أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - أغنية لغزة














المزيد.....

أغنية لغزة


فرات إسبر

الحوار المتمدن-العدد: 7806 - 2023 / 11 / 25 - 10:56
المحور: الادب والفن
    


عرَّفَ العربُ القدماء اللّغة ومنهم ابن جني " ابو الفتح عثمان بن جني " وهو عالم ُ نحوي كبير :" بأنها أصوات يعّبرُ بها كل قوم ٍ عن أغراضهم".
فاللّغة هي صورة الإنسان وتعبيراته عن ذاته ومشاعره وما يحتاجه ُ، وهي كيانه الوجودي للتواصل مع كل ما يحيطه في هذا العالم ، العالم المتحرك و العالم الصامت .
الُّلغة هي الوطن والأهل، الشعور والأحساس والتفكير والتعبير عن الأفراح والاحزان والفقد ،هي ما يتميزُ به الإنسان عن غيره من باقي المخلوقات التي بالتأكيد لها لغةٌ لا نفهمها .
لكل قوم لغة يعبرون بها عن أمور ٍ تخصهم وتتجاوزحاجاتهم وقد تكون ملحة كأصوات استغاثات من إبادة جماعية يتعرضون لها، إبادة منظمة باحتراف ٍ لا مثيل له وخير مثال على ذلك "أهل غزة" التي كانت على مر التاريخ تعبرُ إليها القوافل في رحلة الصيف والشتاء ،
ويعرفها ياقوت الحموي في معجمه : «غَزَّ فلان بفلان واعتز به إذا اختصه من بين أصحابه " ولكن غزة اليوم لا أصحاب لها .!.
لم يترك أهل فلسطين أي نوع من أنواع النداء في اللغة التي تحدث عنها ابن جني للتعبير عن اغراضهم إلا واستخدموها ولكن للعرب لغة يتقنونها ، لكن لا أذن لهم لتسمع صراخ الأطفال تحت الأنقاض والأ مهات والبنات حتى الخيول و القطط والكلاب لم تنجُ من هذه المذابح التي ما زالت إلى هذا اليوم .
اللغة ،كلام العرب ، اليوم، و بكل ما تحمل من معانٍ وأضداد ، تصحرت في رمال الوهم وتيبستْ في أطلال العرب وتغيرت بحورها ، فاليوم لم تعد الفئة الكبيرة تغلبُ الفئة الصغيرة وإنما الفئة الصغيرة تغلبُ الفئة الكبيرة .!
ماذا أقول اليوم في لغتي العربية وأكتب ، ماذا يمكن أن أقول لطفلة تبحثُ عن امها من بين الركام وتنادي : "أنا أعرف أمي من شعرها وأقراطها ".
أو أُمّ تصرخ :"أين ولدي أنا أُعرفه ُ من شعره المجعد ".
أيتها المرأة الشجاعة ، لا لغة أبو الفتح عثمان بن جني تعّبرُ عنك ولا عما تعانين ولا أية لغة بكل أغراضها تكفي للتعبير عما حل بكم اليوم . ولكن لا بّد من أن نقول لك، لأن القول مهما كان نوعهُ أفضلُ من الصمت.
وأنا أقول لك بلغتي :
يا ابنة َ القمر تنفسي هذا الهواءَ الملوث في أنفاس اخوتك العرب
سامحيهم ُ فهذا الجرح سيلتئم،
سيصيرُ برتقالاً في أراضي يافا
وملحاً في سواحل حيفا
وعنباً في كروم الأمهات ،
في أحضانهن سينمو الزعتر البري
فالأبناء ُ جواهر ٌ ونجوم
ويبقى الموتُ عدو َ الحياة
إلا في بلادٍ نذرتْ نفسها للموت
والقرابينُ كلها لم تكن كبشَ إبراهيم ولا أولاد إسحاق
هاجر واسماعيلُ يُخيطونَ جراحاتهم بالصمت والموت
الزهور تنمو في أراضيهم وتضيء فوقها الطائرات
أيها السياج العالي :
العصافير تطير فوقك ،
في سلمٍ يصعدُ بها إلى السماء وتعود إلى الأرضِ خِفَافاً ،
الأرض التي انطوت خجلا ً على ذاتِها من الصمت المهين
بَكتْ شجرات ُ البيت والنبع ُ والطريق
وألعاب ُ الاولاد تدجرت على السلالم كأنها منذورة ٌ لموت يتناسل ُ مثل الأرقام في العد والتعداد حيث الذاكرة ستبقى محفوظة ً في علبِ النسيان.
. الساعاتُ على الجدران تهتتزُ
توقفْ أيها الزمن .
على بابِ البيتِ لي أبٌ ربما قد يعود
وأمي هنا تُرضعُ صغار القطط التي ماتت أمهاتهم تحت قصف البرابر
إّننا نكتملُ بذواتنا فكلُّ شهيدٍ منا له صوت ٌ يعبرُ مسافات السماء ويعود إلى الأرض مطمئناً ً
آهٍ يا ربي الغفور : لماذا ُتقتلُ ِصغارُ الطيور ؟
إننا في عصرٍ نشهدُ فيه على بشاعة هذا العالم المرعب ووحش كاسر لا يجد من يقول له توقف! فقط جماهير ترددُ بلغاتها "فلسطين حرة".
أيتها المدينة ما من تصرخين من آلام مخاضك لا أحد يسمعك والعالم أصم أذنيه عن صراخ فراخك!



#فرات_إسبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنية فوق الرُّكام
- يا أيُّها الموتُ بك نتكاثر
- أيتها الليالي الطويلة مثل نهر الفرات
- ما يحدث الآن
- أمتعة
- طائر الجنة الأزرق
- من مقام الجنون إلى مقام الخيال
- المرأة الاستوائية
- الدكتور مولاي علي الخامري: تداخل المسافات والأنساق وتكامل ال ...
- إله الرعد يصطاد أحلامي
- د/علي الخامري: تداخل المسافات والأنساق وتكامل المعنى والمبنى ...
- الوتر
- د/م علي الخامري: تداخل المسافات والأنساق وتكامل المعنى والمب ...
- تداخل المسافات والأنساق وتكامل المعنى والمبنى داخل شعر الشاع ...
- إّن الحدائق ليست كلها في الجنة
- الدكتور مولاي علي الخامري: تداخل المسافات والأنساق وتكامل ال ...
- رحلة إلى البصرة
- امرأةٌ تعضُّ على شفةِ الزّمانِ
- المجلس الدولي للحوار الديني والإنساني
- الثعبان الأحمر


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - أغنية لغزة