أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مسعود عكو - في البحث عن وطن














المزيد.....

في البحث عن وطن


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1446 - 2006 / 1 / 30 - 09:32
المحور: حقوق الانسان
    


لم أتفاجئ قط بما حصل للوفد العشائري الكردي, الذي ذهب من الجزيرة باتجاه العاصمة دمشق, وفي خلجات كل واحد منهم أنه سيلتقي برئيس الدولة, وسيكلمه عن مشاكله, وهمومه بالإضافة سيقدم فروض الولاء, والطاعة, حيث فشل مشروع ذلك الحلم اللآغاواتي, والبيكاواتي, وأنتاب كل واحد منهم موجة برد من الخجل, إن لم يكن أمام الشعب الكردي, والذي كان من المزمع أن يمثله, فعلى الأقل أمام أنفسهم, وزوجاتهم, وأبناءهم, وتلك كانت صورة حقيقية للواقع الكردي برؤى القيادة السورية, والتي حتى أمام تلك الشخوص لم تتنازل, ولو على سبيل جبر الخاطر بأن يثبتوا قولاً وفعلاً أن الكرد هم حقيقة جزء من النسيج الوطني, والاجتماعي في سورية, وليس مجرد كلمات صمت الجميع من بعدها.

إن تعامل الحكومة السورية إلى هذه اللحظة مع الملف الكردي, يرجع بالحضارة إلى عهود البداوة, وبالواقعية إلى الخيالية الشخوصية التائهة, في ظلال عباءات, وكوفيات فرت منها أصحابها الذين اختلقوها, ولا تنتبه السلطة حتى هذه اللحظة, بأن للكرد قضية سياسية, وليست مشكلة عشائرية, أو اجتماعية, أو حتى قضية ثأرية, ولطالما حاولت الحركة الكردية الحزبية منها, والسياسية, والثقافية إجلاء الحقيقة, وتوضيحها للعيان لكن هذه العقلية القوموية أبت أن تصدق حتى إحساسها, وما يجول في خواطرها, وتغض الطرف عن حقيقة كامنة في جذور, وآثار تاريخية للوجود الكردي في سورية التي رسمت حدودها بموجب أوامر ضابط أوروبي, من الممكن أنه كان في الهند عندما خط هذه الخارطة, وتناثرت الأقاليم خلف أسلاك شائكة, وحدود, وخطوط, وهمية.

ما ذنب ذلك الكردي البائس أن تقسيمات الدول الاستعمارية أفرزت أراضيه بين دول خمس,, ومن حظ ذلك البائس أنه لم تأت أي حكومة من هذه الدول تعترف بتعددية قومياتها, وتنوع سكانها فالكل في هذه المنظومات ينظرون إلى شعوب دولتهم بأنهم من صلب واحد ألا, وهي قوميتهم السائدة, ولا يستطيعون حتى مجرد الافتراض وجود كائنات حية أخرى تجاورهم في المأكل, والمسكن, والملبس, وخلقها الباري عز وجل كغيرها من المخلوقات بل, وابتدع الإله في خلق هذا الشعب فمعظم علماء اللغة العربية والتاريخ والفلسفة هم كرد, وأجداد من تنفون وجود أحفادهم اليوم, وهل هذا هو إحسان الناصر صلاح الدين الأيوبي, فتقابل الحسنة بالسيئة! بصراحة لا أجد أجوبة عن كل تساؤلاتي, ولا أعرف هل الخطأ فينا أم فيكم أم في كلينا.

