أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - عيشة قنديشة.. ثلاث روايات لقصة الكونتيسة اللعينة














المزيد.....

عيشة قنديشة.. ثلاث روايات لقصة الكونتيسة اللعينة


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7837 - 2023 / 12 / 26 - 22:57
المحور: الادب والفن
    


مهنتها صيدلانية، شغوفة بالتاريخ ومرشدة متطوعة في أيام تراث الدار البيضاء لمدة سبع سنوات، تعرفنا شاما خليل على مسقط رأسها من خلال قصصها وأساطيرها. بعد تأريخ أولياء الله الصالحين في المدينة البيضاء، نقدم في ما يلي حلقة إضافية للمتطلعين إلى المعرفة قصة عائشة، الكونتيسة اللعينة.
قبل الدخول في صلب الموضوع، يستحسن أن نعرف أن عيشة قنديشة (تحريف محتمل للقب السيدة النبيلة عائشة الكونتيسة contessa)، عيشة مولات المرجة (سيدة المستنقعات) لالة عيشة، عيشة السودانية أو عيشة الكناوية، جنية في الفلكلور الشعبي المغربي. تعتبر عيشة قنديشة من أكثر شخصيات الجن شعبية في التراث الشعبي المغربي حيث تتناولها الأغنية الشعبية ويزعم أنه حتى مجرد النطق بلقبها الغريب والمخيف قنديشة يجر اللعنة على ناطقها.
لقد نشأنا جميعًا مع تلك الحكايات المخيفة التي رواها الآباء والمربيات بكل سرور إلى المشاغبين والصاخبين منا، ولم نتردد في مقايضة الرعب المثار بالطاعة الشديدة.
كما أن المخيلة الشعبية المغربية خصبة للغاية. إنها مليئة بالحكايات والأساطير التي غالبا ما تؤتت الأمسيات العائلية. وأبرزها بلا شك عائشة قنديشة الشهيرة.
كشخصية متعددة الوجوه، هي في نفس الوقت سفيرة الجن، نصفها شيطان ونصفها الآخر بشري، امرأة زانية بأقدام ناقة أو زعيمة شجاعة لفي المقاومة، عائشة، مع أصدقائها بووعو، بوخنشة وبالغول (على سبيل المثال لا الحصر) ، لطالما سكنت كوابيس أطفالنا.
يقال إنه لا يجب النطق باسمها، مخافة التعرضً لخطر رؤيتها تظهر . إنها تسكن في الأنهار والأماكن المعزولة، بحثا عن رجال عازبين لتلتهمهم. لها من قوة الجاذبية ما يجعل أي شخص يمر بها مجنونا وكل رجل عاجزا عن مقاومتها.
من هي؟ هل كانت موجودة بالفعل أم أنها مجرد أسطورة أخرى من المخيال الجمعي؟
إليكم أسطورة الكونتيسة التي لعنها التاريخ والتي لا يزال مجرد ذكرها يثير خوف الأشجع فينا وبيننا.
يعد العثور على الأسطورة الحقيقية لعائشة قنديشة مهمة صعبة للغاية، حيث تتباين في عدد كبير من الإصدارات التي تختلف من منطقة إلى أخرى.
ومع ذلك، وفيما يتجاوز انتشار الخرافات المختلفة، تتفق جميع الروايات: على وصف صاحبة البانتيون الشيطاني المغربي بأنها امرأة ذات جمال ساحر ، ذات بشرة بيضاء وشعر أسود طويل. كما يقال إنها عاشت في القرن السادس عشر في مازاغان خلال الاحتلال البرتغالي.
تقول نسخة مبكرة من أسطورتها أنها كانت في الأصل كونتيسة لوزيتانية. سيكون اسم قنديشة تحريفا قام به السكان الأصليون لكلمة “condesa” ، كونتيسة بالبرتغالية. تم القبض عليها من قبل قراصنة مغاربة، ويُزعم أنها بيعت إلى شخصية بارزة، وقعت في حبها. كانت ستتزوج منه وفقا للتقاليد القرآنية وستأخذ عائشة اسمها المسلم الذي صار عائشة قنديشة.
كانت جريئة بحيث مشت في المدينة بدون حجاب، مرتدية فستانا أبيض بسيطا، مما أثار إعجاب الرجال وغيرة النساء. يقال إن جاذبيتها كانت قوية لدرجة أنها كانت تدفع أي شخص يصادفها إلى الجنون. ومن هنا أسطورتها.
هناك نسخة ثانية تجعل من عائشة امرأة مغربية من قبيلة أمازيغية في منطقة مازاغان. بعد أن فقدت زوجها الذي قُتل في اشتباك مع البرتغاليين الذين احتلوا المدينة، أقسمت على الانتقام له منهم والأخذ يثاره.، ظهرت في صورة فتاة مرحة، وقامت بإغراء ضباط العدو وذبحهم في وسط الغابة.
خوفا من أن تكون شجاعتها وبطولتها مثالا يحتذى به، يقال إن البرتغاليين نشروا حولها شائعات تقول أن عائشة، التي أطلقوا عليها اسم كونديسا ساخرين، كانت في الواقع جنية، أو كائن شيطاني يظهر للرجال في الليل تحت ستار شابة جميلة بأرجل ناقة ونادراً ما عاد التعساء الذين مروا عليها سالمين من لقائها.
أخيرا، هناك نسخة ثالثة تصف عائشة بأنها زعيمة حرب عصابات ومقاومة. باستخدام سحرها، سحرت الجنود البرتغاليين واستدرجتهم ليلاً إلى كمين حيث كان شركاؤها ينتظرونهم لإعدامهم. لمعاقبتها، زُعم أن المحتل قتل عشيقها وجميع أفراد أسرته، تاركا الشابة مصابة بالخرف، الذي سرعان ما أصبح قاتلاً. ترددت شائعات بأن البطلة المتشددة تحولت إلى وحش منتقم متعطش للدماء، يجول في الغابة ليلا ويفترس أي رجل صادفه في طريقه.
