أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عصام بن الشيخ - -أنفاق غزة-.. حرب المساحات الجوفية: هل تنجح حماس في كسر الجمود وإحياء منظمة التحرير الفلسطينية؟















المزيد.....



-أنفاق غزة-.. حرب المساحات الجوفية: هل تنجح حماس في كسر الجمود وإحياء منظمة التحرير الفلسطينية؟


عصام بن الشيخ
كاتب وباحث سياسي. ناشط حقوقي حر

(Issam Bencheikh)


الحوار المتمدن-العدد: 7782 - 2023 / 11 / 1 - 16:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


-أنفاق غزة-.. حرب المساحات الجوفية:
هل تنجح حماس في كسر الجمود وإحياء منظمة التحرير الفلسطينية؟

الأستاذ الدكتور عصام بن الشيخ

****************************************************************
مقدمة: حركة تحرّر وتقرير مصير
تقدّم هذه الورقة وصفا وتحليلا نظريّا ونموذجيّا معمّقا، لمفهوم "حروب الأنفاق Tunnel warfare"، التي عرفتها الإنسانيّة كوسيلة أخيرة يضطر لاستخدامها المستضعفون، لقلب موازين القوى ضدّ الكتلة العسكريّة الأكثر عدّة وعتاد وتعدادا، ولا تلتزم بأخلاق الحرب، وتتحكّم في سرديات التاريخ الحربيّ أو تؤثّر في فواعه بشكل حاسم. وقد صنّف الباحثون حروب التحرير التي تقودها الجماعات العسكرية المسلحة، ضمن "الحروب الجيفاريّة" –نسبة لتشي غيفارا Che Guevara (1928 – 1967)- التي تحرّر الأقاليم بإعلان هيئة عسكرية مسلحة ، تمارس "تكتيكات حرب العصابات Guerrilla Tactics" التي تحرّر المدن قرية بقرية على أساس العنف الثوريّ. وعلى الرغم من تركيز هذه الورقة على النقاشات المنشورة حاليا حول مثال "حرب أنفاق" قطاع غزة، خاصة تلك التي يقدّمها الخبراء العسكريّون الروس والصينيون للردّ على الآراء العسكرية الأمريكية، والتي تنقسم إلى داعم ومناهض ومحايد لحرب أنفاق قطاع غزة، من وجهتي النظر القانونية والعسكرية. إلاّ أنّ جمع الآراء ضمن مروحة نظرية نموذجية حول مثال غزة، تعكس صورة مكبّرة قريبة من الفكر العسكريّ الأمريكيّ، بعد أن تأكّد اشتراك الأمريكيين في قصف القطاع عبر تنسيق دفاعيّ وأمنيّ عالي المستوى بين واشنطن وتلّ أبيب، تحت ذريعة تحرير الرهائن ومكافحة الإرهاب.
نشر موقع إلكتروني خبر وجود قاعدة عسكرية أمريكية سرية على قمة جبل يقع في صحراء النقب Negev desert، جبل كيرين Ment Keren الذي يقع على مسافة 32 كلم من حدود قطاع غزة، وهو يؤكّد الوصول اليوميّ للصواريخ الأمريكية التي تقصف بها القوات الجوية لجيش الدفاع الإسرائيلي يوميا قطاع غزة، لأكثر من ثلاثة أسابيع(1). هذا القصف الذي دمّر 40./. من مساكن شعب غزّة، وتهجير أكثر من مليون مواطن من القطاع وطرده من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، بأمر عسكريّ إسرائيليّ.
توجّه وفد فلسطيني رسميّ إلى موسكو مشكّل من منظمة التحرير الفلسطينية، يضمّ ممثلين عن السلطة الوطنية الفلسطينية، وممثلين عن حركة حماس، ناقش الروس في منتدياتهم مسألة المختطفين الإسرائيليين من أصول روسية، وهذا ما يعكس تفضيل موسكو وسيلة التفاوض السلميّ على العملية العسكرية المسلّحة، أيّ أنّ وجود وفد حماس في موسكو يعكس انتقاد الساسة الرسميين الروس للنهج الأمريكيّ في استخدام القوة العسكرية المفرطة ضد قطاع غزة، ولو كان ذلك تحت مبرّر تحرير الرهائن من أصول أمريكيّة. حيث أدّى هذا النهج إلى قتل عدد من الرهائن كما صرّح بذلك الناطق باسم كتائب القسّام، ويعكس ذلك من جهة ثانية، ميل الطرف المعنيّ بالصراع، إلى طلب الدعم الروسي للأطروحة الفلسطينية، وربما التوسّط لتحرير الرهائن، رغم سبق الوسيط القطريّ وتحريره لرهينتين أمريكيتين سابقا.
كان ملف الرهائن الإسرائيليين، أوّل سبب مانع لخوض هجوم فوريّ لخوض جيش الدفاع الإسرائيلي IDF حرب تحرير إسرائيلية-أمريكية سريعة، بعنوان "استرجاع المختطفين"، إذ يمكن القول أنّ الوساطة القطريّة لتحرير رهينتين أمريكيتين له دلالات كثيرة يجب دراستها بعناية، أولها ثقة حركة حماس في الوسيط القطريّ، إضافة إلى تجنّب حماس التصادم مع واشنطن وتركيزها على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتركيز حماس على جعل معطيات الميدان القتاليّ، العامل الثابت والوحيد المحدّد لنمط التفاوض المرتقب، تحت عنوان تحرير المختطفين، جملة واحدة أو بالتجزئة، كما ذكر الناطق باسم كتائب القسّام، وهو ما يعكس قوة المحاربين الفلسطينين من الأنفاق، ومن المعتقلات، حيث يخوض مقاتلوا القسّام حربا شرسة على الأرض لا تقبل التنازلات، ويمارس الأسرى الفلسطينيون وعوائلهم، ضغوطا من داخل السجون، لتكون قضيتهم على رأس أولويات ملفات التفاوض، بعد سنوات من معارك الأمعاء الخاوية، والاعتقال الطويل، والتعذيب المستمرّ.
يقول دوغلاس موراي Douglas Murray عن ≠طوفان_الأقصى أسوأ خرق أمني لإسرائيل منذ 50 عاما، وأكبر ضربة لتصور الحصانة الإسرائيلية منذ جيلين(2)، ويشكّل كارثة كبرى بعد إفراج الأمريكيين عن 06 مليارات دولار لصالح طهران، في صفقة تبادل (فدية) للأسرى الأمريكيين المحتجزين لديها. قامت قطر باستلام هذه الفدية عبر أحد بنوكها حسبما سرّب موراي، وتعتبر عملية القسّام يوم 07 أكتوبر 2023 ضربة قوية تلقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي نتياهو.
يقدّم الباحث الفرنسي جون بيار فيليو Jean-Pierre Filiu كتابه "غزة: تاريخ" الذي يسرد كيف هزمت أنفاق غزة حصار الإسكندر الأكبر Alexandre le Grand ( 356- 323ق.م) في حرب عام 323 قبل الميلاد، وكيف هزم الغزّاويّن نابليون بونابرت Napoléon Bonaparte (1769-1804م) عام 1799م، وكيف لم يتمكّن الاحتلال الإسرائيلي من اكتشاف أنفاق غزة رغم كل محاولاته وإدعاءاته منذ عام 2014.(3)
قبل أن نطرح التساؤل المركزي في هذه الروقة حول حرب الأنفاق، يمكن الإشارة إلى أنّ المفاجأة المباغتة لهجوم (07 أكتوبر 2023) الذي شنّته كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، باستخدام المضليين، تعلن عن نجاح لحركة حماس الجناح العسكري في تغيير قواعد الاتشباك في الحرب اللاتناظرية مع جيش الدفاع الإسرائيلي، وهو ما يقودنها على التفكير في تفريق القوات الجوية عن القوات التي تقاتل في الحرب البرية تحت الأرض، إذ أنّ لكلّ منهما قواعد قتال تختلف عن الأخرى، على أن تبقى بسالة وشجاعة المقاتلين الفلسطيين القاسم المشترك بين جميع المقاتلين.
يقوم ديفيد بارنية رئيس المخابرات العامة الإسرائيلية (الموساد) بزيارة قطر للتفاوض مع حماس عبر الوساطة القطرية حسب ما أورده الصحفيون الإسرائيليون مثل باراك رافيد، والذي أكّد أن بارنية فشل في الحصول على عدد وأسماء الرهائن ومنهم حاملوا الجنسية الأمريكية، وهو ما يؤكّد أنّ الوساطة القطريّة هي الباب الوحيد المتاح لحلّ هذه القضية مستقبلا.

