أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - رحلة إلى البصرة














المزيد.....

رحلة إلى البصرة


فرات إسبر

الحوار المتمدن-العدد: 7150 - 2022 / 1 / 31 - 08:39
المحور: الادب والفن
    


استيقظتِ المرأة على صوتِ ريحٍ عنيفة تطرقُ الأبواب والنوافذ ورعد يضيءُ السماء.ارتجف قلبها كشجرة ٍمحملة ٍبالثمار ومن الخوف، سقطت أطرافها فزعاً،فلم تعد تميز بين يديها وقدميها وشهقتْ: يا الله.!
التجربة في الحلم،ليست كالتجربة في الواقع .
أن تنهضَ من الكوابيس، يعني إّنك تحملُ ثقلاً يُضني كاهلك ، فالأحلام هي رجعُ الذات المظلمة إلى الضوء . هكذا حدثتِ المرأةُ نفسَها ،كانت تفهم ُ ذاتها وتدركُ تلك الأسرار التي تحملها لذلك كان عليها أن تذهب في رحلة الكشف إلى البصرة.
جسدها وعقلها، في سرٍّ يضيئان ، واحدٌ يتوهج وآخر يخبو ويضيء.
مرتْ بأرضٍ غليظةٍ وبأرضٍ لينّة ٍ، ترشفُ الماءَ وتحيّرها الأسئلة.
في رحلةٍ كانت بين الصّحو والنوم وجدت المرأة نفسها على قبر رابعة العدوية ،ونادتها : يارابعة، من بلاد الشام جئتُ إلى زيارتك .
فردت عليها رابعةُ : عودي من حيث جئت يا امرأة .!
ضحكتِ المرأة بصوت عالٍ،ونظرت حولها، لا أحدٌ سوى قبرٌ وامرأتان بين الظلمة والنور.
.. نادتها المرأةُ ثانيةً: يا رابعة ، يا رابعة ..يارابعة
فردت عليها رابعة : اتركيني في خلوتي يا امرأة .!لا حديث بيننا .
قالت لها المرأةُ: يارابعة جئتُ إليك من بلدٍ بعيد ٍ، أحمل جسدي، فيه مغارة كبيرة من الشهوات، وفي عقلي بئرٌ من أسئلة ، فهل لنا من حوار بيننا يضيء يا رابعة .؟
انقطع الصوت في أعماق الظلمة فلا رابعة أجابت المرأة، ولا صوتها أتى من أية جهة . لا شيئ سوى ماءٌ يلمعُ من بعيدٍ تحت سماء امتلأت بالنجوم .
المرأة عطشى والماءُ بعيدٌ، فما ارتوت من أّيّ مكانٍ شربتْ منه.
وعندما لم يأتْ صوتٌ من رابعة ، نادتهها المرأة قائلةً
يا رابعة ،كيف ، وصلت إلى الله؟
فردتْ : من أنت يا امراة ؟ هل أرسلك الشيطان؟
فأجابت المرأة ،لا ، لا، نحن في خلوة الصمت المهيب يا رابعة، حيث كل واحدةٍ منا تحمل ضوءًا وظلمة.
حدثيني عن جسدكِ يا رابعة : كيف هو في الضوء ؟
وكيف هو في الظلمة .؟
ألست أنت القائلة :"أقول الصدق لأني أحبه، لا أخاف النار ولا أطمع في الجنة"
فردت رابعة :نعم ، نعم ،أنا من قالت هذا .!
قالت المرأة:
إذا حدثيني عن الجسد يا رابعة ، كيف عبرتِ نهر الرغبات ؟ كيف نجوتِ من عقرب الحب ، وهيام الرغبة ؟ كيف نجوتِ من عناق الحبيب ،ومن طيران الجسد ، أليس الجسد مثل الطائر وفي عناقه محبوبه يطير؟
كيف كانت الرغبة في صناديق جسدك؟
كيف عبرت إلى الخلوة دون أن تحرّريها ؟
وفي أعماق الظلمة سمعتِ المرأة نحيباً عميقا آثار قلقها وخوفها من أن تكون قد أرتكبت جرمًا بحقِ رابعة.
وظهر ضوء ٌمن أعماق السماء ، كان نجماً ساطعاً قد سقط من السماء ونادى في العراء المهيب :يا رابعة ،أنا نجمُ الرغبات ِ، سطعتُ في جسدكِ وكنتُ أنيرُ ما تغطيه الظلمات.
واهتز القبر من النواح وجاء صوت رابعة : أيها النجمُ المنير كم سطعتَ في جسدي لكنني لا أدري كيف تهتُ بغفلة ،ظّل فيها شيء مني ناقصٌ لا ينير ُ.!
عند سماع هذا الكلام ارتاحت ِالمرأةُ وشعرتْ بنعاس شديدٍ وتمددتْ على قبرِ رابعة وأخذتا، تنشدان معا ًقولاً أعادتا صياغته معاً:
"إن الزهد في الدنيا ليس راحة ًللقلب والبدن ، وكل جسدٍ لا يحققُ رغبته لا يعرف إلا الهمَ والكدر"
ونادت رابعةُ ،المرأةَ ،من أعماق الظلمة ، يا امرأة :" والله من ذاقَ عَرِف " والله ما حملتُ معي :إلاحيرةً تُوقفُ الجبان عن الإظهار" . عودي إلى ديارك ، فقد نلتِ مني ما لم ينله أحد . اتركيني هنا في القبر ،وأنت أنشدي في الطريق أشعاري ، لعل الحمام من جسدي يطير، فقد صارت رغباتي فانية.



#فرات_إسبر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأةٌ تعضُّ على شفةِ الزّمانِ
- المجلس الدولي للحوار الديني والإنساني
- الثعبان الأحمر
- قلْ لها يا نملُ
- الملتقى التأسيسيّ الأول لمركز الحوار الدينيّ والإنسانيّ
- لا توابيت لنا للرجوع
- لا أصدق
- القراءة في زمن الجَّرافات الإلكترونية
- مفهوم الشّعر ما بين الخَدَر الدينيّ والخَدَر العاطفيّ
- تحت شجرة بوذا.. ديوان جديد للشاعرة السورية فرات إسبر
- المرأة ما بين الثامن من آذار ورياض الصالحين
- في الحديقة الهندية
- المرأة بين الاغتراب والتغريب
- أحوال المرأة
- وردة باب توما
- الموت عندما كان لعبة
- العصافير التي جاءت أول الصباح
- سيرة الغائبة
- أول الملكات
- لا عريش نستظل به


المزيد.....




- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - رحلة إلى البصرة