أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اثير حداد - الموظفين السياسيين















المزيد.....

الموظفين السياسيين


اثير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5492 - 2017 / 4 / 15 - 02:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الموظفين السياسيين .
د. اثير حداد
في كتاب ماكس فايبر " السياسة بوصفها حرفه "، يقدم فايبر شرحا لما هي الدوله والسلطه عبر ما يسميه فايبراو يعرف السياسه على انها "اداره عبر رابطة هي الدوله". وهنا يتوجب علينا التوقف طويلا امام هذا المفهوم ، السياسه، المقدم من قبله على انه اداره في مجال الدوله وليس السلطه . و معنى ذلك ان ما يربط الدوله هو السياسه المتبعة من قبل السلطة داخل الدولة نفسها . والسلطة هنا لا تعني فقط السلطة التنفيذيه بل التشريعيه ايضا .
ولكن كيف تقوم الدوله ؟ يجيب فايبر على ذلك بان الدولة تقوم على العنف . والعنف هنا ليس هو الوسيلة الوحيدة للدولة، بل هو وسيلتها النوعية، والعلاقة بين الدولة والعنف علاقة حميميه كما يسميها فايبر. وهنا تمتلك الدولة – حق – استخدام العنف الى درجة اعتبار الدوله والعنف مرتبطان بزواج كاثوليكي .
والدولة هي ظاهرة حديثه نسبيا وظهرت في اوربا اولا، وهنا اقصد تحديدا ما بعد ظاهرة الدولة المدينه . فجميع التجمعات البشريه عبر التاريخ استندت على سيطرة انسان على الاخر عبر شرعية معينة اداتها العنف. واستندت تلك السيطره على المنطقة التي تقطنها تلك التجمعات البشريه و تستند ايضا على تجارب وثقافات تلك المجاميع البشريه . فعلى سبيل المثال وليس الحصر يعتبر الكرم احد اسس قيام وبقاء المجتمعات العشائريه البدويه لهذا نجد ان هناك مبالغات في هذا الجانب من اجل فرض سيطرة شيخ العشيره على مجاله . كما وان الشعر في التاريخ العربي يمثل ركنا متميزا ، يشبه الى حد بعيد الاعلام في يومنا لحالي، فلا نجد مجلسا عشائريا يغيب عنه الشاعر الذي يسعى لفرض سطوته الفكريه على التبع من ابناء العشيرة والقبيلة الى درجة انه يمارس عنفا فكريا عبر تضخيم الذات وتهميش الاخر." اذا بلغ الفطام لنا صبي تخر له الجبابر ساجدينا" مثال ساطع على العنف الفكري الممارس تجاه الاخر وعلى تضخيم الذات .
لكن السؤال الذي يعيد طرح نفسه باستمرار هل يكفي لبناء الدوله العنف المشرعن ؟ . ان ذلك غير كافٍ اطلاقا، لان اخضاع الانسان تتطلب قبول الناس لتلك السيطره فيقبل بشرعيتها لا وبل يقدمها على اساس انها ضمن المقدسات وبالاخص في مجتمعات الشرق الاوسط الغنية بالاساطير المهتمة بالغالب بالخلود لما بعد الموت و القدريه.
لنعد الان الى ماكس فايبر فيما يخص الاسباب الداخليه المبرره للسلطة:
1- ما يسميه فايبر " الامس الازلي " اي الاعراف والتقاليد المقدسة والمتاصلة في الانسان. وهذا النوع يمثل سيطرة رجل الدين وشيوخ العشائر ورب العائله او ما يسمى العائلة الربويه.
2- الكاريزما: وابرز مثال على ذلك ما يتمتع به الانبياء من شخصيه كارزميه تمكنه من السيطرة على التبع واقناع الاخرين بوجهة نظره . وكذلك تتجلى اهمية الكاريزما في التنظيمات العسكريه . وفي التعامل مع الجماهير فان متطلبات الكاريزما هي الخطابيه الملهمة للحماس وعدم تقديم خطابات تحتاج لتفسير بل تقديم خطاب ملئه التبسيط .
3- قوة الشرعيه: اي الايمان بشرعية الدستور والقوانين الوضعيه. ونجد ان هذا الجانب ضعيف في تاثيره على الناس نظرا لان هناك تاثير للاعراف والتقاليد العشائريه التي غذتها السلطات لما بعد 1958، ولحد يومنا الحالي.
يتوجب عند تحليل تلك الاسباب و اخضاعها لجغرافية المكان الذي تحدث عنه ماكس فايبر وهو الدول الغربيه او بالمصطلح الاقتصادي السياسي الراسماليه والتي اعتبر فيها احد اهم ادوار او مهام للدوله هو توزيع الدخل. لان تكون وتشكل الدخل كان ولا يزال يتكون ضمن القطاع الخاص . اما عندنا، دول الريع الاقتصادي، فان الدخل يتكون بفعل ونشاط السلطة السياسيه حيث تتجمع لدى السلطة السياسية مداخيل تصدير النفط لتقوم هي بتوزيعه وفقا لتصوراتها و مطامحها السياسيه . وسنحاول فيما يلي توضيح تاثير الجانب هذا على شكل الدوله وضعفها .
يشير فايبر الى ان انقياد الافراد للسلطة، او الدولة القائمة، بانه " انقياد مشروط بما يفرضه الواقع من حوافز على درجة عالية من القوة، وهي حوافز الخوف والامل والخوف من انتقام قوى سحريه او الانتقام من بيدهم السلطه ، او الامل بثواب في الاخره او في الدنيا". كل ما اشار له فايبر موجود من حوافز الخوف موجوده بقوة في مجتمعنا المتخم بالاسطوره منذ الاف السنين وكما اشرت له سابقا الباحث عن الخلود، فاذا ما اضفنا له العامل الاقتصادي المشار له قبل قليل نجد ان الفرد الانسان عندنا يعيش كل تلك المخاوف بالاضافه الى الخوف من فقدان مصدر دخله المجهز من السلطة السياسيه يجعلنا نعي مدى عمق الانقياد او الطاعة للسلطة السياسية من قبل الفرد والجماعة عندنا.والطاعة هنا تقوم على نقطتين 1) المكافأة الماديه 2) الشرف الاجتماعي. اي بمعنى المرتبات والتعويضات ، هما السبب الرئيس الحاسم للتعاضد الذي يربط الادارة العليا للدولة عبر اقتسام الغنائم، ويجري استغلال من يخضعونهم للسيطره عبر احتكار الوظائف.
نظام المحاصصه عندنا جعل من التعينيات لوظائف الدوله عباره عن قسمة الغنائم ، فالاكثر عددا يحصل على عدد وظائف اكثر من الاقل منه في مقاعد البرلمان . ولم يعد مهما لا الجداره ولا الكفاءه في الحصول على الوظيفه بل فقط الولاء، وهنا ظهر لدينا ايضا ( الخبير غير المختص) و او ( الموظفين السياسيين ). بمعنى اخر لا يتطلب من الموظن ان يكون مؤهلا للوظيفة التي يشغلها بل ان يمتلك ولاء سياسيا، فهو هنا لا يصبح ضمن الادارة لمهام الدولة بل ضمن وظيفة ولاء للجهة التي رشحته وهنا ايضا يضعف تعريف السياسه المشار له في بدايه هذه المقالة بانها اداره عبر رابطه هي الدوله. مفهوم الموظف السياسي و الخبير غير المختص يجد له تجلياته العميقه في معاقبة الموظفين الذين يبدون اراءهم المخالفه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لان الوزير يعتبر الموظف موظف سياسي يخدم سياسته وسياسة كتلته اي الولاء للسلطة السياسيه وليس الولاء للدولة .
العراق يعيش مرحلة ماقبل الدوله ولا اجد اية تجليات للسعي نحو بناء دوله الا بشرطين اجدهما بعيدين لحد الان عن ذلك الهدف هما 1) دولة المواطنه و 2) ابعاد النفط عن تمويل الاقتصاد وذلك بوضع ايراداته في صندوق الاجيال او الطوارء فقط .



