أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - طوفان الأقصى أم طوفان سليماني؟















المزيد.....

طوفان الأقصى أم طوفان سليماني؟


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 7851 - 2024 / 1 / 9 - 08:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حينما هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر2023، ويوم كانت غالبية مجتمعاتنا، وما تزال، نخباً وعواماً ورُعاع، مُنتشية بأفيون خلطة الوَهم والجَهل والكراهية، الذي جَعَلها تُهَلوس بأن ما قام به تنظيم مرتزقة إرهابي كحماس هو مُقاومة! وبأن ما نَتج عنه مِن مَوت وخراب ديار للفلسطينيين والإسرائيليين هو نَصر! قُلنا يومها أن هذا الفِعل الأهوَج لا يُمكن أن يَكون لأجل فلسطين، في ضَوء ما تسَبّب به مِن رَد فِعل وما سَيَليه مِن نتائِج. فالرَد على الأخطار التي تُهَدِّد الأقصى وهو عُنوان هُلامي مَطّّاط، أو السَعي لإطلاق سَراح بِضعة أسرى، لا يَستحق التَضحية بأرواح وتهجير مِئات الآلاف! وتوقعنا ضِمن مَقال نُشِر في نوفمبر بعنوان "الماريونيتات حَمساوية والأصابع إيرانية روسية"، بأنه وفق تسلسل الأحداث، فإن الطَرَف الأول المُستفيد مِمّا حَدَث، والذي يُمكِن أن يكون وَراء التخطيط للهُجوم، هو على الأغلب نظام المُلالي في إيران!

تَدّعي حَماس أن علاقتها مَع إيران هي تحالف، والساذج وَحده سَيُصَدِّق هذا الكلام، لأن مَن يَعرِف طبيعة العَقلية السياسية الإيرانية، يَعلم بأنها لا يُمكن أن تتعامَل مَع سَماسرة كهَنيّة ومِشعَل ونصر الله والحوثي وقيس الخزعلي وأبو آلاء الولائي كشُركاء، أو أن تنظُر الى مُرتزقة مليشياتهم في فلسطين ولبنان والعراق واليمن على أنهم حُلفاء، بل كأتباع عَليهم طاعة وتنفيذ أوامِرها، وكل ما يَقوم به لا يُمكن أن يَكون دون إذنها وتخطيطها. وإيران بَدَأت مُنذ فترة تنفيذ مُخطّطها التوَسّعي، الذي كان ولا يَزال مُعتمِداً على هذه المليشيات، التي شَكّلتها ورَبّتها ودَرّبَتها لعقود بإنتظار هذا اليَوم. لذا فحَرب لبنان عام 2006، التي بدأها حزب الله. والتنظيمات المُتطَرّفة كالقاعدة وداعش، التي دخلت العراق بَعد2003، وما سَبّبته مِن دمار وموت وتهجير لشَعبه وزَرع للكراهية بَين مكوناته، ثم تشكيل الحَشد الذي يتبع توَجّهاتها ويُنَفّذ أجندتها. والحَرب السورية وما سَبّبته مِن دمار وقتل وتهجير لمَلايين السوريين. والحوثي وهَجَماته على السعودية، وقَرصَنته لطُرُق التجارة الدولية. وأخيراً وحَتماً لن يَكون آخراً، فلا يزال في جعبة إيران وأتباعها الكثير، عملية طوفان حَماس، الذي لم يَكُن طوفان أقصى فلسطيني، بل طوفان سليماني إيراني، أغرَق فلسطين أكثر مِمّا أغرَق إسرائيل. هي كلها مَراحل وحَلقات لهذا المُخطّط!

التَصريح الذي صَدَر قبل أيام عَن المُتحدث بلسان الحرس الثوري الإيراني، رمضان شريف، وجاء فيه بأن عملية طوفان الأقصى التي نفّذتها حَماس ضِد إسرائيل كانت "ضِمن سِلسلة إنتقامات سَتبقى مُستمرة لاغتيال سليماني"، أكد توقعاتنا بأن إيران هي مَن خَطّطَت وَمَوّلت الهجوم، وأنها المُستفيد الأول مِن نتائِجه، وأن حَماس لم تكن سِوى ماريونيتة وأداة لتنفيذه. وهو أمر ليسَ بمُستَبعَد عَن حَماس التي أقامت لسليماني سرادق عزاء بغَزّة، ووصفه هنية بـ"شهيد القدس"، والذي صَرّح مرة قائلاً:"الهَدَف مِن عَمَلياتنا هو إشغال إسرائيل والولايات المُتحدة عَن محاربة إيران". طبعاً تصريح الحرس الثوري كان مُحرِجاً لحَماس، لذا سارَعَت لنَفي ما ورد على لسان شريف ببَيان جاء فيه: "أكّدنا مِراراً دَوافع طَوفان الأقصى، في مُقدِّمتها الأخطار التي تُهَدِّد المَسجد الأقصى"! لكن هذا لا يَعني تكذيب الخَبَر، لأن سَيف لِسان شريف سَبق عَذل حَماس!

فبعد العملية الذي نفذتها الولايات المتحدة لإغتيال سليماني في2 يناير2020، توَعّدت إيران بالإنتقام، وهدد خامنئي قائلاً: "خسارة الجنرال الحبيب مَريرة، لكن طريقه لن ينتهي بإستشهاده"، كما قال الرئيس الإيراني رئيسي:"إن القَتلة على يقين مِن الإنتقام لدِماء الشهيد سليماني"، فقد كان يحظى بمكانة خاصة لدى قادة وأتباع نظام الملالي، لأنه كان يجمع مهارات سياسية وعسكرية وإستخبارية، وهو صاحب فضل توسيع النفوذ الإيراني في المنطقة. كان المُخَطِّط الأبرز لسياسة إيران الإقليمية، وهو الذي طَوّر ستراتيجية إعتمادها على المليشيات في العراق ولبنان واليمن، ويعتبر العقل المُدَبّر لما يُسمى "محور المقاومة"، وكان يحظى بدَعم خامنئي الكامل مع إمكانية الوصول إليه بجميع الأوقات. لقد كان بلا شك الشخصية الأبرز في الأجهزة الأمنية الإيرانية، وأحد أقوى رجال الشرق الأوسط. ففي حرب لبنان عام2006، ساهَم في إنقاذ حزب الله بعد أن إقتربت إسرائيل من تدميره. وعِبر تدخله المبكر في سوريا عام2012 أنقذ بشار من السقوط، ويُقال أنه مَن أقنع الروس بالتدخل في سوريا. في العراق أيام الهجوم على داعش، لم يكن أمام رئيس الوزراء حينها حيدر العبادي حلاً غير التوجه للجبهة بهلكوبتر ليُطلِق عمليات أمر بها سليماني سَلفاً، وحتى الولايات المتحدة وَفّرت له دَعماً جَوياً على مَضَض، كما كان مسؤولاً عَن حَملة القَمع الوحشية التي شَنّتها الأجهزة الأمنية والحَشد ضد حراك تشرين، وترأس إجتماعاً طارئاً للحكومة بحضور رئيس الوزراء عادل عبد المهدي! توازياً مع تحَرّكاته، صَوّره نظام الملالي كبَطل شَعبي، لأنه يعلم أن قلوب المُجتمعات العربية والإسلامية الساذَجة، التي نشَأت على فكرة المُنقِذ، تهفو لِهكذا نموذج وتتعاطف معه. لذا نشَرَت له صوراً وفديوات تُظهِره مُتواضعاً مع إبتسامة خفيفة ولحية مُشَذّبة وشَعر أبيض، يُجالس الجنود ويُشاركهم طعامهم، ما جعله ليس فقط موضع تعاطف، بل وإعجاب الكثير من العرب والمسلمين، أو الأجانب المُصابين بعُقدة العَداء لأمريكا!

