أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الإنسان ودينامية الوجود -حتمية السلوك والأفعال-















المزيد.....

الإنسان ودينامية الوجود -حتمية السلوك والأفعال-


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 7430 - 2022 / 11 / 12 - 02:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما يتعلمه الإنسان كل يوم في حياته قليل جدًا إن لم يرغب هو في إدراك ما يريد تعلمه، وتفسير ما يمر به من خبرات لكي تضيف لمعرفته معرفة جديدة في ما يصدر عن داخله، لكي يواجه ما هو موجود في الخارج من مثيرات وأشكال متعددة مما يحمله الخارج له، هو الإنسان في بحثه عن الإتزان والإستقرار لينعم ولو بشيء من الهناء والراحة النفسية. ونحن نتناول هذه العبارات ليس أعتباطًا أو رفاهية، إنما نبحث لنحاول أن نجد ما يريحنا في عالم صاخب، لا يهدأ ولا يستكين، عالم الداخل "ما في أنفسنا" ومتطلباته التي لا تنتهي من تلبية الرغبات المعلنة، وغير المعلنة، ومن الخارج الذي هو يفرض علينا لكي يجعلنا أن نتكيف مع الواقع لكي لا نرتد إلى أعماقنا فنعيش عالم الجنون إن صح التعبير، مسرح دواخلنا الذي لا نهاية له ولا حدود، له لغة خاصة، وطريقة تفكير مختلفة، ويقول "جاك لاكان" أن ما هو لاشعوري ليس كله مكبوتًا، بمعنى أنه قد تم تجاهله من طرف الذات بعد أن حصل النطق به، لذا يجب التسليم بوجود عملية قبول أولية ، قبول بالمعنى الرمزي، كامن خلف صيرورة الكلام والذي من الممكن أن ينعدم وقوعه"لاكان ، ص 20"
أن الإنسان تحكمه رغبات، تقوده إلى أفعال ترغمه على تنفيذها وتحقيقها حتى وإن تعارضت مع ما يعيشه من قيم وتقاليد وأعراف، لا يمكن أن يَسكن أو يهدأ حتى وإن أستطاع قمعها وهو واعٍ بها، أو يتركها تنغرس في لاشعوره"لا وعيه" في الوقت الحاضر، على الأقل لكي يعيد توازنه أمام العالم الخارجي" أمام الواقع المعاش" ولكنها لا تهدأ ولا تموت ولو مضى على طمرها بفعله هو، أو بفعل القوة الداخلية التي استطاعت ان تعينه على الهدوء ولو لحين!! أقصد آليات الدفاع.. الكبت أنموذجًا.
أن حتمية السلوك تدفعه دينامية عجيبة غريبة، تجدد له الرغبات حتى وإن كانت متوحشه، وإن كانت غير مقبولة للعالم الخارجي، هذه الرغبة تفرض نفسها عليه وفي أوقات ولحظات ربما تدفعه لأن يتحول من السوية المتشبثه بأطراف الواقع عنوة، إلى اللاسوية الصارخة بهدوء، الرغبات التي قمعها أو خزنت تظل في حالة دينامية تدفعه لأن يلجأ إلى هذا الذي يريده، ولو استعنا بموسوعة علم النفس والتحليل النفسي لمعرفة الدينامية وما هو كنهها لوجدنا أنها مفهوم يعني الطاقة الفاعلة والتدافع والحركة والتغير المستمر، التفاعل المستمر بين الفرد والدوافع ، سواء أكان داخليًا أم خارجيًا، كما أورده مصطفى كامل، وتضيف الموسوعة بأن الديناميات النفسية هي تدافع وتنازع وتصارع القوى والنزعات النفسية المختلفة داخل نفس الشخص، فالشخص توجد لديه نزعات ودوافع مختلفة متباينة، وغالبًا متصارعة كل منها يريد أن يقهر الآخر وينتصر عليه" والكلام للدكتور فرج طه " ونقول أن دينامية السلوك الإنساني لا تنتهي في عمر محدد، أو زمن محدد، تحكمها قواعد محددة، أو قانون محدد، أو ضوابط محددة، إنها عائمة وهائمة ونجدها في مختلف الأوقات والازمان والأمكنة، تنبثق من عقالها لتفرض نفسها وربما تقود صاحبها إلى مآسي وخروج عن القانون أو السواء، وأزاء ذلك يقول المحلل النفسي المصري " محمد درويش" توجد دينامية مختلفة متغيرة، لا يوجد شيء ثابت " في محاضرة له في رابطة الفضاء الفرويدي الدولي في باريس بعنوان "التحليل النفسي والتوحد..منظور تاريخي" بتاريخ 10.11.2022 ، وهي محاضرة غير منشورة خاصة بأعضاء الرابطة والدارسين للتحليل النفسي. لذا بناء على طرح محمد درويش طفل التوحد كما هو السوي منا تقوده دينامية متجددة وإن أختلف بها عن الأخرين، ونحن نقول ترغمه على فعل السلوك الذي يرغب، السلوك الذي يصر على تنفيذه، بوعيه الحالي، أو يرغمه على الأصرار والتمسك لحد العناد، هو نفسه الإنسان ما يقوده في طفولته يتجسم في مراهقته وبلوغه ، أعني فترة الرشد.
