أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - المعتذرون للاسلام السياسي ليسوا اصدقاء جماهيرغزة، انهم خونتها














المزيد.....

المعتذرون للاسلام السياسي ليسوا اصدقاء جماهيرغزة، انهم خونتها


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 7782 - 2023 / 11 / 1 - 18:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جماهير غزة جرت جرا للحرب. جرت جرا للمحرقة. جماهير غزة لم يستشرها احد. جماهير غزة لم يسالها احد. جماهير غزة لم تستفتى من قبل حماس ان كانت تريد ان تعرض نفسها لهذا الشكل الوحشي من الدمار. جماهير غزة حتى لم يوفر لها تغطية امنية. لم يوفر لها حتى ملاجي جماعية. لم يوفر لها اي سبيل للنضال من اجل حريتها وانسانيتها هي. جماهير غزة حرمت من اي وسيلة نضالية سياسية لتحرير نفسها. قمعت حماس حرية جماهير غزة في تنظيم نفسها وتجميع قواها؛ عدا انفاق ضيقة مخصصة للنخبة و لا يعرف بمداخلها احد.
حتى لو قررت جماهير غزة خوض الحرب مع اسرائيل كان بامكانها ان تحسب حساباتها وان توفر لنفسها ملاذات امنة او تحصينات تحت الارض او ملاجي جماعية. لا شي من هذا. حماس تتلذذ بمنظر الجماهير التي تتحطم الابنية فوق رؤوسها وتسحق اطفالها. لم تبن اي ملاجي حربية يلجا اليها السكان في حالة هجوم اسرائيل. تركوهم لوحدهم بلا اي سند او غطاء. لا اكل مخزن ولا ادوية ولا ماء ولا اي تحوطات.

حتى نظام صدام حسين والبعثيين في سوريا بنوا ملاجي لحماية السكان وهم يتبجحون ب "تحرير فلسطين" وبقية الادعاءات العسكرية السخيفة. على الاقل بنوا ملاجئ جماعية. حتى القوميين الفاشيين كانوا اكثر رحمة بالجماهير من هولاء. اما حماس وبقية ما يسمى الفصائل الفلسطينية فغدرت بحياة مليونين ونصف بلا اي اكتراث. رمتهم لمصيرهم واحتمت بالانفاق والسراديب تحت الارض.

حماس دخلت في عدة حروب مع اسرائيل. تعرف وحشية جيش الدفاع الاسرائيلي وطائراته وقنابله الفسفورية والاسفنجية وغازات السارين الذي يطلقه على التجمعات السكنية. لو كانت جماس حديثة العهد بالقتال مع اسرائيل لقلنا انها ساذجة ولم تجرب اسرائيل. حماس تعرف جيدا كيف سترد اسرائيل. تعرف جيدا جدا.

ان مساندة اليسار القومي (البعثي) في العراق والدول العربية لحماس امر مخز ونقطة سوداء لن تمحى من سجلهم الانتهازي الذيلي للحركة القومية والاسلامية. انه والاهم تنصل من كل قيمة انسانية بحق جماهير غزة نفسها التي يدعون الدفاع عنها. انهم يعرفون تبعات مغامرة حماس ويعرفون ان الجماهير عارية بلا اي غطاء انساني او دفاعي او خدماتي. يعرفون جيدا .

وفي هذه الحرب لعب اليسار دورا مخزيا. لعبة بلا شرف او ضمير او انسانية من خلال الدفاع الصريح (والاكثر المبطن) لحماس واعتبارها بطل تحرير قومي. يا لبوس هذا اليسار. لا يقوى حتى عن قول الحقيقة.

جماهير غزة واقعيا تقف عزلاء امام وحش داخلي غامر وقامر بحياتها لسنين طويلة ولم يستطع ان يحقق انجازا واحدا لقضية جماهير فلسطين. كوارث بعد كوارث ووحش خارجي لا يابه باي قيمة انسانية. وحش خارجي الكل يعرفه ولا داعي لتوصيفه. وحش قومي ديني اجرامي يعيش في محيط عدواني ومستعد لحرق الاخضر واليابس للدفاع عن دولته المدعومة غربيا بكل شي. وحش لا يضحي فقط بحياة جماهير فلسطين بل حتى يضحي بجماهير اسرائيل في سبيل البقاء ضمن اطار ايديولوحيته الفاشية الصهيونية. حتى الاسرى الاسرائيليين لا يكترث بهم. مجرد خداع وذرف دموع تماسيح. تماما كما تذرف الدول العربية السائرة بالمحور الامريكي كمصر والسعودية والاردن وقطر والامارات وتركيا دموع التماسيح ولكنهم في الواقع يريدون الاستعجال بالتخلص من حماس ليعيدوا الاستقرار لانظمتهم المهتزة ويستمروا فيما يسمى "التطبيع".

اني اسجل موقفي هذا ونقدي لليسار العراقي والعربي الصامت (بعضه لا يجروا حتى على كتابة بيان دون اي يعمل فوتو كوبي لبيانات احزاب اخرى وكان ابداء موقف انساني مع الجماهير هو اعجوبة من الاعاجيب!). والبعض الاخر اخذ موقفا مخزيا ومظللا ومتماهيا بجبن مع قوى الاسلام السياسي واعتبرها ممثلة لارادة جماهير فلسطين.

ولكن غبار المعركة سينجلي وتتكشف الوجوه وسيظهر تجار الحرب وكل من اعتذر لهم.



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو جبهة علمانية انسانية في الشرق الاوسط لانهاء هذه الكارثة
- مقترحي من ستة نقاط
- مليارديرية فلسطين واجترار الدعاية النازية
- أفيون الاسلام - ومخدرات الاصلاح البرلماني: بشأن شعاري -نزع ا ...
- خطوط امريكا الحمراء!
- في الاخوة الانسانية او … “السلام على من اتبع الهدى”!
- الشرطي السويدي المضبب
- حول خنق اليسار العراقي لبؤر النضال الاجتماعي
- بيان مساندة للصحافية اللبنانية ديما صادق
- حول الخطاب الاخير لحسن نصر الله حول احداث الطيونة
- الى ثائرات وثوار لبنان !
- العنصر الجديد
- ابقوا في البيت! Stay at Home
- الحرية لغسان الفاضل !حول اعتقال صاحب مقهى من قبل بلطجية السل ...
- حول العلمانية والانتفاضة الثورية في العراق
- مقابلة مع عصام شكري حول مهزلة الأنتخابات البرلمانية في العرا ...
- التعاون الامريكي الايراني في العراق
- لا اسلام معتدل! يجب تحريم كل الاحزاب الدينية كما حرمت اوربا ...
- عصام شكري - سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي الي ...
- نداء لتشكيل جبهة مناهضة البربرية في العراق


المزيد.....




- بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين ...
- ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب ...
- لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب ...
- جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
- مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا ...
- هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ ...
- هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
- Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
- اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - المعتذرون للاسلام السياسي ليسوا اصدقاء جماهيرغزة، انهم خونتها