أولا: الإطار النظري:
حين تهزم تكتيكات حرب الأنفاق Tunnel warfare حسابات التيلوروكراسي Tellurocracy الأيروكراسي Aerocracy والتلاسوكراسي Thalassocracy.
غزة قبل القطاع. مفترق طرق الإمبراطوريات كما يصفها الباحث الفرنسي جون بيار فيليو في غلاف كتابه "غزّة: تاريخ)، غزّة منطقة هامشية لا تريدها إسرائيل ولا تريدها مصر، يسكنها جيل الانتفاضات، أبناء ثورة الحجارة، القطاع الذي نمت القومية الفلسطينية وتحولت إلى حلم بالدولة، وخرج منها الفدائيون، حركة فدائيي غزّة من أنقاض القومية العربية، وفي غزة تعرّض الفلسطينيون للاحتلال الإسرائيلي عام 1967، كان لها كلمة في الانتفاضة، ومنها خرجت جرأة نادرة من مقاتلي كتائب القسّام الذين أذهلوا الإسرائيليين في (07 أكتوبر) الماضي.(4)
يقول الباحث الأمريكيّ جون سبنسر John Spencer رئيس دراسات الحرب الحضرية مؤسس مجموعة العمل الدولية للحرب السرية، في مقال له تمّ نشره في موقع معهد الحرب الحديث، أنّ مواصفات أنفاق حماس في قطاع غزّة تحت الأرض Underground، تختلف عن أنفاق حزب الله في لبنان، وأنفاق كوريا الشمالية المكتشفة في كوريا الجنوبية، والمخابىء العسكرية العراقية، والأنفاق الدفاعية في ناغورنو كاراباخ. لأنّ أنفاق القسّام لها سمتان (طولها متران، وعرضها متر واحد، ما يجعلها ضيقة والقتال فيها متعب جدا، إضافة على أنّها عميقة بطول 230 قدم "آخر عمق مكتشف من قبل IDF جيش الدفاع الإسرائيلي")(5). ويؤكد الباحث القانونيّ الروسيّ يوري جدانوف Юрий Жданов أنّ الإسرئيليّين خائفون جدا ومنذ عام 2018، والدليل على ذلك، هو بناؤهم لحاجز اسمنتي (خرساني) بطول 27 كلم مزود بمستشعرات ومجسات وأجهزة إنذار، يصل إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، لمنع دخول الأنفاق للأراضي الإسرائيلية أو التسلل عبر البحر، في شكل هيكل هندسي مدروس ومصنوع بمهارة، يبلغ طوله 40 كلم بين إسرائيل وقطاع غزة، وقدرت كلفته ب: (1.11 مليار دولار) واكتمل عام 2021، ويقع بالكامل في الٍاضي الإسرائيلية.(6)
كانت علاقة حركة حماس والقاهرة مضطربة بسبب دعم الإخوان المسلمين الفلسطيين لنظام الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، وقد جرى إغراق مصري للأنفاق الفلسطينية Subterranean Tunnel Networs من رفح نحو الأراضي المصرية، والتي كانت مصدر الكثير من المواد المهرّبة للقطاع خلال عقدين من الحصار الإسرائيلي. فهل تبالغ التقارير الغربية التي تزعم أنّ حركة حماس أدخلت الأسلحة والسيارات والأبقار والسجائر عبر أنفاق التهريب؟، أم أنّ هذه التقارير كاذبة وغير اقعية؟.
حصلت حركة حماس على البنزين المصري رخيص الثمن، الذي ابقى مولّدات الكهرباء مشتعلة في قطاع غزّة، لكن كلما شنّ جيش الدفاع الإسرائيليّ حملة لتدمير الأنفاق عبر القصف الجويّ، تعرّض التهريب إلى توقيف ضروريّ. زعم الإسرائيليون أنّهم قضوا على التهريب عبر الأنفاق عام 2021، لكنّ عملية طوفان الأقصى أكّدت زيف هذه الإدعاءات الإسرائيلية الكاذبة.
استخدمت حماس نفقا من غزة لدخول إسرائيل وخطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، الذي احتجز لمدة خمس سنوات، حتى وافقت إسرائيل على إطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين المتفق عليهم مع حركة حماس، وهي عملية ناجحة جعلت حماس تفكّر في رفع سقف التحدي لتبييض المعتقلات الصهيونية من الاسرى الفلسطينيين المقدر عددهم بأكثر من 7000 أسير.
حرب الأنفاق Tunnel warfare، والمعروفة أيضا باسم الحرب تحت الأرض أو الحرب الجوفية، تشير إلى العمليات العسكرية التي تجري في الأنفاق والممرات تحت الأرض وغيرها من الهياكل الجوفية. تم استخدام هذا النوع من الحروب عبر التاريخ ويمكن أن يكون له أغراض استراتيجية وتكتيكية مختلفة.
1ــ التحصينات الدفاعية Defensive Fortifications: يمكن استخدام الأنفاق كهياكل دفاعية، مما يسمح للقوات بالاختباء ويمكن المقاتلين من حماية أنفسهم من نيران العدو وشن هجمات مفاجئة. وقد تم استخدامها لحماية القوات والمعدات من التهديدات الجوية والبرية.
2ــ تكتيكات حرب العصابات Guerrilla Tactics: غالبا ما ترتبط حرب الأنفاق بحرب العصابات، حيث تستخدم قوات أصغر حجمًا وأقل تجهيزًا الأنفاق للاختباء والتحرك وشن هجمات ضد عدو أكبر حجمًا وأكثر تقليدية. وتعد أنظمة الأنفاق الواسعة التي أنشأها الفيتكونغ خلال حرب فيتنام مثالاً مشهورا على أنجحها.
3ــ اللوجستيات والإمدادات Logistics and Supply: يمكن استخدام الأنفاق لتخزين الإمدادات وإجراء عمليات التهريب وتوفير الدعم اللوجستي السري لحركات التمرد أو المقاومة.
4ــ التنقل الاستراتيجي Strategic Mobility: يمكن أن تسمح الأنفاق للقوات بالتحرك سرا وبسرعة تحت ساحة المعركة، وربما تجاوز خطوط العدو أو الوصول إلى المناطق التي يتعذر الوصول إليها.
5ــ الحرب النفسية Psychological Warfare: يمكن استخدام الخوف وعدم اليقين المرتبط بالأنفاق والمساحات تحت الأرض كسلاح نفسي لإضعاف معنويات قوات العدو.
6ــ العمليات المضادة للأنفاق Counter-Tunnel Operations: ردا على حرب الأنفاق، غالبا ما تقوم القوات المتعارضة بتطوير استراتيجيات مضادة للأنفاق، بما في ذلك تكتيكات اكتشاف أنفاق العدو والتسلل إليها وتدميرها.
تشمل الأمثلة التاريخية لحرب الأنفاق أنفاق فيتنام، وأنظمة الأنفاق في الحرب العالمية الأولى، واستخدام حركات المقاومة للأنفاق في صراعات مختلفة. في حين أن حرب الأنفاق ليست منتشرة في الحروب الحديثة بسبب التقدم التكنولوجي، إلا أنها تظل تكتيكا قابلا للتطبيق في سياقات محددة، مثل الصراعات غير المتماثلة أو عمليات مكافحة التمرد.
تشير عمليات مكافحة الأنفاق Counter-tunnel operations إلى الإجراءات العسكرية والأمنية المتخذة لكشف واختراق وتحييد أنفاق العدو والممرات تحت الأرض. ويتم إجراء هذه العمليات عادة في مناطق الصراع أو المناطق التي يمكن أن يستخدم فيها الخصوم الأنفاق لأغراض مثل التهريب أو التمرد أو الحركة السرية. إن العمليات المضادة للأنفاق ليست "حربا" بالمعنى التقليدي، ولكنها جزء من استراتيجية عسكرية وأمنية أوسع. والملاحظ أنّ الباحث الأمريكي جون سبنسر قد اعتبر أنفاق غزّة أخطرها لأنّها ضيقة وخطيرة.
يؤكّد هذا السرد النظريّ، أنّ التنظير لحرب الأنفاق Tunnel warfare يقع ضمن دراسات العالم الثالث لأنّه غالبا ما يكون خطّة المستضعفين في مواجهة الاحتلال المسلح للأقاليم، لذلك يربك التنظير لحروب المساحات الجوفية حسابات التيلوروكراسي Tellurocracy (دراسات الحرب البري)، والأيروكراسي Aerocracy (دراسات الحرب الجوية)، والتلاسوكراسي Thalassocracy (دراسات الحرب البحرية). يفرض قتال المساحات الجوفية توزان الرعب حين لا تحقق ميزان القوة، خاصة وأنّ الصاريخ الامريكية التي تقصح قطاع غزّة باستخدام الجو والبارجات البحرية، هي السبب الأساسي لمحاولة حسم الحرب بالقوة المفرطة، وكم هو مدهش أن يشكو الغرب استخدام الجيش الروسي الحروب الجوية والبحرية إلى جانب الاجتياح البريّ للإقليم الأوكراني، وتلويح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقنابل النووية، ردا على التدخّل الأمريكيّ في الحرب الأوكرانية.
تشمل الجوانب الرئيسية لعمليات مكافحة الأنفاق التيتراهن عليها قوة جيش الدفاع الإسرائيلي بدعم أميريكيّ، ما يلي:
1ــ تحدّي الكشف Detection: باستخدام تقنيات مختلفة مثل الرادار المخترق للأرض ground-penetrating radar، وأجهزة الاستشعار الزلزالية seismic sensors، وأجهزة الاستخبارات، تحاول القوات العسكرية والأمنية تحديد موقع وجود الأنفاق. وقد أعلن الإسرائيليون بالفعل عن استخدام عربة تقوم بالاستطلاع لحماية الجنود.
2ــ تحدّي التسلّل Infiltration: قد يتم تكليف الوحدات المتخصصة بالتسلّل إلى أنفاق العدو لجمع المعلومات الاستخبارية أو الانخراط في قتال مع القوات المعادية بالداخل. ويحاول جيش الدفاع الإسرائيلي تعديل هذه التقنية بإضافة تقنية رمي مواد اسفنجية تقوم بسد أبواب الانفاق المكتشفة، تمهيدا لغمرها بالمياة أو إطلاق غازات سامة داخلها.
3ــ قرار التدمير Demolition: بمجرد اكتشاف الأنفاق، يمكن تدميرها باستخدام وسائل مختلفة، بما في ذلك المتفجرات، لمنع استخدامها مرة أخرى من قبل العدو. يلاحظ هنا أنّ الطرف الأمريكيّ كان يشجّع على القصف قبل اختطاف الرهائن، لكنّه حريص الآن على عدم التفجير والقصف حرصا على حياة الرهائن من أصول أمريكية.
4ــ تقنية الاعتراض Interdiction: قد تقوم القوات العسكرية باعتراض والاشتباك مع قوات العدو التي تحاول استخدام الأنفاق للتهريب أو الهجمات.
5ــ الحرب النفسية Psychological Warfare: يمكن استخدام الوعي بالعمليات المضادة للأنفاق كرادع، وتثبيط الخصوم عن استخدام الأنفاق كوسيلة للحرب.
غالبا ما تكون عمليات مكافحة الأنفاق جزءا من استراتيجية أوسع لمواجهة التمرد أو التهديدات غير المتماثلة. ويمكن العثور على أمثلة على مثل هذه العمليات في مناطق النزاع حيث تستخدم الجماعات المتمردة أو شبكات التهريب الأنفاق لنقل الأفراد والأسلحة والسلع المهربة. ومع ذلك، فإن التكتيكات والتقنيات المحددة المستخدمة في العمليات المضادة للأنفاق يمكن أن تختلف اعتمادًا على موقع التهديد وطبيعته.
هل نحن متفقون أولا على أن القسّام قد اختطفوا مدنيين؟، يعرف الإرهاب على أنّه: "قتل المدنيين لتحقيق اهداف سياسية"، وقد انجرّ عن عنف مقاتلي القسام ضحايا عسكريون ومدنيون، لكنّ الجانب الغسرائيليّ يركّز على المدنيين، وقد أشاع أنّه قد تمّ ذبح 40 طفلا إسرائيليا من قبل مقاتلي القسّام دون تقديم أدلة على هذا البهتان. يمكن تفسير أسباب إطلاق هذه البروباغندة المدهشة بأنّ هجوم طوفان الأقصى كان بمثابة خط أمامي خفيّ بالنسبة لإسرائيل a hidden front line for Israel، جعلها تسرع في استخدام الإعلام كسلاح، لتغطية الهزيمة المروّعة لجيش الدفاع الإسرايلي، رغم ما أشيع عن تحذير جهاز الاستخبارات المصريّ للطرف الإسرائيليّ قبل (07 أكتوبر) الماضي.
يشير "تحرير الرهائن Freeing the Hostages" قانونيا، إلى مجموعة الأشخاص المدنيين العزّل، الذين يتمّ حظرهم ضدّ إرادتهم عبر الاختطاف Kidnappingk أو الاحتجاز Hostage detention، ويلتزم الخاطف بمسؤولية عدم إلحاق أيّ أذى بالمخطوفين، بغرض تحقيق مطالب محدّدة أو المطالبة بفدية مقابل تحرير الرهينة، وتتطلب عمليات تحرير الرهائن تخطيطا دقيقا وتنسيقا عاليا بين القوات الأمنية أو القوات الخاصة لضمان عدم وقوع خسائر جسيمة تضرّ المختطفين. والملاحظ، هو أنّ كتائب اقلسّام قد أعلنت أنّها تولي الجوانب الإنسانية أهمية خاصة من وحي نواهي الدين الإسلاميّ، التي تمنع ممارسة أيّ ضرر ضدّ هؤلاء الاسرى المرتهنين وقتيا. كما أشار أبو عبيدة الناطق باسم مقاتلي القسام أنّ بعض الرهائن وعددهم الكامل 230 رهينة، قد قتل بالفعل بسبب القصف، وكان لافتا تحميل القسّام سبب وفاتهم للقصف الجويّ الإسرائيليّ، وسيجري التفاوض على تسليم جثامينهم ورفاتهم الآن.
لم تعد جماهير الشعب الفلسطيني في غزّة والقطاه مطالبة بالخروج للاحتجاج في الشوراع بعد إطلاق الحرب الجيفارية مجددا، لقد وجد مقاتلو القسّام السبيل الذي يكبّد المحتل الإسرائيلي ضربات مركّزة. فـ: "الانتفاضة intifada" أو الثورة الشعبية التي تستخدم ضد الاحتلال الإسرائيلي، رسالة فسلطينية في سياق البحث التاريخيّ عن "الخلاص".
في السابق، كان للجماهير كلمتها، منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى (من ديسمبر 1987- 1993) ضد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، اتسم غضب الشعب الفلسطيني بالاحتجاج الجماهيري والإضرابات وأعمال العصيان المدني ضد الحكم العسكري الإسرائيلي، لكنّها كانت ثورة غضب لا رأس (دون قيادة)، مما أدّى إلى اعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية واتفاقيات أوسلو في نهاية المطاف. أما الانتفاضة الفلسطينية الثانية (سبتمبر 2000- 2005)، فبدأت بعد زيارة زعيم المعارضة آنذاك أرييل شارون إلى مجمع المسجد الأقصى في القدس، وتضمّنت موجة من أعمال العنف، والتفجيرات الانتحارية، وإطلاق النار، والاشتباكات بين قوات الأمن الإسرائيلية والمسلحين الفلسطينيين. أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا في كلا الجانبين، وزادت من تعقيد الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
أما اليوم، وبعد عملية طوفان الأقصى (07 أكتوبر) الماضي، فقد أعلنت حركة حماس رسميا، سيطرتها الكاملة على قطاع غزّة، بعد قضاء جيش الدفاع الغسرائيلي على قادة حركة الجهاد الإسلامي، في هجمات شهر (مايو أيار 2023)، صائفة لم تراعي فيه القوات الإسرائيلية حرمة شعيرة شهر رمظان المعظّم، وقفت خلالها حركة حماس محايدة، إلى حين انتهاء الاحتلال الاسرائيليّ من عمليته. دفعت حركة حماس في القصف الأخير هي الأخرى، عددا من مسؤوليها من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، وهذا ما يعني أنّ قطاع غزة مهيأ بالكامل الآن، لتجديد كوادره، للاستمرار في نضاله ضدّ الاحتلال بكلّ الطرق السلمية والمسلحة، المهم ان تكون شرعية وفي سياق التعريف بالقضية الفلسطينية.
اللافت، أنّ كريم خان Karim Khan، المدعي العالم للمحكمة الجنائية الدولية Prosecutor of the International CriminaL Court (ICC) المحكمة الدولية المستقلة التي تأسست لمحاكمة الأفراد المسؤولين عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، بموجب معاهدة روما (Rome Statute)، قد صرّح قبالة معبر رفح (ي (29 أكتوبر 2023)، أنّ الحكمة ستحقّق حول ارتكاب كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لجرائم حرب. وكم هو مؤلم أن تتراجع هذه المحكمة عن خطّها في الدفاع عن المظلومين، وقبولها بالسردية الإسرائيلية والأمريكية. فلقد بذلت القاضية السابقة فاتو بنسودة Fatou Bensouda, Prosecutor of the International Criminal Court (2012 – 2021)، والتي حضّرت ملفات تحقيق وتقصي للحقيقة حول جميع عمليات القصف الجوي الإسرائيلي السابقة، أمطار الصيف 2006 لتحرير جلعاد شاليط، الرصاص المصبوب 2008 ردّا على رشقات صواريخ حماس، الجرف الصامد 2014 لوضع حد لصواريخ حماس وبداية تدمير انفاق غزة. كنّا نتفاءل خيرا بمرافعات فاتو بنسودة التي تمّ تحويلها إلى الملف الليبي، وهو إبعاد مقصود يشبه ما حدث ضدّ المدعية العامة كاردلا ديل بونتي Carla Del Ponte حول مجازر يوغسلافيا السابقة.
مع ذلك، تعتبر الجامعة العربية والسلطة الفلسطينية، جهة قانونية بإمكانها رفع قضية تتهم جيش الدفاع الغسرائيلي بممارسة جرائم الإبادة الجماعية (القتل المنهجي والتدمير الجماعي لمجموعة عرقية أو دينية معينة)، وجرائم الحرب (انتهاكات قوانين الحرب أثناء نزاع مسلح، مثل استهداف المدنيين واستخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، خاصة بعد استخدم الجيش الإسرائيلي للقنابل الفوسفورية والضوئية المحرمة دوليا)، والجرائم ضد الإنسانية (الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، مثل الاغتصاب والتعذيب، خاصة بعد توثيق أسرر عدد جديد من الأسرى الفلسطينيين)، وجرائم العدوان (استخدام القوة العسكرية بشكل غير قانوني ضد دولة أخرى).
تعتمد المحكمة الجنائية الدولية على مبدأ الولاء الشخصي للجريمة، وهذا يعني أنها تتعامل مع الأفراد بدلاً من الدول. وتحقق المحكمة في القضايا التي تقدم بها الدول الأعضاء أو مجلس الأمن الدولي أو المدعين العامين الخاصين، وهو ما يعني أنّ الدبلوماسية الأمريكية ستمارس كلّ ضغوطها لمنع هذا المسعى القانوني، مستغلى الانقسام العربي بعد تطبيع عدّة دول عربية، لكنّ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والذي ستشغل بلاده الجزائر مقعدا غير دائم في مجلس الأمن، يعد بمواصلة جهود الجزائر لتوحيد منظمة التحرير الفلسطينية، تمهيدا لتجديد طلب عقد الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة للاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد قرار من مجلس الأمن، وربما سيتمكن الفلسطينيون من مواصلة جهود المرحوم صائب عريقات Saeb Erekat (أفريل 1955 – نوفمبر 2020) ضمن هذا المجال، وهو الذي ساهم مساهمة بارزة في إعداد ملفات المرافعة في محكمة العدل الدولية حول عدم شرعية جدار الفصل العنصري الإسرائيلي، وساهم مساهمة بارزة في ترسيم عضوية دولة فلسطين في عدد من المنظمات الدولية الحكومية.
على الرغم من أن المحكمة الجنائية الدولية تلقت دعماً كبيراً من بعض الدول والمنظمات الدولية، إلا أن هناك انتقادات أيضاً حول عملها وتأثيرها، بما في ذلك القلق بشأن قدرتها على متابعة القضايا وتنفيذ الأحكام، وأحياناً تصاعد الجدل السياسي حول القضايا التي تنظرها.

