أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آمال القاسم - لماذا نكتب ..؟!














المزيد.....

لماذا نكتب ..؟!


آمال القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 7851 - 2024 / 1 / 9 - 20:13
المحور: الادب والفن
    


نكتبُ لأنّ صراخَنا الدّاخليَّ فقد صوتَه ..وكي نرسمَ حياةً أخرى في أحلامِنا غيرَ هذه الحياة ..
نكتبُ أملًا منّا في الخلاصِ من هذه المواجعِِ التي ألفناها زمنًا ومن أحزاننِا المدفونةِ في نخاعِنا حدَّ التّخمة .... نكتبُ لأنَّنا تُبكينا الحروفُ كلّما جرحتِ السّطورَ أحزانُنا ..نكتبُ لنحتضنَ القلوبَ بالحبٍِّ قبلَ أنْ ترحلَ إلى العدم ..
نكتبُ لنرمّمَ الشّروخَ والجروحَ في مائِنا الأوّلِ ونعيدَ نسغَه إلى جذورِنا التي تصحّرت طويلُا في سنخِ أوردتِنا الحارِّ ..
نكتب كي نتسوّلَ الهواء ونطعمَه لفراخِ البلابلِ والعنادلِ ونراوغَ الجذورَ لنفهمَ كنهَ الأشياءِ والفصول، وأسرارَ الجهاتِ وفلسفةَ السؤال، عن الإنسان في اللاشيءِ واللازمان واللامكان ، وخارجَ نطاقِ المادّةِ التي تؤطّرُها تلكمُ الأسئلةُ، كيلا نسقطَ من فكرةٍ مسمومةٍ وكيلا نساومَ وجودنا على كياننا ..
نكتب لنستشهد بالكتابة على أنّنا كنّا هنا، ومررنا من بوّابةِ التّاريخ ماجدين، منتصرين، حتىّ على أنفسِنا
ونكتبُ لتفهمَ معلِّمَةُ الرياضيات أنَّ العربيّةَ الفصيحةَ أجملُ وأمثل وأكملُ في شرح ِ قوانين التفاضلِ والتكامل والمعادلات ونظريات فيثاغورس الشهيرة ؛ فلا تقمعُ سليقتنا المنتميةَ إلى فطرتِها ومنبتِها ذات غرفةٍ صفيّة يافعة ،ونكتبُ لتقرأَنا معلمةُ العربيّةِ التي أهملَتْ براءتَنا، وقفزتْ عن جدارِ أحلامِنا الطّويلِ إلى مواضيعِ الإنشاء، حتّى انهارَ الجدارُ وسقطتِ الأحلامُ وسقطتْ معها أرواحُنا وكلُّ الصّور.
فهل يكفي الحبرُ العربيُّ لنهزمَ خيباتِنا ..؟!
وهل تكفي أرواحَنا ألوانُ الحبِّ والورود .. لنكملَ ما تبقّى لنا من مراثي المرايا .. في ليلٍ وئيدٍ .. ؟!
إننا _ معَ كلِّ كتابةٍ _نعيدُ صياغةَ الموتِ في أغنيةٍ فقدتِ اللحنَ والوزن .. ما تزالُ آفاقُها البعيدةُ خائفةًٌ من الطّين ..
وأيُّ صمتٍ يليقُ بهذه الأرضِ كيلا تهربَ من تحتِ أقدامِنا ..؟!
وأيُّ لغةٍ تَلزمُنا لينموَ فيها الربيعُ، كما ورقةٌ في أوّلِ الّلونِ .. وأكثرُ حنانًا على قطرةِ الماء الذي لا ينفد بإذن ربِّي .. !!!
فالكتابة انعتاق واللغة مادّتُها والقلم سلاحها والكلمة رصاصتها .. ونحن حين نيمم أقلامنا شطرَ الحياة فإنها تنزف دما لا حبرا، ويلزمنا وقتئذ زمنٌ آخر ةُ لنبرأ من الحزن ونبتسم كما الزنابق.
خذوا الحبرَ العربيَّ وهاتوا أقلامَكم …. إني أتضوّرُ معرفةً.
آمال القاسم /سكرة القمر



#آمال_القاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة نقدية بقلم : الأستاذ الناقد الأردني الكبير هاشم عبدالغ ...
- رحيق في مضمار الرجم
- ملحمةُ هجرك
- رواية الرقص الوثني واطلالة على المجتمع الاسرائيلي
- رواية قلبي هناك واختلاف الثقافات
- حروف على أشرعة السّحاب والمرأة
- على شفا القيامة وبشائر النّصر
- هل أنا حورية في -حرام نسبي-؟


المزيد.....




- مهرجان الناظور لسينما الذاكرة المشتركة في دورة جديدة تحت شعا ...
- جولات في الأنفاق المحيطة بالأقصى لدعم الرواية التوراتية
- الثقافة والتراث غير المادي ذاكرة مقاومة في زمن العولمة
- الروائي الفلسطيني صبحي فحماوي يحكى مأساة النكبة ويمزج الأسطو ...
- بعد تشوّهه الجسدي الكبير.. وحش -فرانكشتاين- يعود جذّابا في ا ...
- التشكيلي سلمان الأمير: كيف تتجلى العمارة في لوحات نابضة بالف ...
- سرديات العنف والذاكرة في التاريخ المفروض
- سينما الجرأة.. أفلام غيّرت التاريخ قبل أن يكتبه السياسيون
- الذائقة الفنية للجيل -زد-: الصداقة تتفوق على الرومانسية.. ور ...
- الشاغور في دمشق.. استرخاء التاريخ وسحر الأزقّة


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آمال القاسم - لماذا نكتب ..؟!