى حياة العراقيين
- فنان الحرية - فؤاد سالم .. لك الحب وأنحناءة التقدير
- ils
- فاوست وهاملت - وجهان لتطور الفكر البرجوازى-
- مكارثية الثيوقراط الجديده
- الأنسان- المدينة- التاريخ قراءة فى قصائد الشاعر كاظم اللآيذ( ...
- العملية السياسية الجارية ومستقبل العراق
- مداخله مع حوارات سابقه
- الحديث عن حكومة انقاذ وطنى عجل فى تشكيل الحكومة العراقية
- بعد خط الشروع
- فى ذكرىالرابع عشر من نيسان
- تجربة أمريكية فاشلة
- حول الذكرى السنوية ليوم المرأة العالمى
- نحن والجعفرى وأنفلونزا الطيور
- جيش الحسن الصباح يطبق على بلاد السواد


المزيد.....




- نقوش غامضة على بوابة قلعة في إنجلترا.. ماذا وجد الباحثون؟
- أوشاكوف يصف مباحثات بوتين وشي جين بينغ بالناجحة
- قوات الدعم السريع في السودان تؤكد استعدادها فتح مسارات آمنة ...
- شاهد: مقتل 50 على الأقل وفقدان عشرات الأشخاص جراء فيضانات قو ...
- شاهد: الدفاع الروسية تعرض لقطات لقواتها وهي تدمر ست طائرات أ ...
- ليبيا.. المستشفيات في حالة تأهب و-الهلال الأحمر- يدعو لهدنة ...
- موقع: تسينتولا يعترف أمام المحكمة بذنبه بمحاولة اغتيال رئيس ...
- مراسلتنا: غارة إسرائيلية تستهدف سيارة قرب الحدود بين لبنان و ...
- وزيرة الصحة السلوفاكية توضح حالة رئيس الوزراء
- فولودين يعلق على قرار الاتحاد الأوروبي بحظر عمل وسائل إعلام ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد السعد - حكاية موظف عراقى