أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - رواية -الطاعون- لألبير كامو قصة أدبية عن الوباء














المزيد.....

رواية -الطاعون- لألبير كامو قصة أدبية عن الوباء


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7828 - 2023 / 12 / 17 - 00:48
المحور: الادب والفن
    


غابرييل غارسيا ماركيز، خوسيه ساراماغو، جان ماري لو كليزيو​​، أندريه برينك أو ستيوارت أونان... هذا عدد قليل فقط من الكتاب الذين تأثروا أيما تأثر برواية "الطاعون" التي كتبها ألبير كامو الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 1957.
كيف نفسر أن رواية ألبير كامو كان لها تأثير قوي في الأدب المعاصر؟ في محاولة منه لإيجاد جواب ممكن عن هذا السؤال، تواصل موقع "franceculture" مع أوريلي بالود، الدكتورة في الأدب العام والمقارن والأستاذة في مركز دراسة الآداب وغات القديمة والحديثة، التابع لجامعة Rennes، وطرح عليها أسئلة فرعية، فكان الحوار التالي:
السؤال الأول: فيم يكون الوباء باعثا خصبا على نحو خاص في تاريخ الأدب؟
أوريلي بالود: الوباء يفضي إلى تأملات سياسية وتأملات أخلاقية. من بين المؤلفين المعاصرين الذين درستهم، ما يهمهم بشكل خاص هو مسألة المجتمع. هل مازال المجتمع ممكنا اليوم؟ هل انطوى الفرد على نفسه أم هو في علاقة غرامية؟ هذه الأسئلة، يطرحها الوباء بقوة، لأن خاصية الوباء، على وجه التحديد، هي جعل كل فرد حذرا من الشخص الذي بجانبه. فجأة، في قلب الأزمة الوبائية، ندرك أننا ننتمي إلى مجتمع. هذا الآخر، الذي أهملناه، أو على العكس الذي أصبحنا نعاشره فجأة، أصبح يشكل تهديدا. ما هو مثير للاهتمام، يبدو لي في حسابات الوباء، هومعالجة العلاقة مع الآخر.
لإغناء جوابها عن السؤال الأول استشهدت أوريلي بمقطع من الرواية يقول فيه الراوي:
"وهو ينظر عبر النافذة إلى مدينته التي لم تتغير، بصعوبة شعر الطبيب بأن اشمئزازا طفيفا انتابه تجاه المستقبل الذي سمي قلقا. كان يحاول أن يستجمع في ذهنه ما يعرفه عن هذا المرض. تطفو الأرقام في ذاكرته، وقال في قرارة نفسه إن الطواعين الثلاثين الهائلة التي عرفها التاريخ تسببت في وفاة ما يقرب من مائة مليون نسمة. ولكن ما هي مائة مليون قتيل؟ عندما تقام الحرب، نعرف بالكاد من هو الميت. وبما أن الرجل الميت لا يكون له وزن إلا إذا تمت رؤيته ميتا، فإن مائة مليون جثة مدفونة عبر التاريخ ليست سوى دخان في الخيال. تذكر الطبيب وباء القسطنطينية الذي قتل، بحسب بروكوب، عشرة آلاف ضحية في يوم واحد. عشرة ألاف قتيل ضعف جمهور دار سينمائية كبيرة خمس مرات. هذا ما يجب فعله. نجمع الناس لدى خروجهم من خمس دور سينمائية، ونقودهم إلى ساحة البلدة ونجعلهم يموتون في أكوام لأجل رؤيتهم بوضوح أقل. على الأقل، يمكننا بعد ذلك وضع وجوه معروفة فوق هذا التكدس الغفل. ولكن، بالطبع، من المستحيل تحقيق ذلك، ومن يعرف عشرة آلاف وجه؟"
السؤال الثاني: السؤال الذي طرحه كامو في الطاعون هو كذلك كيف نجح بواسطة اللغة في وصف حدث عنيف، غير قابل لأن يوصف بدقة مثل الوباء؟
أوريلي بالود: بالفعل، هناك في "الطاعون" فكرة أن الطاعون لا يتخيل، أو يتخيل بشكل سيئ. إذا تخيلنا ذلك بشكل سيئ، وقللنا من قيمته، فلن نستخدم الوسائل اللازمة للتعامل معه. إذا كان الأمر على العكس من ذلك، فإننا نبالغ في تقدير ويلات الوباء. في هذه الحالة، قد يؤدي ذلك إلى هذيانات قيامية ورد ذكرها أيضا في الرواية. قيل الكثيرعن أن الطاعون كتبت بطريقة رتيبة. على العكس، أعتقد أن الأسلوب أكثر تعقيدا وثراءً مما نعتقد. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الأسلوب الرتيب إلى حد ما وهذه الكتابة التي تستند إلى العديد من التكرارات تتماشى مع الوباء الذي، كما يقول كامو، يقتضي الاضطرار دائما إلى البدء من جديد. أعتقد أنه أراد أن يحاكي بهذا الأسلوب هذا الوباء الذي يجتاح المجتمع في الوقت الحاضر ويخنقنا.
