أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أدهم مسعود القاق - رحيل شيخ المؤرخين عبد الله حنا عن دنيانا البائسة














المزيد.....

رحيل شيخ المؤرخين عبد الله حنا عن دنيانا البائسة


أدهم مسعود القاق

الحوار المتمدن-العدد: 7788 - 2023 / 11 / 7 - 04:09
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ينعي مركز ليفانت للدراسات الثقافية والنشر الدكتور المؤرخ عبد الله حنا، الذي كتب في صدر مقدمته لطبعة جديدة لكتاب (تاريخ الفلاحين وعلاقته يالأحداث السياسية) الشهير:
"مؤلف هذا الكتاب فلاح ابن فلاح عاش في دير عطية ذات الملكيات الصغيرة، والتي عمل أهلها في الزراعة المروية والبعلية وتربية الغنم والماعز في براري دير عطية الواسعة والممتدة شرقًا إلى البادية، فحياة (الفلوحية) جزء لا يتجزأ من حياة كاتب هذه الأسطر حتى تَخَرّجِه عام 1958 من الجامعة السورية أيام عزّها"..
عبد الله حنا من مواليد ريف دمشق، بلدة دير عطية عام 1932، تحصّل على شهادة الدكتوراه في التاريخ من جامعة لايبزغ، ألمانيا 1965، عمل مدرسًا في ثانويات دمشق بعدما رفضت الجامعات السورية بظل النظام الشموليّ تعيينه بسبب توجهاته اليسارية.. وقد عرف عنه مؤرّخًا جادًا، ومنذ مطلع السبعينيات كان ملهمًا للشباب الثائر حين تخصص بكتابة تاريخ الفلاحين وحركات العمال والأحزاب و... في سورية، ومن بين كتبه المنشورة: الاتجاهات الفكرية في سورية ولبنان (1973)، والحركة العمالية في سورية ولبنان (1973) ومشكلات الانتقال من الرأسمالية (1981)وحركات العامة الدمشقية في القرنين 18- 19، المرشدية في محيطها العلوي وأجواؤها السياسية والاجتماعية (1923 - 1946) وعبد الرحمن الشهبندر (1879-1940) وصور من حياة مجتمعات سورية القرن العشرين جمعها الدارسون في المعهد النقابي بدمشق، و المثقفون في السياسة والمجتمع، علام العقلانية والتنوير ومجابهة الاستبداد ؛ في عهد الصعود النهضوي والحنين الى أيام عبد الحميد في عهد الهبوط، و"الفلاحون وملاك الأرض في سورية القرن العشرين" و"صفحات من تاريخ الأحزاب السياسية في سورية القرن العشرين وأجواؤها الاجتماعية"، "ملامح من تاريخ الفلاحين" وآخر إصداراته: "تاريخ الفلاحين في سورية وعلاقته بالأحداث السياسية" الذي عدّل فيها لا سيما في المجلد الرابع، وأشرف على إجراء بعض التصويبات.
منذ ثمانينيات القرن العشرين أنهى المؤرخ الدكتور عبد الله حنا سِفره: تاريخ الفلاحين، بناء على تكليف اتحاد الفلاحين، ولكن بعد أن طبع الكتاب أمر حافظ الأسد بوقف توزيعه، ولم يستطع أحد أن يسأله السبب، وقد ذكر المؤرخ حنا في مقدمة طبعة الكتاب الجديدة: "في نهاية المطاف صدر الأمر بمنع تداول كتاب تاريخ الفلاحين المطبوع من كل مجلد عشرة آلاف نسخة من الورق المصقول، ونُقلت مجلداته الخمسة إلى معمل الورق في دير الزور لاستخدامها كعجينة لورق جديد"، ولعل الأسباب تعلقت بنظام البعث الشمولي وبطانة الحكم الفاسدة، وطائفية حافظ الأسد ومن كان حوله".
لقد استطاع المؤرّخ الشهير عبد الله حنّا أن يميط اللثام عن سلسلة لا نهائية من الصراعات والتغيّرات المقنّعة والسافرة حدثت في بلاد الشام، لاسيّما الحركات الفلّاحية وظروفها الصعبة التي مرت فيها، إذ إنّ التاريخ مفعم بأحداث غير متوقّعة.. وربّما شكّلت الأحداث في الدولة العثمانية أو الحركات العربية التي ناهضت سياساتها نهضات مختلفة عن مفهوم عصر النهضة في الثقافة الغربية.
ويؤسس في كتابه هذا لتوصيف الحاضر ومساءلة الماضي رغبة منه في إعادة بناء التراث وفق مقتضيات العصر النهضويّ واحتياجاته.
وقصد المؤرّخ عبد الله حنّا أن يقدّم التّاريخ بصفته تجربة معرفيّة تتضمن فاعليات نقديّة بغية التغيير، أراد أن يستنطق الشواهد فيه؛ ليبثّ الحياة في حاضر يتماوت فيه البشر، أراد أن ينتهي ببحثه تحريك ما هو راكدٌ في المجتمع، وإيقاظ الأمة من سباتها، عن طريق القراءة النقديّة للتاريخ تساوقًا مع قراءة الواقع الاجتماعيّ المتسم بالقهر والتخلف؛ للشروع في دروب عملية الخلق المتجددة.. وذلك باختراع الأسماء مجدّدًا وباجتراح الدلالات اللغوية والكشف عن المحجوبات والمحرّمات والتأصيل لمفاهيم عصريّة تستمدّ مشروعيتها من سيرورة تاريخنا المنفتح على الحضارات الإنسانية الأخرى.
وموقفه من أحداث الثورة السورية واضح، فهو انتصر للتغيرات التي جرت في البلاد، بل لم يعدّل كتابه الأساس، تاريخ الفلاحين، إلّا ليلقي الأضواء على الأسباب الموضوعية التي جعلت من ثورة شعب سوريا مأثرة من مآثر البطولة، وبهذا أضاف للعنوان عبارة: "وعلاقته بالأحداث السياسية"، ومن الجدير بالذكر أنّ الدكتور حنا أشرف على إعداد طبعة جديدة لمؤلفه هذا، لاسيما التصويبات في الحواشي وفي مئات المراجع والمصادر التي أصابها بعض الاضطراب نتيجة انتظار عشرات السنين لإعداد نسخة رضي عنها أخيرًا. وقد صدر المجلد الأول من جزأين، استلمه المؤلف في ألمانيا، وصدر المجلد الثاني بجزأيه، ولم يمهله الموت من استلام نسخه، والمجلدان الثالث والرابع تحت الطبع.
رحم الله المؤرخ الدكتور عبد الله حنا، وسلامًا على روحه الطاهرة، وعهدًا أن نبقى أوفياء لفكره الوقّاد الذي سعى من خلاله لإحداث تغيير في بنية المجتمع الذي نهشه التخلف بظل سلطات أنظمة اتسمت بالفساد والفئوية والقهر.
إنّ إدارة مركز ليفانت للدراسات الثقافية وفريق العمل الذي يعمل على إصدار مجلدات سفر تاريخ الفلاحين وعلاقته بالأحداث السياسية يتقدم بالعزاء لزوجته المحترمة الدكتورة الألمانية سيجريد حنا، Sigrid Hanna المعروفة في أوساط دمشق الاجتماعية بحبها للناس ومساعدة المرضى في عيادتها واستقبالهم بكل ود، لاسيما أبناء الطبقات الفقيرة، كما يتقدم بالعزاء لابنتيه وأحفاده وأصدقائه وأهله.