ثانيا: تغيّر المعادلة: من الحصار الجائر إلى الاستدراج بالأنفاق
يشرح الباحث الروسي يوري جدانوف Юрий Жданов. صعوبات حرب الأنفاق في غزة، وهي مستنقع من صنع الإنسان يمكنه إيقاع أية قوة غازية بالشلل، وهو ما جاء في مقاله بعنوان: "الصعوبات التي تواجهها العملية الإسرائيلية تحت الأرض ضد زنزانات حماس"، والتي يؤكّد فيها بأنّ
كما ناقش يوري جدانوف Юрий Ждановوفلاديمير أوفتشينسكي Владимир Овчинский في مقالهما بعنوان: " حرب الأنفاق في غزة: من سيغرق من، ومن سيفجر من؟.. الهجوم الإسرائيلي السريّ‏" (7)، ويبدو أنهما نشرا هذا الحوار البلاغي لإظهار وجهة النظر الروسية على إثر كتابة الباحث جون سبنسر مقاله في وست بوينت Westpoint بعنوان: " كابوس تحت الأرض: أنفاق حماس والمشكلة الشريرة التي تواجه جيش الدفاع الإسرائيلي"، حيث يفتخر سبنسر بخبرة الجيش الأمريكي في مواجهة حرب الأنفاق(8)، في الحرب الأهلية الأمريكية والحرب العالمية الأولى وفي فييتنام وأفغانستان والعراق وصولا على أنفاق أوكرانيا،
يرى الباحثون الأمريكين والروس أنّ الجيش الإسرائيلي لا يعرف ماذا يفعل بالجزء السريّ من هذا الهجوم، فهناك مشكلة تتعلق بتطهير المناطق المكتظة بالسكان من قدرات حماس العسكرية، والتي تعني مواجهة مجموعة واسعة من التحديات لأنها تقع ضمن تاريخ حرب المدن الحديث. فالخصائص للتضاريس الحضرية في غزة تجهّز ميدان القتال لحرب شوراع على السطح، وحرب أنفاق في جوف الأرض. تتقاطع مئات الأميال من الأنفاق تحت الأرض في القطاع، ويجري التهويل السيكولوجي عنها بأنها مجمع واسع و"مشكلة شريرة" لا حلّ مثاليّ لها من القوات البرية الإسرائيلية.
يوصف ""مترو غزّة" بأنّه 300 ميل (500 كلم) من الأنفاق تمّ تقدير إحصائها عام 2021، ادعت إسرائيل أنها دمرت 60 ميلا من الأنفاق خلال حمللات قصف متتالية بين 2014 و 2018. وحتى لو لم يتم إعادة بناء هذه الأنفاق أو استبدالها، فهذا يعني أنه من المحتمل أن تبقى هناك مئات الأميال من البنية التحتية المعقدة والعميقة للأنفاق في غزة.
يتخذ التهويل حول وجود مدينة حقيقية تحت المدن على سطح غزة شكل تهديد فعليّ بالنسبة لجيش الدفاع الإسرائيلي، ففي حال شن إسرائيل حملة برية، ستستخدم حماس أنفاقها دفاعيا وهجوميا. تسمى هذه الحرب معارك المساحات.
1ــ استخدام القسام الأنفاق للدفاع:
ستسخدم حركة حماس من الناحية الدفاعية هذه الأنفاق، للهروب من المراقبة والهجوم من قبل "جيش الدفاع الإسرائيلي"، والنجاة من الحملة الجوية الإسرائيلية. يقدّر الغسرائيليون أنّ حماس تضع بالفعل قيادتها ومقاتليها ومقرها واتصالاتها وأسلحتها وإمداداتها مثل الماء والغذاء والذخيرة في مجمعات أنفاقها استعدادا للهجوم البري من قبل القوات الإسرائيلية.
تسمح الأنفاق للمقاتلين بالتنقل بين سلسلة من مواقع القتال بأمان وحرية، تحت المباني الضخمة، حتى بعد أن يلقي الجيش الإسرائيلي قنابل عليهم، غالبا ما تحتوي أنفاق حماس على مولدات كهربائية، ومنافذ تهوية هوائية، وأنابيب مياه، ومخزونات من المواد الغذائية، تسمح لمقاتلي الحركة بتحمل التحديات الأساسية، مثل الإرهاق العادي الناتج عن الحصار والعزلة، في المناطق الحضرية، كما يستخدم قادة حماس ومقاتلوها الأنفاق للبقاء متنقلين، للهروب من أجزاء كاملة من منطقة القتال عندما يشعرون أنّهم على وشك التعرّض لهجوم حاسم، أو الوقوع في خطّة محاصرة.
يزعم الخبراء الأمريكيون ــ مثل سبنسر ــ أنّ حماس حفرت جزء كبيرا من أنفاقها تحت المواقع المدنية مثل المدارس والمستشفيات والمساجد في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان، كجزء من استراتيجيتها القانونية الدفاعية.
2ــ استخدام القسام الأنفاق للهجوم:
تسمح أنفاق حماس لقوات الحركة بشن هجمات محمية ومفاجئة من الناحية الهجومية، يرى سبنسر أنّ حماس ستسخدم الأنفاق للتسلّل خلف مواقع الجيش الإسرائيلي لمفاجأة القوات الإسرائيلية، وهو ما وقع بالفعل في هجوم يوم (30 أكتوبر)، والهدف هو مباغتة الوحدات التي لا تكون مستعدة أو مجهزة جيدا للقتال، مثل تلك الموجودة في المناطق اللوجستية. ويذكّرني هذا الإشكال المتوقّع أمريكيا بالحرب الأمريكية في العراق، والتي أعادت صياغة مفهوم الإرهاب وقامت بتكييفه، لتصنيف ضرب القواعد العسكرية وقتل الجنود الأمريكية وهم غير متأهبين للقتال، في خانة الإرهاب!.
تسمح الأنفاق المترابطة تحت المناطق الحضرية لحماس بالتحرك بسرعة بين مواقع الهجوم المعدة مع مخابئ بنادق القنص والذخائر المضادة للدبابات والقنابل اليدوية التي تعمل بالبنادق، وغيرها من الأسلحة والذخيرة. لذلك، تعتبر الأنفاق العنصر الحيوي في استراتيجية حرب العصابات التي تنتهجها حماس، ويشكّل مقاتلوها فرقا صغيرة من المقاتلين الصيادين الذين يتحرّكون بمهارة تحت الأرض، تخرج بسرعة، تضرب، وتعود بسرعة إلى النفق، وتغيّر مواقها باستمرار.
تستخدم حماس الأنفاق لإخفاء الصواريخ وتحريكها، ويمكنها تفجير هذه الصواريخ عن بعد أو نقلها إلى مواقع الإطلاق المخفية في اللحظة الأخيرة. كما أنّ هنالك احتمال وجود أنفاق مفخخة بمئات الأرطال من المتفجرات، تعمل كقنابل أنفاق تحت الطرق والمباني الرئيسية التي قد يتم إغراء الجيش الإسرائيلي بها. كلّ هذه الاحتمالات تقود جيش الدفاع الإسرائيلي إلى مذبحة محقّقة.
3ــ تحديات دخول الأنفاق:
يمثل دخول الأنفاق تحديات تكتيكية فريدة من نوعها، ولا يمكن معالجة الكثير منها بدون معدات متخصصة، وهذا ما يلاحظ وجود نقاشات واسعة حوله في الأوساط الغربية، بل حتى المنتديات الروسية، على غثر تورّط المرتزقة الأمريكيين في الحرب الأوكرانية. من المستحيل التنفس داخل أنفاق حماس بدون خزانات الأكسجين، فكلما زاد عمقها أصبح توفير تهوية الهواء ونظارات الرؤية الليلية العسكرية على بعض الضوء المحيط، أمرا صعبا. لا يمكنللقوات الغسرائيلية المتخخصة في حرب الأنفاق القتال في مثل هذه الظروف، كما أنّ أية معدات ملاحة واتصالات عسكرية تعتمد على إشارات الأقمار الصناعية لن تعمل تحت الأرض لعسر التقاط الإشارة.
يؤك{ سبنسر أنّه يمكن للسلاح الذي يتم إطلاقه في المساحات المدمجة من الأنفاق حتى البندقية أن ينتج عنه تأثير ارتجاجي فيضر المطلق جسديا، ويمكن لمدافع واحد أن يطيح بنفق ضيق ضد قوة متفوقة بكثير، كما أنّ الأنفاق والمخابئ العسكرية غير متشابهة، ولها سمة التنوّع الواسع.
أما يوري جدانوف فيقول في حواره لأوندريه باشلافسكي، أنّ استمرار العملية البرية التي وعدت بها إسرائيل لن يكن فقط بسبب الرهائن الذين تحتجزهم حماس، فحتى إذا لم يتمّ حساب وجود رهائن قد يستخدمون كدروع بشرية، يخشى جنود جيش الدفاع الإسرائيلي التورط في حرب تحت الأرض، فالقتال في المساحات الجوفية هو ضمن المعارك الحضرية المنهكة.
يشير جدانوف في حواره إلى ما يسمى بـ: "الأنفاق الاقتصادية"، إذ يوجد ما يزيد عن 1000 نفق من هذا القبيل تحت الحدود بين مصر وقطاع غزة لإيصال البضائع المهربة بعد الأسلحة، تسمح للمقاتلين بالتحرك بأمان وحرية بين سلسلة من المواقع القتالية تحت المباني الضخمة، ويمكنهم تنفيذ ضربات صاروخية انطلاقا من هذه الأنفاق وفي أية لحظة.
تسمح الأنفاق بحرب العصابات في المناطق الحضرية ضمن الحرب اللاتماثلية، تتحرك مجموعات صغيرة من المقاتلين تحت الأرض، ويمكن لحماس إزالة الألغام في المناطق الواقعة تحت الطرق والمباني الرئيسية باستخدام قنابل الأنفاق لإغراء مقاتلي جيش الدفاع الإسرائيلي على التورّط في استباك مفاجئ. ويرجدانوف أنّ اليهود أنفسهم قد اضطروا إلى استخدام الأنفاق لحماية أنفسهم في مختلف الحروب التي خاضوها، لأنّ العقول تعمل بشكل متشابه عبر دورات التاريخ.
حاول الجيش المصريّ تحييد أنفاق التهريب العابرة للحدود التي تقوم بها حماس على حدودها مع قطاع غزة عن طريق إغراقها بمياه البحر والصرف الصحي بعد الانقلاب العسكريّ في (أيلول/سبتمبر 2013)، حين بدأ الجيش المصري حملة تدمير الأنفاق الممتدة من القطاع الساحلي الذي تسيطر عليه حماس، ردّا على موقفها الداعم لنظام الرئيس الراحل محمد مرسي. يسجّل جدانوف في (فبراير 2016)، توجيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإغراق 11 نفقا لحماس تربط مصر بقطاع غزة "بناء على طلب إسرائيل"، وقد تم استخدام الأنابيب لضخ المياه من البحر الأبيض المتوسط، مما تسبب في انهيار العديد من الأنفاق، وتمّ ذلك ظاهريا تحت عنوان: "قمع التهريب". وأعلنت مصر رسميا عام 2018 أنّها دمرت 37 نفقا للتسلل في قطاع غزة، وأغرقتها بالمياه والصرف الصحي.
مع ذلك، يقدّر جدانوف أنّ استخدام الفيضان البحريّ لإغراق الأنفاق حلاّ غير جذري، يقول التاريخ أنّ أدولف هتلر قد أمر عام 1945 بفتح بوابات الفيضان لغمر الأنفاق بالمياه، لإغراق مترو أنفاق برلين على الأقل، لقتل اليهود الذين يختبئون فيه بضربة واحدة، لكنّ اليهود استخدموا هذه الأنفاق لتنظيم أنفسهم في كتائب قتالية!. لذلك، يمكن للأنفاق أن تنشىء "انسدادا مفاجئا" في أماكن لا يمكن التنبؤ بها، وهذا ينذر بخسائر كبيرة.
يعطي جدانوف مثالا عن حديث رئيس معهد Imagindia في نيودلهي، روبيندر ساشديف، في مقال له، يساءل فيه: "ماذا لو كان الجيش الإسرائيلي ينتظر "قنبلة مياه البحر" في قطاع غزة؟"، هل يمكن استخدام الفيضانات كتكتيك دفاعي؟"، ويردّ الباحث الهندي أنّ (25 ./.) من قطاع غزة فقط تقع تحت مستوى سطح البحر، أربع 04 مناطق في قطاع غزة تحت مستوى سطح البحر، ثلاث منها تقع شمال ووسط غزة (بيت حانون، بيت لاهيا في شمال غزة، مدينة غزة وسط غزة، ورفح جنوب غزة). كما أنّ مهندسي حماس يكونون قد تنبهوا للفخّ بحفر "أنفاق فيضان مياه البحر" (SWFBTs) قبل آخر مترين قبل الوصول إلى البحر، لإفشال هذه الخطّة. ويمكن هندسة قنابل يتم التحكم فيها عن بعد، مزروعة عند مدخل هذه الأنفاق في نقطة بحرية في البحر الأبيض المتوس، تمنع غرق الأنفاق. وفي كافة الأحوال، سيؤدّي إغراق الأنفاق إلى جعلها رطبة وبتربة رخوة، وهي في غير صالح الجنود الإسرائيليين أنفسهم.
يؤكّد جدانوف أنّ قوات الغزو الإسرائيلي ستصاب بالشلل والتورّط الشريع في في مستنقع عملاق من صنع الإنسان، لذلك، فإنّ أيّة عملية برية في هذا المستنقع ستختنق، وستفقد معناها، ولن تتمكن أيّة معدات من التحرك. لكنّ الغرور الإسرائيلي النابع من عقدة احتكار التفوقّ التقني على العالم العربي بأسره، ستورطّهم في اشتباكات مؤكّدة مع هذا المستنقع.
تحدّثت النيويورك تايمز عن قنبلة الاسفنج الذي يغلق أبواب الأنفاق المكتشفة باستخدام عربات منخفضة تتسلل في الأنفاق بكاميرات تعمل في الظلام (9)، ما يهمّني في هذا المقترح الذي تمّ تداوله بالصور من قبل الروس في وسيلة التواصل الاجتماعي فكونتاكت Vk، أنّ الإعلاميين الأمريكيين يقدّمون كتابات اقتراحيّة منحازة، في وقت يحجم فيه نخب دول التطبيع العربي عن مناصرة حركة حماس. وقد كتب الباحث عصام تليمة عن مبرّرات النخب العربية المتخاذلة عن نصرة قطاع غزة، بأنّ هذا المنطق: "ظاهره العقل، وباطنه الاستخفاف بالعقل والمنطق معا، يكّر تجبّر المحتل وضعف الضعيف، مغالطة تلبس ثوب النصيحة، تغلّفها نصوص شرعية تحث المسلم على ألاّ يلقي بنفسه إلى التهلكة، فالعدوّ يصبر لتحقيق أهدافه، أما نحن فلوي أعناق النصوص لنكرّس سيكولوجية الهزيمة".(10)


