أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مسعود عكو - اغتيال جديد على مذبح الحقيقة اللبنانية














المزيد.....

اغتيال جديد على مذبح الحقيقة اللبنانية


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1745 - 2006 / 11 / 25 - 11:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بلد كتب عليه الحزن قبل الفرح، الأسى قبل السعادة، تأن جراحاته من آلام الحقيقة المرة التي يدفع فاتورتها يوماً بعد يوم شهيد أخر على مذبحها المضرج بدماء المئات من الذين قدموا أنفسهم قرابين للبنان جديد، لبنان قادر على أن يصنع المعجزات في زمن باتت كل آثام الكون تقع على عاتقه المثقل بهموم حروب دفع أغلى ما يملك في خضم صراعاتها التي لم تتوقف حتى الأن، وتستمر الروزنامة اللبنانية بنزع ورقة تلو الأخرى لعل اليوم القادم يكون أفضل من الذي مضى، والحقيقة تومئ بعكس ذلك تماماً فإلى متى سيدفع لبنان قرابين جديدة؟

بيير أمين الجميل نجل رئيس الجمهورية الأسبق شهيد أخر، وليس الأخير، ورقة أخرى تسقط من الأرز الصامد في وجه كل الاغتيالات، والآلام، شهيد يغتال على مذبح الحقيقة التي بات الكثيرون يهابون منها التي ربما تخفي ورائها حقائق بدلاً من واحدة، وخيط يودي إلى خيوط كثيرة تكشف حقيقة الاغتيالات السياسية التي شهدها لبنان منذ الحرب لأهلية في ثمانينيات القرن الماضي، وإلى لحظة اغتيال الوزير بيير جميل.

بدون شك هدف سياسي عظيم وراء هذا الاغتيال، وستستفيد من هذه الجريمة جهات كثيرة لها المصلحة في عدم استقرار لبنان حكومة، وشعباً وتحاول أن تودي بها إلى حافة الهاوية، ويرى الكثير من المراقبين أن هذا النقص قد يجعل الحكومة اللبنانية ساقطة دستوريا ً لأن استقالة، أو وفاة عدد من الوزراء يبلغ الثلث زائد واحد يجعل الحكومة مستقيلة، وساقطة دستورياً، وقبل الاغتيال بفترة استقال وزراء حزب الله، وأمل، ووزير تابع للرئيس إميل لحود، وسبقهم استقالة حسن السبع نتيجة لتقصير سياسي لكنهم لم يبلغوا الثلث زائد واحد، وبالتالي كانت الحكومة تستطيع الاستمرار، وإقرار المحكمة الدولية، والمشكلة أن الحكومة لا تستطيع إدخال وزراء جدد للحكومة لأن هذا يتطلب توقيع إميل لحود رئيس الجمهورية، وهو يرفض أي وزير سيوافق على المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري .

جهات لبنانية عدة وأهمها والد الشهيد بيير الرئيس الأسبق أمين الجميل، وسعد الحريري، ووليد جنبلاط. سارعوا بتوجيه أصابع الاتهام إلى النظام السوري دون أن يبرزوا أية دلائل، أو قرائن تثبت هذا الاتهام، أو تؤكد مدى صحته معتمدين فقط على الظن المرفوض قانونياً، ومنطقياً. الأمر الذي قد يعقد العلاقات بين البدين الجارين أكثر مما هو مرتكب اليوم، ورغم أن سوريا أدانت بشدة، وعلى الفور جريمة اغتيال الوزير بيير الجميل، حيث أكد مصدر إعلامي رسمي لوكالة سانا "إن هذه الجريمة النكراء تستهدف زعزعة الاستقرار، والسلم الأهلي في لبنان مشدداً على حرص سوريا على أمن لبنان، واستقراره، ووحدة أبنائه، والحفاظ على سلمه الأهلي" نافياً بشكل تلقائي، ورسمي الاتهامات اللبنانية.

بيير جميل وزير الصناعة اللبناني، وأحد أركان قوى الرابع عشر من آذار الذي اغتيل بإطلاق النار على موكبه في محلة نيو جديدة، كان يشغل منصباً مرموقاً في حزب الكتائب اللبنانية جاء اغتياله في ذروة أزمة حكومية تقاس بعدد الوزراء الذين هم على قيد الحياة ليوفروا نصابا دستوريا يمكنهم من المضي في إجراءات المحكمة الخاصة ذات الطابع الدولي التي اقر مجلس الأمن إنشاءها لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري، والنظر في الجرائم الأخرى ذات الصلة بها منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة في الأول من تشرين الأول 2004، مروراً باغتيال الصحفي، والنائب جبران تويني في 12 كانون الأول 2005. وهاهو الوزير بيير الجميل يضاف إلى لائحة الاغتيالات السياسية التي يشهدها لبنان منذ عقود.

مهما كانت الدوافع لاغتيال الشهيد بيير جميل، ومصالح القوى التي خططت، ونفذت جريمة بشعة بكل المقاييس الإجرامية. ليس هناك مستفيد سوى أعداء لبنان أولئك الذين يحاولون، ولا يكلون من المحاولة لزعزعة استقراره الحكومي، والشعبي. رغم أن الجهات المستفيدة كثيرة في هذه المعمعة السياسية لكن يبقى الخاسر الأول، والوحيد هو لبنان، وعلى كل اللبنانيين أن يقفوا يداً واحدة ضد من يحاول أن يعيد لبنان إلى حقبة الحرب الأهلية التي باتت رائحتها تفوح من بعيد. الأمر الذي سيقضي بالضرورة إلى هلاك لبنان ودماره على رأس كل اللبنانيين. إن اغتيال أي إنسان لبناني لهو قربان جديد على مذبح الحقيقة التي دفع لبنان كثيراً في سبيلها، ولن يستفيد من هذه الجرائم سوى أعداء لبنان، واللبنانيين، ولن تداوي جراحاتهم سوى وحدتهم، وتكاتفهم ضد كل من تسول نفسه المساس بوحدته الوطنية التي ستبقى أكبر من كل الحسابات الأخرى، وستكون بلسماً تداوي كل جراحاتهم التي مل القدر من التئامها فتعيد في الأذهان أهات، وآلام حان الوقت لكي ينساها لبنان، واللبنانيين. سيبقى لبنان صامداً قوياً في وجه كل الأعاصير، والكوارث التي تعصف به، وسيبقى الأرز صامداً قوياً كما كان.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فسحة أمل
- طبول الضياع
- أنفال ولكن!!!
- انتصار الأغاني
- لا تقل لو!!!
- شعراء العالم
- حروب استباقية, وإسقاطات إقليمية, هل تكرر تركيا السيناريو الإ ...
- لبنان الأخضر... لبنان
- اجتياح لبنان: حرب جديدة, أم تصفية حسابات قديمة؟
- تسلية أمنية وسذاجة كردية
- من صنع الزرقاوي, ومن أتى بنهايته ...؟
- معشوق الله
- الأمم تحتل قامشلو
- محكومون بالأمل - إلى محمد غانم وفاتح جاموس وآخرين...
- إيران النووية وأوراق جديدة للمساومة
- مجازر الأرمن ذكرى ألم متجدد
- حوار مع الكاتب والصحفي مسعود عكو
- أيُّ جلاءٍ نريد؟
- إنهم يقتلوننا... اللهم فاشهد!!!
- نوروزونا كل يوم


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مسعود عكو - اغتيال جديد على مذبح الحقيقة اللبنانية