أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آمال القاسم - على شفا القيامة وبشائر النّصر














المزيد.....

على شفا القيامة وبشائر النّصر


آمال القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5462 - 2017 / 3 / 16 - 15:26
المحور: الادب والفن
    




عن دار الجندي للنّشر والتّوزيع في القدس صدر عام 2016 ديوان "على شفا القيامة" للشّاعر المقدسيّ رفعت زيتون، ويقع الدّيوان الذي يحمل غلافه الأوّل لوحة للفنّان التّشكيليّ الفلسطينيّ العالميّ جمال بدوان، ويقع في 104 صفحات من الحجم المتوسّط.
هل هي رسائل حبّ حقيقة التي يرسلها الشّاعر من خلال قوله (سأبقى على الحب) أم تراه يرثي عروبة اهتزت عروشها، وتبدّلت غزلانها بقرودها، أم أنّه ينشد حلما عربيّا؟
لم يخف قوميته العربيّة والوفاء لها، وأظهر ملامحه الشّرقيّة، هل هو غرور الشرقيّ؟ فهو وفيّ بطبعه مخلص لشرقه وشرقيّته.
أراه يبكي أمجاد عروبته المسلوبة في عيون العراق والشّام وتونس.
البعد السّياسيّ والحلم العربيّ يطغى عليه، يراوده في الأحلام ويوقظه رعب الحرب الدّامية في اليمن وبلاد الشّام.
رسم شاعرنا بقلمه من جديد ألوان الوطن العربيّ، أنهاره حمراء وسماءه دخان المدافع.
نزعة تشاؤميّة تسيطر عليه: الشّمس آلت للغروب، ولم نصلّ العصر، لم يرفع الأذان، نعم صحيح في القدس كبّلت المآذن وختم عليها بالشّمع الأحمر.
يستغيث شاعر فلسطين المقدسيّ بشاعر النّهرين العراق الشّقيق المذبوح من الوريد للوريد، يطلب منه أن يعيد الفرح والمجد للأمّة، يدعوه ليضخ في عروقنا الجافّة دماء العروبة المهدورة، يبحث عن الأمل.
يخفي غضبه ويمسك بكبريائه، لا يئن، لا تصدر عنه الآهات، لا يطول صمته، سرعان ما يعلن غضبه، يطلق سهامه على كلّ الولاة في الأرض والطّغاة؛ لينتصر للجياع ويعلن وفاتهم.
ليلى هي حبيبته، يعلن هذا بوضوح، يتغزّل بقوامها وعيونها وشعرها بدون خجل، فليلى هي الوطن العربيّ الذي تغيرت معالمه، أرّق مضاجع شاعرنا ذلك الربيع المزعوم، ويبكي حال الوطن الذي تقطعت أوصاله، فلا مصر لشام ولا عراق لبغداد والنّسور غادرت عروشها.
الأحلام أحلام فلا تستغيث بها سائلا عن عهد المغول والتّتار وعن العيون الزّرقاء،
الحلم يأمره بالصّمت والصّمت عار.
ينتقد الشّاعر النّزعات الدّينيّة التي انتشرت بقوّة، ولا يتعدّى دورها تكرار قواعد الوضوء ليعلي صوت الفقراء من جديد، يريد خطابا من خبز لكلّ الجياع.
18 يتبدّد اليأس تدريجيّا، ينبعث الأمل من جديد، فيد تحمل سيفا ويد تحمل سنبلة والموت حتما لن يطول وبشّرنا بالحياة.
في ليلى الصّغيرة لم تنم وجدت المدينة التي لا تهدأ ولا تنام، وجدت القدس تتأجّج فيها نار الثّورة، القدس تريد أن تقول كلمتها، القدس التي كانت قربانا للعروبة ولا زالت تقدّم التّضحيات دفاعا عمّا يسمّى شرف العروبة، قتلتنا ردّتهم،
تعب المشوار يطلب السّكينة،يبحث عمّن يضمّد جراحه النّازفة، يشكو من الأرصفة والتّشرّد، يبحث عن ابتسامة الأطفال، يعزف على ناي مشروخة لا يطمح لسواها.
ياخذنا الشّاعر بالذّاكرة إلى حرب حزيران عام 1967 عندما وصل مسامعنا أنّ الجيوش العربيّة قادمة لنصرتنا؛ فابتهجنا ونهضنا من غبار الحرب، وقامت إحدى الجارات باعداد الطعام لاستقبال الجيوش العربيّة، بينما أخرى قدّمت الطعام لشهيد جلس مقابل بيتها، ظنّا منها أنّه غافٍ في استراحة المحارب.
"سمعت صهيل الخيول وصليل السّيوف
ألا صدقيني
هم خلف تلك التّلال
تعالي لنحضر ماءً وأكلا
سيأتون جوعى وعطشى"
تقول توقف حبيبي 24
تنقذه حبيبته من هذيان الجنون، فالانتصار بالحرب أصبح ضربا من الجنون، بل إن الثّقة بالعروبة أصبحت في خبر كان.
ص 29 شاعرنا المثقف الحالم يسير الآن باتّجاه الياسمين معبّرا عن خيبة أمله بكلّ ما يجري ويسير نحو الأمل
اغمض عينيك
ثم ابصر عبر قلبك لبّ النداء وسر باتّجاه الياسمين
لا يفقد الأ،مل من جديد يتوجّه إلى المجتمع الدّوليّ يدقّ كلّ الأبواب؛ فلعل أحدها يفتح أمامه، يخاطب بان كي مون، يوبّخه ويحذّره، ليس الجوع الذي يبكي مآقينا ويطرده من المدينة؛ ليطلب الرّاحة والسّكينة لأطفال المدينة الذين لا تزال جثامينهم محتجزة ص33
ص 34 تعود الحياة إلى طبيعتها، ضجيج النّهار وقهوته والشّوارع تنتقل بنا من ضجيج إلى آخر، يتأخّر فصل الرّبيع ولكنّه في النّهاية ياتي.
هنا ألمس إشارته إلى ربيع فلسطين، فكل العواصم أقبل ربيعها، وأدبر إلا ربيع فلسطين يتأخّر ويتأخّر، هل هو درب من سراب أو أكثر؟ ربيع فلسطين مختلف يأتي بالفراشات والبنفسج ويغيب نهار آخر ونعود إلى قصص ألف ليلة وليلة، وتغفو المدينة ويأتي نهار جديد والحلم لم يتحقّق.
لا يكفّ شاعرنا من اللجوء إلى أيّ شي يأخذه للربيع الذي تأخر. ص 38 تخلى عنه الجميع يخاطب ظلّه يحثّه على السّير نحو الرّبيع الذي تأخّر.



#آمال_القاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أنا حورية في -حرام نسبي-؟


المزيد.....




- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آمال القاسم - على شفا القيامة وبشائر النّصر