لقد كانت خسارة نظام الملالي كبيرة بموت سليماني، ومِن الصعب تعويضه بقآني وغيره، فهو لم يكن فرداً، بل كاريزما وخبرة وشَبَكة علاقات، مِن الصَعب أن تجتمع مرة أخرى بشخص واحد. لذا بالتأكيد خامنئي ورئيسي لم يقصدا بالإنتقام له تلك البهلوانيات المُتمَثلة بإطلاق مطايا ملشياتهم في العراق لصواريخ ومُسيّرات صَدِأة على القواعد الأمريكية بين حين وآخر، بل عملية كبيرة وحدث جَلل كهجوم 7 أكتوبر2023، يقلب موازين المنطقة، ويُحدِث تدميراً طويل الأمد، وبُحور دِماء. لذا لم يكن من قبيل الصَدفة تنفيذ حماس لطوفان سليماني قبل فترة وجيزة من ذكرى مقتله. حتى خيوط التفجيرات التي حدث في مدينة كرمان قرب ضريحه في الذكرى الرابعة لمقتله، ليست بَعيدة عن أصابع نظام الملالي. فلو كانت مِن تدبير مُخابرات مُعادية لهم، لكان الهَدَف نوعي كالغارة التي إستهدَفَت سليماني في العراق والعاروري في لبنان، وليس عشوائي الهَدف منه سقوط أكبر عدد من الضحايا المدنيين كعادة عمليات إيران ومليشياتها الإرهابية. بالتالي إختيار المكان والزمان يبدو أن الهدف منه ترسيخ محور إيران ومليشياتها لصورة أنهم مستهدفون ليلقوا اللوم على جهة بعينها، قد تكون الولايات المتحدة أو إسرائيل، حسبما أعلن رئيسي حتى قبل إنتهاء التحقيق! كما أن تصريحات ملالي قم وقيادات حماس وحزب الله بأن تفجيرات كرمان ستزيد من إلتفاف الشعوب الإسلامية حول محور المقاومة، دليل على ذلك.



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماريا كالاس وأرسطو أوناسيس، ومِن الحُب ما قَتَل!
- إيران تُخطِّط وتُوَجِّه، والحوثي يُنَفِّذ ويَستَعرض
- بوتين وإستثماره في حَرب غزّة!
- رَحَل رايان أونيل تاركاً أروَع -قصة حُب- عَرَفها تأريخ السين ...
- ألمانيا في مواجهة تحديات حَرب غزة
- مليشيات إيران وسَعيها لتوريط العراق في حرب غزة
- مزاد مقاطعة المنتجات الغربية في الدول العربية والإسلامية
- حرب غزة.. الماريونيتات حَمساوية والأصابع إيرانية روسية
- لماذا تُكرِّر مَأساة الإمام الحسين نفسها عِراقياً؟
- -الحشد الشعبي- حصان طروادة الإيراني
- زيلنسكي الممثل الكوميدي الذي جعل بوتين يبدو أمامه كومبارساً
- قِمة التناقضات التي جَمَعت صَديق بوتين وعَدوّه في قاعة واحدة ...
- بوتين سيخسر معركة الأرض كما خسِر معركة الطاقة
- العراق بين براثن الإحتلال الإيراني في الذكرى العشرين للإحتلا ...
- مَضى عيد المرأة وعادت مجتمعاتنا السَقيمة لعادتها القديمة
- بوتين أمِن العقاب في جورجيا والقرم فأساء الأدب في أوكرانيا
- عام مِن الفشل الروسي في أوكرانيا
- عراق الأمس يَد تبني ويَد تزرع وعراق اليوم يَد تَقتُل ويَد تَ ...
- لقد فَقَع العراقيون في وَخ خليجي 25 الذي حَذّرنا منه!
- الأخضر السعودي فريق واعد يمضي نحو النجومية


المزيد.....




- بلينكن: أمام حماس عرض -سخي- من قبل إسرائيل.. وهذا ما قاله مص ...
- -ديلي تلغراف- البريطانية للبيع مجددا بعد معركة حول ملكيتها م ...
- مصرية -تبتسم وتتمايل- بعد الحكم بإعدامها (فيديو)
- بيضتان لـ12 أسيرا.. 115 فلسطينيا يواجهون الموت جوعا يوميا في ...
- متظاهرو جامعة كولومبيا في تحدٍّ للموعد النهائي لمغادرة الحرم ...
- كيف تتصرف إذا علقت داخل المصعد مع انقطاع الكهرباء؟
- البرلمان الفرنسي يعترف بـ-إبادة- العثمانيين للآشوريين-الكلدا ...
- منافس يصغره بثلاثين عاما .. تايسون يعود للحلبة في نزال رسمي ...
- دراسة تكشف نظام غذاء البشر قبل ظهور الزراعة!
- فصيل فلسطيني يعرض مشاهد من قصف تحصينات الجيش الإسرائيلي في غ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - طوفان الأقصى أم طوفان سليماني؟