#أدهم_مسعود_القاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استعارة الموت الكبرى بين الواقع والفانتازيا في رواية الموت ع ...
- خالد خليفة في عالم آخر
- دكتور ظريف حسين وداعًا أيها المفكر الحر
- عبد الرحيم الكردي، روحك باقية في ضمائر محبيك
- منتهى الأطرش، سلامًا على روحك الطاهرة.. صوتك راسخ في ذاكرة ا ...
- الموت يجدّد اجتياحنا.. وداعًا دكتور فياض سكيكر
- وفاة الأديب السوريّ وليد إخلاصي منتصبًا كنخلة وسط دمار مدينت ...
- خسارة جديدة أضيفت للكيان الثقافي العربيّ بوفاة الروائيّ الفذ ...
- كفى قهرًا أيّها الموت وفاة أستاذنا عفيف سعيد ابن جرمانا في ر ...
- الدكتور هاني عبيد، شهيد كلمة الحق والدفاع عن الحرية والكرامة
- رواية مجنون الحكم بين إجرام الطاغية الحاكم بأمر الله وسمو ال ...
- إدارة جيل الألفيّة الإدارة التشاركية، للدكتورة: هانم العيسوي ...
- شهيد الإقصاء، لطف الله مزهر، ومسيرة الكفاح المتعثّرة
- وترجّل فارس آخر، عبد الله هوشة شهيد القهر
- هيثم عبيد، عبرت حرًّا، وبقينا عبيدًا
- وداعًا مي سكاف، وداعًا.. سلامًا عى موتك المشتهى
- مقدمة في علم المخطوطات
- وداعًا نبيل فهد العباس، شهيد التهجير والغربة القسريّة
- النقد التاريخي وقراءة الحاضر
- في ذكرى 5 يونيه / حزيران، 1967: صبرًا شعب سوريا على مأساتكم ...


المزيد.....




- عزالدين اباسيدي// حتى لا تدمر التضحيات
- 76 سنة بعد النكبة، لنعمل لبناء حركة دولية من أجل فلسطين!
- ما بين نكبتين
- عشرات المتظاهرين في تل أبيب يطالبون بإقالة جالانت
- تعليم: بيان اللجنة الإدارية الوطنية للجامعة الوطنية للتعليم ...
- تأجيل محاكمة المناضلين الداعمين للشعب الفلسطيني والمناهضين ل ...
- إلى الأمام… من أجل جبهة عمالية وشعبية موحدة لصد العدوان الثل ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين في جامعة كالي ...
- هنية: اليوم التالي للحرب ستقرره حماس والفصائل الفلسطينية
- نواقص رؤية لحراك 20 فبراير منتسبة إلى الماركسية نقاش مع الرف ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أدهم مسعود القاق - رحيل شيخ المؤرخين عبد الله حنا عن دنيانا البائسة