أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد حسين النجفي - الشعوب لا تُفنى ولا تُستحدث














المزيد.....

الشعوب لا تُفنى ولا تُستحدث


محمد حسين النجفي
رئيس تحرير موقع أفكار حرة

(Mohammad Hussain Alnajafi)


الحوار المتمدن-العدد: 7805 - 2023 / 11 / 24 - 10:02
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


اتسم القرن العشرين والربع الاول من القرن الحالي بحروب ونكبات كارثية، تركت آثارها على العلاقات بين الشعوب وغيرت من طبيعة التوزيع السكاني جغرافياً، وخلقت شتات بشري مبعثر هنا وهناك بعدما اجبرتهم الحروب والاضطهاد السياسي والعرقي والتمييز الديني، على الهجرة من ارض الإباء والاجداد، الى ديار غير ديارهم، مرغمين عليها غير مخيرين.
ولنأخذ مثلثين واضحين، اضطهاد الدولة العثمانية للأرمن في بداية القرن العشرين، ابان صراعهم مع الغرب، والتي سُميت بـ "مذبحة الأرمن"، مما أدى الى نزوح الالاف من الأرمن للنجاة بحياتهم الى الدول المجاورة ومنها سوريا ولبنان والعراق وإيران. الحدث الثاني اثناء وبعد حرب وتقسيم و"نكبة" فلسطين عام 1948، مما أدى الى هجرت وتهجير الالاف من العوائل الفلسطينية مُجبرين، الى دول الجوار ومنها الأردن ومصر وسوريا ولبنان والعراق والكويت. أعيدت الكَرة على الفلسطينيين اثناء وبعد "نكسة 5 حزيران" عام 1967، واستمرت الاحداث تتوالى الى يومنا هذا.
سكن وتكاثر عدد الأرمن والفلسطينيين في المخيمات التي اُعدت خصيصاً لهم من قبل المنظمات العالمية، لحين ما استطاعوا شق طريقهم في التعليم والتكيف للعيش في الدول المُضيفة لهم وليصبحوا بمرور الزمن مواطنين لهذه الدول. الأجيال التي تلَتهم، بحثوا عن مستقبل أفضل لهم في الدول الغربية مثل أوروبا وكندا وامريكا الشمالية والجنوبية. واليوم الأرمن والفلسطينيين منتشرين في كل بقاع العالم. وما الأرمن والفلسطينيين إلا مثالين للاستدلال على الفكرة التي نروم الوصول اليها، فهناك المصريين والعراقيين والهنود والافغان وسكان افريقيا وغيرهم، أصبحوا كذلك منتشرين في كل ارجاء المعمورة.
يقال ان المهاجرين الاوربيين الى القارة الامريكية قتلوا تسعين بالمئة من سكانها الأصليين، إلا ان ما تبقى منهم استطاع ان يفرض نفسه ليتقاسم القارة الامريكية مع المهاجرين البيض وتوقيع معاهدة سلام تضمن للقبائل الهندية التي يصل تعدادها الى 574 قبيلة، ان يكون لها ارض ووطن، خارج إطار سلطة الحكومة الفدرالية والحكومات المحلية للولايات المتحدة الامريكية. كذلك حينما حاول اليونانيون في قبرص المستقلة حديثا عام 1960، ان يهيمنوا على السلطة بمفردهم، انتفض اتراك قبرص عام 1974 وتدخلت القوات التركية واليونانية لفض النزاع ورسم حدود آمنة بين المكونين عام 1975 ليعيشوا بسلام بانفصالهم عن بعض، وان الحكومتين التركية واليونانية كفيلة بضمان تحقيق ذلك.
كذلك علينا ان لا ننسى ان اليهود اُضطُهِدوا من قبل فرعون مصر وهاجروا وتاهوا في سيناء، وتمّ سبيهم من قبل نبوخذ نصر عام 586 ق م واخذهم سبايا من القدس الى بابل، ثم تعرضوا للاضطهاد على يد سلطة هتلر النازية وإيطاليا الفاشية ولم يكن اليهود محبوبين في عموم اوربا او أمريكا. وعلى العكس من ذلك كان اليهود مُعززين مُكرمين في الشرق الأوسط في العراق وسوريا ومصر وإيران وفلسطين، لا بل كانوا الطبقة المميزة المثقفة والغنية التي ساهمت في نهضة وتحديث هذه المجتمعات في النصف الأول من القرن العشرين، الى ان جاءت حرب فلسطين وتقسيم فلسطين ونكبة فلسطين وتهجير الفلسطينيين.
للأسف الشديد بُنيت إسرائيل ليس لصالح اليهود كما يتصورون، وانما لصالح الغرب سياسياً واقتصادياً، وعلى حساب اهل الأرض الأصليين من المسلمين واليهود والمسيحيين. أراد الغرب ان يُحجم العرب ويسيطر على مواردهم الطبيعية (النفط والغاز)، وكذلك أراد ان يتخلص من سيطرة وهيمنة اليهود على الاقتصاد الغربي بتشجيعهم الهجرة الى فلسطين كي يتخلصوا منهم، بدءاً بوعد بلفور الذي وعد باستحداث شعب جديد على ارض فلسطين. وفي رأيي فإن اليهود قد أكلوا الطُعم وأصبحوا أداة بيد من أضطهدهم بالأمس، كي يبنوا وطناً مصطنعاً، سيبقى مهزوزاً، لعدم انتماء جذوره للأرض.
إن تجارب الشعوب تدلنا على ان أي حاكم او سلطة ممكن ان يقضوا على حزب او على حركة، إلا انهم لا يستطيعوا ان يختزلوا او يمحوا شعباً بالكامل، والدلالة على ذلك ان اليهود ما زالوا في الوجود رغم تعرضهم للاضطهاد على مراحل الزمان وفي مختلف البقاع، كذلك فإن الشعب الفلسطيني سيبقى وسيزداد عناداً مهما بلغت همجية سلطات الاحتلال، لأن الشعوب لا تُقهر، انها أكبر من حركة او حزب انها الأشجار المباركة.
كان حرياً باليهود ان يعاملوا الفلسطينيين كما يحبوا ان يُعاملوا، وليس كما عاملهم الغرب، كان حرياً بهم ان يحاربوا الغرب الذي هجّرهم من ديارهم. ان الحركة الصهيونية والتطرف الديني لدى بعض اليهود سيختفي يوماً، وربما سينتهي دور حماس في المستقبل، إلا ان بقاء الشعب الفلسطيني والشعب اليهودي غير مرهونين بهما. "ان الشعوب لا تُفنى ولا تُستحدث"
رئيس تحرير موقع أفكار حُرة
www.mhalnajafi.org
www.afkarhurah.com



