أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - إيران تُخطِّط وتُوَجِّه، والحوثي يُنَفِّذ ويَستَعرض















المزيد.....

إيران تُخطِّط وتُوَجِّه، والحوثي يُنَفِّذ ويَستَعرض


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 7846 - 2024 / 1 / 4 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوماً بعد آخر تنغَمِس ميليشيا الحوثي الإرهابية أكثر وأكثر في صِراع الشرق الأوسط، عِبر تكرار مُهاجمتها لسُفن الشَحن في البحر الأحمر، "دَعماً لحَماس في حَربها ضِد إسرائيل" و "نُصرة لأهالي غزة"، كما تَدّعي. وبسَبب هذا الوضع غير المُستقِر الذي يُهدِّد أَحَد أهَم وأخطر طرق الملاحة في العالم، شَكّلَت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً لحِماية خطوط الشَحن التجاري بإسم "حارس الرخاء". فوِفقاً لوكالات الأنباء، غيّرت أكثر مِن 100 سفينة شَحن مَسارها مِن البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح تجنباً لهَجمات الحوثيين، مما سَيُطيل مُدة الرحلة، ويُكَلِّف ملايين الدولارات، ويَرفع مِن تكلفة النقل، التي ستنعكِس على البضائع المَنقولة، ويقدّر الخبراء أن حوالي 30% مِن التجارة العالمية تمُر عِبر قناة السويس.

جَماعة الحوثي هي أساساً واحدة مِن أذرع إيران، الى جانب حزب الله في لبنان، والحَشد في العراق، وحَماس في غزة. فهي لا تتحرك بدون توجيهات قُم، ولولا مُساعدتها، وخصوصاً فيلق القدس، لما تمَكّن الحوثيون مِن الصُمود. فهذا الفيلق كما هو مَعروف، المُشرِف على جميع الملشيات الموالية لإيران حول العالم، وبضِمنها الحوثي. وإلى جانب الدَعم المادي، يقوم فيلق القدس وحزب الله بتَدريب مُرتزقة الحوثيين مِن أجل تحسين قدراتهم القتالية، وتزوديهم بالصَواريخ والطائرات المُسَيّرة وتمكينهم من إستخدامها. وخلال السنوات الأخيرة إرتفع سَقف طموح الحوثيين، فباتوا يُريدون حُكم اليمن بأكمله، خصوصاً أنهم يَحكمون دولة هَجينة في شماله منذ 2016 وفق أديولوجيتهم الظلامية الطائفية بطريقة شُمولية، كما وَصَل عَدَد أعضاء مليشياتهم الى حوالي 200 ألف مُرتزق!

نقطة الضُعف الأبرَز في التحالف الذي شَكّلته الولايات المتحدة، تتمَثل في فَشَله بضَم الدول العربية الأهَم مِن حَيث المَوقع والقُدرات والمُطِلّة على البحر الأحمر، رغم أن هَجمات الحوثيين تمَثل تهديداً مباشراً لمَصالحها ولأمنها القومي، وعلى رأسها مصر التي تواجه تحديات إقتصادية كبيرة، وتتعرض لفقدان أهَم موارد دخلها القومي من العملة الأجنبية، المُتمَثل في عائدات قناة السويس، وكذلك السعودية التي مثل لها الحوثيون تهديداً كبيراً لأكثر من عشر سنوات، فشكلت تحالفاً ضَم الإمارات ومصر والكويت والبحرين والأردن والمغرب، وخاضت ضِدّهم حَرباً ضروساً، تعَرّضَت بسَبَبها الى إنتقادات من الغرب بدل الدَعم! إضافة الى الخسائر الإقتصادية طوال سنوات الحرب، مما إضطرها في النهاية الى السَعي لتطبيع العلاقات مع إيران بإعتبارها الراعي لملشيا الحوثي. فاليوم هاتان الدولتان لا ترغبان في إعطاء الحوثيين فرصة للتصعيد تجاههم، بالإضافة الى ما قد يسببه إنضِمامهما لتحالف"حارس الرخاء" مِن حَرَج أمام شُعوبهم المُتضامِنة مع أهالي غزة، في ظل إستمرار حَرب إسرائيل، التي تدعمها الولايات المتحدة زَعيمة التحالف، عليهم.

