أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - اثير حداد - ادرس التاريخ كي تعرف سير العربة














المزيد.....

ادرس التاريخ كي تعرف سير العربة


اثير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 29 - 20:06
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


هذه المقالة ايضا تحاول ان تستنبط ما افرزته ازمة فايرس كورونا عبر مقارنة بسيطة مع ماض معين، وهي ليست من الناحية الطبية اطلاقا، بل من الناحية السياسية والاجتماعية. وساركز على:
1-نظرة تاريخية مختصرة مركزه على وباء الطاعون العظيم
2-العالم قرية
3-مبالغة في المركزية يقابلها مبالغة في الحريات الفرديه.
1-نظرة تاريخية: مر العالم وعبر الاف السنين بعواصف من الاوبئة دمرت التجمعات البشرية ليس من الناحية الصحية فقط بل السياسية والاجتماعية ايضا. فقد ضرب الطاعون الكبير اوربا في القرن الرابع عشر وفتك بثلث سكانها. حين ذلك عجز عن تفسير سبب الطاعون، وعزاه البعض الى قوى غيبيه والى مؤامرة قام بها اليهود. اما السبب في توجيه التهمة الى اليهود فيعود الى كون المناطق السكنية التي يقطنها اليهود تتمتع بدرجة عالية من النظافة مقارنة بالمناطق الاخرى، مما ادى الى انخفاض الاصابات بالطاعون لدى اليهود، فاتهموهم بتسميم الابار، وجرت ابادتهم في العديد من المناطق.
حين ذلك كانت الكنيسة تدعو الناس الى محاربة الطاعون بالمزيد من طقوس التعبد وتقديم الاضحية والصلوات. حين لم ينفع كل ذلك تحول الناس الى البحث عن طرق اخرى في فرض النظام فاخترعت الشرطه لمنع وحجز المصابين، والى البحث عن الاطباء لاعطائهم الدواء اللازم. التحول نحو الشرطة قاد الى اهمية قانون و قرارات والى القوة لفرض القانون، فدعمت سلطة الدولة. اما عن الطب فان ذلك ادى بالمجتمع الى رفع الوعي باهمية العلم والتخلي عن الغيبيات والادعية، والى اهمية تطوير العلم والابحاث العلمية. وهنا بدات اوربا بالدخول الى مرحلة من سلطة مبنية على الايمان يمثلها رجل الدين الى سلطة قائمة على قوة فرض القانون .
2-العالم قرية.
فعلا ما دعمته ازمة فايرس كورونا هو اننا قرية عالمية. فايروس ينطلق من اقصى الشرق، الصين، وخلال ايام يجتاح اقصى الغرب، كندا و الولايات المتحدة. هذه التجربة الانسانية اثبتت اننا بشر لا يختلف الاسمر عن الابيض او الاسود، التوحيدي وغير المؤمن و الاديني. الفروقات في الجزئيات وليس في العوميات.
اما ما جعل من هذا العالم قرية عصرية فهو شبكة الانترنت. فخلال الاربع والعشرين ساعه تستطيع ان تعرف ما حدث في الصين و الولايات المتحدة مرورا بالشرق الاوسط و اوربا. من جهة اخرى لعبت شبكة الانترنت دورا لا باس به كدور الطبيب، من ناحيه تثقيف باساليب انتشار فايرس كورونا وكيفية العلاج منه وكذلك كيفية تجنبه. وبنفس الدرجة من الاهمية اصبح موضوع "#ابق بالبيت" اكثر يسرا حيث يوفر الانترنت امكانية التواصل مع الاحبة والاقرباء بالدقيقه، وكذلك استمرار المطالعة وقضاء الوقت.
3- مبالغة في المركزية يقابلها مبالغة في الحريات الفرديه.
هنا ساتناول مثالين الصين كدولة شديدة المركزيه و الغرب.
لنبدء بالصين.اكتشف طبيب صيني منذ شهر 11/2019 هذا الفايرس، الا ان السلطات الصينية اتهمته بتشويه سمعة الصين و الاضرار باقتصادها، و امتنعت عن الافصاح عنه لمدة شهر كامل مما اخر البحوث العلميه التي ربما كان من الممكن ان تؤدي الى نتائج افضل عندما كان انتشار هذا الفايرس ضيقا.
اخيرا الغرب، واقصد هنا اوربا الغربيه و الولايات المتحدة وكندا. فشلت السلطات في هذه الدول من فرض الاختبار على المواطنين لا وبل فشلت في فرض حجر و منع حركة على المواطنين من اجل حماية الحريات الفرديه. اي حرية المواطن في ان يخضع ام لا لاي فحص حيث لا يوجد نص قانوني يرغمه على ذلك. هذه الحريات الفردية، المبالغ فيها هددت الحقوق الجماعية مما ادى الى تفشي الوباء في اوربا والولايات المتحده وكندا بشكل مرعب. فاضطرت قمة السلطة لاستخدام صلاحياتها لفرض القانون، ترامب مثلا، مما يعني شل المؤسسات ذات الصله، الصحية منها، ولم تستطع فرض قراراتها، مما ادى الى خسارة في الزمن لمحاربة هذا الوباء.
استنتاجات:
بواسطة العلم سيستطيع الانسان ايجاد امصال لهذا الفايرس او القضاء عليه. ولكن الخسائر الاقتصادية ستكون كبيره.
اما من الناحية الاجتماعية والسياسيه والثقافية، فان الذي سنراه هو ارتفاع اهمية العلماء وبالاخص المشتغلين بمجال الصحه، وسنرى اعادة دراسة العلاقة بين الحريات الفردية والعامة.
لا اعتقد اطلاقا بان النموذج الصيني القائم على المركزية المطلقه ومركز واحد يتخذ القرار ومركز واحد يقرر كيفية اطعام الفرد والمجتمع وماذا ياكل وكيف قادر على البقاء، ودليلي في ذلك ان الصين نفسها تجري في الطريق الراس مالي وظهور مليارديري صينين اي طبقة اغنياء و طبقة فقراء. مما يبعد السلطة الاقتصادية عن السلطة السياسيه.
اخيرا العالم: نحتاج الى نظام عالمي جديد لا يتحكم فيه الاقوياء، مجلس الامن، ولا يتحكم الاقوياء في صندوق النقد الدولي و البنك الدولي. وعلى البلدان المتخلفه الاهتمام اكثر بجانب التطوير العلمي و التنية البشرية وبناء بلدانها على اساس المواطنة.



#اثير_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكراً كورونا
- كورونا وحكم الطبع ام التطبع
- كورونا بثلاث افرازات
- ما بعد كورونا اخطر من كورونا
- وهم النفط
- شعب العراق لملوم !!!!!
- كن واقعيا و اطلب المستحيل
- كن واقعيا و اطلب المستحيل
- المؤمن بدل المواطن !
- تحرير الموصل نصف انتصار !
- الخوف من المستقبل هو خوف من الحريه -3-
- الخوف من لمستقبل هو الخوف من الحريه - 2-
- الخوف من المستقبل: هو الخوف من الحريه - 1-
- الموظفين السياسيين
- نقبل بعضنا شريكات لحماية بعضنا !!!!!
- النفط لن يعود قادر على الاطعام !
- العلمانيه مركب النجاة
- يوميات رب عائله
- الشعبويه، التعبير السياسي لبرامج - تلفزيون الواقع -
- الشعبويه، التعبير السياسي عن برنامج الواقع التلفزيوني


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - اثير حداد - ادرس التاريخ كي تعرف سير العربة