أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن خليل - ملحمة جلجامش














المزيد.....

ملحمة جلجامش


حسن خليل

الحوار المتمدن-العدد: 7862 - 2024 / 1 / 20 - 22:14
المحور: الادب والفن
    


ملحمة جلجامش هي أقدم اساطير العالم القديم. الملحمتين الالياذة و اوديسا اليونانيتين كتبهم هوميروس. غير أنه لم يؤلفهما بل جمع أنشيد و أغاني شعبية كانت معروفة شفهيا وقتها. و الملحمتين تعكسان بذلك الثقافة الشعبية و المفاهيم السائدة و تدوين و تفسير الاحداث الكبري و المعتقدات. و أعتقد أن ملحمة أبو ذيد الهلالي لدينا علي نفس النمط و هي توثق لهجرة قبيلة بني هلال من الجزيرة العربية لتونس مرورا بمصر. و نحن لا نعرف مؤلف لملحمة جلجامش و هي أيضا تعكس ثقافة عصرها و الاحداث الكبار مثل الطوفان الذي أغرق العالم
جلجامش هو ملك مدينة اورك جنوب العراق حاليا و بالقرب منها مدينة اور التي يقال ان النبي ابراهيم منها و كلاهما قرب البصرة. الملحمة في عصر الحضارة السومرية 3200 سنة قبل الميلاد. و الحضارة في الرافدين تختلف عن حضارة مصر. ففي مصر حضارة أمة كبيرة لها لغة واحدة و عنصر واحد خصوصا بعد توحيد القطرين مقابل الحضارة اليونانية التي ترتكز علي المدينة الدولة فيما بين الرافدين وسط بين هذا و ذاك. فالحضارة السومرية في الجنوب و البابلية في الوسط و الاشورية في الشمال و الاكادية ايضا في الجنوب. كل منهم حول مدينة دولة توسعت في مرحلة ما و شملت مساحة واسعة من الوادي الخصيب. ما يهمنا هنا هذا التعدد الحضاري ارتبط بتعدد اللغات و لكنها لغات متقاربة مبنية علي نفس الاساس اهمية ذلك لموضوعنا ان ملحمة جلجامش كتبت بكل هذة اللغات في العصور المختلفة و طبعا حدثت بعض التعديلات. وصل الينا كمية كبيرة جدا من النسخ المختلفة للملحمة. جمع العلماء هذة الملحمة من اللغات المختلفة و نسقوها و اصبحت النسخة الحالية مكونه من 12 تابلت – اي لوح طيني – و ترجمت في مطلع القرن 20 للعديد من اللغات الحالية. و ملحمة تعني عمل ادبي شعري طويل غالبا بطولي. و هي مكتوبة مثل ما نعرفه ب المربعات أي مجموعة من الابيات تنتهي بكلمة تبدأ بها مجموعة الابيات التالية و هكذا
الحكاية : جلجامش في هذة العصور السحيقة كان ملك علي مدينة اورك. و هو شخص خارق القوة و حسن المظهر لكنه كان طاغية مستبد. شكا اهل اورك للالهة من استبداد ملكهم فارسلت الالهة انكدو ليردعه و انكدو ليس انسان بل كائن اسطوري ذو قوة خارقة اقرب للفهد او النمر. في طريقه ل اورك قابل انكدو شمخات و هي عاهرة اعجبها انكدو و قضي معها اسبوع من الرغبة الملتهبة. تحول انكدو بسبب ذلك للصورة البشرية و تكفل الرعاة بتعليمه كيف يرتدي ملابس و يأكل و يشرب. وصل انكدو ل اورك و قابل جلجامش و جري صراع عنيف بين الاثنين لم يستطيع ايا منهما ان يهزم الاخر. و عبر الصراع احب كل منهما الاخر و اصبحا صديقين حميمين. قرر جلجامش ان يذهب للبنان ليجلب خشب الارز – ملحوظة علي الهامش في الاسطورة المصرية ايزيس ايضا ذهبت ل لبنان و وجدت جثمان زوجها اوزيريس و قد احاطته شجرة ارز عملاقة – كانت الالهة حريصة جدا علي غابات الارز و عينت همبابتو حارسا عليها. لكن جلجامش و انكدو تغلبوا علي الحارس و قطعوا الاشجار. حرض انكدو جلجامش كي يقتل همبايتو حارس الغابة فقتله جلجامش رغم انهم كانوا قد حصلوا فعلا علي ما يريدون و ان الحارس معين من قبل الالهة. في طريق عودتهم قابلتهم عشتار و هي ربة الحب و الجمال – و قد عبدت في اماكن كثيرة جدا باسماء متعددة – اعجبت عشتار ب جلجامش و طلبت منه ان يتزوجها. رفض جلجامش طلب عشتار و قال لها انها عاهرة و عشاقها كثيرين. غضبت عشتار جدا و طلبت من الالهة ان يعطوها ثور السماء كي تعاقب به جلجامش. رفضت الالهة. هددت عشتار الالهة بانها ستصرخ صراخا عاليا جدا يوقظ الموتي من قبورهم و يقتلون الاحياء. رضخت الالهة لعشتار خوفا علي الاحياء و اعطوها ثور السماء. ارسلته عشتار كي يعاقب جلجامش. لكن جلجامش و انكدو تغلبا علي ثور السماء – ملاحظة علي الهامش كثير من مشاهد الملحمة مصورة علي جدران المعابد و مشهد صراع جلجامش مع ثور السماء مصور بشكل رائع – حزنت الالهة جدا لمقتل ثور السماء و قررت أن واحد منهم يجب ان يموت اما جلجامش او انكدو و وقع الخيار علي انكدو. نام انكدو و حلم بالموت و مات فعلا. حزن جلجامش جدا لوفاة صديقه ثم فكر أنه هو نفسه سيموت ايضا. ثم تذكر أن له قريبا بعيدا يعيش من الاف السنين و هو اوتنبشتم فقرر زيارته ربما يجد سر الخلود. سبح جلجامش عدة شهور في بحر الموت حتي وصل للجزيرة التي يعيش فيها اوتنبشتم. قال اوتنبشتم لجلجامش انه مستحيل ان يحدث ل جلجامش مثلما حدث معه. و حكي له ان من سنوات بعيدة جدا قررت الالهة القضاء علي البشر فارسلت فيضان عارم غطي كل شيء. لكن اوتنبشتم عرف قبلها و بني مركب و ضع فيه كل المخلوقات و هكذا لم يصبه الطوفان. لم تعرف الالهة ما الذي تفعله به بعدما تغلب عليها فقررت ان تمنحه الحياة الابدية علي هذة الجزيرة. ثم قال له قبل ان تحاول هزيمة الموت حاول اولا هزيمة النوم هل تستطيع ان لا تنام لمدة اسبوع؟ قال جلجامش طبعا ثم وقع نائما مدة اسبوع كامل. و حين استيقظ قال له اوتنبشتم حتي لا يرجع خائبا ان هناك نبات في قاع البحر يمكنه ان يجدد الحياة فيعود الشيخ شابا من جديد و لكنه لا يمنح الخلود. غطس جلجامش و انتزع النبات المطلوب و قرر ان لا يجربه قبل ان يعود ل اورك و يجربه اولا علي شخصا ما ليري تاثيره. و في طريق العودة وجد بركة ماء فخلع ملابسه و ذهب ليستحم. و هو في البركة راي ثعبان يتسلل و سط ملابسه و ينتزع نبات الشباب و يأكله. ثم تخلص من جلده كما تفعل الثعابين دليلا علي ان نبات الشباب مؤثر فعلا. ادرك جلجامش انه خسر اخر امل له و عاد ل اورك و اخذ يبني فيها و يعمرها...
1/20/2024



