أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آمال القاسم - رواية قلبي هناك واختلاف الثقافات














المزيد.....

رواية قلبي هناك واختلاف الثقافات


آمال القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5510 - 2017 / 5 / 3 - 23:10
المحور: الادب والفن
    


آمال القاسم
رواية قلبي هناك واختلاف الثقافات
عن دار الجندي للنّشر والتّوزيع في القدس، صدرت بداية العام 2017 للرّوائيّ المقدسيّ مهند محمد الصباح، وتقع الرّواية في 218 صفحة من الحجم المتوسط
مضمون الرواية لا شك أنه سياسي اجتماعي، تميز بالواقعية، حيث تناول قضية اللاجئين من خلال رواية الشباب المقدسي، فتألق في وفائه لعرض معاناة الشباب المقدسي من خلال 33 فصلا، مُسخّرا ابطال روايته لايصال رسائله من القدس وإليها . جسد الطابع الديني لمدينة الديانات الثلاث الاسلامية والمسيحية واليهودية، من خلال استخدامه أسماء ذات دلالات مثل حارة النصارى وأم انطون المسيحية، وكذلك ذكر حائط البراق (الكوتل )بطريقة لطيفة ملفتة وأضفى جمالا على طقوس يوم الجمعة والأكلات المفضلة للمقدسيين مثل المقلوبة، وأكد على الطابع الاسلامي للقدس بحديثه اللطيف عن فن العمارة والطابع العثماني للبناء.
لم يهمل أي من جوانب الحياة في القدس المحاصرة المعزولة، ليس للمقدسيين سوى منفذين للعالم الخارجي جسر الملك حسين ومطار اللد.
تميز أسلوبه بعنصر التشويق مستخدما مفردات ومعاني بسيطة، عكست مدى ثقافته الواسعة، كما عكس انتماءه الفكري اليساري.
وممّا ساهم بشكل فعال في عنصر التشويق لدى القاريء حسن اختياره لعناوين الفصول ال 33 كان موفقا، وكانت العناوين ذات دلالة ترتبط بالمضمون، ولعبت دورا في تشويق القاريء وتحفيزه على التخيل ومحاولة استباق الأحداث.
وكما تميزأسلوبه بسلاسة الانتقال بين الفصول، والربط الموضوعي للاحداث في مختلف الفصول ال 33 دون اهمال للربط الدقيق بين الأحداث والزمان، فاعطى كل زمن حقه. بساطته في التعبير أضافت مسحة جمالية على الرواية باستخدامه مفردات شعبية (يمّه، سروال، تشعتشة، تحويشة العمر، القمباز، داية، يخرفوك.
(9 ،18،38 ،165 ،174،191،193 ) واستخدم الامثال الشعبية :( فرجي عذرك ولا تفرجي بخلك، ورجل بالبيت ولا شهادة على الحيط ) على الرغم من أنّ بعض هذه الأمثال قد عفا عليها الزمن، ولم تعد مستخدمة ولكنه ظهر على طبيعته دون تكليف، لم يفتعل صورا وأحداثا وصف المكان جيدا فهو ابن القدس، ويعرف أسماء حاراتها وشوارعها(باب العامود وشارع صلاح الدين وواد الجوز، وباب المغاربة، وحائط البراق حارة النصارى وباب الخليل ) يعرف عادات أهلها يعرف تماما ما لذي يجري بالقدس، ويعرف أيضا ردّات فعل المقدسيين، يشعر بأنّاتهم وآهاتهم، هو ابن القدس لا شك، عبّر عن غضب الشباب المقدسي وطموحهم ومعاناتهم، وأيضا عن التحدّيات التي تواجههم، أينما يتجه الشباب المقدسي يواجهه الاحتلال المرير الذي يحد من طموحه، ويحدّد سقف أحلامه مستخدما في ذلك لغة الشباب الدّارجة بينهم ، في نفس الوقت حافظ على العائلة الممتدة، وجود الجدّ والجدّة لربط الماضي والحاضر، وليدير من خلالها صراع الأجيال، وانتقال حلم العودة إلى الجيل الجديد، أراد من خلالهما الحفاظ على التراث والعادات والتقاليد.