مهما كانت الوقائع صحيحة فإن قصة لورونا المغربية لا تترك أحدا غير مبال.
صمدت أسطورتها عبر الأجيال ولا تزال تلهم العديد من الفنانين الذين يجدون مادة خصبة في تاريخ عائشة لأعمالهم.
ظلت حاضرة جدا في التراث الموسيقي المغربي، وغالبا ما يتم الاستشهاد بها في أغاني طقوس حمادشة وكناوة، الذين يبجلونها، يذكرون اسمها في أغانيهم، كما لو انهم يريدون إضاء روح الكونتيسة المعذبة.
أهدت جيل جيلالة، الفرقة المغربية الشهيرة في السبعينيات، خصثت لها أغنية بعنوان “ليلا عائشة”.
يتم الاحتفاء أيضا بـالكونتيسة في الأدب والسينما. باعتبلرها ملهمة الكاتب الشهير الطاهر بن جلون في روايته “حرودة” لم يتردد في ان يجعل من بطلته غير المطابقة استعارة عن للمرأة القاتلة، وتجسيدا لـ “الاستيهامات الطفولية ورمزًا للمرأة التي بواسطتها كل شيء ممكن”.
في الفن السابع، تظهر عائشة كعلامة مائية للتأكيد على الغموض والسحر وما هو خارق للطبيعة. لعبت دورًا مركزيًا في أفلام “هي” لإبراهيم سكيري (2006) و”قنديشة” للمخرج جيروم كوهين أوليفر (2010).
تظهر هذه التعبيرات الفنية المختلفة الارتباط بهذه الشخصية، الأسطورية والمحظورة، التي أصبحت بمرور الوقت جوهرة ثقافية للتراث المغربي.
بالنسبة للكثيرين، عائشة قنديشة هي مجرد قصة أطفال بسيطة وستظل كذلك. بالنسبة للآخرين، ربما تكون قصتها أكثر سذاجة، حتى أن البعض منهم زعموا أنهم قابلوها من قبل.
وانت، ماذا تعتقد؟ هل كانت عائشة موجودة بالفعل؟
يقولون أن الوقت يكسر ويشتت الواقع، وما يتبقى يصبح ملحمة أوأسطورة … لذا فالأمر متروك لك للحكم … ما هو مؤكد هو أن الكونتيسة ستستمر في إبهار الصغار والكبار لفترة طويلة قادمة.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النائبة البرلمانية نبيلة منيب تدخل على خط حملة الاعتقالات ال ...
- بوزنيقة: المجلس الوطني لفدرالية اليسار يعقد دورته بوزنيقة: ا ...
- الرعاية الصحية بالمغرب: انضمام الطلبة والمهنيين إلى الاحتجاج ...
- عزيز عقاوي يرد على إدريس لشكر دفاعا عن الحراك التعليمي
- غميمط يقدم عرضا وافيا لتفاصيل الحوار الذي أجرته اليوم نقابته ...
- حسن الحيموتي نائب الكاتب العام لنقابة الإفنو يسرد تفاصيل الح ...
- إطلالة على لوحة قيادة الاستراتيجيات القطاعية في الاقتصاد الو ...
- رد الجامعة الوطنية للتعليم على إغلاق الحوار من طرف الحكومة ( ...
- جدل فيسبوكي: أربع نقابات وتقابات أربعة
- نقابات اربعة وأربع نقابات
- رد الجامعة الوطنية للتعليم على إغلاق الحوار من طرف الحكومة ( ...
- من وحي ذكرى الشهيدين عمر بنجلون وسعيدة المنبهي
- مناوشة الذاكرة: أمازيغية عجوز تتراجع عن إسكاني
- خلاصة اجتماع النقابات التعليمية الأربعة مع اللجنة الوزارية م ...
- قراءة في محاضرة -أصل العمل الفني- لمارتن هيدجر
- لماذا تفاقم التوتر بين فلاندا وروسيا؟
- رواية -الطاعون- لألبير كامو قصة أدبية عن الوباء
- قراءة في كتاب -أصل العمل الفني- لمارتن هيدجر (2/2)
- مطاردة الساحرات: فايار تسحب من المبيعات كتاب -التطهير العرقي ...
- وأخيرا.. وزارة بنموسى تقبل الجلوس مع نقابة الإفنو والتنسيقيا ...


المزيد.....




- صيحات استهجان في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل جيري ساينفيل ...
- كل عام وأنتم بخير عمالقة السينيما يتنافسون.. أقوى أفلام عيد ...
- بسبب دعمه لإسرائيل.. صيحات استهجان في جامعة أميركية ضد الممث ...
- بالفيديو.. صيحات استهجان في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل ج ...
- أجدد أفلام ومسلسلات الكرتون.. ثبت الآن تردد قناة ماجد MAJID ...
- رابط خطوات الحصول على أرقام جلوس الدبلومات الفنية 2024 عبر ا ...
- “ماما حرامي سرق لولو” تردد قناة وناسة أطفال 2024 شوف مسلسلات ...
- “مترجمة Hd” مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 24 عبر قنوات عرض ...
- وفاة الفنان العراقي عبدالستار البصري بعد معاناة مع المرض
- تحت الركام


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - عيشة قنديشة.. ثلاث روايات لقصة الكونتيسة اللعينة