أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - احمد طلال عبد الحميد - الحدود السياسية ... للقضاء الدستوري














المزيد.....

الحدود السياسية ... للقضاء الدستوري


احمد طلال عبد الحميد
باحث قانوني

(Ahmed Talal Albadri)


الحوار المتمدن-العدد: 7808 - 2023 / 11 / 27 - 13:15
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


لاشك ان هنالك ارتباط وثيق بين القضاء الدستوري والسياسة ، لان وظيفة القضاء الدستوري مراقبة مدى خضوع الجميع حكاماً ومحكومين للوثيقه السياسية (الدستور) ، حتى اطلق جانب من الفقه على هذا النوع من القضاء مصطلح ( القضاء السياسي) ، وان كان هنالك اتجاهين لتحديد طبيعه الرقابة التي يمارسها هذا القضاء ، الاول يذهب الى اعتبار رقابة القضاء الدستوري ذو طبيعه قانونية بحته وهو الاتجاه التقليدي ، حيث يذهب انصار هذا المبدأ الى ان مهمة القاضي الدستوري تنحصر بالفصل بالمنازعات الدستورية بجانبها القانوني الصرف ، وهو بهذا الوصف يمارس – القضاء الدستوري – عملاً قضائياً خالصاً وليس دوراً سياسياً ، فهذا الاتجاه يحدد مهمة القاضي الدستوري بالفحص والمطابقة النصية للتشريع للدستور ، او مدى تطابق حيثيات النزاع الدستوري المثار امامها لاحكام الدستور بما يحافظ على مبدأ المشروعية الدستورية ، وهو يعتنق المدرسة النصية ويحصر اعمال القضاء الدستوري باعمال المطابقة النصية دون التدخل باعمال السلطة التشريعية ودون تعديه المجال القانوني الى المجال السياسي ، فاعمال تفسير النصوص تنحصر في الاطار القانوني والدستوري دون التأثر بالابعاد السياسية ، اما الاتجاه الحديث لطبيعة عمل القاضي الدستوري فهو الاتجاه الذي يعطي لعمل القاضي الدستوري طبيعه مزدوجه قانونية وسياسية وهم اتباع مدرسة التفسير الحي للنصوص الذي يستند الى ان الدستور كيان حي متطور يمتلك معاني متجددة وفق حاجات المجتمع ، ووفقاً لهذا الاتجاه فان القاضي الدستوري لايكتفي بمجرد البحث في القضايا المعروضه امامه وفق الاصول والمبادىء القضائية التقليدية وانما يتوسع القاضي الدستوري لممارسة دور قضائي مشوب بصبغه او عباءة سياسية من خلال الاستعانة بعناصر من خارج الدعوى الدستورية قد تكون سياسية او اقتصادية او اجتماعية وتوظيفها في سياسة حسم الدعوى الدستورية ، وقطعاً هذا الاتجاه يقلل من صرامة قاعدة ( المدعي اسير دعواه ) ويعطي المجال واسعاً للقاضي الدستوري للانطلاق من عنصر قانوني ضيق ليصيب هدف اكبر خارج نطاق الدعوى الدستورية متأثراً بالابعاد والاعتبارات السياسية ، وهي ابعاد في الغالب جديرة بالاهتمام مع ضرورة الموازنه بين الاعتبارات القانونية والاعتبارات السياسية والا فقد القاضي الدستوري صفته القضائية واتهم بالانحياز لطرف سياسي ، والحقيقة ان القاضي الدستوري مهما حاول ان ينأى بنفسه عن المآزق السياسية يجد نفسة مضطرا للخوض في حيثياتها واسبابها وعنصر فاعل في تحديد مخرجاتها لاحقاً ، لان طبيعه المنازعات التي ينظرها تتعلق بالساسة والمشرعون وان احكامه تؤثر في الغالبية العظمى من المجتمع السياسي ونقصد بذلك الناخبين المؤهلين للانتخاب والترشيح والادلاء بالاصوات في صناديق الاقتراع ، فاحكامها قد تقوض كيان سياسي وترفع اخر او قد تثير المعارك والمناكفات السياسية ، لذا فالقضاء الدستوري تحت ضغط دائم من الجماعات السياسية وجماعات المصالح وهم غالباً وجهان لعملة واحدة ، وهنا يكون المآزق السياسي والقانوني للقضاء الدستوري لان اتباع حرفية النص معناها فقدان تأثيره السياسي الذي يمس الغالبية العظمى ، وان الامعان في مراعات الاعتبارات السياسية يفقده صفته القانونية والقضائية ، وهنا تكمن براعه القاضي الدستوري في مسك العصى من الوسط بما يحفظ التوازنات الدستورية وحماية الدستور ولمن جاء الدستور لحمايتهم ، والاصل ان المنازعة الدستورية تخضع لمعايير موضوعية لا كتشاف المخالفة المستترة لاحكام الدستور والولوج لنوايا المشرع ، الا ان هذه المعايير وكوابحها ذاتية من خلق القاضي الدستوري نفسة ، وبالتالي لايمكن ان ننفي قطعا الى تحول المعيار الموضوعي الى شخصي بالنهاية ، وبالتالي لايمكن ان ننفي تاثر المعيار الشخصي بأعتبارات سياسية معينه وهنا تكمن نقطه ضعف هذا الاتجاه ، ففي مصر استطاعت المحكمة الدستورية العليا ومن قبلها المحكمة العليا تخطي الاسوار العالية لهذه الحدود وبدأت تاخذ بالعوامل الخارجية بعين الاعتبار انطلاقاً من كون وعي وادراك القاضي من وعي وادراك المجتمع ، وهذا يتطلب بالضرورة ان يكون القضاء الدستوري مستشعراً لما يدور حوله ويعمل على اطفاء الحرائق السياسية دون ان يفقد حياديته وموضوعيته وثقه المواطنين به ، لذا يجب ان يكون القاضي الدستوري حذراً عند الخوض في الجوانب السياسية حتى لايقع حامي الدستور في حومة مخالفة الدستور وفي هذا الشأن يقول فقيه القانون الدستوري د.احمد كمال ابو المجد عن ضرورة وجود حدود للدور السياسي للقاضي الدستوري ( ...ان جوهر السياسة القضائية هو تحديد الحد الفاصل بين اداء القاضي لدور سياسي بالمعنى الواسع من خلال وظيفته القضائية الملتزمة بحدودها وبين تصديه للقيام بعمل سياسي مكشوف يصعب الدفاع عنه لانه تخلص من الرداء القضائي مع ان الرداء القضائي هو الذي منح من اجله الاستقلال ....)