وجد الكرد أنفسهم هنا, بإرادتهم, أو بدونها, وتأتون, وتنفون وجودهم, وتقولون عنهم أنهم مهاجرون. طيب إلى أين تريدون من الكرد الذهاب؟ هل تودون رحيلهم إلى مكان آخر؟ إذاً امنحوهم جنسية لكي يستطيعوا الخروج من هنا, أعيدوا للممنوعين, والمجردين حقوقهم الإنسانية, وليست القومية لكي يتسنى لهم البحث عن وطن آخر, وخوفي أن تأبى الصحاري, والبحار إيواءنا, ونبقى تائهين حتى يرث الله الأرض, والطامة الكبرى أن نكون في الآخرة أيضاً من الأجانب, وتضرب لنا مخيمات, وتكون مضارب الكرد في يوم القيامة, وعندما يحشر البشر, وتنتهي محاكماتهم فلا يجدون لهم أسماءً لا في الجنة, ولا في جهنم إذا ستلجأ الملائكة حينها إلى فرز أرض خاصة للاجئين الكرد في مكان هو ما بين الجنة, والنار.

يا أصحاب القوميات الذين تضطهدون الكرد بسبب انتمائهم القومي, والعرقي ما هو الحل برأيكم للمعضلة الكردية؟ وكيف ترون حل مشكلة عويصة كالقضية الكردية؟ وهل آن الأوان للكردي أن يبحث لنفسه عن وطن آخر, هذا الوطن الذي حرره آباءه من براثن الفرنسيين. ألم يكن يوسف العظمة كردياً؟ ألم يكن إبراهيم هنانو وأديب الشيشكلي ومحمد علي العابد وحسني الزعيم وتوفيق نظام الدين وغيرهم الكثير ألم يكونوا كرداً؟

أيها الكردي هذه أرضك, وأرض أسلافك, والذين لا يعترفون بهذا فلبيلطوا المحيطات إذا لم تكفهم بحار الأرض, وليذهبوا هم للتفتيش, والتنقيب, ودحض ادعاءات الكرد بأن هذه الأرض ليست لهم فنحن على أرضنا التاريخية, وحقيقة ذلك تكتشف يوماً بعد يوم من خلال المئات من التلال الأثرية في أراضينا, وتثبت مدى عمق جذورنا التاريخية على أرضنا التي حميناها طوال آلاف القرون, وآبت كل ديكتاتوريات الأرض أن تمحينا من على وجهها, وسيظل الكردي عنيداً لا يتنازل عن أحقيته في وجوده, وامتلاكه أرضه, وحضارته, وثقافته, وقبل كل ذلك لغته الجميلة التي حفظته من الضياع كغيره من القوميات, ومن لا يقبل هذه الموضوعة فليبحث هو عن نقضها فنحن كرد, وسنبقى على أرضنا, وسنطالب حتى أخر لحظة في حياتنا بحقوقنا الكاملة, ومن لا يريد تصديق هذا فليبحث هو عن مكان آخر له علماً أننا سنقبله في أرضنا كإنسانٍ مثلنا مثله, ولن نحرمه كما يحرمنا هو الأن, وإلا فله الحق في البحث عن وطنٍ آخر.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نادي الجهاد:أزمة رياضية أم قضية سياسية؟
- ربيعنا الذي صار خريفاً
- الشعب سيحاسب مجلس الشعب
- انشقاق خدام: صفقة أم انتقام؟
- الإرهابية القاتلة في ثقافة الأشلاء المتناثرة
- القلم الشهيد بل شهيد القلم
- فاقد الشيء لا يعطيه
- الديمقراطية والحرية للكرد الفيلية
- الشاهد المقنع: زوبعة سورية أم عاصفة لبنانية؟
- من شهر العسل إلى شهر البصل
- القرار الدولي ثلاثي الأبعاد
- بين تقرير ميليس وانتحار كنعان أسئلة برسم الإجابة
- ديتليف ميليس... إلى أين؟
- إعلان دمشق... مستلزمات ونواقص
- القتل بدافع الشرف مباح اجتماعياً محمي قانونياً
- دستور العراق ... مستقبل العراق
- تحية إلى جون قرنق
- عن أي نسيج يتحدثون
- العمليات الانتحارية استشهادية أم إرهابية
- كلهم غنوا إلا نحن


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مسعود عكو - في البحث عن وطن