فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7834 - 2023 / 12 / 23 - 00:20
المحور:
الادب والفن
اللّيْلُ /
يجْلسُ وحْدَهُ قرْبَ النّافذةِ
يُطلُّ بِعيْنِهِ الْيسْرَى
ويتْركُ الْيمْنَى مُعلّقةً
فِي نجْمةٍ /
يُحدّثُهَا
عنْ معْنَى السّهرِ
تحْتَ الضّوْءِ
ليْلاً/
كأنَّمَا تغيظُنِي بِالْميْزِ الْعنْصريِّ...
اللّيْلُ /
يجْلسُ فِي الْحديقةِ
بعيداً/
عنِ النّاسِ يسْألُ الشّجرَ :
لماذَا لَا تسْترْخِ... ؟
لماذَا تنامُ واقفاً... ؟
يسْخرُ الشّجرُ يضْحكُ منْ أوْراقٍ
تمدُّ أيادِيهَا حتَّى لَا يسْقطَ اللّيْلُ
منَ النّوْمِ
علَى كرْسيٍّ وحيدٍ
يتأمَّلُ نفْسَهُ :
لماذَا لَا أكونُ وحيداً... ؟
اللّيْلُ /
يجْلسُ وحْدَهُ فِي الطّريقِ
يُراقبُ الْأضْواءَ
وإشاراتِ الْمرورِ
والْمصابيحَ
يغْضبُ منْ جديدٍ
وكأنَّهَا تقولُ لِي :
أيّتُهَا الْعمْياءُ!
نحْنُ
عكّازتُكِ الطّويلةُ...
نحْنُ
عيْناكِ /قدمَاكِ /يدَاكِ/
لَا تُراقبِي الطّريقَ!
إنَّهَا لَا تهتمُّ بكِ
تشقُّ رأْسَكِ
يتصدّعُ
بيْنَمَا تصلُ الطّريقُ إلَى هدفِهَا...
اللّيْلُ /
يجْلسُ وحْدَهُ قرْبَ الْبحْرِ
يبْحثُ
عنْ أنيسٍ /
عنْ عاشقةٍ /
تَلَفَ قلْبُهَا فِي الرّمْلِ
وبنَتْ قصْراً فِي خيالِهَا
لِ دُمْيةٍ
فِي مهْرجانِ الْبِلْيَاتْشُو ...
حينَ اكْتُشِفَتْ/
رمتْ عودَ ثقابٍ
أحْرقَتْ قميصَهَا
مخافةَ
أنْ تحْترقَ ذاكرةُ الْبحْرِ
فتنْطفئَ ذاكرتُهَا
والْوقْتُ
وكلُّ لعبِ الْأطْفالِ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