أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام شكري - مليارديرية فلسطين واجترار الدعاية النازية















المزيد.....

مليارديرية فلسطين واجترار الدعاية النازية


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 7728 - 2023 / 9 / 8 - 21:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قال رئيس السلطة الفلسطينية (القومي العربي الصامد الاخير) محمود عباس مؤخرا "عندما قالوا إن هتلر قتل اليهود لأنهم يهود وأن أوروبا تكره اليهود لأنهم يهود، لا. شُرحت بالضبط على أنه حاربوا هؤلاء بسبب وظيفتهم الاجتماعية وليس بسبب ديانتهم".وكما متوقع سارعت اسرائيل وامريكا لادانة هذه التصريحات باعتبارها معاداة للسامية وتبرير للمجازر التي ارتكبها القوميون الالمان حين استولوا على السلطة في الثلاثينات بزعامة هتلر وانها نشر للاكاذيب القومية الالمانية. وقد رد نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس على حملات الادانة بإن "ما نشر على لسان الرئيس محمود عباس في برنامج تلفزيوني حول المسألة اليهودية كان اقتباسا من كتابات لمؤرخين وكتاب يهود وأمريكيين وغيرهم، ولا يعتبر إنكارا بأي شكل من الأشكال للمحرقة النازية.

وبنظري فان ما يقوله محمود عباس لا يمثل سوى تجريد حقير لتراث طويل من نظرية الحركة القومية العربية في المنطقة؛ من البعث في سوريا والعراق الى الناصرية في مصر وليبيا وتونس والجزائر ومعها كل منظمات "التحرير" القومية الفلسطينية وصولا اليوم الى الجمهورية الاسلامية الايرانية التي يبدو انهم سلموها مقود "النضال" ضد الامبريالية والصهيونية بالاشتراك مع ادواتها المحلية في حزب الله والتيارات الاسلامية الشيعية في العراق وسوريا واليمن والضفة الغربية.

تصريحات عباس شعبوية منحطة. شعبوية لانها تريد دغدغة واثارة احقر مشاعر الكراهية لملايين من البشر على اساس ديني. يريد عباس ومعهم المليارديرية المناضلين ختم جباه ملايين البشر بما فيهم عمال وكادحين وطلبة ونساء واطفال وعلمانيين واشتراكيين وانسانيين ولا دينيين بانهم يستحقون ما جرى لهم بسبب كونهم ولدوا في عوائل يهودية الدين. اي حقارة هذه؟ ولكن اليس هذا هو بالضبط ما يردده الصهاينة انفسهم في اسرائيل والغرب عن العرب؟ اليس هذا ما يقوله المستوطنون اليمينيون المتطرفون عن الشباب العربي الذي يرمي الحجارة احتجاجا على حصاره وسلبه لانسانيته؟ الا يقولوا اننا نقتل العرب ونستلب ارضهم ونجرف بيوتهم ليسوا لانهم مسلمين بل لانهم ارهابيين؟ دورهم الاجتماعي؟ الا يقول المستوطنون المينيون المتطرفون ان كل العرب والمسلمين قتلة وارهابيين؟

ان هدف محمود عباس ليس احقاق الحق للجماهير الفلسطينية والدفاع عن كرامتها بوجه التعسف وسياسات التجريف الاسرائيلي واليمين المتطرف بزعامة ناتانياهو والاحزاب الصهيونية؛ ليس لتقديم بديل واقعي وانساني للجماهير الفلسطينية في انشاء دولة فلسطينية متساوية الحقوق مع دولة اسرائيل، بل الى ستخدام الدين كعتلة لاثارة الحقد الاعمى القومي من اجل دعم موقفه في المفاوضات المقبلة مع اليمين الاسرائيلي. ان فشل السلطة الفلسطينية في تحقيق اي منجز للجماهير في الضفة الغربية او غزة ومحاولتهم للاستجداء من الجمهورية الاسلامية الايرانية ووكلائها في حماس والجهاد هو سبب هذه البروباكاندا الفاشية.

استخدام الدين كعتلة لاثارة الحقد على ملايين من البشر هو وسيلة لا انسانية ولكنه تعبير واضح عن الافلاس السياسي. الافلاس في تحقيق اي منجز للحركة القومية العربية داخل فلسطين وضرورة تبرير وجود هذه السلطة واعادة انتاجها بوجه المنظمات الاسلامية الاخرى المسيطرة في غزة. ان احداث مخيم عين الحلوة في لبنان اثبت بما لا يقبل للشك بان السلطة الفلسطينية ومناضلي (مليارديرية) التحرير الفلسطينيين هم اليوم يتوددون الى الفصائل الاسلامية ويريدون عقد اتفاقات وتحالفات معهم بسبب افلاسهم الكلي.

