أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي أحمد - الحرية لفلسطين: لماذا نقول ذلك بكل الطرق المتاحة















المزيد.....

الحرية لفلسطين: لماذا نقول ذلك بكل الطرق المتاحة


علي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 7773 - 2023 / 10 / 23 - 18:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


ترجمة علي أحمد

إن الانتفاضات ضد الاستعمار تتسم بالعنف لأن العنف جزء متأصل في الإمبريالية والاستعمار. ولهذا السبب فإن مقاومة الفلسطينيين ضد دولة الإرهاب الإسرائيلية العنصرية مبررة تماماً. إن كل الوفيات والأهوال والدمار جميعها ترجع جذورها إلى الاحتلال الإسرائيلي العنيف وانتزاع الارض. وهذا هو الحال ليس فقط في فلسطين فأينما تذهب الإمبريالية، يتبعها العنف.

الاستعمار بمعناه هو قيام دول بفرض حكمها بشراسة، وانتزاع الموارد لأنفسها وإخضاع المواطنين لعهود من الإرهاب وعدم المساواة الفادحة. وهذا العنف قد يتخذ شكله في الكيفية التي مات بها 48 مليون شخص في مجاعات كبرى بين عامي 1770 و1943 في الهند بسبب حكم الاستعمار البريطاني. وتجلى ذلك أيضاً في وفاة أكثر من مليون شخص في المجاعات التي صنعها البريطانيون في أيرلندا.

أدى عنف الاستعمار إلى القضاء على السكان الأصليين على يد الإسبان والبريطانيين والدول الأوروبية التي قامت بتقطيع أفريقيا ونهبها لأجل جشعها وهيمنتها. هذا العنف قابله عنف من الذين ثاروا، لكن عنفهم كان على نطاق أصغر بكثير مقارنة بالمذابح التي ارتكبها الإمبرياليون.
العنف المناهض للإمبريالية هو معركة لتحرير المجتمع من نظام التعذيب والقتل. ولذلك فإن عنف المضطَهدين لهذا السبب يختلف تماماً عن عنف المضُطهد. إن العبد الذي يقتل سيده، والذي يشعل النار في منزله وربما يقتل عائلته وخدمه العبيد “المدنيين”، له ما يبرره تماماً في فعلته.

الفلسطينيون في غزة الذين كسروا سجنهم المفتوح لأول مرة، كانوا يشاركون في عملية التحرير ضد الصهيونية والإمبريالية التي تدافع عنها. ومع ذلك وفي كل مرة واجه المضطهدون عنف النظام وثأروا منه، قوبلوا بالنقد والإدانة الأخلاقية. فالليبراليون يقولون إن المقاومة يجب أن تظل سلمية، ويحذرون من أن جانبها الدموي قد يشبه عنف المضُطهد.

ولكن لماذا يجب على المضطَهد أن يستمع إلى هذه النصيحة؟ لماذا يجب أن يجلس ويقبل أي عنف يراه مضطهديه ضروريا؟ هل كان على الشعب الجزائري أن يظل مسالماً عندما غزاهم الفرنسيون في عام 1830، وفرضوا سلطتهم على البلاد بالمذابح العنيفة والاغتصاب؟ وقتلت فرنسا حينها ما يصل إلى ثلاثة ملايين جزائري في 30 عاماً في مقابل فقد الفرنسيون منذ بداية الغزو حتى عام 1951 حوالي 3336 جنديًا فقط. ومع تنامي الحركة بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد مظاهرة مناهضة للاستعمار في سطيف عام 1945، قتلت السلطات الفرنسية نحو 40 ألف شخص.

هذا الرعب أدى بعد تسع سنوات إلى الكفاح المسلح واندلاع الحرب من أجل الاستقلال. مجموعة الاستقلال المقاتلة، جبهة التحرير الوطني (FLN)، هاجمت أهدافاً عسكرية ومدنية تابعة للدولة الفرنسية والطبقة المتوسطة من المستوطنين الفرنسيين (الأحذية السوداء – Pied Noirs ). وكان أي شخص مرتبط بفرنسا يعتبر هدفاً. ووقف المزيد من الجزائريين وراء مقاتلي الاستقلال بينما كثفت فرنسا أعمال العنف بالتعذيب والقصف والنابالم.

دعت جبهة التحرير الوطني الجزائرية أنصارها إلى ثورة عنيفة. ووصف المناضل من أجل الاستقلال فرانز فانون “المجتمع الاستعماري بأنه مجتمع تشكل بالكامل عن طريق العنف”. لقد كتب: “الاستعمار ليس آلة تفكير. إنه عنف في حالته الطبيعية، ولن يستسلم إلا عندما يواجه بعنف أكبر”.
نحن نختلف مع هذا الرأي القائل بأن “العنف الأكبر” هو وحده القادر على تحقيق النصر. إننا نؤكد على الدور الحاسم الذي يلعبه العمال المنظمون والإضرابات والميليشيات العمالية في الانتفاضة. لكن فانون كان على حق فيما يتعلق بجوهر الاستعمار العنيف.

أدت الغارات العشوائية وعمليات إطلاق النار والتفجيرات التي قامت بها جبهة التحرير الوطني الجزائرية FLN إلى إعلان الفرنسيين حالة الطوارئ. مذبحة ال Pied Noire أو المستوطنين الأوروبيين عام 1955 في فيليب فيل كان أول هجوم كبير لجبهة التحرير الوطني على أهداف غير عسكرية وحكومية. قُتل فيها حوالي 123 شخصاً، ثم قتل الفرنسيون بعدها 1273 جزائرياً رداً على العملية.

وبحلول عام 1956، كان هناك 500 ألف جندي فرنسي في الجزائر وكان لدى جبهة التحرير الوطني 20 ألفاً وأسلحة أقل. أعدم الفرنسيون اثنين من مقاتلي جبهة التحرير الوطني بالمقصلة في الجزائر العاصمة في يونيو 1956، ورداً على ذلك، أطلقت جبهة التحرير الوطني الجزائرية النار على 49 أوروبياً في الشوارع على مدار أربعة أيام. كل هذا كان جزءا من النضال المشروع للجزائريين واليوم تدرك الغالبية العظمى من الشعوب في جميع أنحاء العالم أن هذا النضال كان مشروعاً.

ويستحق الفلسطينيون نفس الاحترام. وهناك العديد من الأمثلة الهامة الأخرى. البريطانيون شقوا طريقهم إلى كينيا في عامي 1888 و1895 لإنشاء محمية شرق أفريقيا. وبحلول عام 1920 حولتها بريطانيا إلى مستعمرة. استولى البريطانيون على حوالي سبعة ملايين فدان من الأراضي في المناطق الجبلية الخصبة، وأصبحوا أثرياء من إنتاجها.

بحلول عام 1952، بدأ الماو ماو، المعروفين أيضًا باسم جيش الأرض والحرية الكيني، حملة من الهجمات ضد المستوطنين. كانت الماو ماو هي الجناح العسكري لحركة التمثيل السياسي المتنامية وقامت بحرب العصابات ليلاً باستخدام أسلحة بدائية الصنع ومسروقة وأول عمليات القتل كانت في أكتوبر 1952.

الحكام البريطانيون العنصريون رأوا بأن الماو ماو حركة متوحشة وليست حركة استقلال يمكن أن تسبب لهم أي ضرر. بريطانيا أعلنت حالة الطوارئ واعتقلت 180 شخصاً زعمت انهم من قادة الماو ماو. استخدم البريطانيون العنصريون هجمات الماو ماو على المدنيين لتجريد معركتهم من الإنسانية واستخدموا في خطابهم مصطلحات مشابهة لـ “الحيوانات البشرية” لوصف خصومهم. وفي غضون 18 شهرًا، أجبر البريطانيون أكثر من مليون فرد من قبيلة الكيكويو على العيش في محميات محاطة بالخنادق والأسلاك الشائكة وفي المجموع، تم نقل ما يصل إلى 320.000 شخص إلى معسكرات الاعتقال. وواجه نحو 1090 من المشتبه بهم في حركة الماو ماو عقوبة الإعدام. السجناء تم جلدهم وإشعال النار والاعتداء الجنسي والإخصاء والصعق بالكهرباء عليهم. لم تنته مستعمرة كينيا إلا في ديسمبر 1963، لكن مقاومة الماو ماو كانت لاتزال قادرة على هز أسيادهم المستعمرين حتى النخاع.

يجب على الثوار دائماً أن يدعموا مقاومة المضطهدين ضد مضطهديهم. إن المقاومة الشجاعة لعنف الاحتلال الاستعماري والإمبريالي تظهر أن ضحاياهم ما زالوا يتمتعون بالقوة ويمكنهم القتال من أجل أنفسهم.