السؤال الثالث: ولكن ألا يمكننا أيضا قراءة رواية "الطاعون" كما لو كانت استعارة؟
أوريلي بالود: فعلا، باعث الوباء مثير للاهتمام لأنه يشغل مخيالا بكامله، إنه مصدر للخطابات. خطابات طبية بالطبع، ولكن أيضا خطابات سياسية ودينية، خطابات الدجالين، خطابات شعبية. المثير للاهتمام في كامو هو أنه من خلال هذا النص يربط مخيال الوباء بمخيالات التاريخ. يفهم جيدا أن الوباء يضع الفرد والمجتمع على المحك، وبالتالي يربط هذه الثيمة بثيمة الحرب العالمية الثانية. بالفعل، القراءة التقليدية ل"الطاعون" تقوم على أنها تقدم سردا لتاريخ العقليات. إنها تتحدث عن الحرب العالمية الثانية بطريقة ما.
السؤال الرابع: كيف تفسرين انتشار رواية "الطاعون" بهذه الطريقة في الأدب المعاصر؟
أوريلي بالود: لا شك في أن هذا مرتبط بدقة بهذه الاستعارة، التي تسمح بقراءات متعددة. من حق القارئ أن يرى في "الطاعون" رواية متخيلة عن وباء، ولكن له أيضا الحرية في في أن يرى فيها صورة عن الحرب العالمية الثانية. ذهب بعض النقاد إلى أبعد من ذلك من خلال رؤية صورة المحرقة، وبعد ذلك تم تحين تأويلاتها باستمرار. هناك من رأى فيها أيضا استنكارًا للشيوعية، ومؤخراً كان للرواية تأثير كبير في اليابان بعد كارثة يوكوشيما. أصبح اليابانيون مهتمين بهذه الرواية لأنهم وجدوا فيها صورة عن تجربتهم هناك. يعلمنا كامو أن الأدب لا يجلب المزيد من السعادة. إنه يواجهنا بالعبثية، بحقيقة أن معركتنا ضد الوباء - ضد الشر - ذهبت سدى. ولكن مع ذلك من الضروري القتال وأن هذه المعركة نبيلة وضرورية. في الواقع، ما يدعونا إليه كامو هو التواضع والوضوح. يجب أن نفهم أننا محكوم علينا بمواجهة الأوبئة مرة أخرى، أن ذلك ما يصنع الوجود البشري. إن فتح الأعين هو ما يجعلنا إنسانيين.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب -أصل العمل الفني- لمارتن هيدجر (2/2)
- مطاردة الساحرات: فايار تسحب من المبيعات كتاب -التطهير العرقي ...
- وأخيرا.. وزارة بنموسى تقبل الجلوس مع نقابة الإفنو والتنسيقيا ...
- قراءة في كتاب -أصل العمل الفني- لمارتن هيدجر (2/1)
- فولتير ينتقد لايبنتس انطلاقا من فلسفة الأنوار
- قراءة في محضر الاتفاق الأخير بين الحكومة والنقابات وبوادر ال ...
- ملاحظات وجيزة عن محضر الاتفاق الأخير بين الحكومة والنقابات ا ...
- رسالة من المعلم محمد الجعدي إلى الأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي
- رسالة من معلم مضرب ألى عمر الشرقاوي
- شكيب بنموسى في مؤتمر اللجنة التوجيهية رفيعة المستوى حول حكام ...
- قراءة في محاضرة -تصوراتنا للعالم- لمارتن هيدجر
- تعليق مارتن هيدجر على شذرة أناكسيمندر
- برنامج النسخة الثامنة من مهرجان الأغورا للسينما والفلسفة بفا ...
- برنامج النسخة الثامنة من مهرجان الأغورا للسينما والفلسفة (ال ...
- برنامج النسخة الثامنة من مهرجان السينما والفلسفة بفاس (الجزء ...
- اليوم الخامس بعد الهدنة الإنسانية: مقتل ثلاثة شبان فلسطينيين ...
- اليوم الرابع بعد الهدنة الإنسانية: مقتل 50 فلسطينيا وإصابة ا ...
- مقدمة كتاب -تمثل المجال عند المغربي غير المتعلم- لمحمد بوغال ...
- اليوم الثالث بعد الهدنة الإنسانية: استشهاد أكثر من 100 فلسطي ...
- مترحم/ غزة: قصف مكثف بعد انتهاء التهدئة


المزيد.....




- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...
- بالكوفية.. مغن سويدي يتحدى قوانين أشهر مسابقة غناء
- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - رواية -الطاعون- لألبير كامو قصة أدبية عن الوباء