أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - لغة النفس














المزيد.....

لغة النفس


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 7740 - 2023 / 9 / 20 - 18:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما يقبع في اللاّشعور هو ما
تنحني أمام سلطانه رقاب النّاس
" فتحي بن سلامة"
هي لغة التحليل النفسي .. اللغة هي مفتاح معرفة النفس وفي ذلك يقول "هوفمان" بالكلام نجد الحلول ولذلك الكلمة تبقى هي الوسيط بين البشر، ولعلنا نتفق مع القول الذي يرى أننا سنكتشف يومًا ما أنفسنا من خلال هذه اللغة ، وهي لغة النفس ويرى " جاك لاكان " وظيفة اللغة في الكلام ، ليس أن نخبر، ولكن أن تثير، ويرى أيضًا إن اللغة تتحرك دومًا داخل الالتباس بحيث إنكم، في أغلب الأحيان غير دارين البته بما أنتم به ناطقون، إن قيمة اللغة في حديثكم المعتاد، محض اعتبارية إذ لا تفعلون بوساطتها سوى أنكم تعيرون مخاطبكم الإحساس بأنكم دومًا ها هنا، بمعنى أنكم قادرون على إعطائه الإجابة المتوخاة والتي لا علاقة لها بما يمكن التعمق فيه " لاكان – الذهانات ، ص 135" وعلى هذا الأساس فإن كل علاج نفسي هو حوار مع النفس .. لغة بلغة ، بها مقاومة من داخل النفس ، وللنفس عدة مداخل ولها ايضًا عدة مخارج ، أول تلك المداخل هي الفكرة، هي لغة الفكرة ، هي التفكير الذي يمتلك القدرة على نسج هذه الافكار بلغة مفهومة تارة ، وتارة أخرى غير مفهومة ، هذا هو اللاشعور " اللاوعي يقلقنا يقض مضاجعنا ، نتكلم في الحلم أشبه بالذهان، لا أنه الذهان ولو أنه قصير الأمد، لا يلبث أن يزول، لا أعتقد أنه يزول وإن حاولنا نسيانه ، أو تناسيه ، رغم أن التغيرات العميقة التي تطرأ على الحياة النفسية في الحلم تتلاشى وتستعيد النفس حالة السواء كما عبر عن ذلك سيجموند فرويد.
لغة النفس هي الهفوات، هي زلات اللسان والقلم وأخطاء الكتابة والأفعال الخاطئة والعارضة. ومن لغة النفس هي إيماءات تصدر عنا، هي في الحقيقة إشارة محرفة مشوهة لفعل غاب في غياهب اللاشعور " اللاوعي" صاغته النفس بعدة أشكال مقبولة تارة، وتارة أخرى مخجلة ولكننا لا نستطيع اخفاءها ، أما بحلم أو هفوة أو زلة لسان، وقول العلامة مصطفى زيور يطلق سراح اللاشعور " اللاوعي" إذا ما تدثر بالجمال ، ونرى أن القصة والقصيدة والأدب والشعر الذي كلما تعمق صاحبه في رمزية عميقة أظهر لنا لغة النفس .
ويقول سيجموند فرويد نجاح العلاج مرهون بما يبذله من جهد ربما يبديه من استبصار ومثابرة وقدرة على التكيف ، وسؤالنا أين المبتدأ ، وأين المنتهى ؟ وهل من المعقول أن يؤدي الحوار مع النفس إلى العلاج من الحالات التي استعصي على حكماء الطب والمعرفة بهذا العلم أن ينجح ونفس التساءل يطرحه فرويد بقوله: هل بإمكان الشفاء بمجرد الكلام، ويعرض دليل آخر وهو أليسوا هم أنفسهم من يوقنون بأن آلام العصابي مصدرها " خياله الخاص" ليس غير؟ فبالألفاظ يستطيع الفرد أن يسعد صاحبه أو أن يشقيه، أن يتيح له أوفر قسط من اليُسر، أو أن يزج به في أوعر مضايق العُسر.. هذا ما دونه لنا فرويد. ويقول علماء التحليل النفسي هناك نوع من النفس صعب تخيله ، يتميز بصفة النفي الكامل ، لا يقبل أي نقاش، العلاقة بوساطة اللغة والكلام واللسان الناقل لهما ربما انقطعت وتاهت في غياهب المجهول.
علمنا التحليل النفسي أن لغة النفس ليس لها حدود ، تغوص في عمق اللاشعور – اللاوعي ، ينبش بأبرة أصغر من النانو غير المدرك ، في عالم خبرات كانت مداخلها أعمق مما يعرفه أي منا، أما مخارجها فهي أصعب إن أفلح البعض تكونت منها القصيدة برمزية عالية، أو رواية عكست ما يجري في النفس في كل سطورها، أو نكتة لاذعة، أو فكاهة برسم كاريكاتوري عميق الأبعاد، أو قصة، وأزاء ذلك فإن " فرويد" يرى أن الألفاظ تستثير الانفعالات ، وهي الوسيلة العامة التي نؤثر بها فيمن يحيطون بنا من الناس.
وإذا لم يفلح البعض فكانت البداية بالصمت يتوسمه الخيال الواسع ونحن نعرف أن الخيال أكثر أهمية من كثرة المعرفة، وأعمق من الواقع ، وربما هذه الكثرة الكاثرة هي سبب البداية، وربما يحق لنا أن نقول أن المدخل للنفس يسبب التفتت الخيالي ويقودنا "جاك لاكان" بقوله لا أفعل سوى التعبير عن تواجد صراعات بين النزوات وبين الأنا ، وهذه الصراعات تحتم ضرورة القيام بأختيار ما، فهناك من النزوات ما يتقبلها الأنا ، وهناك ما لا يتقبلها . وهذا ما تمت تسميته عادة، ولست أدري لماذا ، كما يقول لاكان بوظيفة التوليف لدى الأنا، وبما أن هذا التوليف ، عكس ما هو متوقع، لا يتحقق أبدًا ، فمن المستحسن القول بوظيفة السيطرة بدل وظيفة التوليف، ويضيف "لاكان" إن كل توازن خيالي مع الآخر هو دومًا موسوم بتذبذب في الأساس " جاك لاكان ، الذهانات، ص 109" . ويزداد تساءلنا عن السوية ومكانها في النفس، فضلا عن زمنها في الإنبثاق أين تقف بين المداخل والمخارج ؟ في داخل النفس وفي هذه الحالة نتفق مع العلامة "صلاح مخيمر" بأن السوية خرافة، لا ينبغي أن يغيب عن ذهننا أن السوية خرافة، أو مثل أعلى نقترب منه بدرجة أو بأخرى.
أما "باسكال" الفيلسوف الفرنسي فيرى إن الإنسان مجنون بالضرورة حتى ليصبح مجنونًا على نحو آخر من الجنون إذا لم يكن مجنونًا. ويرى مصطفى زيور: أن في الجنون عقلًا. ويرى "أبو ليت" إن ماهية الإنسان أنه مجنون، أي أن يكون هو في الآخر. فلو أننا فحصنا الفرد السوي في أثناء يقظته فحصًا دقيقًا ناقدًا، لبان- لظهر لنا أن حياته السوية ، كما نسميها تزخر بأعراض لا تحصى ، لكنها ليست ذات بال من الناحية العملية.. وفي النهاية نقول تزخر بأعراض وهي مدخل للأمراض كما نحن نختار ما يناسبنا، فالمرض في بدايته اختيار، والاختيار ملازم للحرية، وفي ذلك فنحن نختار المرض الذي يناسبنا وبعد ذلك نبحث عمن يساعدنا في التخلص بما أخترناه من آلام المرض النفسي والعقاب الذي ندفعه لإختيارنا سبيل المرض.
* استاذ دكتور في علم النفس وباحث في التحليل النفسي .



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة الطف .. للدمعة لغة حزن
- ديالكتيك الحب والكراهية - ثنائية الوجدان - .. نحملها ونمقتها
- الحقيقة في النفس
- ما يجود به اللاشعور -اللاوعي- هو سلوكنا
- لماذا ندرس التحليل النفسي ؟
- ما لا يمكن قوله.. سَيُبكيّ !!
- شيء من الأحلام في التحليل النفسي
- مداخل في التحليل النفسي .. ما نتعلمه من التحليل النفسي
- ما نتعلمه من التحليل النفسي
- آفة التحضر .. المثلية!! هو مَن هو؟
- الأبناء والبناء القيمي في عالم آخر متخيل
- الإنسان ودينامية الوجود -حتمية السلوك والأفعال-
- التحليل النفسي مع رابطة الفضاء الفرويدي الدولي
- عرض لبعض أفكار -مصطفى صفوان- من كتاب ما بعد الحضارة الأوديبي ...
- عرض لبعض أفكار -مصطفى صفوان- من كتاب ما بعد الحضارة الأوديبي ...
- عرض لبعض أفكار -مصطفى صفوان- من كتاب ما بعد الحضارة الأوديبي ...
- النرجسية -عشق الذات- والأنانية والحب.. شيء من التحليل النفسي
- الإضطرابات النفسجسمية- السيكوسوماتية Psychosomatic
- آليات الدفاع- الحيل الدفاعية شيء من التحليل النفسي
- رؤية في الإضطرابات العصابية والحالات الحدية.. شيء من التحليل ...


المزيد.....




- الناشط الفلسطيني محسن مهداوي يوجه رسالة قوية لترامب وإدارته ...
- -تيم لاب- في أبوظبي.. افتتاح تجربة حسيّة تتجاوز حدود الواقع ...
- كأنها تجسّد روح إلهة قديمة.. مصور كندي يسلط الضوء على -حارسة ...
- المرصد السوري يعلن مقتل 15 مسلحا درزيا الأربعاء في -كمين- عل ...
- الأردن.. دفاع المتهمين بـ-خلية الصواريخ- يعلق لـCNN على الأح ...
- ثلاثة قتلى جراء غارة إسرائيلية على سيارة في جنوب لبنان (صور) ...
- خشية ملاحقتهم دوليا.. إسرائيل تكرم 120 جنديا دون كشف هوياتهم ...
- ماذا تخبرنا الفيديوهات من صحنايا وجرمانا في سوريا عما يحدث؟ ...
- وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر ناهز 116 عاماً
- حاكم خيرسون الروسية: 7 قتلى وأكثر من 20 جريحا بهجوم مسيرات أ ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - لغة النفس