#حسن_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة كتاريخ
- موت الديمقراطية
- نقد الثورة و اليسار البدائي و الجزائر
- تجديد الخطاب الديني
- هل سيصبح السودان من دول الربيع العربي ؟
- تعليق مختصر علي برنامج الحزب الاشتراكي المصري
- السودان و الديمقراطية
- عودة الدولة
- 100 عام علي ثورة اكتوبر الاشتراكية
- أضحك مع صديقي الشاب
- من بلفور إلى ترامب: المواجهة هي الرد
- جيولوجيا التعويم
- هل انهيار الاتحاد السوفييتي سبب أزمة اليسار؟
- أيها الماركسية كم من الجرائم ترتكب باسمك
- أسطورة القومية العربية
- بين الشمال و الجنوب
- الثورة كصنم
- جيل الثمانينات
- رحيل المناضل الكبير خليل كلفت
- الثورة و مأساة الليبرالية المصرية


المزيد.....




- مصر.. وفاة الفنان بهاء الخطيب خلال مباراة والعثور على -تيك ت ...
- فيلم -درويش-.. سينما مصرية تغازل الماضي بصريا وتتعثّر دراميا ...
- شهدت سينما السيارات شعبية كبيرة خلال جائحة كورونا ولكن هل يز ...
- ثقافة الحوار واختلاف وجهات النظر
- جمعية البستان سلوان تنفذ مسابقة س/ج الثقافية الشبابية
- مهرجان الجونة 2025 يكشف عن قائمة أفلامه العالمية في برنامجه ...
- بيت المدى يحتفي بمئوية نزار سليم .. الرسام والقاص وأبرز روا ...
- الرواية الملوَّثة التي تسيطر على الغرب
- تركيا تعتمد برنامجا شاملا لتعليم اللغة التركية للطلاب الأجان ...
- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن خليل - ملحمة جلجامش