#محمد_حسين_النجفي (هاشتاغ)       Mohammad_Hussain_Alnajafi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في يوميات كاتب في المنفي: مسارات الحروف وكواليس الكتاب ...
- يجب ان لا ننسى
- المناضل الصغير
- لقائي مع نجيب محفوظ
- أين اليسار العراقي (2)!
- امتحان الحرية الفكرية: سلمان رشدي أنموذجا
- أين اليسار العراقي؟
- سيتذكرونك يا مُظفر
- تبعات التبعية: قصة فتاة كربلائية
- يوم تحولت النوادي الرياضية الى معتقلات
- بيروت: مازلتِ ألاحلى في عيوننا
- التعليم العالي بين الأمس واليوم: الطالبة (س) نموذجاً
- قوة الأشياء
- مقاطعة الأنتخابات: البديل الأضعف
- نوري باشا السعيد: ملك العراق غير المتوج
- جَلسة عمل ساخنة في الحرم الجامعي
- رمضانيات(3): دروس مبكرة في العطاء
- رمضانيات (2) أموري في الصحن العلوي
- رمضانيات (1): في حضرة الأمام علي (ع)
- رمضانيات(4): النجف الأشرف: نموذج للتعددية والديمقراطية


المزيد.....




- بمناسبة ذكرى الثورة السورية، السويداء شرارة ثورة تعيد امجاد ...
- م.م.ن.ص// 138 سنة مضت والوضع يعيدنا لما مضى..
- ربيع کوردستان، تلاحم المأساة والهبات الثورية
- لماذا لا يثق العمال بقوتهم؟ حركة سلم الرواتب نموذجا
- الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق ...
- سياسيون بحزب العمال البريطاني يدعون لتعجيل موعد الانتخابات ا ...
- بمناسبة اليوم العالمي للسلامة في أماكن العمل
- حزب العمال البريطاني يدعو لانتخابات تشريعية بعد تفوقه في الم ...
- خسائر كبيرة للمحافظين في انتخابات المجالس المحلية وموقف حزب ...
- أول فوز انتخابي لحزب العمال البريطاني قبل صدور نتائج مصيرية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد حسين النجفي - الشعوب لا تُفنى ولا تُستحدث