أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق التونجي - شاعر وقصيدة مع الشاعرٌ العراقيٌ عبد الإله الياسري














المزيد.....

شاعر وقصيدة مع الشاعرٌ العراقيٌ عبد الإله الياسري


توفيق التونجي

الحوار المتمدن-العدد: 7804 - 2023 / 11 / 23 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


مسار القافلة الجريحة والجرح لم يندمل


حملتُ شـراعَ الموتِ في صمتِ آلامي
وأَرضعتُ من ثدي التباريـحِ أَعوامـي
حملتُ دمـوعَ الأَرضِ في جفنِ لوعتي
وخضَّبتُ في جـرحِ الملايينِ أنغامي
انا القمح والنخل العراقي انحني، يبوسا
واهوى جانب الشاطئ ، الطامي
انا القرية الخضراء قحط أذلني
فاطفات فانوسي وأخفيت إكرامي
تعال وخذ يا جوع قمحك من دمي
ودعني أمت وحدي على رمح ألامي
وخل عراق الحزن يبتل رمله
وتبتل باليوم المذهب، أحلامي
انا المغرم الهيمان، شعبي حبيتي
وأنفاسه لحني وعيناه إلهامي

(مقتطفات من قصيدة قافلة الأحزن)

الشاعرٌ العراقيٌ عبد الإله الياسري وُلِد في في قرية (طُبَر سيـد نور) في ناحية المشخاب التابعة لمحافظة النجف الشريفِ، تلك المدينة المقدسة بيت الشهداء الإبرار والتي ارفدوا الحركة الأدبية في العراق بعشرات من الأدباء والعلماء والشعراء والسياسيين العظام .
ولد شاعرنا في هذه الربوع المقدسة عام 1950 و انهى دراسته الابتدائية، المتوسطة و الإعدادية فيها وتركها للدراسة الجامعية في كلية الآداب بجامعة بغداد وتخرج عام 1972 وبعد أدائه الخدمة العسكرية الإلزامية عمل عدد من السنين في سلك التدريس منتقلا بين قرى ريف الجنوب قبل ان يترك قلبه في ذلك الوطن الجريح مرغما ويهاجر. ذلك بعد أن قررت سلطة الحزب الحاكم تبعيث المؤسسة التعليمية في العراق. فاضطر مكرهاً إلى ترك الوطن في صيف 1979 وتوجة الى أقصى شمال افريقا الى المغرب العربي وحل فيها قرابة عقد من الزمان.
لم يتمكن الشاعر قط من مدح الظالم او حتى السير بخطى افكار نظام قومي سلبي دكتاتوري. اما في المملكة المغربية فقد عمل خلال عقدا من السنين ونيف في تدريس اللغة العربية وتزوج فيها. مرة اخرى اضطر لشد الرحال هذه المرة بعيدا وما وراء البحار الى كندا ولم يكن وحيدا بل مع عائلته وأبناءه الثلاث. لينتقل الى منفاه الطوعي ليطلب الجوء من اجل كرامة الإنسان وذلك عام 1989. استمر في كندا في نشاطه الادبي وشارك في الحياة الثقافية فيها.

ألتقي به اليوم وهو القليل الحديث عن نفسه وعن إعماله الى درجة الانزواء والتصوف. التقيت به في أمسية أندلسية جمعتنا عند صديقنا المشترك " ابوعلي" الأعزاء ونحن نجلس حول طاولة كبيرة مع وجبه عشاء شهية من المطبخ العراقي وحوار شيق في الأدب واللغة العربية ومفرداتها الأعجازية الجميلة والتي وصلتنا عبر دهر من الزمن من خلال نصوص الذكر الحكيم وصولا الى ما أبدعه القريحة الشعرية لشعراء العراق والنجف بصورة خاصة. حيث علاقاته الشخصية المتعددة مع العديد بمحي بلاد الرافدين.
كتاباته في الشعر العمودي والشعر الحر وتفتيته للعديد من الأفكار المطلقة والسلبية السائدة في المجتمع العراقي ونظرته الى الانفتاح خاصة فيما يخص بدور المرأة في المجتمعات الشرقية وتمكنه من اللغة العربية كان دافعا وحافزا له وهو على مقاعد الدراسة في جامعة بغداد الى اقتراض الشعر فأبدع أي إبداع.
حدثنا عن اول مهرجان شعري شارك فيه وبحضور الوزير العراقي الأديب صالح مهدي عماش في عام ١٩٧١ ومدى إعجاب الوزير بشعره في حين كان يضرب بكلماته بمطرقة حديدية أسس الفكرية لبناء عنصر الشر القومي السلبي في جميع الأنظمة السياسية.
يقول الشاعر :
تعود ذاكرتي بظروف كتابة هذه القصيدة إلى مقالة نشر عام 1971 في "جريدة الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم الذي كان قد أطاح بحكم المرحوم عبد الرحمن عارف في انقلاب عسكري اسماه ب (الثورة البيضاء) وذلك قبل ثلاث سنوات من ذلك التاريخ وبات الحزب القوة الوحيدة والمطلقة في حكم العراق. عنوان المقالة كانت "الشعر يحتضر في كلية الآداب بجامعة بغداد" الكلية العريقة والتي كانت تسمى سابقا دار المعلمين العالية الذي تخرج منه خيرة شعراء العراق أمثال بدر شاكر السياب, عبد الوهاب البياتي و لميعة عباس عمارة ودرست فيها الشاعرة المبدعة نازك الملائكة بعد تخرجها من " جامعة ويسكونسن" الأمريكية:
( University of Wisconsin–Madison)
وحصولها على الماجستير في الأدب المقارن وآخرون من خيرة أدباء العراق وشعراءه .
اعتبر كاتب المقالة بان القصيدة موجه بصورة خاصة ضد (الاتحاد الوطني لطلبة العراق) الفرع الطلابي التابع لحزب البعث الحاكم.
يروي الشاعر مستمرا في حديثة :
انه في الحقيقة بانه قبل الأمسية الشعرية في الجامعة وصلتني دعوة للمشاركة في هذا المهرجان الشعري لكني طلبت ان لا يشترطوا علي بأي شرط او تقيد، لقبول المشاركة في الأمسية، وكان لي ذلك.
كان الرئيس العراقي احمد حسن البكر قد دعي لحضور هذه الأمسية ولكنه أناب عنه الوزير الأديب صالح مهدي العماش لحضور الأمسية. صفق الوزير طويلا مشجعا عند سماعه القصيدة.
كنت اضن انه من باب الدبلوماسية يصفق.
كانت القصيدة تترجم الظروف الصعبة التي كانت سائدة في العراق في تلك الأيام .
اما عميد الكلية الأستاذ محمود غناوي فكان متجهما وصعد خشبة المسرح مباشرة بعد انتهائي من تلاوة القصيدة ليقرر في كلمة مقتضبة ويصدر حكمه علي قائلا:
- بان الشاعر واهم ومغرر به مضيفا، بان العراق يعيش في ضل الثورة بخير وازدهار وسعادة.

اما الوزير الاديب فقال:
- قصيدة دون اي إساءة.
تلك الامسية التاريخية كانت شرارة أوقدت في نفسي رفض الظلم والبقاء صادقا لأفكاري رافضا التنازل للفكر القومي السلبي وأساليبه الإجرامية. طوبى لشعب ما برح غايته النضال من " اجل كرامة الإنسان".

تقديم: د. توفيق رفيق التونجي ، الاندلس ، 2023



#توفيق_التونجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاديب صلاح حمه أمين والرسم بالكلمات
- الثورة، العسكر و السلم المجتمعي، التغير في مجتمع مدينة كركوك
- مرور 65 عاما على إعلان الجمهورية في العراق
- التناقض في السياسة في الأنظمة الديمقراطية
- تاريخية ومفصلية الانتخابات الرئاسية التركية (٣ )
- تاريخية و مفصلية الانتخابات التركية(2)
- تاريخية و مفصلية الانتخابات التركية
- الشاعر لطيف هلمت، طيف القلب النابض بين هموم الناس والمسارات ...
- البعد الاجتماعي في أشعار الشاعرة مرام المصري
- حكاية التفاح و الكمثر ي
- العدو والعدوانية في السلوك البشري
- يوم في حياة الشعب العراقي، الفاتح من تموز
- حوار مع الاستاذ سعدي احمد عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني ...
- المنفى والشعر مع الشاعرة باهره عبد اللطيف
- ايام مهرجان الشعر الثاني في مدينة يونشوبنك السويدية
- اخر الملائكة يحلق في سماء كركوك القرمزيه , الاديب فاضل العزا ...
- الموروث الثقافي والهوية الثقافية والبيئية لابناء مدينة كركوك
- اللغة وكتابتها بين الدولة القومية والوطنية
- كركوك و اللغة الثقافية
- فن الكاريكاتير والصراع مع السلطة. لقاء مع الرسام علي درويش


المزيد.....




- أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه ...
- سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
- “لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة ...
- معرض -بث حي-.. لوحات فنية تجسد -كل أنواع الموت- في حرب إسرائ ...
- فرقة بريطانية تجعل المسرح منبرا للاجئين يتيح لهم التعبير عن ...
- أول حكم على ترامب في قضية -الممثلة الإباحية-
- الموت يفجع بطل الفنون القتالية المختلطة فرانسيس نغانو
- وينك يا لولو! تردد قناة وناسة أطفال الجديد 2024 لمشاهدة لولو ...
- فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن ...
- مغن كندي يتبرع بـ18 مليون رغيف لسكان غزة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق التونجي - شاعر وقصيدة مع الشاعرٌ العراقيٌ عبد الإله الياسري