أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - المناضل-ة - حراكنا في منعطف: ما العمل؟















المزيد.....

حراكنا في منعطف: ما العمل؟


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 7835 - 2023 / 12 / 24 - 09:26
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



اليوم، بعد زهاء ثلاثة أشهر من الكفاح من أجل مطالب شغيلة التعليم، ضِمْن وحدةٍ جسَّدتها القواعد برغم تعدُّد أقطاب القيادة، لا بدَّ من تسجيل ما يلي:

جَسَّد الحراكُ وحدةً نضالية لشغيلة التعليم، وبمستويات مشاركة عالية جدا، ونسائية بارزة، وبأشكال كفاح ونقاش غير مسبوقة في تاريخ الحركة العمالية المغربية
كَسَبَ الحراكُ تأييداً شعبيا جماهيريا، رغم كل مساعي الدولة لتأليب آباء التلاميذ وأولياهم عليه، ورغم كل حملة التضليل الرسمية.
تَمَكَّن الحراكُ من إرباك خطة الدولة في تمرير نظام أساسي مدمر، ما سيجعلها تحسبُ ألف حساب فصاعداً عند العزم على الاعتداء على حقوقنا.
فَرضَ الحراكُ على الدولة تنازلاتٍ من خلال ما جاء في محضر 10 ديسمبر، لم تكن تخطرُ لها على بال لولا الحراك، وإن لم ترقَ إلى تلبية مطالبنا. لكنها كانت جزءاً من خطة مناورات كبرى أُعدت لهزم نضالات الشغيلة.
تلك المناورات التي استمرت منذئذ، غايتها توسيع الشروخ بين مكونات الحراك الفئوية والتنظيمية، التي تجسدت ميدانيا في تباين بعض الخطوات النضالية، وعجز عن التجسيد الكامل لوحدة الحراك على مستوى قاعدته النشطة وقيادته.

يقف الحراك اليوم في منعطف حاسم بفعل ما يلي:

العجز، طيلة هذه المدة، عن توحيد قيادة الحراك توحيدا تاما، عجز يتحمل الجميع مسؤوليته، ما أدى إلى استمرار تباين برامج النضال، وما له من أثر محبط على قاعدة الشغيلة. توحيد لو تم لما وصلنا إلى الحالة الراهنة.
انفراد طرف من الحراك ( الجامعة الوطنية للتعليم-التوجه الديمقراطي) بمفاوضة الدولة، ما يعني تحييد الأطراف الأخرى(التنسيقية الموحدة والثانوي التأهيلي وتنسيقية التعاقد المفروض… إلخ) مع أنها تمثل نسبة كبيرة من قاعدة الحراك، لا بل حتى الأقرب اليها في التنسيق الوطني.. ولا شك أن عدم تفاهم الجامعة على خطوتها تلك مع شركائها في النضال تصرفٌ غير ديمقراطيٍّ بتاتا، لا بل بلغ حد استخفاف لم يتكلَّف حتى الاستشارة غير المُلزِمة.وهذا التسرع إلى التفاوض بانفراد شقٌّ للصف كان تفاديه ممكنا.
ظهور أماراتٌ لا تخطئها العين من واقعنا اليومي دالة على أن حراكنا تجاوز ذروته، ودخل في طور من انخفاض اندفاعه، بفعل تعب يُعبر عنه قسم من الشغيلة بينما يُضمره قسم آخر. لا بل حتى الأعداد الغفيرة التي شاركت في احتجاجات يوم الخميس 21 ديسمبر 2023 كانت دون المألوف من زخم عارم، شهدناه في 7 نوفمبر في مسيرة بالرباط. وعلى غرار كل إضراب مستديم، من المتوقع أن يبلغ حراكنا أوجّاً ثم يبدأ يخبو. وقد ساعد على ذلك بقاؤه وحيدا معزولا في ساحة النضال العمالي، رغم أن قطاعات عديدة تواجه نفس الظلم الذي انتفض ضده شغيلة التعليم (شغيلة قطاعي الجماعات المحلية والصحة).
وهذا الميل إلى انحدار، وهذه العزلة التي تنقص ولاشك من نَفَس الحراك، يضعانه أمام خيار تنظيم طور النهاية بأكبر ما يمكن من مكاسب، وأقل ما يمكن من خسائر، لصون وحدته ومعنوياته للقادم من معارك.