#اثير_حداد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقبل بعضنا شريكات لحماية بعضنا !!!!!
- النفط لن يعود قادر على الاطعام !
- العلمانيه مركب النجاة
- يوميات رب عائله
- الشعبويه، التعبير السياسي لبرامج - تلفزيون الواقع -
- الشعبويه، التعبير السياسي عن برنامج الواقع التلفزيوني
- لّو !
- أ كان نظام البعث علمانيا ام سنيا ؟
- اكان الربيع العربي احباطا !
- من المسيطرعلى السوق العالميه للنفط الان ؟ العرض ام الطلب ؟
- اسلحة الدمار الشامل العراقيه موجوده لكن الفطرسة الامريكية لم ...
- الوعي عندما يُغيّب
- الطائفية ...... لا تبني وطنا .
- الظاهرة التكفيرية ... اهي ظاهرة جديده ؟
- من داعش الى الخلافة الاسلاميه
- الارهاب، نتاج معادات المعرفه ! 1
- النفط - دم الشيطان -
- - المقتل - والقاتل ليس شمر بن ذي الجوشن الكلابي ..!
- اسعار النفط الخام عالميا , الاكثر تقلبا من بين اسعار السلع . ...
- اسعار النفط الخام عالميا , الاكثر تقلبا من بين اسعار السلع . ...


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اثير حداد - الموظفين السياسيين