يرى "جاك لاكان" المحلل النفسي الفرنسي في كتابه الذهانات ص 16 قوله: أما الرمزي فلقد أبصرتموه عندما أشرت وبطريقتين مختلفتين إلى ما هو أبعد من كل فهم، فبداخل الرمزي يتم إدراج وتأطير كل فهم، وهو يقوم بتأثير يترك أختلالًا ملحوظًا في علاقة الإنسان بنفسه وعلاقته بالآخرين، ويضيف "لاكان" فقيمة كل عنصر تحصل بكونه مضادًا لآخر. وما زلنا بصدد معرفة الكثير عن ما يجري في دواخلنا وما نريد معرفته عن ظاهرتي الدينامية والحتمية التي تحرك سلوك كل البشر، وهي التي تحدد مستوى إتزانه "أعني بلغة الكم عال أو منخفض، معتدل أو متطرف، في وقت وزمن معين من أوقات يومه، ليله ونهاره، في وعيه ، أو حلمه، لا سيما أن الاحلام لها نفس الدرجة في الحياة اليومية، والسبب أن الإنسان هو نفسه الذي يصدر عنه فعل السلوك، والحلم كسلوك غير مسيطر عليه، فهو محتوم أيضًا، ودينامي متجدد، ومختلف كما يرى " محمد درويش" فما يراه الإنسان في حلمه ربما يكون هو واقع في حالته وهو غير نائم، أقصد في حياته اليومية وتعامله، حقًا أن الإنسان جدلٌ غير منتهِ، جدل تحركه الرغبات، وإن منعت "هذه الرغبات" ظهر في الأحلام. أن أنساننا المعاصر أزاء متطلبات الحياة يعيش في صراع متجدد تحكمه رغبات دينامية متسارعة مع متطلبات الواقع، وننقل من فرويد كما ذكره جاك لاكان في كتابه الذهانات ص 21 أن كل ما يختفي تحت قبضة الكبت يتم إنجلاؤه، ذلك لأن الكبت ورجوع المكبوت هما وجهان لشيء واحد، إن المكبوت حاضر دائمًا ويعبر عن نفسه بطريقة جدً مركبة في الأعراض وفي ظواهر عدة. ويعزز كلام "جاك لاكان" الذي رأه فرويد برؤيته هو "أعني لاكان" قوله: في مرحلة جدً متأخره فقد يحدث لشخص أن يرفض إدماج شيء ما في عالمه الرمزي رغم أنه قد تم اختياره، وما هذا الشيء بهذه المناسبة إن هو إلا خطر الإخصاء. وكل التطور المتلاحق يبين أن الذات لا تريد أن تعرف عنه شيئًا بصفته مكبوتًا كما يقول فرويد بالحرف.
تؤكد لنا أدبيات علم النفس بشكل قاطع أن أعمال الإنسان وأفعاله ليست دائمًا ذات قيمة واحدة، فأنت تستطيع أن تتكيف بسهولة مع الظروف التي تتوافق مع نفسك، وما اعتدت عليه من خبرات سابقة، وإن بعضنا من الأسوياء لا يشعر بأي صعوبة في التكيف مع حياة أقل ما نقول عنها سوية إلى حد ما، وقولنا كل شيء يتبدل إذا كانت المتطلبات غير متناسبة مع قدراتنا على تقبلها، أو بالأحرى على تحملها، كأن يكون العمل مرهق، والادارة سيئة، والمواصلات متعبة، وسلوك الناس المحيطين بنا في العمل مثير لكل حركة، إيماءة، فكرة لا تفسر بحسن النية، أو شارع مشوش بالمثيرات، فيزداد تشتت الجهود، ويبدو عندئذ سيطرة الإنفعال على السلوك بشكل واضح ، فيكون الفاقد من الطاقة أكثر من المنجز في الحياة العملية اليومية، فتظهر علامات التردد وربما الشك، والاجترار النفسي، والسخط من داخل النفس على النفس، وترى الدراسات النفسية أيضًا أن كل شيء منوط بالاستعدادات المسبقة لكل فرد، وتهيأه لما سيحدث سلبًا أو إيجابًا، وليس ببعيد أن يكون الضغط العالي مولدًا لنوع من العصاب"الاضطراب النفسي" ويظهر ذلك بالأخص في الأشخاص المنهكين، أو ممن تعايشوا مع ضغوط الحياة لفترات طويلة، ويساعد ذلك عودة المبكوت، أو بزوغه بطرق أخرى مُحوره تناسب الموقف في زيادة تدهوره، أنها دينامية المخزون وعودته. وحتمية السلوك وما صدر عن الإنسان.
• استاذ جامعي في علم النفس
• باحث في التحليل النفسي



