أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اثير حداد - لماذا لم تنجح تشرين ؟














المزيد.....

لماذا لم تنجح تشرين ؟


اثير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 7870 - 2024 / 1 / 28 - 21:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وتحديدا اقول المقصود بتشرين انها تشرين العراقية .
وكي لا الام وينتفض علي من لا يكمل قراءة هذه المقالة اقول انني اكل جل الاحترام لمجموعات، لا وبل، الاف الشباب اللذين خرجوا وتضاهروا لايام تفوق ايام الثورة الفرنسية نفسها. ولكن ! لمــــــاذا لم تنجح تشرين ؟

منذ الايام الاولى لعودتهم الى منازلهم واماكن عملهم سكن عقلي سؤال مهم: كيف يمكن ان تعود تلك الافواج الباسلة ولم تحقق ابسط مطلب لها. ولا ادعي هنا انني ضليع بعلم الاجتمام او عالم سياسي فقيه، لكني اصف نفسي كمفكر مثلي مثل العديد الاخرين الذين لا يقبلون السهل من تفسير الامور.
بعد حين من التسائل: كيف يمكن لعدد من نفس جيل المتضاهرين ومن نفس وسطهم الاجتماعي ان يكونوا كاسري شباب انتفاضة تشرين . مع ان شباب تشرين كانوا يطالبوب بحقوف لصالح تلك المجاميع التي اقتحمتهم وكسرت ارادتهم ؟؟؟؟كسرت عنفوانهم و اصرارهم.
نعم لقد كان لرصاص القوات الامنية دور ولكن تاثيره كان معاكسا،فقط زاد من اصرار الشباب على المواصلة . قدموا بين 800 الى 1000 شهيد ولم يتراجعوا . اذن مالذي حصل؟ ما هو كاسر الاصرار؟كان صاحب التكتك وسائقه يوصلونك الى اماكن تجمع الشباب دون مقابل، وكان عددهم ليس بالعشرات بل المئات. اذن مالذي حصل كي يتحول هؤولاء الى مجرد سواق تكسي؟، يقودون التكتك من اجل اجر وليس من اجل قضيه.
هل كانت تشرين العراقية امتداد للربيع العربي الذي امتطته الاصولية الاسلامية ؟
وامتداد للتسائل اعلاه، كيف استطاعت الاصولية الصعود وفشل غيرها ؟
لنتوقف قليلا ونتسائل: ماذا كانت مطالب تشرين العراقية؟ للاجابة الواضحة انها مطالب سياسية.
وكي لا نقفز الى الاجابات الجاهزه دعوني اتسائل اسئلة اخرى لربما تبدو للبعض ساذجة، ولكن سايرني وتعال معي لنتسائل اسئلة اخرى :
اين هي الثقافة العامة من البيت الشعري للشاعر العباسي ابو تمام؟ والتي تنص على "السيف اصدق انباء من الكتب..في حده الحدٌّ بين الجدّ واللعب"!