إن أمريكا على ما يبدو تتحرك وفق مبدأ"أن تأتي متأخراً خير مِن أن لا تأتي ابداً". لكن أحيانا المَجيء متأخراً يكون كَعَدم المَجيء لأنه بعد فوات الأوان، وبعد أن سَبق السَيف العَذل، كما سَبَقت خناجر الحوثيين التحالف الذي شَكّلته أمريكا، بعد أن بات الحوثيون مؤخراً خنجراً في خاصرة طرق الملاحة العالمية، كما كانوا قبلها لسَنوات خنجَراً إيرانياً مَسموماً في خاصِرة العالم العربي، الذي إضطَرّت دوله للتفاوض مَع مَن يُمسك بخَناجر الحوثيين ويُحَرك خيوطهم حينما رأت تقاعس أمريكا والعالم عَن رَدِّهم. إذ ما كان يمكن لمليشيا الحوثي أن تَتَفَرعَن وتَستهتِر بهذه الطريقة، لولا سياسة المُهادنة التي إعتمدتها الولايات المتحدة والغرب معها، ومع من يَقِف خلفها في قم، على مدى سنوات، وتحديداً خلال فترة حكم الرئيس أوباما الذي أعطى الأولوية للحلول السياسية بَدَل الحلول الأمنية، مِمّا مَنَحَهم الوقت الكافي لتجميع قواهم، وتأهيل أنفسهم، وتطوير أسلحتهم، والتَحَكُّم بمُقدرات ملايين اليمنيين الأبرياء. فلو تم التعامل مَعهم بحَزم منذ البداية، حين أعلنت السعودية تشكيلها لتحالف عاصفة الحَزم! ولو كانت أمريكا قد دَعَمت هذا التحالف وشاركت فيه حينها، لما وَصَلنا الى اللحظة التي يُهدِّد فيها حَفنة مِن المُرتزقة طُرق التجارة العالمية. فقد بات الحوثيون يُشكلون تهديداً ليس فقط لليمن، بل وكل العالم. لذا يجب التعامل معهم بحَزم، بدئاً من تصنيفهم مُنظمة إرهابية، وتجفيف مَنابِع تمويلهم، وصولاً الى القضاء عليهم وتخليص اليمن والعالم من شرِّهِم، لينتهوا الى مزبلة التأريخ، ويُذكَر حُكمُهم كأحَد أتعَس المَراحل التي عاشَها اليمن السَعيد.

يَعلم الحوثيون جيداً أن ما يقومون به، رغم ما يُسببه من إزعاج، لن يُغيّر شيئاً من معادلة الحَرب في غزة، أو يُرَجّح كفّة ميليشيا حماس، قرينتها في العمالة لإيران، على إسرائيل. فما يقومون به أِشبه بما تقوم به ذبابة حين تضايق فيل، يمُكن له أن يفعَضها بقدميه، وهو ما بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية، أو أي دول أوروبية أو عربية، أن تفعله معهم، لولا أنهم جبناء يَحتمون بالمدنيين كدُروع بشرية ثم يتاجرون بدمائهم، كأقرانهم الحَمساويون في غزة والحِزب اللاهيون في جنوب لبنان والحَشدَويون في العراق. لذا هدفهم مما يقومون به، لا علاقة له بدَعم حَماس، فإسرائيل لم تلتفت إليهم حتى الآن، وتركت التعامل معهم لحلفائها، ولا بنُصرة أهل غزة، الذين لم تُنهي قرصَنتهم للسُفن معاناتهم، بل زادَتها مأساوية بمَنعها لسُفن المُساعدات الإنسانية، التي تبعثها دول العالم الى غزة، من الوصول الى مصر، ثم عِبر مَعبر رفح الى أهالي غزة. هدفهم هو أولاً زيادة شعبيتهم عبر دغدغة مَشاعر الشعب اليمني، المُبتلى بهم والمُتعاطف مع قضين فلسطين، لإلهاءه عن مَشاكله المُتراكمة التي تسبّبوا بها. وثانياً تجديد الولاء لأسيادهم في قم، والتأكيد على أنهم جزء فَعّال مما يُسَمى بمحور المقاومة الإيراني، وبالتالي تأكيد دَعمهم للمَصالح الإيرانية كحزب الله وحَماس والحَشد. وثالثاً إستعراض قوتهم للإعترف بهم دولياً، كونهم ما يزالون نكرة في عالم السياسة، فهم يُريدون إيصال رسالة مفادها أننا لم نعُد جماعة مُتمرّدة محلية، بل قوة تمتلك ترسانة أسلحة وتسيطر على مَساحة كبيرة من اليمن، الى جانب طُرُق الملاحة، يَجب أن يُحسَب لها حِساب، ويُعترَف بها دولياً، لكي يكتمِل الهلال الذي حَذّر مِنه الملك الراحل الحسين بن طلال قبل عقود، ويُضاف اليمن رَسمياً الى خارطة ولايات الإمبراطورية الفارسية التي ترتدي قناع الجمهورية الإسلامية، والتي تحكُمها إيران بواسطة عُملائها ومرتزقتها، كلبنان والعراق وسوريا.