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحليل النفسي مع رابطة الفضاء الفرويدي الدولي
- عرض لبعض أفكار -مصطفى صفوان- من كتاب ما بعد الحضارة الأوديبي ...
- عرض لبعض أفكار -مصطفى صفوان- من كتاب ما بعد الحضارة الأوديبي ...
- عرض لبعض أفكار -مصطفى صفوان- من كتاب ما بعد الحضارة الأوديبي ...
- النرجسية -عشق الذات- والأنانية والحب.. شيء من التحليل النفسي
- الإضطرابات النفسجسمية- السيكوسوماتية Psychosomatic
- آليات الدفاع- الحيل الدفاعية شيء من التحليل النفسي
- رؤية في الإضطرابات العصابية والحالات الحدية.. شيء من التحليل ...
- الكبت .. وتكوين الأعصبة والأذهنة .. شيء من التحليل النفسي
- بين الأنا والآخر .. صراع أم وفاق شيء من التحليل النفسي
- الكبت Repression والتفريغ- التنفيس- شيء من التحليل النفسي
- أسم الأب وبراءة الطفل رؤية في تشكل الشخصية – شيء من التحليل ...
- مداولة مع النفس .. شيء من التحليل النفسي
- بين ثنايا التحليل النفسي
- شيء من التحليل النفسي -الحلم-
- شيء من التحليل النفسي- اللاشعور – اللاوعي- Unconscious
- شيء من التحليل النفسي -اللغة والكلام-
- كيف يرى الإنسان نفسه كما هو؟ جدل النفس
- التربية والتنشئة والحرب .. رؤية نفسية إجتماعية
- من سمات الشخصية -الإنفعالية والاندفاعية-


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الإنسان ودينامية الوجود -حتمية السلوك والأفعال-