أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان جمعة - العودة إلى الفطرة السليمة في ( رداء ابليس ) للروائي العراقي : عدنان جمعة . بقلم الروائي و الناقد حسن الموسوي/ العراق .















المزيد.....

العودة إلى الفطرة السليمة في ( رداء ابليس ) للروائي العراقي : عدنان جمعة . بقلم الروائي و الناقد حسن الموسوي/ العراق .


عدنان جمعة

الحوار المتمدن-العدد: 7801 - 2023 / 11 / 20 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


العودة إلى الفطرة السليمة في ( رداء ابليس ) للروائي العراقي : عدنان جمعة .
بقلم الروائي و الناقد حسن الموسوي/ العراق .

يبتدئ الروائي العراقي عدنان جمعة هذه الرواية بآيات من القرآن الكريم { و الذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } الآية 5_7 من سورة المؤمنون.
و تعتبر هذه المقدمة و هي من العتبات النصية المرهم الشافي لكل الممارسات اللااخلاقية التي تم ذكرها في هذه الرواية .
ان الانفلات الأمني و مرارة الفقد و فقدان الأحبة هو البوابة الرئيسية نحو الضياع .
فقدان الأمن جعل الجميع يبحثون عن الاطمئنان في بلد افترسه العنف بلا رحمة ، يقول جان لوك غودار { إن الاحساس الأروع في العالم ليس ان نحب بل ان نطمئن } .
ان الهدف الرئيسي من هذه الرواية هو تسليط الضوء على احداث مأساوية حدثت و مازالت تحدث في كل ارجاء المعمورة و الغاية هي احتوائها و عدم انتشارها ، يقول البير كامو { هدف الكاتب هو منع الحضارة من تدمير نفسها }
و قد نجح الروائي في طرح مشكلات اجتماعية خطيرة و الغاية منها ليس كشفها للعامة و حسب و إنما كي يتم احتوائها و التعامل معها بحذر من أجل اجتثاثها من مجتمعاتنا الشرقية ، حيث أن المثلية هي ممارسة دخيلة على هذه المجتمعات .
العنوان من العتبات النصية أيضا و قد وفق الروائي كثيرا في اختياره لهذا العنوان ، بحيث يخبرنا أن من يختار طريق المثلية الجنسية فكأنه يرتدي رداء ابليس
ويسقط في براثنه .
فالرداء هو ما يرتديه الإنسان ذكرا كان ام أنثى و ابليس هو عدو البشرية و الذي اقسم بعزة الله على غواية بني آدم و ازاحتهم عن الطريق القويم ، كما جاء في الآية { 82 } من سورة ص { قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين } ثم يتم الاستثاء ، اي ان هناك عباد ليس لأبليس عليهم سلطان كما في الآية { 83 } من نفس السورة { إلا عبادك منهم المخلصين } .
و الشرط هنا أن يكون الإنسان مخلصا كي يفلت من شراك ابليس و دسائسه .
بعد التحول الكبير الذي طرأ على النقد العربي حيث أبدت اهتماما كبيرا بالعنونة حتى أصبحت العنونة من العتبات النصية .
يظهر في غلاف الرواية فلم مكون من ثلاثة وجوه لفتيات بحالات تعبيرية مختلفة.
و يمثل الغلاف وجه إمرأة بشكل نصفي و بحالات مختلفة و الغلاف هو أيضا من العتبات النصية.
ان استخدام الرمزية في رسم الوجه و بثلاثة حالات فيه جانب فكري و فلسفي و فيه دلالات و معاني مرتبطة باللوحة ككل .
الرواية ايروتيكية بإمتياز و الرواية الايروتيكية هي نوع من انواع الروايات التي تسمي الأعضاء الجنسية للرجل و المرأة بأسمائها دون حياء كذلك يتم الوصف الدقيق للممارسات الجنسية بكل حرية .
و يجب على الكاتب الذي يتعامل من الأدب الايروتيكي ان يكون خطابه توعويا موجها .
و الأدب الايروتيكي هو محاولة من الغرب لضرب المنظومة الأخلاقية للمجتمعات المحافظة .
ينبهنا الكاتب من خلال هذه الرواية الى ضرورة متابعة المراهقين و عدم تركهم لوحدهم في غرفهم و ان يكونوا تحت أعين الأباء على طول الوقت.
الرواية أيضا من أدب الديستوبيا أو عالم الواقع المرير و المجتمعات غير الفاضلة ، وهي مجتمعات تسودها الفوضى و يحكمها الشر و من أبرز ملامح هذه المجتمعات هي الفقر و الجهل و القتل و غياب سلطة العائلة .
ان الانسان قد خلق على الفطرة السليمة لذلك نراه يشعر بالندم حينما يتبع خطوات الشيطان حيث يقول الكاتب و على لسان آلاء و هي احدى بطلات هذه الرواية{ كم انت جميل ايها المطر ، احبك لأنك تغسل كل شيء في الحياة إلا الرذيلة التي مازلنا نمارسها و ابتلينا بها ، تبا لك يا رنده لأنك من سبب دخولي بهذا النفق المظلم و لا نعرف كيف نخرج منه } .
لكن آلاء لم تستطع رغم شعورها بالندم من إنقاذ نفسها قبل فوات الأوان حيث يقول الكاتب في نهاية الرواية{ و أما آلاء فبعد إلقاء القبض على رفيقاتها في الجمعية هربت خارج العراق و بمساعدة معتصم الذي هرب هو أيضا إلى جهة مجهولة } .
الشخصية المحورية في هذه الرواية هي رنده التي استطاعت أن تبث سمومها في داخل المجتمع و ان تجلب الفتيات إلى طريق الرذيلة ، لكنها دفعت ثمن انحرافها حيث أصيبت بالجنون رغم أنها قد تخرجت من جامعة مرموقة ، حيث يقول الكاتب { أدخلت رنده إلى مستشفى الأمراض النفسية و العقلية و لم تخرج منها لسنوات طويلة } و في هذه الخاتمة لحياتها نجد أن من ترتدي رداء ابليس فإن مصيرها الحتمي هو الضياع .
نجد في هذه الرواية بأن هناك أمل على الخروج من النفق المظلم ، و ان الانسان بإمكانه ان يحدد مصيره حتى و ان تورط في ممارسات لا أخلاقية ، وهذا ما حصل لرهام ، حيث يقول الكاتب { و لا ننسى رهام تلك الانسانة التي صارعت الرغبات و الشهوات و الرذيلة و بعد الابتعاد عن صديقاتها تزوجت احمد و أنجبت منه توأمين و عاشت حياتها سعيدة } ص 246 .
وهنا يبعث الروائي برسالة خطيرة مفادها بأن رفاق السوء وراء كل الانحرافات التي تحصل للانسان .
اختتمت هذه الرواية بعبارة { الرواية غير حقيقية و لكنها تحاكي الواقع } و هنا تكمن مهمة الروائي و اسلوبه الذي يتميز به ، حيث أن معظم الأعمال الأدبية هي عبارة عن مزيج بين الواقع و الخيال .
لقد نجح الكاتب في تسليط الضوء على المؤامرات التي تستهدف النسيج الاجتماعي للبلد من خلال الجمعيات ، و كيف ان هذه الجمعيات تتخذ من عناوين براقة مثل حقوق المرأة و حريتها و المساواة من أجل تنفيذ اجندات لا علاقة لها بتلك العناوين .
الرسالة المهمة و التي تبشر بخير هي وجود سلطة الدولة التي تراقب كل شيء و بالفعل فقد تم إلقاء القبض على هذه الجمعية بمساعدة الملازم اول بلقيس و التي تم زراعتها داخل هذه الجمعية حيث يقول الكاتب { اما الملازم اول بلقيس فقد تمت ترقيتها إلى رتبة نقيب لجهودها المتميزة بإلقاء القبض على اشجان و رفيقاتها } .
جرس الانذار الذي أطلقه الكاتب و بقوة في هذه الرواية موجه لكل العوائل التي عليها مراقبة كل شاردة و واردة في حياة أبنائهم و توجيههم بالطريقة الصحيحة من أجل الوصول بهم إلى بر الأمان .
بقي ان أشير إلى أن هذه الرواية هي من إصدارات مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع و تتكون من 246 و من القطع المتوسط .



#عدنان_جمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «راشيل».. رواية جديدة لعدنان جمعة عن دار النخبة
- * مقدمة كتاب انخيدوإنا شاعرة تراتيل المعبد السومري، للكاتب و ...
- رثاء أمام حائط الجيران.. حب وترقب..!! بقلم (د. علي حسون لعيب ...
- (( ليلتي برائحة الشبوي))
- كانت لنا قهوة حلوة
- انعكاسات مرايا
- (( خريسان ))
- (( الأغنية الأخيرة ))
- (( مواقد الشتاء ))
- أغنية سومرية
- (( هل لي بالعناق ))
- ثورة الجمر
- (( أمنيات بزمن مكسور ))
- أغنية عذراء
- (( حمّى الشوق ))
- الفصل الأخير
- شهقة
- (التعدد الصوتي في أيقاع الجملة الشعرية )
- (( ليل بعباءة الشوق ))
- (( شوق بأجوبتي العارية ))


المزيد.....




- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان جمعة - العودة إلى الفطرة السليمة في ( رداء ابليس ) للروائي العراقي : عدنان جمعة . بقلم الروائي و الناقد حسن الموسوي/ العراق .