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوتين وإستثماره في حَرب غزّة!
- رَحَل رايان أونيل تاركاً أروَع -قصة حُب- عَرَفها تأريخ السين ...
- ألمانيا في مواجهة تحديات حَرب غزة
- مليشيات إيران وسَعيها لتوريط العراق في حرب غزة
- مزاد مقاطعة المنتجات الغربية في الدول العربية والإسلامية
- حرب غزة.. الماريونيتات حَمساوية والأصابع إيرانية روسية
- لماذا تُكرِّر مَأساة الإمام الحسين نفسها عِراقياً؟
- -الحشد الشعبي- حصان طروادة الإيراني
- زيلنسكي الممثل الكوميدي الذي جعل بوتين يبدو أمامه كومبارساً
- قِمة التناقضات التي جَمَعت صَديق بوتين وعَدوّه في قاعة واحدة ...
- بوتين سيخسر معركة الأرض كما خسِر معركة الطاقة
- العراق بين براثن الإحتلال الإيراني في الذكرى العشرين للإحتلا ...
- مَضى عيد المرأة وعادت مجتمعاتنا السَقيمة لعادتها القديمة
- بوتين أمِن العقاب في جورجيا والقرم فأساء الأدب في أوكرانيا
- عام مِن الفشل الروسي في أوكرانيا
- عراق الأمس يَد تبني ويَد تزرع وعراق اليوم يَد تَقتُل ويَد تَ ...
- لقد فَقَع العراقيون في وَخ خليجي 25 الذي حَذّرنا منه!
- الأخضر السعودي فريق واعد يمضي نحو النجومية
- رئيس وزراء ملاك وسوبرمان، الصورة التي أفشَلت حَراك تشرين
- ميركل وهَزلها حول أخذ كلام بوتين على محمل الجِد!


المزيد.....




- الخارجية الصينية تعلن استضافة ممثلين عن فتح وحماس لإجراء محا ...
- كتائب -القسام- توجه رسالة ملخصة بصورة إلى أهالي الرهائن الإس ...
- الدفاع الروسية تكشف إنجازات الجيش على الجبهة خلال الـ24 ساعة ...
- إسرائيل تتحدى عالما مصريا
- بايدن يحث الكونغرس على تشديد الرقابة على الأسلحة النارية في ...
- الصين تعلن عن اختراق في محادثات -فتح- و-حماس- واتفاق على -ال ...
- قوات -الناتو- تتدرب في غابات لاتفيا على صد هجوم مفترض
- -يرتدون فساتين نساء غزة-.. صورة متداولة لجنود إسرائيليين تثي ...
- مصر.. عالم أزهري يرد على ميار الببلاوي بعد انهيارها بسببه
- الدفاع المدني في غزة: أكثر من 10 آلاف مفقود تحت أنقاض المبان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - إيران تُخطِّط وتُوَجِّه، والحوثي يُنَفِّذ ويَستَعرض