لا يكفي في هذه اللحظة تأكيد وجوب الوحدة، ولا أي التماس مبررات لتفادي الجواب على سؤال ما العمل؟ بل المطلوب التعامل بعقلانية ومسؤولية نضاليتين مع واقع قائم عناصره الرئيسية: عجز عن توحيد القيادة، ودخول الجامعة الوطنية إلى التفاوض وتباطؤ الحراك.

أول ما يجب تفاديه هو انهيار الحراك، أي تجنب العودة إلى العمل بشكل متناتر بتساقط تدريجي لأقسام منه في أجواء خيبة وانحطاط معنويات، شهدنا لها مثيلا في أبريل 2019 مع الإضراب الممتد لشغيلة التعاقد المفروض. ما يستوجب حسن اختيار لحظة العودة إلى الأقسام، بشكل موحد تُقررُه الجموعُ العامة في المؤسسات، يحافظ على تماسك الشغيلة بما يقيها أضرار فتنة داخلية مدمرة لمقدراتها الكفاحية التي ستحتاجها للتصدي للقادم الوشيك من هجمات الدولة.
وثاني ما يجب تفاديه هو ترك الجامعة الوطنية تفاوض حول مطالب الشغيلة في غيبة الشغيلة. ذاك التفاوض إن بقي بعيدا عن رقابة الشغيلة سيكون وبالا على الحراك، وعلى الجامعة نفسها كأداة كفاح، والواجب إخضاعها لضغط قاعدة الشغيلة قاطبة، ولرقابة صارمة منها، ومطالبتها بشفافية التفاوض (عرض مجرياته ببلاغات منتظمة)، وحفزها على رفض أي تسريع للتفاوض يضر بمصلحة الشغيلة، من قبيل طبخ نظام أساسي جديد في وقت قياسي يجعله استنساخا لنظام المآسي وليس نسخا له، وهذا ما يتطلب التأكيد على دمج المفروض عليهم التعاقد في الوظيفة العمومية وبقاء الجميع فيها. وفوق هذا وذاك يجب أن تكون نتائج التفاوض النهائية موضوع نقاش واستفتاء في قاعدة الشغيلة، ينتج عنه قرار الأغلبية الملزم للجميع.
يجب العمل لجعل التفاوض يتيح انتصارا جزئيا، فالحراك لم يفلح بعد ثلاثة أشهر من فرض استسلام تام للدولة بقبولها المطالب كلها، لكنه أجبرها إجبارا على تنازلات، عبارة عن مكاسب مررتها الدولة عبر الرباعي “النقابي” الذي لم يطلبها أصلا ولا بذل جهدا من أجلها، إنها مكاسب الحراك، يجب العمل لتكبيرها في التفاوض الجاري. يتعين على أقطاب الحراك المقصية عرض مواقفها من مواضيع التفاوض على الجامعة الوطنية – ت.د سعيا لانتزاع أكبر ما يمكن من مكاسب.
إن تحقيق انتصار جزئي بهذا النحو المنظم، سيصون معنويات الشغيلة من التدمير الذي قد ينتج عن انهيار تدريجي للحراك، وسيصون القدرة على استئناف الكفاح عند الحاجة، من أجل تجسيد كامل للمنتزع من مكاسب بوجه الدولة التي ستسعى لإفراغها من محتواها، ولرد ما تحضره من ضربات بمقدمتها مشروع قانون الإضراب والنيل من جديد من مكاسب التقاعد.
لنجعل من أيام المفاوضة فرصا لتقوية تنظيماتنا عبر :
تعميق النقاش داخل المدارس عبر جموع عامة تشمل كل شغيلة القطاع بتعدد انتماءاتها إلى النقابات أو التنسيقيات وغير المنتمين منهم ومنهن، لنقاش مسار التفاوض المعلَن، ووضع المفاوضين تحت الرقابة المباشرة للقاعدة، وفي نفس الوقت نقاش آفاق استئناف النضال في حالة لم يسفر التفاوض عن الاستجابة لمطالب الشغيلة.
تعميق التنسيق بين الإطارات المناضلة، وبالدرجة الأولى المكونات الكبرى للمعركة (التنسيقية الموحدة، تنسيقية الثانوي التأهيلي، تنسيقية التعاقد المفروض وباقي مكونات التنسيق الوطني لقطاع التعليم)، على أن يكون ذلك تعبيرا عن النقاشات التي تجري داخل الجموع العامة في المدارس.
– تقوية هذا التنسيق الوطني بتنزيله محليا وإقليميا وجهويا وتعضيده بدعوة المكاتب النقابية الكفاحية بالانضمام إلى هذا التنسيق، وتعبئة أقسام أخرى من الشغيلة ينالها ما ينال شغيلة قطاع التعليم من هجمات (الجماعات المحلية والصحة).
يملي علينا النظر إلى المستقبل تغليب مصلحة الشغيلة، وعدم الانسياق مع الانفعال غير العقلاني ردا على ما قد يكون ارتكب من أخطاء من هذا الطرف او ذاك، وامتلاك جرأة الاعتراف بها، وبمقدمتها عدم التفاهم المسبق على التفاوض، فإن كان الحرصُ على تحقيق مكاسب دافعَ الذهاب الى التفاوض، فيجب أن يقترن بحرص أكبر على وحدة صف الشغيلة. وبالتالي يجب السعي الحثيث لاستعادة وحدة حراك الشغيلة أيّاً كان تعثرها الآني، فما ينتظرنا من معارك أعظم مما خُضنا بفعل عيار ترسانة الدولة المهيأة ضدنا.

