دعم من دولة فقيرة وأخرى بعيدة

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7845 - 2024 / 1 / 3 - 00:47
المحور: القضية الفلسطينية
    

دخلت غزة عامها الجديد بلا سماء صافية، وبلا سقوف تحمي أهلها من ضراوة النيران والصواريخ والقنابل، وبلا مصدات جوية تقيها شر القاصفات والراجمات، وبلا مشافي تضمد جراحها. فقد وجدت نفسها مثقلة بتراكمات المآسي والأوجاع والخذلان. في زمن قل فيه الناصر، وانقسم فيه العالم بين مجرم ظالم ومتفرج غاشم. باستثناء بعض المواقف الشحيحة النادرة التي قطفت بعض ثمارها في الأيام الأولى من عام 2024. .
تمثل الموقف الأول بنجاح الحصار البحري الذي فرضته اليمن ضد حركة السفن التجارية الإسرائيلية. وهو موقف لم يخطر على بال العرب الهاربة ولا على بال العرب المستغربة في تاريخهم المعاصر. حيث ظلت اليمن الفقيرة تذود وحدها حتى الآن في مواجهة الأساطيل الغربية المكلفة بحماية خطوط الشحن الاسرائيلية. ولن تتراجع عن موقفها المشرف حتى تذعن اسرائيل وتستجيب لمطالبها وترفع الحصار عن غزة. .
اما الموقف الثاني فتمثل بموقف جمهورية جنوب أفريقيا التي تقع في الزاوية البعيدة من القارة السمراء، في مبادرة إنسانية لمناصرة المدنيين الذين يتعرضون منذ ثلاثة أشهر لأبشع حملات التطهير العرقي والإبادة الجماعية. فقد توجهت بريتوريا بخطوات ثابتة نحو محكمة العدل الدولية لتحريك الدعاوى القضائية ضد اسرائيل، فشعرت تل أبيب بالقلق إزاء احتمال اتهامها بارتكاب جرائم الإبادة بناء على طلب قدمته جنوب إفريقيا. ونقلت الصحف العبرية مخاوف رئيس الأركان الإسرائيلي (هرتسي هليفي) من خطر إصدار المحكمة الدولية أمراً قضائياً يرغم إسرائيل ومن يقف وراءها على وقف إطلاق النار. .
المؤسف له، وعلى الرغم من كل المواقف الشعبية المنددة حول العالم بهمجية الولايات المتحدة الأمريكية. ظل (جون كيربي) يتجول بين عواصم الشرق الأوسط وكأنها ملك له. والدليل على ذلك كلمته الاستعلائية التي يقول فيها: (لدينا مصالح كبيرة في الشرق، وسوف ننشر قواتنا هنا لحمايتها ولضمان مستقبلا). .
لم يعد هذا الأمر سراً مخفيا، فلديها في الأردن وحدها 16 قاعدة حربية. وهي التي توجه حكومات مصر والأردن بتضييق الحصار على غزة. وقد أعلنت المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن الدور الخبيث الذي يلعبه ملك البندورة في نقل الأسلحة الأمريكية لجيوش الاحتلال لتعزيز هجومها الارهابي المتواصل. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل