هل ادار الحظ ظهره لترامب ؟! 22

اثير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6591 - 2020 / 6 / 12 - 16:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مصادفة ام حظ تلك السنتين الاولى من رئاسة الجمهوريه، حيث حقق انجازات على صعيد الركود الاقتصادي لما بعد ازمة 2008 وتخفيض البطاله، مما جعله يخرج علينا مبتسما كل حين ويرفع من نسبة تويتراته Twitter الى 13 تغريده يوميا، يهاجم هذا ويمدح نفسه. وتمادى في فردية في اتخاذ القرارات متمتعا بدعم مطلق من قبل الجمهوريين المسيطرين على مجلس الشيوخ، ومتجاوزا مجلس النواب.
تعال معي نستعرض كيف حقق تلك النجاحات في اول سنتين:
اولا: في السياسة الداخلية
ثانيا: السياسة الخارجية وبالاخص مع الصين.
لنبدء بـ اولا:
السياسة الداخلية: قام بدعم شركات النفط الامريكية والعاملة في تكساس ضمن النفط الصخري وكذلك في كندا مما اكسبه دعم تلك الشركات الممتلكة لثروات وارباح هائله تفوق دخول عدد من دول العالم .
الجانب الاخر من سياسته الاقتصادية الداخلية عندما اعلن في الايام الاولى من رئاسته ان هناك انفاق حكومي " لا جدى منه...ويتوجب الغائه" وهو مخصصات مراكز الابحاث، و استند في تغريدته على ان هذا من مهام الجامعات وليس الحكومه. مما ادى الى تقليص الانفاق على الابحاث العلمية في الولايات المتحدة الامريكية بشكل كبير وبالاخص في مجال الصحة العامه .
والنقطة الاخيرة في موضوع اهتمامي كامنه في دعمة للشركات الكبرى, صحيح انه حقق نمو لا باس به في الدخل وفي الاستخدام لكنه وبسياسته تلك ادى الى زيادة الفوارق الاجتماعيه وتمركزها لدى الفئات الاغنى في المجتمع بحيث اصبحت الفوارق الاجتماعيه في المجتمع الامريكي هائلة. فحسب Family Foundation ان 10% فقط من المجتمع ارتفعت ثروتهم " لاحظ ثروتهم وليس دخلهم" 90%. اما على صعيد الفوارق الدخليه بين السود والبيض فتشير نفس المؤسسة الى ان متوسط دخل الفرد الابيض سنويا يصل الى 70 ألف دولار، بينما الاسود 40 ألف دولار.
اما عن تكاليف الحياة وتاثيرها على مستوى التعليم والحرفية فتشير
College Board الى ارتفاع كبير في تكاليف التعليم عام 2019 الى 15.5 الف دولار بعدما كانت 8 ألف عام 1995.
وفي دراسة اكاديمية حديثة اعدها الدكتور توماس سويل " الاسود" يذكر فيها " غي الثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي كانت العنصرية اكثر من الوقت الحالي, الا ان حياة السود في ذلك الوقت أفضل اقتصاديا .... الا ان قيم العائلة كانت قويه والجريمة منخفضه". اذن فان احداث اليوم ليست بسبب العنصريه بل بسبب الفوارق الاجتماعيه وتراكم الثروة.
اكتفي بهذا القدر عن سياسة ترامب الاقتصاديه وتجليات الوضع الاجتماعي ـ الاقتصادي في عهده, و اسمح لي ايها القارء العزيز وتعال معي ندخل عالم سياسته الخارجيه.
السياسة الخارجه:
براي ان ترامب اغبى رئيس امريكي، لكنه يمتاز يقدرة رهيبه على مخاطية العقل الشعبوي، وتلبية مصالح راس المال الاكبر في الولايات المتحده, ولكن قلة خبرته السياسيه و عجرفته و وعدم فهمة الدقيق للعلاقات الدولية جعلته يخسر الكثير.
ساركز هنا على قضيتين فقط هما العلاقة مع الصين و المكسيك.
لم يفم اطلاقا ان النهضة الصينه جاءت بسبب الاستثمارات الاجنبيه المباشرة عبر سعي الشركات العملاقة في اقامة المصانع في الصين للاستفادة من رخص الايدي العاملة و انخفاض اسعار صرف العملة الصينيه /الدولار مما يعطيها افضليه تصديره. هذه السياسة ابتدعها وزير خارجية امريكا زمن نيكسون كيسنجر الملقب بـ " الثعلب" حيث اتفق مع الصين على فتح السوق الامريكيه تجاه السلع المنتجه في الصين مقابل فتح الصين لاسواقها للاستثمارات المباشره الامريكيه. مما انتج سلع منتجه في الصين ولن بمواصفات و معاير امريكيه لكنها ارخص بكثير من نفس تلك السلع النتجه داخل الولايات المتحده. ولهذا غزن السلع الصينيه السوق الامريكيه. واجراء ترامب هذا اصطدم بمصالح الشركات العملاقة التي توجد مصانعها في الصين ولكن مقراتها في امريكا وهي تسعى لتحقيق اقصى الارباح. فجاء تنفيذ المقاطعات وما شاكل غير مجدي .وهنا لا يمكن انكار ان الادارة السياسية الصينيه كانت اكثر ذكاء من ترامب.
المكسيك: عندما خاطب ترامب العقل الشعبوي باقامة جدار فاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك نسي ان هناك مصالح هائلة لشركات الانتاج الزراعي الامريكيه تستفاد وتستخدم العمالة المكسيكيه الرخيصة في الزراعه. فحسب القانون الامريكي الذي حدد اجر االساعه الواحده ب 8 دولار/ساعه كحد ادنى نجد ان الباكستاني يقبل ب 5 دولار/ساعه.
خلاصة :
يواجه ترامب المشاكل التاليه في يومنا الحالي :
كورونا:كانت ادارته سيئه جدا, فقد جاءت استجابة امريكا متاخره حتى عن اوربا، وهذا بسبب ما اشرت له سابقا في تخفيضه لمخصصات البحوث العلميه.
خلافات صلاحيات الرئيس: مثالها رفض وزير الدفاع الامريكي تنفيذ قرار الرئيس باستخدام الجيش داخليا .
توزيع الدخل: اشرت له سابقا.

#اثير_حداد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل