أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - حضور فلسطين في ثوب إبداعي مطرز بالرفض والصمود والتحدي..في قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي.-فلسطين العربية-















المزيد.....

حضور فلسطين في ثوب إبداعي مطرز بالرفض والصمود والتحدي..في قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي.-فلسطين العربية-


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7793 - 2023 / 11 / 12 - 10:04
المحور: الادب والفن
    


الشاعر هو جبهة الدفاع الأولى عن قضايا الخير والعدل والإنسانية بأدواته التي تنبثق من الضمير وتصل إلى الضمير (الناقد)

لطالما كان للقضية الفلسطينية مسار واضح في مفردات الشعر التونسي،ومنذ عقود شتى،فقد ترسخت فكرتها،لتكون نهجا تونسيا قوميا،لتحدث ذلك الهاجس الفكري والجمالي في أبجديات القصيدة التونسية،وعلى الرغم من اتساع مساحة تلك القضية الواقعية الإنسانية في مفردات الأدب الشعري العربي،فإن للتجربة التونسية خصوصيتها في مقاربة هذه القضية التي سكنت وجدان الأدباء العرب.
وفي سباق استعادة النكبات التي أصابت القضية الفلسطينية،يمكن أيضا استعادة أهم نماذج التفاعلات المحايثة والموازية لها.لعل أهمها،أولا-تضامن الجماهير العربية اللامشروط.
وثانيا-تهافت الأنظمة العربية عليها،باتخاذها ذريعة لخدمة أجنداتها الخاصة بها.
وثالثا-تحولها إلى قبلة «مقدسة»يولي المبدعون قرائحهم شطرها،وفي مقدمتهم الشعراء،بدليل آلاف الدواوين المنجزة في الموضوع.بشقيها التقليدي والحداثي،ذلك أن المبدع العربي جد مقتنع في قرارة نفسه،بأن جواز دخوله الفعلي إلى المؤسسة الإبداعية،يكمن في تكريسه حصة أساسية من كتاباته لخدمة القضية الفلسطينية.كما لو أن الأمر يتعلق بنوع من العشق/الواجب الاضطراري،الذي لا مناص للمبدعين كافة بمختلف اختصاصاتهم،من الانصهار في لهيبه.
لقد تركت نكبة فلسطين عام 1948 أثراً واضحاً في التاريخ المعاصر،فهي أشد ضراوة وأطول عمراً وأكثر عمقاً،ما جعلها أكثر إثارة لمشاعر الشعراء الذين تركوا لنا تراثاً أدبياً خصباً، يمتاز بالصدق في العاطفة والبراعة في التصوير والسمو في الرؤى.
ولعلّ فلسطين بحضارتها ومعاناة أهلها وخلود هويتها العربية كانت أبرز محاور الإبداع في عدد من قصائد الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي (قصيدة فلسطين العربية نموذجا)
هذا الشاعر الفذ ما فتئ شعره يلهج بذكر فلسطين،ويستغيث الشعوب لنجدة أهلها.
هي فلسطين تاريخ طويل من النضال وإرث خالد من البطولات،وسجل ناصع للشهادة،تتراكم عبر الشعر الذي قيل فيها معاناة الفلسطينيين وأحزانهم النبيلة وصمودهم المذهل،كما في القصيدة التالية-التي جاءت باللهجة العامية ذات الجرس الموسيقي التونسي-لشاعرنا الكبير د-طاهر مشي :
فلسطين العربية

فلسطين عربية وتبقى هي
رغم الخائن والرجعية
غزة من لوجاع تنين
وقلبي حزين
على حال عربنا راقدين
قنابل دفاقة
زرعوها في البر وهادة
كيف الصيادة
حتى م الجعبات ثنين
ولا كانوا رفاقة
ينوض عباره بالوجهين
غزة من دون العربان
يهدوا في كل السيسان
ولا خلوا انس ولاجان
ولا فلاقة لا حراقه
غزة صناديد وشجعان
وفزاعة في انهار الغاره
معروفين بناس احرار
لا يخافوا الروم الغدارة
ولا مدافع تضرب بالنار
ولا حلاليف الخشوا الغابة
ولا ذلوا للاستعمار
ولا صهيوني مكشر نابه
يرحمهم ضنوة لحرار
حصدوا في ايامات الصابه
ولبسوا الجبة والبنوار
وما جابوا طريق السلهابة
ولا حكام العملوا العار
باعوا لزرق شامخ نابه
لا نخوة ولا استنفار
سحابتهم في البر ضبابا
وداروا قمة في مشوار
وعملوا في التقرير اجوابا
ظني في التقرير احكار
وعملوا العار
وكلمتهم ماهي جيابة
تبقى فلسطين العز
رجال وكايد لا تتحز
بشارتنا صهيون اهتز
وضاع دليله في الميدان
نهار الغورة ذل وكز
معاها من تونس فرسان
عروبة وقت الضيق تبان
ثابت موقفهم بالنية
مع القضية
ما تترك لرض العربية
يصدر د-طاهر مشي في شعره عن رغبة واضحة،تشكّل مرتكزاً مهماً لفكره النضالي،وتقوم هذه الرغبة على تأصيل الاتّجاه المقاوم في الوجدان العربي،وصقله بالشخصية الفلسطينية، التي تنبعث في نصوص الشاعر نيران غضب في وجه المغتصب،وإشادة بالصمود الأسطوري المذهل للمقاومة الفلسطينية سيما بغزة..أرض العزة،لذلك كان التأكيد على ثبات الهوية الفلسطينية في مواجهة سياسة التهويد،وسلب الحقوق التي ينتهجها الاحتلال الغاشم.
د-طاهر مشي شاعر تونسي ثوريّ عشق فلسطين،فهي الوطن والجرح الغائر في الجسد العربي رمز النهوض والمقاومة،فكانت قصيدته هذه "فلسطين العربية"شعر ثورة،وحكاية عشق ووطن لا تضعفه المحن.واستنهاض للهمم العربية كي تكافح-بالقلم والبندقية-استرادا لوطن سليب ومستَلب،وتنشد أنشودة التحرير للقادمين في موكب الآتي الجليل..
مَنْ يقرأ شعر د-طاهر مشي يلمس حالة من النقاء الوطني والالتصاق بأرض فلسطين التي تحولت إلى لحن يعزفه الشاعر بأنغام الحزن الشفيف والأمل المكمم،يقاوم من خلاله كلّ حالات الألم والهزيمة والإنكسار..
إنّ مهمة الشاعر واضحة في بعث روح المقاومة،وتأصيل أركانها،إذ يرسم صورة واضحة المعالم للشخصية الفلسطينية المستنيرة المقاومة،ذات الجذور الراسخة في التراب الفلسطيني، والملتصقة بطين الأرض.
وشاعرنا-د-طاهر مشي بقصائده الحماسية المنتمية لفلسطين يسير على طريق الشعراء الفلسطينيين الكبار: محمود درويش،سميح القاسم،إبراهيم طوقان،وعبدالرحيم محمود،وعبدالكريم الكرمي،وغيرهم من الشعراء الملتزمين بهذه القضية المقدسة : فلسطين.
وهذا ما سيجعل من قصيدته"فلسطين العربية"مصدر رؤى وانبعاث لحالة تجدد ومقاومة لشعب لا يعرف سوى النهوض والنماء،يستمد عفويته من شعور فطري يجذبه لفلسطين منبع الحبّ الصافي والأم الحنون،الأمر الذي سيحيل قصيدته-في تقديري-إلى مغناة وطن خالد،وحبّ لا ينتهي.
لقد فهم"الطاهر" العلاقة بفلسطين اتّحاد كامل بالتراب وحبّ لا ينضب لوطن يستحق التضحية والفداء،ممّا يعكس أهمية الذاكرة الشعريّة في صياغة الوجدان الشعري،واستحضار الأحداث.. وتبقى فلسطين عروس المدائن،وحالة عشق لا تقاوم،تفوح بعبق العروبة،وتكتنز بإرث الحضارة،تنبض بدم عروبي دافق،وتلهج بالرغبة الجامحة بعودة أبنائها إليها مهما طال الفراق..
ويظل الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي يكرس بعزيمة صلبة،وإرادة فذة لا تلين ثقافة المقاومة وجذوتها الملتهبة التي تمنح الحرية والكرامة للشعوب،وتؤمن بمقدرات الأرض الحُبلى بالنضال،والمكتنزة بالإيمان بالنصر المحتوم،ترتدّ إلى جذر حضاري راسخ،وفعل إنساني معاصر،لا تحدّ منه قسوة الحياة،ولا تنال منه أيدي المحتلين.



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماليات اللغة الشعرية في تجلياتها التركيبية والدلالية.وعمق ا ...
- الشاعرة التونسية السامقة أ-نعيمة المديوني..تضيء ذاكرة الوطن. ...
- قراءة جمالية في قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي -قصيد ...
- قراءة متأنية في-قصة قصيرة-جدا منبجسة من ثقوب الوَجَع..-حدث ذ ...
- غزة-مدينة أسطورية-تروي لنا بطولات الأجداد وملاحم الأحفاد..وت ...
- على هامش ملحمة العزة بقطاع غزة-غزة-مدينة أسطورية-تروي لنا بط ...
- -أليس بإمكان الشاعر الآن..وهنا..تطريز المشهد الشعري بزلازل م ...
- تحايا مفعمَة بعطر الزهور..إلى مربية فاضلة
- (صلوات..في محراب العشق) قصائد الشاعر التونسي الكبير د-طاهر م ...
- جمالية الخطاب الشعري التقدمي..قصائد نخبة من الشعراء العرب (ب ...
- تَمَثُّلات الوَجَعِ في قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مش ...
- اطلالة سريعة على قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي -حدي ...
- إشراقات المشاعر الوطنية في قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاه ...
- مواجع الحرف..وأوجاع الكلمة..في ابداعات القاصة/الشاعرة التونس ...
- قراءة متعجلة في قصيدة-أنا العاشقة-للشاعرة التونسية السامقة أ ...
- قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي الموسومة ب-لنحْمِي ال ...
- تجليات فلسطين في النص الشعري عند الشاعرة التونسية السامقة فا ...
- عندما يستدرج الشاعر التونسي القدير د. طاهر مشي الشعرَ إلى جم ...
- تجليات العشق والإنعتاق..في قصيدة الشاعرة التونسية السامقة أ- ...
- من لا يعرف الشاعر التونسي القدير جلال باباي..أقول..


المزيد.....




- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - حضور فلسطين في ثوب إبداعي مطرز بالرفض والصمود والتحدي..في قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي.-فلسطين العربية-