أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مسعود عكو - فسحة أمل














المزيد.....

فسحة أمل


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1738 - 2006 / 11 / 18 - 11:38
المحور: حقوق الانسان
    


في خضم ضبابية مستقبل، بات خجلاً من كل آثام الطبيعة، المزوجة بأنين أيامنا المتصدعة، تتسلل من خلف ستار عقيم كل أجنة الموت الأخرق، لتذرف من جديد أعين كئيبة، كل أحرف كتب القدر لها الفشل، في ظل هذه الحلكة القاحلة، وتتناثر خلف أسوارها الأليمة، أنين يوم خافت كتب له الهم على دفتر ذكرياته، أذكرني كلما بكيت.

هذه الدنيا تكمن فيها كل خروقات البشر، وتتألم من آهاتها كل القلوب المبتورة، لذا تعود الحجل أن يقبق حزناً على آمال نثرتها حماقات البشرية، وتبتر مدية ثلمة أخر فسحة أمل ظن التائه أنها أجمل لحظات حياته الكئيبة، وعاودت الأنانية المفرطة من بشر فقدوا كل أحاسيس الوفاء، والمحبة، ولم يجعلوا في أفئدتهم أية فسحة للتسامح، والأمل، والحب، وامتزجت أحرف دمائهم القاتمة بحقد دفين، لا يستوعب ظلامه كل مجرات الكون الكبيرة حتى بات الكون كله ضائعاً في هذه الأحقاد.

لماذا هذه الحياة قاحلة؟
لما البشر يولدون فيها، ومعهم أنين صرخة دائمة على مر الزمن الطويل؟
لما لا تستطيع أرواحنا أن تتطهر من كل آثامها؟
ألا يحق لنا أن نعيش بدون هموم؟
أم القدر كتب على جباهنا المليئة بخطوط الزمن الكئيب، الفشل، والخوف، والأسى.
هل باتت الحياة إلى هذه الدرجة أليمة كئيبة؟
لا مكان لأحد فيها سوى إذا كان متغطرساً مجرماً حاقداً قاتلاً.
ألا يحق للحب أن يجد لنفسه فسحة أمل بين طيات أفئدتنا الحزينة؟
ألا يحق للأمل أن يشرق من أرواح خذلها الزمن، وسلط عليها كل شياطين الكون الحمقاء؟

هل باتت أحلامنا، وأيامنا وليدة حدث ميت؟
أمالنا، وأفكارنا أجنة وئدت قبل أن تولد.
الحياة رحبة أكثر مما نتوقع، ونفكر، ونظن.
لكن! أنفسنا الظالمة تأبى أن ترى أعين باكية تضحك، وأفواه جائعة تشبع، وأفئدة قتلتها كآبة الزمن تجد، ولو لمرة واحدة فسحة أمل تتسلق الفرح لعلها تجد لنفسها مكان يتسع لها في ضوضاء الذل، والخنوع، والكآبة.

لماذا عندما نبلغ النشوة في الفرح نبكي خوفاً من القدر؟
لماذا عندما نضحك نقول في أنفسنا اللهم أعطنا خير هذا الضحك؟
ألا نستطيع، ولو لمرة واحدة أن نضحك دون أن تذرف أعيننا عبرات الحزن الممزوجة بالخوف القادم من أنين الأيام الصدئة، والسنين الثملة بمي الآثام، والآلام.
ألا يحق لنا أن نسعد بلحظات ظلت دائمة خائفة من النحس، والخوف الأجوف؟
ألا يحق لنا كلنا أن نضحك، ولو لمرة واحدة دون أن نبدي في أنفسنا خشية من شيء مخفي وراء تلك السعادة.

يسلط علينا القدر كل شياطين الكون، وتتحد قوى الشر في ذواتنا الضعيفة فتأبى أنفسنا المريضة بشتى أنواع الشيزوفرينيا الهداية، فتنفصم أرواحنا، وحين نبحث عنها لا نهتدي إليها. بل نتوه أكثر في هذه البائسة التي حضتنا رغماً عنا، فلا نجد سوى كلمات ورقية، وأحرف إسمنتية تقع ذليلة أمام أعين من يتفوه بها.
هل كتب علينا الحزن كما كتب على الذين من قبلنا؟
نعم!!! ونشرنا من خلالها ثقافة الخوف، والحزن، والأسى.

فسحة أمل الكل بات يبحث عنها في هذه الساعة، وفي كل دقيقة تمر علينا كوقع السيوف الثلمة.
فلنجد لأنفسنا حياة غير التي نعيش فيها، ولنبدل أرواحنا كما نشاء، لا كما يقيدنا القدر بأرواح ذابلة تتساقط من أول لحظة خوف، وألم، وأنين.
لنجعل كل من في الكون يتمنى الأمل، ويحبه كما نحب الحياة، والماء، والهواء.
فلنمضي مسرعين إلى أيام جديدة لا للخوف، والذل، والموت، والكآبة أي أثر فيها.
فلنجعل كل أيامنا فرحاً، وحباً، ونخلق في هذا الشتات، والضياع الكبير، وفي خضم اليأس العقيم ، أكبر فسحة أمل، الكل فيها له فسحة له فيها نافذة تطل على يوم جديد، ونهار باتت تشرق شمسه من بداية فجره.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبول الضياع
- أنفال ولكن!!!
- انتصار الأغاني
- لا تقل لو!!!
- شعراء العالم
- حروب استباقية, وإسقاطات إقليمية, هل تكرر تركيا السيناريو الإ ...
- لبنان الأخضر... لبنان
- اجتياح لبنان: حرب جديدة, أم تصفية حسابات قديمة؟
- تسلية أمنية وسذاجة كردية
- من صنع الزرقاوي, ومن أتى بنهايته ...؟
- معشوق الله
- الأمم تحتل قامشلو
- محكومون بالأمل - إلى محمد غانم وفاتح جاموس وآخرين...
- إيران النووية وأوراق جديدة للمساومة
- مجازر الأرمن ذكرى ألم متجدد
- حوار مع الكاتب والصحفي مسعود عكو
- أيُّ جلاءٍ نريد؟
- إنهم يقتلوننا... اللهم فاشهد!!!
- نوروزونا كل يوم
- حلبجة الشهيدة عروسة الحجل الحزين


المزيد.....




- انتقاد أميركي للعراق بسبب قانون يجرم العلاقات المثلية
- نتنياهو يشعر بقلق بالغ من احتمال إصدر الجنائية الدولية مذكرة ...
- لازاريني: المساعي لحل -الأونروا- لها دوافع سياسية وهي تقوض ق ...
- تظاهرات حاشدة في تل أبيب تطالب نتنياهو بعقد صفقة لتبادل الأس ...
- سوناك: تدفق طالبي اللجوء إلى إيرلندا دليل على نجاعة خطة التر ...
- اعتقال 100 طالب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة بوسطن
- خبراء: حماس لن تقايض عملية رفح بالأسرى وبايدن أضعف من أن يوق ...
- البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم -المثلية الجنسية-
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى بغزة ...
- فلسطين المحتلة تنتفض ضد نتنياهو..لا تعد إلى المنزل قبل الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مسعود عكو - فسحة أمل