ثالثا: الحرب اللاتناظرية: حرب تحت الأرض لتأديب العدوّ.
يقرّ الجزائريون أنّ هذا النوع من الدفاع الفلسطينيّ يصنّف ضمن خانة المقاومة الشرعية التي تختلف تماما عن الإرهاب، جاء ذلك في تصريح للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أثناء زيارته لإحدى المدن الجزائرية الداخلية (11)، لكن الدراسات تؤكّد أنّ النزاع الفلسطينيّ الإسرائيلي يصنّف في خانة تحرير الإقليم الفلسطيني المحتلّ، وإلاّ بقيت إسرائيل في خانة الدول غير المستقرة، وبقيت فلسطين في خانة الأراضي المتنازع عليها، يقول إيان لوستيك Ian Lustick أنّه نموذج لتوسّع الدولة وانكماشها عبر التوسّع والدمج خارج القانون، سياسة تنقيحية لمراجعة الحدود. يتحدّث الباحث لوستيك أنّ الجزائريين كانوا سببا في تأكيد ثلاثة إخفاقات للفرنسييين في بناء الهيمنة الفرنسية على حساب الجزائر، ويعتبر هذا الباحث أنّ إغلاق المسألتين الجزائرية والإيرلندية ضد السياستين الفرنسية والبريطانية، بمثابة نموذج وخارطة طريق، للنضال الفلسطيني لتقرير المصير. (12)
الحرب غير المتكافئة Asymmetric warfare، والمعروفة أيضًا باسم الحرب غير النظامية، هي نوع من الصراع تتمتع فيه الأطراف المعنية بقدرات واستراتيجيات وموارد عسكرية مختلفة بشكل كبير. في الحرب غير المتكافئة، عادة ما يكون أحد الجانبين أضعف بكثير من الآخر من حيث القوة العسكرية التقليدية، لذلك يلجأون إلى تكتيكات واستراتيجيات غير تقليدية لتحقيق أهدافهم. غالبًا ما يتميز هذا النوع من الحرب باختلال توازن القوى بين القوى المتعارضة.
تشمل الخصائص الرئيسية للحرب غير المتكافئة ما يلي:
1ــ اختلاف مستويات القوة Differing Power Levels: تتضمن الحرب غير المتكافئة تباينًا كبيرًا في القدرات العسكرية بين الأطراف. فقد يمتلك أحد الجانبين قوة عسكرية تقليدية جيدة التجهيز، في حين يعتمد الجانب الآخر على تكتيكات غير تقليدية، أو حرب العصابات، أو وسائل غير عسكرية.
2ــ التكتيكات غير التقليدية Unconventional Tactics: غالبا ما يعتمد الطرف الأضعف في الصراع غير المتماثل على تكتيكات غير تقليدية مثل حرب العصابات والتمرد والإرهاب والتخريب والدعاية. يمكن لهذه التكتيكات أن تساعد في تحقيق تكافؤ الفرص من خلال استغلال نقاط الضعف لدى الخصم الأقوى.
3ــ استخدام الوسائل غير العسكرية Use of Non-Military Means: قد تتضمن الحرب غير المتكافئة وسائل غير عسكرية، بما في ذلك الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، للحصول على ميزة أو تحقيق أهداف. ويمكن أن تشمل هذه التكتيكات العقوبات والهجمات الإلكترونية والضغوط الدبلوماسية.
4ــ العوامل الأخلاقية والنفسية Moral and Psychological Factors: قد يسعى الطرف الأضعف إلى الحصول على أرضية أخلاقية أو نفسية عالية، على الصعيدين المحلي والدولي، لحشد الدعم لقضيته. إن الدعاية وحرب المعلومات والجهود المبذولة لتصوير الطرف الأقوى على أنه معتدٍ هي أمور شائعة في الصراعات غير المتماثلة.
5ــ الطبيعة طويلة المدى Long-Term Nature: تميل الصراعات غير المتماثلة إلى أن تكون طويلة الأمد ودائمة، حيث يسعى الطرف الأضعف في كثير من الأحيان إلى البقاء أطول من الطرف الأقوى. غالبًا ما يكون المثابرة والمرونة أمرًا أساسيًا في استراتيجية الطرف الأضعف.
تتضمن أمثلة الحرب غير المتكافئة صراعات مثل:
1ــ حركات التمرد Insurgencies: مجموعات ذات قدرات عسكرية محدودة تقاوم حكومة أكثر قوة أو قوة احتلال.
2ــ الإرهاب Terrorism: مجموعات صغيرة غير حكومية تستخدم العنف لتحقيق أهدافها السياسية أو الأيديولوجية.
3ــ الحرب السيبرانية Cyber Warfare: الجهات الفاعلة الأضعف التي تستخدم الهجمات السيبرانية لتعطيل أو إتلاف البنية التحتية أو العمليات للدول أو المنظمات الأكثر قوة.
4ــ حرب العصابات Guerrilla Warfare: قوات غير نظامية تقوم بهجمات كر وفر ضد جيش أقوى.
يمكن أن تشكل الحرب غير المتكافئة تحديا لكل من الأطراف الأضعف والأقوى. ويسعى الجانب الأضعف إلى التعويض عن عيوبه من خلال الإبداع والمثابرة، في حين يتعين على الطرف الأقوى أن يكيف تكتيكاته للتعامل مع التهديدات غير التقليدية وكسب "قلوب وعقول" السكان المتضررين. يمكن أن تكون نتيجة الصراعات غير المتماثلة غير مؤكدة وقد لا تكون دائمًا في صالح الطرف الذي يتمتع بقدرات عسكرية متفوقة.
تطرح مسألة عدم تكافؤ القوة بين قوتين عسكرية محتلة وأخرى خاضعة، العديد من المشكلات ومنها، استخدام التقنيات الرقمي الجديدة للقتال، مثل مناظير النهار/الليل التي يرتديها الجنود مع "الخوذة"، والتي تسمح لجندي المشاة بالحصول على رؤية نيكتالوب A Nyctalope Vision للنظر في الظلام أو الضوء الخافت، لتمنحه ميزة تكتيكية أكثر "مثل العدسات اللاصقة الذكية والمتصلة(13)، فكيف يتفوّق مقاتلوا القسّام على الجنود الإسرائيليين رغم أنّهم لا يمتلكون هذه الميزات القتالية في العتاد واللوجيستيك؟.
تعتبر حصيلة هذه الحرب ثقيلة على الطرف الغسرائيلي لعدّة أسباب، أهمّها الخسائر الناجمة عن هجوم عسكريّ خاطف، تسبّب في اختطاف ما يزيد عن 239 رهينة إسرائيلية مدنية، بعد نجاح الدخول إلى الأراضي الداخلية للدولة الإسرائيلية، ما يعني إخفاق أنظمة الرقابة عن منع التسلل البريّ أولاّ، ثم التغلغل الجوي بالمظلات المزودة بالمحرّكات، وهو ما يعني أنّ توازن الرعب وصل إلى المعركة الجوية، فهل يستطيع الجيش الإسرايلي وقف هذا النمط القتالي المباغت لمقاتلي القسّام دون تفاوض مع حركة حماس؟.