ومن الناحية التأريخية فان محمود عباس يكذب تماما كما كذب من قبله القوميون العرب. فمجازر النازية بالمانيا والفاشية ضد الملايين من اليهود بما فيهم الاطفال والنساء وكبار السن لم يكن بسبب دورهم المالي او الاجتماعي. هذا كذب سافر روجت له النازية في المانيا والفاشية في ايطاليا. ان هذه المجازر كانت بسبب الدور الموكل للحركة القومية الالمانية بمحاربة الشيوعية والمد العمالي الاشتراكي داخل المانيا. كان من الضروري تصوير اليهود بانهم سبب كل الويلات ومعهم الشيوعيون الالمان لتبرير المجازر التي قاموا بها ضدهم وارعاب المجتمع الالماني وشله كليا عن اي مقاومة.

احد ابرز دعايات الحزب النازي الالماني (الحزب الاشتراكي القومي الالماني) - NAZI حين صعوده ابان هزيمة المانيا في الحرب العالمية الاولى هو لوم انهيار ما سماه "الامة الالمانية" على جهتين: الشيوعيين واليهود. ان صعود الحركة الاشتراكية العمالية بالمانيا (وهذا مدون تأريخيا) استدعي الغرب والرأسمالية الغربية للرد على ذلك بدعم الحركة القومية الالمانية كهراوة فعالة لضرب الحركة التحررية العمالية الالمانية وقتل كل ميل اشتراكي داخل المانيا ورمي ذلك على رأس اليهود والشيوعيين كأكباش فداء. ما اقوله يثبته احد اشهر وزراء خارجية بريطانيا - ونستون شيرشيل. لقد دعمت الحكومات الاوربية نفسها النازية في ضرب الحركات والاعتراضات العمالية المتصاعدة داخل المانيا حتى وصل الامر لاحتلال بولندا فاضطرت لتغيير موقفها بسبب النقد الجماهيري العارم في اوربا لهذا الدعم الصامت للنازية في المانيا وللفاشية في ايطاليا.

وتماما كما ان ادولف هتلر والنازية ارادت اكباش محرقة لتبرر هيمنتها على مقدرات المانيا والشعب الالماني فان محمود عباس ينتهج نفس هذه السياسة في تزييف الواقع والتأريخ لخدمة مصالح سلطته الفاسدة التي تحولت من حركة وطنية مقاومة للاحتلال الى حفنة من مافيات وتجار مليارديرية تتسلط على جماهير فلسطين التي تعاني من الفقر وشظف العيش ومقاومة الاحتلال وحدها بينما يتم تسليم هذه الجماهير وملايين من شبابها قرابين للحركة الاسلامية المجرمة تعبث بهم وبمستقبلهم كما يشاءون.

يجب نقد ومواجهة استخدام الدين لاثارة الاحقاد وحفر المزيد من خنادق الكراهية بين الملايين من البشر وتوجيه الحركة العمالية والاشتراكية والعلمانية الفلسطينية الى ادراك ان هذه التصريحات تخدم مصالح صاحبها ومناوراته، ولا علاقة لها بخدمة قضية الانسانية والتحرر وتشكيل دولة فلسطينية علمانية مساوية لدولة اسرائيل - عدا عن كونها اجترارا بائسا للدعاية النازية.



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفيون الاسلام - ومخدرات الاصلاح البرلماني: بشأن شعاري -نزع ا ...
- خطوط امريكا الحمراء!
- في الاخوة الانسانية او … “السلام على من اتبع الهدى”!
- الشرطي السويدي المضبب
- حول خنق اليسار العراقي لبؤر النضال الاجتماعي
- بيان مساندة للصحافية اللبنانية ديما صادق
- حول الخطاب الاخير لحسن نصر الله حول احداث الطيونة
- الى ثائرات وثوار لبنان !
- العنصر الجديد
- ابقوا في البيت! Stay at Home
- الحرية لغسان الفاضل !حول اعتقال صاحب مقهى من قبل بلطجية السل ...
- حول العلمانية والانتفاضة الثورية في العراق
- مقابلة مع عصام شكري حول مهزلة الأنتخابات البرلمانية في العرا ...
- التعاون الامريكي الايراني في العراق
- لا اسلام معتدل! يجب تحريم كل الاحزاب الدينية كما حرمت اوربا ...
- عصام شكري - سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي الي ...
- نداء لتشكيل جبهة مناهضة البربرية في العراق
- فرنسيس، ماذا تفعل في فلسطين ؟
- الى جميع القوى السياسية والجماهير المتمدنة
- سخام الديمقراطية ومأزق الدولة


المزيد.....




- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...
- معركة اليرموك.. فاتحة الإسلام في الشام وكبرى هزائم الروم
- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...
- كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط ...
- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام شكري - مليارديرية فلسطين واجترار الدعاية النازية