ولناتي على التسائل الاخر هل نحن دولة رعية ام دولة مواطنه؟
والاخر هل ان الدخل المتكون من حق المواطن ام هو "مكرمة من السيد الرئيس"؟
جميع الاجابات على تلك الاسئلة لا تخرج عن وصف الحالة الثقافية، لا بل عن وعي المواطن نفسة، والتي انتجت هذا الوضع السياسي المتردي، والذي، اجزم انه سيستمر بالتردي، ما لم ندخل مرحاة التنوير.
قد يتفاجئ البعض، وكي لا نستمر هكذا، اتصور من ان الضروري جدا كي اوضح و ادعم راي ان اكلله بتسائل اخرهو:
هل كان اختيار الناخب لمرشحيه على اسس وطنيه او مصالح اقتصاديه ام فقط لانه من جماعتنا وابن عمي ....الخ الخ؟ .
اذن المشكلة هي في ثقافة المواطن نفسه في وعيه.
هذا الوعي ما يزال بعيد جدا عن وعي المواطنة. فما يزال العراق كما وصفه فيصل الاول مجموعات بشريه تنتمي الى العشيره والقبيلة و المنطقة .
التسائل الذي اذهلني واتعب عقلي وطرحته في مقدمة هذه المقاله، واعيد بصيغة اخرى : كيف يمكن فهم ان مجموعات بشرية تهاجم مجموعات بشرية مشابة لها في الاعمار والانتماء المناطقي والعقائدي وتكتسحها مع ان الاولى، اي ما يطلق عليهم شباب او ثوار تشرين كانت مطالبهم لمصلحة الجميع،بل لمصلحة تلك المجاميع التي هاجمتهم ايضا.
المجتمع العراقي ما يزال بعيد عن مفهوم المواطنة لحد يومنا الحالي.
الدستور العراقي، وهو المفترض اسمى وثيقة قانونية جامعة لبناء وطن ينص في المادة (2) ثانيا: "يضمن هذا الدستور الحفاض على الهوية الاسلامية للشعب العراقي" ، وهذا يعني او يضع ان من ابرز مهام الدستور هي مهام دينية. فان كانت هذه هي مهمة او اسس بناء وطن فما مهام المراكز الدينية اذن.
ولنعد الى الدستور في مادة (9) اولا أ: تتكون القوات المسلحة العراقية والاجهزة الامنية من مكونات الشعب العراقي، بما يراعي توازنها وتماثلها دون تميز او اقصاء.....".
وتعليقا على نص المادة 9 اولا، يذكر او يتناقل ان عبد الكريم قاسم عين الصابئي عبد الجبار عبد الله رئيسا لجامعة بغداد، فاحتج على ذلك رجال الدين المسلمين، فقال لهم هل عينته امام جامع؟
لنخرج الان من اطار مناقشة الدستور ونتحول الى مناقشة التشريعات التي اقرها البرلمان العراقي وساركز على نقطة واحده وهي مخصصات التعليم التي تتجاوز قليلا عن 1% من ميزانية العراق، بينما مخصصات القوات الامنية تصل الى 6% تقريبا. وهناك "عطايا" بعنون دفوعات مالية للمراكز الدينية، رغم ان جل هذه المراكز الدينية واسعة الموارد المالية وغيرها. وقبل التحول عن هذا الموضوع اشعر برغبة قوية للتنبيه ان من قرر ذلك هم من يسمى ممثلي الشعب الذي يعاني اكثر من 20% منه من البطاله ونسبة الامية تفوق 30% حسب الحسابات والتقديرات غير الرسمية. هذا دون ان نشير الى تلك النسب على الاساس الجندري.
ولا يخفى على احد ان مستوى التعليم في العراق منخفض جدا ( بالحقيقة لم اجد مصطلح اقوى من منخفض جدا لان قناعاتي انه دون ذلك بكثير ولكن اعذروني فقد سعيت ولكن لم اجد ). ايعقل ان الطالب الجامعي لا يعرف اين مكتبة الكلية ولا يعرف كيف يبحث عن مصدر. ايعقل ان الطالب الجامعي ينجح بعد دراسة ملزمة من 60 ورقة خلال السنة الاكاديمية!!!! ايعقل ان يقوم الاساتذة بتدريس المادة استنادا الى مصدر واحد وذلك المصدر صدر في الثمانينيات !!!! ايعقل ان احد اساتذة مادة تتعلق بالعلم المصرفي يدرس الطلبة على ان "هناك جزيرة لا يعلم بها احد ولا احد يعرف اين تقع يجتمع فيها سنويا كبار مالكي رؤوس الاموال " . وطبعا لا يذكر هذا الاستاذ كيف حصل هو على تلك المعلومة عن جزيرة لا يعرف عنها احد .....الى اخره من هذا......
اتمنى ان لا اكون قد اطلت، وساحاول ان اوجز. لن تنجح اية محاولة لتغير البناء الفوقي لان القاعدة ستعيد انتاج نفس ذلك البناء باسماء مختلفة، فلاستبداد والاصولية هي سيدة الموقف.
ما نحتاج له هو التنوير ثم التنوير ، ما نحتاج له هو فواتير ومنسيكيو وديكارت وهيكل ولكن بولادة عراقية .



#اثير_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظم الاستبداية قدمت شعوب هذه المنطقة لقمة سائغة للاصوليات ...
- ما اَلت له حركة التحرر الوطني العربيه 2
- ما اَلت له حركة التحرر الوطني العربيه 1
- هل مستقبل الاوبك كواقع جامعة الدول العربية ؟
- مستقبلنا ليس كوبي بيست من الحاضر، وحاضرنا ليس كوبي بيست من ا ...
- -شعب مايصيرلا جاره- ...مازوخيه !
- العلمانية مجربة ناجحه بينما الدولة الدينية خرافه !
- العراق ....مكانك سر . 12
- هل انجبت الكراهية مستقبل افضل ؟!
- هل ادار الحظ ظهره لترامب ؟! 22
- هل ادار الحظ ظهرة لترامب ؟!1_2
- كورونا والخرافه , الرعب يخلق الوهم !
- هل ما بعد كورونا مطابق لما قبلها ؟! 3_3
- هل ما بعد كورونا مطابق لما قبلها ؟! 2-3
- هل ما بعد كورونا مطابق لما قبلها ؟! 1_2
- العلم يعاود الانتصار، .........منذ -ورغم ذلك فهي تدور.-
- الصحة ام الثروة ام العكس ؟
- التغيرات القادمه لن تشمل الدولار الامريكي
- الدعوة لخروج العراق من اوبك غبيه
- الدعوة لخروج العراق من اوبك غبيه


المزيد.....




- هيئات فلسطينية تعلن استشهاد رئيس قسم العظام بمستشفى الشفاء ف ...
- الجهاد الاسلامي وحماس تدينان قتل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ...
- ماذا نعرف عن -المقاومة الإسلامية في البحرين- التي أعلنت مسؤو ...
- مالي تعلن مقتل قيادي بارز في تنظيم الدولة الإسلامية
- لأول مرة.. -المقاومة الإسلامية في البحرين- تعلن ضرب هدف داخل ...
- إسرائيل تمدد المهلة الحكومية لخطة تجنيد اليهود المتزمتين
- عدد يهود العالم أقل مما كان عليه عشية الحرب العالمية الثانية ...
- كاتب يهودي يسخر من تصوير ترامب ولايته الرئاسية المقبلة بأنها ...
- المقاومة الإسلامية: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات وهدفا حيويا ...
- “ثبتها فورًا للعيال” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد لمتابعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اثير حداد - لماذا لم تنجح تشرين ؟