رابعا: إعادة الاعتبار لحركة حماس دون تدخّل إيران.
أحرج صعود تيار اليمين المتطرف في الانتخابات الإسرائيلية، الدول العربية المهرولة خلف التطبيع، ورغم مقاومة رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي نتنياهو هذه المعضلة بإعلانه افتتاح عصر جديد من التعاون مع أبوظبي والرباط والمنامة ومسقط بعد افتتاح سفارات فيها، سعيا نحو تدعيم التطبيع السعودي الإسرائيلي بموجة اتفاقات تطبيعية ذات طابع إقليميّ موحّد، رغم فصل مسارات التطبيع العربي بلدا بلدا. من الواضح أن سيطرة التيار الخليجي على الجامعة العربي ومجلس التعاون الخليجي وتأثير الدول الخليجية في منظمة المؤتمر الإسلامي، طمع نتنياهو في حلّ مشكلة نقص شرعيته الانتخابية من خلال تنمية الرهاب الخليجي من التهديد الإيراني.
أدّى الخلاف الواضح بين الرياض وواشنطن بعد الحرب الأوكرانية (مارس 2022)، حول تسقيف أسعار النفط من داخل منظمة أوبك، بعد فرض العقوبات الأمريكية والأوروبية على موسكو، أدّى إلى اقتراب الرياض من بيكين، والذي أسهم في تقارب سعودب إيرانيّ توجّه اتفاق تطبيق فاجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي استمرّ في وصف نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بأنّه يدعم الإرهاب الفلسطيني. خاصة وأنّ القصف الجويّ المكثّف الذي شهده قطاع غزة شهر رمضان المعظم (صيف 2002)، قد أدّى إلى تصفية جميع قادة الجهاد الإسلامي في القطاع، وأحرج الدولة السعودية التي تتجه شرقا نحو مساعي الإنضمام لتجمع بريكس، واللحاق بطهران في منظمة شنغهاي للتعاون، سعيا من الرياض لمنع هيمنة طهران على منطقة غرب آسيا.
لا يدرك الكثيرون، أنّ حركة حماس فرضت نفسها كمسيّر لقطاع بعد القصف الإسرائيلي لغزة في (مايو أيار 2023)، وكان حصيلة العدوان، بعد تدمير 20 منزلا وقتل 29 فلسطينيا بينهم 06 قياديين من حركة الجهاد الإسلامي، وكنت قد طرحت تساؤلا عبر تيتر (تطبيق X) هل غامرت حركة الجهاد باندفاعها العسكري واختارت حركة حماس "نهجا مغايرا" لضبط النفس للنأي بنفسها عن المواجهة العسكرية؟. وما موقع القاهرة في المفاوضات؟.
قدمت حركة الجهاد الإسلامي قيادتها كطليعة سياسية في قطاع غزة، فلم تقبل حركة حماس تقزيم دورها لأنها اختارت نهج الاقتراب من مصر بعد اتفاق الفصائل في الجزائر، أكّدت حماس في تلك الأزمة أنها لا تتحرك بأجندة مأمورية من طهران، ولم ترهن رصيدها الشعبي في تلك المرحلة.
تسيطر حماس تسيطر على الشؤون الإدارية لقطاع غزة، وبذلت مفاوضات مضنية لتخفيف عبء الحصار وضمان فتح المعابر التجارية مع ، تفاوضت مع على وقف اغتيال قادتها، ورفضت أوامر، خاصة وأن نتن ياهو يريد ترميم الائتلاف الحكومي بأي مبرر، لجمع تحالف الصهيونية الدينية برئاسة شموتريتش وبن غفير. وواصلت حركة حماس تحضير مسيرة الاعلام يوم 18 ماي ي قطاع غزة.
خططت طهران لانضمام حماس إلى جهود حركة لجهاد، لكن حماس رفضت التصعيد ضمانة لبقاء طرفا في الصراع. التقى زياد النخالة أمين عام حركة الجهاد كمال خرازي (رئيس المجلس الاستراتيجي) وعلي أكبر ولايتي (مستشار خامنئي) ومحمد باقري (رئيس الأركان) وإسماعيل قاآني (قوة القدس)، وبقيت حركة حماس بعيدة عن هذه الاتصالات.