#احمد_طلال_عبد_الحميد (هاشتاغ)       Ahmed_Talal_Albadri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس للنائب طلب المعلومات والوثائق من دوائر الدولة والقطاع ال ...
- الاستيراد الخاص للنقد الأجنبي....
- القانون الدولي ... اللا انساني
- من المسؤول عن اعمال الدفاع المدني ؟ا
- الاتحادية العليا...وحماية الامن والتعايش السلمي ...
- التعديل الخامس يلغي التظلم كشرط لقبول الاعتراض على قرارات فر ...
- الاتحادية العليا والرقابة على قرارات وتوجيهات السلطة التنفيذ ...
- فحص السلامة من الادمان ... شرط للتوظيف
- حق التوظيف و التشغيل للمعاقين و ذوي الاحتياجات الخاصة
- المحكمة الاتحادية العليا والرقابة على دستورية تشريعات اقليم ...
- عقود الوحدات السكنية ...عقود اذعان ...
- آلية تعويض المقاولين...في الميزان
- مجلس الخدمة الاتحادي وغياب مناهج التدريب
- مجلس الوزراء... ومعايير شغل الوظائف العليا
- الشهادة في الاجراءات الانضباطية للموظفين
- مجلس الخدمة الاتحادي... والتعيينات الجديدة
- الاتحادية العليا ... ومرتكزات الحكم الرشيد تعليق على قرار ال ...
- قانون انتخاب مجالس المحافظات والاقضية...والتعديل الثالث
- سلم رواتب الموظفين الجديد... نقد وتعليق
- سانت ليغو ...وخطورة التلاعب بنسبها


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحيي ذكرى النكبة الفلسطينية للعام الثاني على ا ...
- قبرص ضمن 8 دول أوروبية تدعم خطة لإعادة اللاجئين السوريين
- جنود إسرائيليون يواصلون نشر لقطات مسيئة لاعتقال فلسطينيين رغ ...
- الأونروا تحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة بسبب عملية ر ...
- بينهم أجانب.. إيران تعلن اعتقال العشرات بتهمة إقامة -تجمع شي ...
- إقليم كردستان العراق يعلن اعتقال -الذراع الأيمن للبغدادي-
- حكومة غزة: إغلاق إسرائيل المعابر أعاد شبح المجاعة من جديد
- مظاهرات حاشدة في مدينة طرابلس اللبنانية دعماً للاجئين السوري ...
- برنامج الأغذية العالمي: التصعيد في رفح يهدد بوقف العمليات ال ...
- إيران تعلن تفكيك شبكة من عبدة الشيطان واعتقال المئات منهم بي ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - احمد طلال عبد الحميد - الحدود السياسية ... للقضاء الدستوري