كاتبنا الشاب المثقف قنّن دور المراة المقدسية مقتصرا على دورسناء أخت بطل الرواية وأمّه. ولم يخف علينا مدى تاثره بالواقع المرير، ومدى تأثيره عليه عندما قرّر قبول عرض المنحة عليه؛ للدراسة في الخارج لتامين عمل له.
كان موضوعيا شاملا دقيق الوصف والتشبيه، لدرجة أنه لو حضرت ريشة فنان لرسمت لوحة فنية دقيقة التعابير.
"ثورة حتى التخرج "
اختار لأبطاله أسماء مألوفة كابراهيم ومحمود، أمّا اسم حبيبة البطل فاختار أن يكون سلمى، ذلك الاسم الأصيل الذي قلّ استخدامه، ومن خلاله عبّر عن الصراع الطبقي في المجتمع المقدسي، فسلمى ابنة عائلة أرستقراطية غنية، تختار زوجا يليق بمكانة عائلتها على الرغم من ثوريّتها، مبديا ذلك لغير صالح المرأة، ويعيب عليها ذلك متجاهلا قوانين المجتمع الذكورية السلطوية، عارضا ازدواجية التفكير لدى بطل الرواية الذي يقع في حب صوفيا المرأة الأوروبية فاقدة العذرية، وارتباطه بها لاحقا والدفاع عن حبه لها، موهما نفسه أنها تشبه سلمى، مسخرا ذلك لاظهار صراع الثقافات العربية والأجنبية، محطما في ذلك العادات والتقاليد التي تعتبر ذلك أمرا معيبا، ولكنه سرعان ما أوجد المبررات لذلك باعتبار أن صوفيا فقدت العذرية مكرهة حيثاغتصبت.
هنا أتوقف طويلا أمام هذا المشهد، الذي تناول فيه الكاتب بطل روايته ذلك الرجل الشرقي القادم من مجتمع ذكوري؛ لأطرح سؤالا: هل حقا اراد الكاتب إيصال رسالة اجتماعية معينة من خلال هذا؟ وهل أراد أن يفضح الرجل الشرقي الذي يمارس سياسة التمييز بين المراة الأجنبية والمرأة الفلسطينية لصالح الأجنبية؟
أبدع كاتبنا في الفصول الأخيرة من الرواية، حيث قدم توثيقا واقعيا دقيقا لنهوض الوعي لدى الجماهير الفلسطينية، وتوجهها لاحياء ذكرى النكبة من خلال تنظيم زيارات إلى القرى التي هجر أهلها قسرا، فتألق في رسم لوحة من الفسيفساء لقرى القدس المهجرة، على الرغم من الإطالة التي أدت إلى التكرار، ولكنه أراد أن ينصف قرى القدس المهجرة، وأراد التأكيد بأنّ الصراع لا يزال قائما، وأن حق العودة انتقل عبر الأجيال، وأصبح حلم الشباب والمواجهة حتما قادمة.
جمال هذه الرواية يكمن في الروح الشبابية العارمة فيها (أحاديث الشباب وأسلوب التعامل والأماكن التي يرتادونها، يضيق بهم العيش في القدس، لا يوجد خيارات حتى لو قرروا احتساء فنجان قهوة، الأماكن محدودة هي ذاتها في شارع صلاح الدين. القدس مركز الحياة عليك أن تثبت ذلك، لا تستطيع أن تغادر القدس وإلا ستفقد الهوية الزرقاء للأبد، وسوف تطوف على مداخلها تستجدي حق الاقامة وسجدة في مساجدها، وتراودك بالأحلام ويطاردك صوت بائعات النعناع على درجات باب العمود، ورائحة البن والبهارات تتطاير بخيالك، تعصف بأحلامك كل الذكريات، أتوقف عند وصايا الجدّ الذي يؤكد على هويته، ويركز على أننا في الغربة ضيوف، وإن طالت هجرتنا لا بد أن يكون لنا عودة، وأجمل ما في الوصايا يطلب من حفيده ألا يقارن بين ثقافتنا وثقافة الغرب، حتى لا يهمّش ثقافتنا فيصبح أسير غربتين.



#آمال_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروف على أشرعة السّحاب والمرأة
- على شفا القيامة وبشائر النّصر
- هل أنا حورية في -حرام نسبي-؟


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آمال القاسم - رواية قلبي هناك واختلاف الثقافات