خامسا: المشاهد المتوقعة دون أسوأ الاحتمالات.
كرّ س الحصار الإسرائيلي على قطاع غزّة لأكثر من عقدين، وضع الجمود على القضية الفلسطينية، وعلى الرغم من هذا الإحباط في ما يسمى "المسار الكئيب لمفاوضات السلام الفلسطيني الإسرائيليّ"، إلاّ أنّ إتفاقات أبراهام للتطبيع بين الدول العربية بمناسبة إعلان الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب عن ما يسمى "صفقة القرن" في الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤو، دعم التطبيع المتتابع تصوّرا مدعوما بالهيمنة الأمريكية، على أنّ الطرف الفلسطيني لا يرقى إلى مستوى النظام الإسرائيلي، وأنّها غير قادر على جمع الصفوف لافلسطينية على كلمة واحدة، لمفاوضة الطرف الإسرائيلي. هذا يعني أنّ الطرف الإسرائيلي يضغط لكيّ يتملّص من الاتهام بأنّه منع الانتخابات التشريعية الفلسطينية، مستفيدا من السياق الإقليمي الدوليّ ضدّ حركات الإسلام السياسيّ. حيث، يمكن لهذا التنازل أن يضفي شرعية على الإسلاميين الفلسطينيين، ويجعل جهادهم المسلّح، عملا قانونيا.
راهنت السرديّة الغربيّة Western narrative لكبريات وسائل الإعلام الأمريكيّة والأوروبيّة، على منع التصوّرات الصحيحية للسواد الأعظم تجاه المقاومة الفلسطينية من الانتشار، لكنّ آراء الجماهير الغربية وشعاراتها الاحتجاجيّة في الميادين والشوارع ووسائل التواصل الاجتماعيّ، كشفت رفض الكثيرين ابتلاع المفاهيم المغلوطة، التي تشيطن قطاع غزّة وتحمّل حركة حماس المسؤولية الكاملة عمّا يحدث في القطاع الآن، خاصة بعد الحرب الروسية ضد أوكرانيا (مارس 2022)، والإزدواجية المرفوضة التي دمّرت "سلام الأعراق" في تلك المنطقة، بسبب إعلان كييف نيتها الانضمام لحلف الناتو. علّق الكثير من الروس في وسائلهم المحليّة للتواصل الرقميّ بعد هجرتهم لوسائل التواصل الغربيّة، على أنّ التسليم بوجود "عنف غير قانوني مسلّح" مارسه مقاتلوا كتائب عزّ الدين القسّام في واقعة (07 أكتوبرالجاري)، لا يمنع تصنيفه في خانة "إرهاب المظلومين" للردّ على "إرهاب ظالمين"، تجاوزوا الخطوط الحمراء، في خطّتهم المفضوحة لتصفية القضية الفلسطينية. لذلك، إذا لم تنهزم كتائب القسّام، فقد فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي في هذه الحرب، وفازت حركة حماس.
لازالت القضية الفلسطينية مصنّفة ضمن إطارها الشرعي كـ: "قضية تقرير مصير وتصفية للاستعمار" في اللجنة الثالثة بالجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم يتغيّر وضعها القانونيّ رغم إدّعاء المهزومين أنّها نزاع ذو طابع خاص، بين أبناء عمومة، على قطعة أرض؟!، يعود الخلاف بينهما إلى مسألة دينية قديمة، يمكن حلّها في إطار حلّ الدولة الواحدة. لقد شاهدنا جميعا عبر وسائل الإعلام، كيف فشل مجلس الأمن في تمرير قرار ملزم من مجلس الأمن يقضي بوقف القصف الجويّ المتواصل، بسبب الفيتو الأمريكي، وكيف ساعد (حق النقض المتزامن) الفيتو الروسي والصيني في منع إدانة حركة حماس في هذه الحرب. ولجأت الدول العربية 22 والإسلامية 57 إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، لإصدار قرار يدعم توصيل المساعدات الغذائية للقطاع، المدمّر بالكامل.
أدّت واقعة (07 أكتوبر الجاري) إلى كسر جمود كرّسه حصار مطبق خنق قطاع غزة لعقدين كاملين، بجدار موت وتجويع رهيب، راهن مهندسوه على إحباط جهود السلام وحلّ الدولتين، يصاحبه إعلان فجّ عن نوايا تصفية القضية الفلسطينية على إثر توقيع عدد من اتفاقات التطبيع بين تل ابيب وعدد من الدول العربية في إطار ما يسمى "اتفاقات أبراهام". أحبط هذا التحرّك العسكريّ المبرمج من قبل حركة حماس، مساعي الحكومة الإسرائيلية لتقديم تنازلات سياسية لتيار اليمين المتطرّف بقيادة سموتريش وبنغفير تهدف إلى تهويد القدس، وأعاد اختطاف الرهائن الإسرائيليين أطراف الصراع مجددا إلى المربع الأول، وفرض التفاوض على آلية يمكنها أن تسمح حركة حماس المفاوضة على تبيض السجون من الأسرى، وربما، رفع سقف المطالب إلى أكثر من هذا السقف.
ردّد رئيس الوزراء الإسرائيلي خطابا مدهشا يعتبر فيه مقاتلي القسّام إرهابيين ومختطفين للأطفال، مارسوا الاغتصاب ضد النساء، وقاموا بتعنيف الشيوخ والعجزة!. أطلق نتنياهو في مؤتمره الصحفي مع الرئيس الفرنسي، على مقالتي حركة حماس، نعت" "النازيين الجدد"، الذين يمارسون محرقة جديدة، رغم أنّه يقصف غزّة طوال 24 يوما في محرقة تتولى كلّ وسائل الإعلام العالمية تغطيتها!. يمكن تصنيف القصف الأمريكيّ نيابة عن الكيان الصهيونيّ، في خانة الإبادة المحمية بقانون القوة الأمريكي للإمبريالية والهيمنة، وقد أطلق عليها الباحث الأمريكي رودولف جوزيف رومال Rudolph Joseph Rummel (1932-2014) مصطلح ديموسايد Democide، الذي يختفي بستار ديماغوجيا خطاب الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. فحرب الإبادة التي تعرفها غزة الآن بعد 22 يوما من القصف المتواصل، يعتبرها المتخصصون العسكريون، عملية استطلاع بالقصف، تهدف إلى تحضير أرض القتال للحرب البرية. في حين، اختفى خطاب قضاة المحكمة الجنائية الدولية، بعد رحيل القاضية فاتو بنسودة التي جمعت ملفات حروب سابقة تمّ فيها إعدام أطفال غزة الأبرياء في عمليات إجرامية موثقة.
تقول الدراسات العسكرية أنّ مفاهيم الحرب البرية تختلف عن الحرب الجوية والحرب البحرية وحتى الحرب الفضائية. استغل مقاتلوا حركة حماس عدم توازن القوة العسكرية، لتحقيق توازن آخر للرعب، من خلال مفاهيم الحرب اللاتناظرية اللاتماثلية Asymetric War. أما مفاهيم الحرب الهجينة Hybrid War فهي تخاض على وسائل الإلاعم ووسائل التواصل الاجتماعي لقلب المفاهيم، وتحقيق ردع سيكولوجي لكلّ داعمي الحقّ الفلسيطيني، لافتكاك اعتذار عن الهجوم المباغت لمقاتلي حركة حماس، في حين أنّ
ربما سيساعد نسق الوضع الراهن بعد مفاجأة هجمة طوفان الأقصى في (07 من أكتوبر)، وفضيحة القصف الهمجي الجوي الإسرائيلي لثلاثة أسابيع على التوالي برعاية أمريكية، سيساعد على إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية OLP بعد الوجه الإرهابيّ الفجّ الذي ظهر عليه جيش الدفاع الإسرائيلي. سيعيد توجّه الوفد الفلسطيني إلى موسكو صورة منظمة التحرير الفلسطينية إلى الآذهان، كيف يمكن أن نعود إلى عقد النشألة بين (1976 – 1986)، قبيل اعلان الدولة الافلسطينية في الجزائر، وكيف أسّس الفلسطينييون جبهة التحرير على أسس أممية قانونية قدّمت منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني(14)، وتتم القطيعة مع خلافات السياسة والناتج الانتخابي خاصة وأن السلطات الإسرائيلية تمنع الفلسطينيين من غجراء انتخاباتهم المحلية لاختيار ممثليهم.
يكن توقّع 03 مشاهد أولية بعد طوفان الأقصى، المشهد الأول هو مشهد توحيد الفصائل الفلسطينية، وقد ثبت ذلك في دعم حركة الجهاد لحركة حماس، ووصول الوفد الفلسطيني إلى موسكو متضمنا جميع ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويمكن توقّع إعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية بعد خسارة الجاهد وحماس لقادتها السياسيين في حربي (مايو أيار 2023) و ما بعد (07 أكتوبر 2023). ويمكن لمفاوضات تبادل الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين أن تهيئ الأرضي لتوحيد الصفّ الفلسطينيّ، خاصة وأنّ اتفاق الجزائر للم الشمل الفلسطيني (الموقع في 05 يوليو 2022)، يساعد على بناء أرضية جديدة من النضال الفلسطيني، تقوم على ردم الاعتبارات القديمة للانقسام، بعد تجدّد معطيات دولية وإقليمية تدفع نحو الصلح الفلسطيني، مثل تداعيات الحرب الأوكرانية، انضمام إيران لمنظمة شنغهاي للتعاون، وانضمام السعودية لتجمع بريكس. ما يعني تغيّر المعطيات الجيوسياسية للمنطقة نحو الاتجاه الإيجابيّ.
المشهد الثاني، المشهد السلبيّ الذي يتاصل فيه الانقسام الفلسطينيّ، لسببين، أولهما خارجي بسبب انقسام الدول العربية إلى دول مطبّعة مع الكيان الإسرائيلي، ودول رافضة للتطبيع (ويظهر أنّها قلة قليلة وي مقدّمتها الجزائر والكويت). سيؤدّي هذا الخلاف الحادّ إلى ممارسة ضغوط لوقف القتال الفلسطينيّ داخل القطاع، وتوقيع هدنة مؤقتة تمكّن الكيان الصهيوني من التقاط أنفاسه. مع ممارسة ضغوط موازية على مستوى الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة، لمنع الفلسطينيين من الإلحاح على طلب مجلس الأمن عقد الجامعية العام للأمم المتحدة جلسة للتصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حتى يسهل حلّ النزاع بين الدولتين على مستوى محكمة العدل الدولية، إذ لا يليق أن تبقى منظمة التحير الفلسطينية مجرّد عضو مراقب على مستوى اللجنة الثالثة لتقرير المصير وتصفية الاستعمار، على مستوى الأمم المتحدة. لكن الصراع على السلطة الفلسطينية قد يفجّر التحدّي الأممي، ويحدث نكسة ارتدادية تؤدّي إلى انقسام القوى الفلسطينية مجددا، وتأجيل التحرّك الأممي، إلى ما بعد حسم قضية خلافة الرئيس الفلسطيني.
المشهد الثالث، بقاء الأمر الراهن على نفس النمط، من اللاحسم، والتردّد، ورهن القرار الخارجيّ، وربط القضية الفلسطينية بالاتهام الخارجيّ أي تدخّل إيران في فلسطين، وهو ما سيؤدّي إلى التخويف من التحريض على أيّ خطة أخرى لتوحيد الساحات الفلسطينيية، سيؤدّي ضغط الدول العربية المطبّعة إلى تخويف الشتات الفلسطينيّ من دعم خيار المقاومة. سيؤدّي دخول الجيل Z وآلفا Alpha على الخطّ إلى تحوّل الشباب الفلسطيني والعربي إلى متغيّر جديد للمطالبة بالدفاع عن القضية الفلسطينية بأساليب جديدة مع التروزيج لتحولات العصر الرقميّ The Digital Age، لكن بطريقة ترفض حل الدولة الواحدة، وربما تؤدّي إلى سحب الاعتراف الفلسطينيّ بالكيان الصهيونيّ.

خاتمة
توصلت هذه الورقة إلى أنّ حرب الأنفاق، حجر عقبة أمام الانتصار العسكريّ الإسرائيليّ، أدّت إلى كسر الجمود الذي راهن عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي ينيامين نتياهو، الذي كان يحلم بتحقيق مكاسب جمّة من التطبيع السعوديّ. وأمكن للسلطة الفلسطينية أن تتجه نحو المزيد من الجهود لتوحيد الفصائل الفلسطينية لمنع الدول الغربية من تثبيت صفة الإرهاب على المقاومة الفلسطينية. يعتبر التفاوض على تبادل الرهائن الإسرائيليين بالأسرى الفلسطينيين أول اعتراف ضمنيّ بحركة حماس كشريك ولو زعم الاحتلال الصهيوني عكس ذلك.
أدّى استخدام الطرف الأمريكي للوساطة القطرية لتحرير الرهائن من أصول أمريكية إلى كشف مل أمريكيّ لحسم موضوع الرهينة عبر فصل المسارات، إذ لا يمكن لرئيس الوزراء الإسرايلي بنيامين نتيناهو زعم عدم وجود خلاف بينه وبين الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يركّز على الصعود الصينيّ في منطقة آسيا، والمشكلة الأوكرانية.
سجّل العالم برمّته، والشعول العربية أيضا، المعايير المزدوجة بسبب اختلاف التعامل الغربيّ مع المشكلة الأوكرانية وقضية غزة، 7300 شهيد فلسطيني بينهم 3000 طفل فضيحة إنسانية جديدة، ستضع المحكمة الجنائية الدولية في مأزق مزاعم المساواة بين الضحية والجلّاد. لم يعد بالإمكان التساهل مع البروباغاندة الإسرائيلية باستخفاف، لأنّ الزعم بذبح حماس ل40 طفلا إسرائيليا بدون دليل، أوقع الغرب في مأزق مصداقية، مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتعبير الرقميّ. وعلى هذا الصعيد، لوحظ استمرار التحيز الغربيّ إلى جانب إسرائيل في وسائل التواصل الاجتماعي مثل تطبيق X، خاصة بعد إقرار المعايير الأوروبية الجديدة للتعامل مع حرية التعبير بحزم قانونيّ، مع تسجيل حرية أكبر في وسائط التواصل الروسية مثل تلجرام وفكونتاكت، على إثر تسليط العقوبات على روسيا في المجال الإعلاميّ.
تظهر الوساطة القطريّة على أنّها اتفاق أمريكيّ قطريّ ناجم عن اعتبارالدوحة الشريك الأساسي لحلف الناتو بعد الدولة الإسرائيلية، في منطقة الخليج، غير أنّ وجود مكتب حركة حماس في الدوحة يسهّل الدور القطريّ للوساطة إلى حدّ كبير، خاصة وانّ قطر راكمت خبرة في هذا المجال، بالوساطة بين واشنطن وطهران حول تحرير 10 بحارة أمريكيين كانوا رهائن لدى طهران، مقابل رفع التجميد عن 06 مليارات دولار أمريكي وإيداعها في أحد البنوك القطريّة. لقد استفادت طهران من رفع عدد من العقوبات الدولية عليها بعد سنوات من سياساة العقوبات الأمريكية، كما أنّها عضو جديد في منظمة شنغهاي للتعاون، ويمكنها تحقيق صفقات تسلح جديدة في إطار مكافحة الإرهاب. كلّ هذه المعطيات تؤكد أنّ السياق الغقليميّ قد شهد تغيّرا نوعيّا لافتا.
على الصعيد الداخليّ في قطاع غزّة، ساهمت قيادة حركة الجهاد، في اليوم 24 لقصف غزة، في مشاركة حركة حماس القتال الميدانيّ، وينبىء ذلك بوجود اعتراف ضمنيّ على انّ حركة حماس لا تأتمر بأوامر طهران حول عملية طوفان الأقصى، التي حقّقت مكاسب سياسية على درجة عالية من النجاح. خسرت كلّ من حماس والجهاد عددا كبيرا من قيادييها، غير أنّ كلاّ منهما قادر على تجديد كوادره لمواصلة نضاله الذي يكتسب أنصارا على الصعيد الدوليّ، يوما بعد يوم.