شعارنا هو أن دعمنا “غير مشروط، ولكن ليس بلا انتقاد”. لا يتفق الثوار الاشتراكيون مع حماس بشأن المواقف الطبقية وحقوق المرأة والمثليين أو العديد من المسائل الأخرى. (تلك المسائل تبقى مؤجلة وقت المواجهات مع العدو-المترجم)

لكننا لا نجعل من دعمنا لحماس ضد الصهيونية والإمبريالية مشروطا بتبنيها موقفاً اشتراكياً حول هذه القضايا. نحن مع المقاومة الفلسطينية دائماً وفي كل مكان، حتى لو لم تقبل وجهة نظرنا في الأمور الأخرى. وأي شيء أقل من ذلك هو في صالح الإمبريالية. واليوم يقول جزء كبير من اليسار إنه لا يدعم المقاومة لأن حماس “رجعية” أو تستخدم العنف.

واجه الثوري الروسي فلاديمير لينين نفس الحجة في عام 1916، عندما ثار الجمهوريون الأيرلنديون ضد الحكم البريطاني. لقد تبنوا الكفاح المسلح، وكان العديد من الثوار الأيرلنديون متأثرين بشدة بالدين والقومية العابرة للطبقات. لكن لينين أشار إلى أن “تصور ثورة اجتماعية دون ثورات الأمم الصغيرة في المستعمرات وفي أوروبا، ودون ثورات يقوم بها قسم من البرجوازية الصغيرة بكل تحيزاتها، هو تنكر للثورة الاجتماعية. “وهكذا يصطف جيش في مكان ويقول: “نحن مع الاشتراكية”، وجيش في مكان آخر ويقول: “نحن مع الإمبريالية”، وستكون تلك ثورة اجتماعية! “من يتوقع ثورة اجتماعية “نقية” لن يعيش ليراها أبدًا. “مثل هذا الشخص يتحدث عن الثورة دون أن يفهم ما هي الثورة”.

نحن ندعم بشكل غير مشروط الثورة المناهضة للإمبريالية حتى عندما يكون من الصعب القيام بذلك، كما هو الحال الآن في بعض الأوساط. ونحن ننتقد حتى عندما يكون من السهل أن ندعم فقط، ففي ذروة شعبية نيلسون مانديلا وحزب المؤتمر الوطني الأفريقي ANC في جنوب أفريقيا، كان من الضروري الإشارة إلى أن السياسات العابرة للطبقات التي ينتهجها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ستكون كارثية.

انتقادنا ليس انتقاد المراقبين المنفصلين. ذلك لأننا نريد أن نرى انتصارات حقيقية على الإمبريالية والنظام الرأسمالي الذي ينتجها. إن التغلب على القوة الإمبريالية لدول مثل إسرائيل أو الولايات المتحدة لن يتم فقط من خلال المقاومة المسلحة أو تكتيكات حرب العصابات.

لابد أن يكون هناك استراتيجية أوسع لتمزيق الأنظمة المتجذرة في العنف. ومن الأمور الحاسمة في هذه الاستراتيجية هو الصراع الطبقي. إن تحويل المقاومة إلى ثورة اشتراكية قادرة على الإطاحة بنظام يصنع مستويات لا يمكن تصورها من الوحشية والعنف هو السبيل الوحيد لتحقيق التغيير الكامل.

المقال صادر عن مجلة العمال الاشتراكيين البريطانية



#علي_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحنان قلبك
- أوسلو : ماذا بعد، اما آن للسلطة أن ترحل
- قراءة في الانتخابات التركية
- سائق يسبب بخسارة دولته المليارات
- رسالة تخاطب بين الفكر والعاطفة
- الدين والسياسة
- الحيوان أغلى من الإنسان البدون بالامارات
- رسالة احتجاج على مشاركة بعض الاشخاص من المتهمين بجرائم دولية


المزيد.....




- وزير الخارجية المصري يدعو إسرائيل وحماس إلى قبول -الاقتراح ا ...
- -حزب الله- استهدفنا مبان يتموضع بها ‏جنود الجيش الإسرائيلي ف ...
- تحليل: -جيل محروم- .. الشباب العربي بعيون باحثين ألمان
- -حزب الله- يشن -هجوما ناريا مركزا- ‏على قاعدة إسرائيلية ومرا ...
- أمير الكويت يزور مصر لأول مرة بعد توليه مقاليد السلطة
- أنقرة تدعم الهولندي مارك روته ليصبح الأمين العام المقبل للنا ...
- -بيلد-: الصعوبات البيروقراطية تحول دون تحديث ترسانة الجيش ال ...
- حكومة غزة: قنابل وقذائف ألقتها إسرائيل على القطاع تقدر بأكثر ...
- الشرطة الفرنسية تفض مخيما طلابيا بالقوة في باحة جامعة السورب ...
- بوريل يكشف الموعد المحتمل لاعتراف عدة دول في الاتحاد بالدولة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي أحمد - الحرية لفلسطين: لماذا نقول ذلك بكل الطرق المتاحة