أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود عكو - نوروزونا كل يوم














المزيد.....

نوروزونا كل يوم


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1496 - 2006 / 3 / 21 - 11:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقال أن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام, مر بقوم فضيفوه قطعاً من الحلوى, والأكل اللذيذ فسأل أحد السائرين معه من هؤلاء؟ قال: هم كرد يا أمير المؤمنين, فقال: ما مناسبة هذه الحلوى؟ فرد عليه الذي كان يسير معه: إن لهم عيد يسمى نوروز يقدمون فيه الحلوى, وما لذ, وطاب من الأكل, والطعام فضحك الإمام علي عليه السلام, وقال: "نوروزونا كل يوم".

آثرت في نفسي أن أورد هذه الحكاية حتى, ولو كانت غير حقيقة لكنني سمعتها من أكثر من شخص من الطائفة العلوية, وهم ليسوا كرداً, ويتفاخرون بأن الإمام علي عليه السلام قد بارك الكرد في عيدهم القومي, وهو النوروز, وغايتي في ذلك إرسال رسالة بسيطة إلى أغلبية رجال الدين عندنا, حيث يحرمون العيد بحجة أن لا عيد في الإسلام سوى عيد الفطر, وهو مكافأة الله عز وجل لعباده بعد شهر من الصوم, والعبادة والعيد الأخر عيد الأضحى الذي هو مكافأة للحاج على تلبية دعوة ربه, وكذلك تكريماً لسيدينا إبراهيم, وإسماعيل عليهما السلام.

كيف يكون النوروز حراماً, وأحد الخلفاء الراشدين يبارك الكرد في عيدهم, وينطلق الشيوخ, والملالي الكرد من تحريمه بحجة أن الخمر, والمنكر, والإباحية تكثر فيه, وكأن هؤلاء الشيوخ لا يرون ما هي برامج النوادي, و المطاعم في أعيادنا الإسلامية, ولا يتجرأ ذلك الشيخ, أو الإمام أن ينبس ببنت شفة.

نوروزنا, هذا اليوم المبارك, عندما لوى كاوا الحداد يد ذلك الدكتاتور الجبان أزدهاك, وحز رأسه, وحمله معه إلى ذرى الجبال برهاناً بخلاص الناس من الظلم, والاضطهاد, والغطرسة الذي فتك بالعباد لعدة عقود كما تفيد الأسطورة, وأضرم كاوا الحداد النيران على ذرى الجبال, وأعالي القصور التي كان يملكها أزدهاك معلناً بداية الثورة, ودحر عهود الظلام, والقهر, والاستبداد, وسرعان ما ألتف حوله الناس من كل حد, وصوب, وفتحوا المملكة, وتخلصوا من كل طغاة القصر, وأعلنوا أنفسهم حكاماً على البلاد, وبدأت سنين الحرية, والخير, والوئام بعدما كان الحاكم المستبد يقمع كل زهرة تتفتح, وكل وردة تبدأ بالانفتاح.

نوروزنا هذا اليوم الجديد التي أطلقت التسمية عليه شعوب هضبة إيران, وكردستان معلنين به ولادة يوم جديد يوم الخلاص من القهر, والظلم فأمت الفرحة بدل الحزن, والكآبة, والحرية بدلاً من التسلط, والظلم لينهوا بذلك عقوداً من الاستبداد, والاستعباد, والقتل, وسفك الدماء, وأعلنوا رحيل عقود الظلام, وبدأت أيام الحرية ببزوغ فجر هذا النوروز الذي أسل رسالة ملؤها الشجاعة, والحرية, والتصميم على دحر الطغاة, وكسر الغزاة والمستبدين الذين انهالوا على الأخضر, واليابس ولم يبقوا للعباد سوى الأسى, والحزن, والألم.

نوروزونا, هذا اليوم العظيم, الذي استطاع فيه رجل من عامة الناس أن يبلغ قصر ذلك الطاغية, وبدلاً من أي يقدموه قرباناً لقرونه التي تعودت على أكل أدمغة الشبان انهال عليه هذا الحداد القوي, وقد رأسه, وحمله معه كرسالة لكل طغاة الكون بأن لكل ظالم يوم, ولكل طاغية ساعة تنهي سنين ظلمه, وجبروته.

نوروزونا, الذي يجعلنا في كل عام نقدم قرباناً له دليل ولاءنا, وطاعتنا يسعدنا بأنه يأتي بيوم جديد, ونهار أخر, وفجر يبزغ من بين براثن الطغمة الفاشية النافية للأخر, والناقمة على كل الشعوب يجعل من الحياة شيئاً أخر, ويقلب الآية رأساً على عقب ممهداً الطريق لقدوم كاوا جديد يقارع الظلم, والقهر, والحرمان, ويبدأ من جديد إعادة سيناريو كاوا القديم ليحارب الظالمين في كل بقعة من هذه المعمورة.

نوروزونا, في هذا العام يعود, ومعه الربيع برائحة النسرين, والنرجس, وعبقه يملئ الأرض عبيراً, ونسمات الحرية التي ينتظرها ملايين البشر لخلاصهم من كل أزدهاك متسلط على رقاب العباد, ويعيد الحياة إلى سابق عهدها كما خلقها الله عز وجل, وتكفيه سنين الحرمان, والظلام إننا نهوى العيش بحرية, وسلام.

نوروزنا تحية لك في هذا العام, وفي كل عام وألف تحية لشهداءك الذين قدموا أنفسهم قرابين لك دون أن يبخلوا بذلك, وأعلم بان في كل عام هناك من يتوق أن يصبح هذا القربان فقط لكي ينعم غيره بالحرية, والخير, والوئام, وأعلم بأننا كلنا على أهب الاستعداد لنكون لك قرابين على الدوام متى ما شئت, وأردت, ولك منا كل فروض الطاعة, والولاء ولا تبخل علينا في هذا العام بأن نكون كغيرنا من شعوب هذه الخليقة, ولنجعل من يوم قدومك عيداً للفرح, والسعادة, ولنجعل كل أيامنا نوروزاً, ونقول كما قال الإمام علي عليه السلام: "نوروزونا كل يوم"



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلبجة الشهيدة عروسة الحجل الحزين
- آذار نامه
- أطوار... وأشياء أخرى
- التبعية البعثية في مسودة قانون الأحزاب السورية
- ثقافة الأغبياء في الإساءة للأنبياء
- في البحث عن وطن
- نادي الجهاد:أزمة رياضية أم قضية سياسية؟
- ربيعنا الذي صار خريفاً
- الشعب سيحاسب مجلس الشعب
- انشقاق خدام: صفقة أم انتقام؟
- الإرهابية القاتلة في ثقافة الأشلاء المتناثرة
- القلم الشهيد بل شهيد القلم
- فاقد الشيء لا يعطيه
- الديمقراطية والحرية للكرد الفيلية
- الشاهد المقنع: زوبعة سورية أم عاصفة لبنانية؟
- من شهر العسل إلى شهر البصل
- القرار الدولي ثلاثي الأبعاد
- بين تقرير ميليس وانتحار كنعان أسئلة برسم الإجابة
- ديتليف ميليس... إلى أين؟
- إعلان دمشق... مستلزمات ونواقص


المزيد.....




- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود عكو - نوروزونا كل يوم