المصادر والمراجع: *********************************************
(1)-ــ Palestine : The Intercept révèle l’existence d’une base militaire américaine secrète près de Gaza – L Informateur (qactus.fr)?, Stable URL:
≤https://qactus.fr/2023/10/30/palestine-the-intercept-revele-lexistence-dune-base-militaire-americaine-secrete-pres-de-gaza/≤

(2)- Douglas Murray, "Britain must stand up against those who support Hamas", Magazine Issue, (14 October 2023), Stable URL:
≤https://www.spectator.co.uk/article/britain-must-stand-up-against-those-who-support-hamas/≥

(3)- Emily Harris , "The Long History Of The Gaza Tunnels," NPR capradio, (Saturday, July 26, 2014), Stable URL:
≤https://www.npr.org/people/193955788/emilyharris?ft=nprml&f=335332220≥

(4)ــ يقول جون بيار فليو: "تقع غزة بين صحراء النقب وسيناء من جهة، والبحر الأبيض المتوسط من جهة أخرى، وقد تنازع عليها الفراعنة والفرس والإغريق والرومان والبيزنطيون والعرب والفاطميون والمماليك والصليبيون والعثمانيون كان على نابليون تأمينها في عام 1799 لإطلاق حملته الفاشلة على فلسطين. في عام 1917، قاتلت الإمبراطورية البريطانية لعدة أشهر لغزو غزة، قبل أن تثبت انتدابها على فلسطين. في عام 1948، لجأ 200,000 فلسطيني إلى غزة، وأصبح عدد سكانها 2.3 مليون نسمة".
(5)- John Spencer, "Underground Nightmare: Hamas Tunnels and the Wicked Problem Facing the IDF - Modern War Institute, westpoint, | 10.17.23 , Stable URL:
≤https://mwi.westpoint.edu/underground-nightmare-hamas-tunnels-and-the-wicked-problem-facing-the-idf ≤

(6)- Владимир Овчинский , Юрий Жданов, " Туннельная война в Газе: кто кого затопит, кто кого взорвет", zavtra.ru , (09:50, 26 октября 2023), Stable URL:
≤https://zavtra.ru/blogs/tunnel_naya_vojna_v_gaze_kto_kogo_zatopit_kto_kogo_vzorvet≥

(7)- Владимир Овчинский , Юрий Жданов, " Туннельная война в Газе: кто кого затопит, кто кого взорвет", zavtra.ru , (09:50, 26 октября 2023), Stable URL:
≤https://zavtra.ru/blogs/tunnel_naya_vojna_v_gaze_kto_kogo_zatopit_kto_kogo_vzorvet≥

(8)ــ يقول سبنسر، وهو رئيس دراسات الحرب الحضرية في معهد الحرب الحديثة بالجيش الأمريكي: "حرب الأنفاق ليست جديدة، من التعدين في العصور الوسطى والتعدين المضاد إلى معارك الحرب العالمية الأولى في السوم وفيمي ريدج وميسينز إلى الأنفاق الطبيعية العميقة والاصطناعية المستخدمة في ماريوبول وباخموت وسوليدار خلال الحرب المستمرة في أوكرانيا. تشمل خبرة الجيش الأمريكي مع الأنفاق حصار الحرب الأهلية في فيكسبيرغ بولاية ميسيسيبي في عام 1863 وبطرسبورغ بولاية فرجينيا في عام 1864، والمجمعات الضخمة تحت الأرض في حرب فيتنام ، وأنفاق القاعدة وداعش في أفغانستان وسوريا والعراق. في فيتنام، حيث استخدمت القوات الفيتنامية الشمالية وقوات الفيتكونغ أميالا من شبكات الأنفاق لحماية طرق الإمداد والقوات العسكرية والقواعد في أماكن مثل Cu Chi، أصبحت المشكلة شديدة لدرجة أنها أجبرت على تطوير تكتيكات جديدة مثل إرسال الجنود ، الذين يطلق عليهم فئران الأنفاق ، إلى الأنفاق مسلحين بمسدس ومصباح يدوي فقط".

(9)- David Leonhardt and Lauren Jackson, Gaza’s Vital Tunnels - The New York Times (nytimes.com), Stable URL:
≤https://www.nytimes.com/2023/10/30/briefing/gaza-tunnels.html≤

(10)ــ عصام تليمة، "هل ورّطت المقاومة غزّة في معركة غير متكافئة؟، الجزيرة، (20/10/2023)، الرابط الإلكتروني:
≤https://www.aljazeera.net/opinions/2023/10/20/%d9%87%d9%84-%d9%88%d8%b1%d9%91%d8%b7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%ba%d8%b2%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d8%ba%d9%8a%d8%b1≤

(11)ــ رئيس الجمهورية : ما يحدث في غزة جرائم حرب مكتملة الأركان"، وكالة الأنباء الجزائرية APS، (الأحد 29 أكتوبر 2023)، وكالة الأنباء الجزائرية، الرابط الإلكتروني:
≤https://ar.aps.dz/ar/algerie/150975-2023-10-29-19-46-33≤

(12)- Ian w. Lustck, Unsettled States Disputed Lands: Britain and
Ireland, France and Algeria, Israel and the West Bank-Gaza (London: Cornell University Press, 1993), p. 239.


(13)ــ عصام بن الشيخ، محاضرات في الاسترتيجيا العسكرية: مقاربات معاصرة لتفكيك تعقيدات حروب القرن 21 (ملدوفيا: منشورات نور بابليشين، 2022)، ص. 44.


(14)- Abdallha Frangi, The PLO and Palestine (Trans.: Paul Knight) (Frankfurt: Zed Books Ltd., 1982), p. 113.



#عصام_بن_الشيخ (هاشتاغ)       Issam_Bencheikh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرحين لمنظر الدبابة: الحجج الذرائعية لتقبل الجماهير الإنقلاب ...
- خطة جاك أتالي لاستخدام فناني الRap والPop والHiphop ضد أوليا ...
- استخدام جاك أتالي لمغني الRap ضد أولياء مراهقي الضواحي..
- المسرح حوت... يا تاكله، يا ياكلك-: حول الفنان المسرحي الكويت ...
- السياسة وانترنت الأشياء: متى يمكن لجيلنا تأسيس حزب سياسي شبا ...
- نائل.. والمعذبون في الأرض
- فكونتاكت.. بريغوجين.. سلام الأعراق... والنظام الدولي الرابع
- ميسي.. زيلينسكي.. ChatGTP.. و نيوم
- في يوم الصحفي.. لا تخنق المواطن.. لا تزايد على أكاديمي.. وتش ...
- ثقافة الخوف والشعور بالإهانة في عصر احتكارات GAFAM: قراءة لج ...
- -قرن الإذلال العربي- (1923-2023): حول مسؤولية الغرب عن مظالم ...
- مقتدى الصدر ظاهرة جديرة بالاحترام أم الخشية؟.. مخاوف الحكم ا ...
- -الميتة الثانية- لغورباتشوف.. ماذا يدور في عقل سلافوي جيجيك؟
- اتفاق في القاعة الشرفية للمطار الدولي هواري بومدين... زيارة ...
- حرائق الغابات: نموذج مختلف عن تعميم مشاهد الحزن والنكد العام
- أخطاء عشوائية -غير اعتباطية-!: كيف حول أفيون الشعوب الشيخ ال ...
- 4- موقف فريدمان ودوغين من الحرب الأوكرانية.. انتهاء زمن السخ ...
- رأي سلافوي زيزاك.. انتهاء زمن السخرية من -الأحاديين-..- تعدد ...
- انتهاء زمن السخرية من -الأحاديين-..- تعدد الأطراف- بدل -تعدد ...
- انتهاء زمن السخرية من -الأحاديين-..- تعدد الأطراف- بدل -تعدد ...


المزيد.....




- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- -بلومبرغ-: البيت الأبيض يدرس إمكانية حظر استيراد اليورانيوم ...
- انعقاد قمة المؤسسة الإنمائية الدولية في نيروبي بحضور القادة ...
- واشنطن: خمس وحدات إسرائيلية ارتكبت -انتهاكات- بالضفة الغربية ...
- السلطات الألمانية تدرس اتخاذ إجراءات عقب رفع شعار -الخلافة ه ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي ينتقد أردوغان بسبب موقفه من الحرب ع ...
- الأمير محمد بن سلمان يتحدث عن إنجاز حققته السعودية لأول مرة ...
- زاخاروفا تذكّر واشنطن بمنعها كييف من التفاوض مع روسيا
- الحوثيون: استهدفنا مدمرتين حربيتين أمريكيتين وسفينة بالبحر ا ...
- وفد من -حماس- يغادر القاهرة ليعود برد مكتوب على مقترح صفقة ا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عصام بن الشيخ - -أنفاق غزة-.. حرب المساحات الجوفية: هل تنجح حماس في كسر الجمود وإحياء منظمة التحرير الفلسطينية؟