ولنستعدَّ لقادم الكفاحات عبر تقديم ما انتزعناه من تنازلات دليلا على جدوى النضال، كي نعبئ أقساما وقطاعات أخرى نالها ما نالنا من هجوم وزحف على المكاسب.

تيار المناضل-ة

23 ديسمبر 2023



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حراك شغيلة التعليم: الوحدة والديمقراطية
- حراك التعليم الجاري بمنظار كفاحي ديمقراطي: مقابلة مع الرفيق ...
- كفاح شغيلة التعليم: نحو إضراب عام طريقا إلى نصر أكيد
- كل التضامن مع شغيلة التعليم … إلى أمام نحو اضراب عام وطني، ع ...
- الزلزال! لأجل أوسع تضامن مع ضحايا كوارث طبيعية تفاقمها رأسما ...
- لا حل رأسمالي نهائي للأزمات متعددة الأوجه، يوجد بديل؛ الاشتر ...
- ضد الاجتماع السنوي للبنك وصندوق النقد الدوليين بمراكش أكتوبر ...
- في سيكوميك وفي غيرها: لا لمحاربة التضامن العمالي
- الجفاف: مشكل طبيعة يفاقمه نمط إنتاج رأسمالي مدمِّر للبيئة
- مأزق النضال العمالي والشعبي
- الحماية الاجتماعية بالمغرب طور جديد من الهجوم النيوليبرالي
- ضد المُؤسسات المَالية الدّولية أدواتُ السّيطرة الامبريالية، ...
- الطبقة العاملة محرك الإنتاج ومجمل النظام الرأسمالي: من أجل ح ...
- العنف الجنسي ضد النساء: جرائم تمد جذورها في نظام القهر الطبق ...
- فاتح مايو 2023 … مرآة واقعنا النقابي البائس
- فاتح مايو 2023: لا خلاصَ للشغيلة وعامة المقهُورين سوى بنضالٍ ...
- الحركة النقابية: أزمة وجود، لا أزمة نمو، فما العمل؟
- من أجل حقوقنا، وبوجه غلاء المعيشة… الحشد والتنظيم والنضال
- النضال ضد البطالة مهمة آنية في مواجهة الهجوم البُورجوازي
- الحركة النقابية المغربية: إلى أين نحن سائرون بلا نقاش؟


المزيد.....




- برقية الاتحاد العام لنقابات النفط والغاز والبتروكيمياويات في ...
- -العامل البشري-.. سبب محتمل لتحطم مروحية الرئيس الإيراني
- للمتقاعد زيادة 100,000 دينار..وزارة المالية تعلن سلم رواتب ا ...
- خبراء يطالبون بتطوير أدوات تأمينية ملائمة لشمول عمّال المنصا ...
- خبراء يطالبون بتطوير أدوات تأمينية ملائمة لشمول عمّال المنصا ...
- WFTU and ICATU meeting in view of the 112th ILC
- إضراب عمال السكك الحديدية في باريس
- إضراب عمال السكك الحديدية في باريس قبل شهرين من انطلاق أولمب ...
- على الهند توفير 115 مليون فرصة عمل حتى 2030
- وزارة المالية تكشف.. حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين بمناسبة عي ...


المزيد.....

- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - المناضل-ة - حراكنا في منعطف: ما العمل؟