عندما حَجّ الزعيم...!!

كامل النصيرات

الحوار المتمدن-العدد: 1736 - 2006 / 11 / 16 - 07:14
المحور: كتابات ساخرة
    

مرّة فيه زعيم عربي .. من غير تحديد ومن غير ليه ومن غير عبد الوهاب ..!! المهم ..وصلته تقارير من كل أجهزته المعنيّة وغير المعنيّة..بما فيها الأجهزة التناسليّة ..أن صورته أمام شعبه ؛ مِشْ ولا بُدّ ..وأن عليه أن يتحرّك سريعاً لاسترداد شعبيته وإلاّ محدِّشْ رَحْ يصدِّق نجاحه المُعتاد في انتخابات الرئاسة التي على الأبواب ..!!
جمع الزعيمُ مستشاريه ..وشاورهم في الأمر ..مستشاره الديني اقترح عليه أن يعلن عن يوم يذهب فيه الرجال إلى الحلاّقين على حسابه ..والنساء إمّا على الكوافيريّة أو على السينمات..طبعاً على حسابه..!! ولكنّ مستشاره الثقافي اقترح عليه أن يعلن يوم عطلة للمدارس والجامعات وكل المؤسسات الأخرى ؛ هدية منه للشعب ويتم اختراع اسم لهذه العطلة ..!! فما كان من مستشاره الأمني إلاّ إن اقترح عليه إعطاء كل فرد ( مسدس ميّة ) عشان الشعب يلعب بالميّة بدل ما يلعب بالدم ..!! وهكذا دواليك ..تقدم كل مستشار باقتراح يتناسب وطريقة تفكيره...إلاّ مستشاره السياحي ؛ فقد اقترح عليه تأدية فريضة الحج وأن تنقل بثّاً حيّاً ومباشراً للشعب ..حتى يرى الشعب الايمان وهو يخُرّ من كل جوانب الزعيم ..!!تهللت أسارير الزعيم وإطمأنّ إلى الاقتراح الأخير ..وطلب عمل الإجراءات اللازمة لذلك..!!
عدد لا بأس به من الفضائيّات تنقل رحلة حج الزعيم ..وهو يتّبع إرشادات بطانته المرافقة في رسم الخشوع واتباع أفضل الطرق لاقناع شعبه بتقواه وبعده عن التحالف مع الشيطان..فالانتخابات على الأبواب ويجب أن ينجح في امتحان الايمان ..لأن امتحان الانتخابات مضمون وفي الجيبة..!!
رغم التسهيلات التي قُدِّمتْ للزعيم ..إلاّ انه كان يتذمّر من تطبيق الشعائر ..وكل شويّة يقول لواحد من إللي معه : ما بينفع تعمل هالشغلة بدالي..؟؟ فتكون الإجابة :من ناحية بينفع هو بينفع..بس التلفزيونات تصوِّر فيك و رَحْ تخسر من شعبيتك.. ..!! فيقول بقرف : خَلَصْ خَلَصْ..الله يعينني عليها.. رَحْ أعملها بنفسي..!! وهكذا عند كل شعيرة من الشعائر ..إلى أن وصل للرجم ..أعطاه المرافقون له سبعة أحجار ..فرجم الزعيم ستة فقط ..فذكّره أحدهم: نسيت الحجر السابع يا سيدي ..فقال الزعيم : لا ما نسيت ولا زفت ..بس فكّرتْ بالموضوع ..فقلت لحالي ما فيه داعي نقطع كل الخيوط مع الشيطان ؛ يمكن نحتاجه...!!

#كامل_النصيرات (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل