أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - داود السلمان - العرب في فكر غوستاف لوبون(2)














المزيد.....

العرب في فكر غوستاف لوبون(2)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7745 - 2023 / 9 / 25 - 17:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


(ب) تأثير الإسلام في أحوال النساء في الشرق
يرى المؤلف أنّه لم يقتصر فضل الإسلام على رفع شأن المرأة، بل يضيف إلى هذا أنه أولُ دين فعل ذلك، ويَسْهُل إثبات أن جميع الأديان والأمم التي جاءت قبل العرب أساءت إلى المرأة، كان الأغارقة، على العموم، يَعُدُّون النساء من المخلوقات المنحطة التي لا تنفع لغير دوام النسل وتدبير المنزل، فإذا وَضَعَت المرأة ولدًا دميمًا قَضَوا عليها .. كانت المرأة السيئة الحظ التي لا تضع في إسبارطة ولدًا قويًّا صالحًا للجندية تُقتَل.. كانت المرأة الولود تُؤخذ من زوجها بطريق العارية؛ لتَلِد للوطن أولادًا من رجل آخر.
ويضيف بقوله ولا يظن القارئ أن العرب، الذين احترموا المرأة أكثر من أية أمة ظهرت، لم يوافقوا على الرأي القديم القائل بنقص المرأة عقلًا وأخلاقًا، فشكوكهم في وفاء المرأة كبيرة إلى الغاية، وذلك أن المرأة في نظرهم من المخلوقات الصغيرة الجميلة الفاتنة العابثة اللاهية التي لا يُرْكَن إلى ثَبات جَنانها طرفة عين، وقديمًا قال مشترع الهند الرزين مَنُو الذي ظهر قبل مُحَمَّد بأكثرَ من ألفي سنة: "تُعد المرأة زانيةً إذا خلت بالرجل مُدةً تكفي لإنضاج بَيْضَة".
واعَتَقد أنه من غير أن نذهب بعيدًا إلى أحكام القوانين والديانات القديمة في نقص المرأة عقلًا وأخلاقًا، وذكر أن بعض العلماء المعاصرين أثبتوا ذلك النقص مستندين إلى عوامل تشريحية ونفسية كثيرة، فحاولوا إقامة الدليل على أن الحضارات كلما تقدمت اختلفت المرأة عن الرجل ذكاء.
(جـ) الزواج عند العرب
ويمتاز الزواج الشرقي من الزواج الأوربي، فيما عدا مبدأ تعدد الزوجات، كما بيّن لوبون، وأوضح بأن الزوج في الشرق هو الذي يدفع إلى أهل الزوجة مهرًا متحوِّلًا بحسب ثروتيهما، وبأن الزوجة عند أكثر الغربيين، ولا سيما طبقاتُهم الموسرة، هي التي تدفع مبلغًا من المال يُعرف بالدُّوتَة لتنال زوجًا.
وحول حقوق الزوجة قال المؤلف: حقوق الزوجة التي نص عليها القرآن ومفسروه أفضلُ كثيرًا من حقوق الزوجة الأوربية، (أنا لا أتفق مع المؤلف أبدًا بهذا الخصوص) فالزوجة المسلمة تتمتع بأموالها الخاصة فضلًا عن مهرها، وعن أنه لا يُطلب منها أن تشترك في الإنفاق على أمور المنزل، وهي إذا أصبحت طالقًا أخذت نَفَقَةً، وهي إذا تأيَّمت أخذت نفقةَ سنةٍ واحدة، ونالت حصة من تركة زوجها.
وأشار صاحب كتاب "حضارة العرب" إلى أنّ قانون العرب فرض تعامَل المرأة المسلمة باحترام عظيم فضلًا عن تلك الامتيازات، وتنال بذلك حالًا أجمع الباحثون المنصفون، ومنهم من ناصب بعاطفته مبدأ تعدد الزوجات العِداء، على الاعتراف بحسنها، ومن هؤلاء مسيو دو أَمِسِيس الذي قال في مَعرِض الحديث عن المرأة في الشرق، وذلك أن أنحى باللائمة على تعدد الزوجات وَفْقَ وجهة نظره الأوربية: "إن المرأة في الشرق تُحترم بنُبْل وكرم على العموم، فلا أحد يستطيع أن يرفع يده عليها في الطريق، ولا يجرؤ جنديٌّ أن يسيء إلى أوقح نساء الشعب حتى في أثناء الشغب، وفي الشرق يَشمل البعل زوجته بعين رعايته، وفي الشرق يبلغ الاعتناء بالأم درجة العبادة، وفي الشرق لا تجد رجلًا يُقدم على إلزام زوجته بالعمل ليستفيد من كسبها، وفي الشرق يدفع الزوج مهرًا إلى زوجته فلا تجيء الزوجة إلى بيت زوجها مصحوبةً بأكثر من جهازها ومن بضع إماء لها، وإذا طُلِّقَت الزوجة في الشرق أو هُجِرت أعطاها الرجل نَفَقَةً لتعيش عن سعة، وحَمْلُ الزوج بعد الفراق على القيام بهذا الإنفاق يمنعه من إساءة معاملتها حَذَرَ مطالبته بالفراق".



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب في فكر غوستاف لوبون(1)
- أحلامنا ترفل بالذبول
- سجالات
- لعبة التنكيل
- التربعُ على عرش الهذيان
- حرز قصب السّبق
- أزمنة داكنة
- الكل يرفل بالترقب
- الموتى يغنون بالهمس
- الشعارات المدجنة
- لذلك يمتهنون الشّعر
- فن الخداع
- ضرب من ظنون
- مشاغبات لم تدرك الحُلم
- غطرسة
- الانتظار الفجّ
- معاول لهدم أسيجة الجمال
- محالات تضجُ الدهشة
- من يسدّ مسامات وجعي؟
- ماذا قال كافكا في رسالته الى والده؟


المزيد.....




- العلماء الروس يطورون دواء لعلاج الأورام الخبيثة على مستوى ال ...
- هاتف منافس من vivo يأتي بتصميم أنيق وتقنيات ممتازة (فيديو)
- أبحاث: بكتيريا الأمعاء تؤثر على سلوكنا الاجتماعي وإدراكنا لل ...
- بعد ضرب الأرض.. بقعة شمسية -متوحشة- تستهدف الكوكب الأحمر
- الجنوب العالمي شطب صيغة زيلينسكي
- رئيس الأرجنتين يرفض الاعتذار لرئيس وزراء إسبانيا بعد كلامه ع ...
- الخارجية الأمريكية تعزي بوفاة رئيسي: نؤكد دعمنا لكفاح الإيرا ...
- تقرير: الشيء الوحيد الذي يقلق واشنطن بعد مقتل الرئيس الإيران ...
- موقف -مختلف- لفرنسا بشأن ملاحقة -الجنائية الدولية- لقادة إسر ...
- ماذا قالت تركيا عن سبب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - داود السلمان - العرب في فكر غوستاف لوبون(2)