أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اسعد الامارة - الأبناء والبناء القيمي في عالم آخر متخيل














المزيد.....

الأبناء والبناء القيمي في عالم آخر متخيل


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 7452 - 2022 / 12 / 4 - 15:22
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


نحن في مواجهة حقيقية لتغيير قسري للقيم ليس في المجتمعات المستقرة فحسب، بل في المجتمعات التي هي في الأساس في مهب الريح، في مواجهة أمواج متلاطمة من التشبث المذهبي، أو الديني ، أو القومي، أو فقد لملامح الهوية الوطنية ، أو القومية، لا بل الإنسانية، نحن في مرحلة مسخ الوجود الإنساني بوساطة عالم متخيل غير ملموس، لكنه عالم مؤثر جدًا في ما ستكون عليه النتائج، هذه الأداة هي الزائر الذي يرغمنا أن نستقبله بدون أن نسستطيع منعه، أو إيقافه وهو ما سنرى كيف يغير سلوكنا وعاداتنا وقيمنا وتقاليدنا ، وأجزم لكم حتى أقوى الدول دكتاتوريةً لا تستطيع إيقاف مده وتمدده بين أسرنا، دعونا نبدأ بما يفعله فينا . يكاد يكون أي بيت في هذا العالم الواسع لم تدخله تكنولوجيا الأتصالات، ولم تنخر به الأفكار الغريبة مثل ازدواجية القيم، وتفتت الأعراف، ونخر الرجولة أو الأنوثة، إنه عالم غريب، عالم يتحول فيه الشاب إلى شبيه له في علاقة فاقت الحدود، لا الدين أستطاع إيقاف هذا الغزو الفكري، العقلي، النفسي، الإنفعالي، ولا الحكومات مهما كانت قاسية، أو متسلطة في إيقاف هذا النزف الهادئ للقيم، فالأسرة هي جزء اساس في تكوين سلوك أفراد المجتمع كما هو معروف، وأن الأسرة هي أول نواة يتأسس بها البناء الإجتماعي، والقيم، والالتزام، ثم تليه التنشئة الإجتماعية التي تضم أولها الاسرة والدين والمدرسة والاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، والأقران، كل تلك اصبحت أدوات بيد العالم الإفتراضي، العالم المتخيل، عالم يحرك السلوك وعمليات التفكير، وتدلنا دراستنا للتحليل النفسي أن الإنسان تجمعه هذه القدرات : التفكير، الكلام، اللسان، هذه الثلاثية هي التي تحرك الفرد في التعامل، فكيف إذا تم تعطيلها ومصادرتها باتجاه واحد، محرك واحد، مؤثر في كينونة الإنسان وتكوينه، أنه العالم الافتراضي المتخيل، عالم الصورة والصوت، عالم المسرح داخل أروقة افتراضية، لغة خاصة، أسلوب خاص، لسان خاص، رموز تحمل الرمزية في شفراتها، يفهمها ممن تمعن في هذا العالم الافتراضي، يمكننا القول أنه عالم اللاوجود الذي ينطلق منه الوجود، لأن الغرض والهدف بعيد لا يمكن إدراكه ولا يمكن التعرف على مضمونه البعيد، وإن بانت للسطح بعض تلك العمليات الخارجية، نستطيع أن نستعير من التحليل النفسي سبر أغوار هذه الظاهرة التي يعتنقها جيل بأسره، سلبت عقولهم ومقدراتهم، نقول أن هذا العالم هو تمثل ينبع من الشيء المؤثر بحتميته والذي هو في الأساس لم يكن له وجود سوى في القوة المؤثرة في العقل الجمعي. أن علاقة الفرد الذي أدمن العالم الإفتراضي هي علاقة تنحصر في تمثل " يعني مجموعة تصورات تتثبت عليها الرغبة خلال فترة قصيرة من حياته وتدون في النفس البشرية"، أي في آخر المطاف في الشيء الذي كان مصدرًا للإغواء، لأن الرغبة هي الدافع الاساس الذي أدى إلى ازاحة كل الرغبات الأخرى في الواقع، ومنها التعليم والنجاح وتحقيق الطموح، واقامة علاقة مع آخر في الواقع، ولا نغالي أن قلنا ، أنه خصاء العقل مقابل الواقع المهزوم، فأنصب الهدف نحو مصادرة هذا العقل بشكل تام. أستطاع هذا العالم الخيالي الافتراضي قتل رمز الحياة الاساسية والعمل والتواصل مع الاهل وتكوين بنية نفسية ضمن قيم المجتمع المحلي وتقاليده واعرافه، إلى عالم خارج أطار الواقع، عالم رمزي خارج اطار اللغة ومنبعها في التفكير ثم شلل اللسان في التعبير، ويمكن القول أن العالم الافتراضي وشبكات التواصل استغنت عن وجود الإنسان في الواقع وأدلج في موضوع ضائع له لغة وكلام ولسان خاص به.
ترى الدراسات النفسية أن قيم المواطنة كادت أن تمحى، وقيم الأخلاق سحقت، لأن العرض المباشر لكل شيء مباح وبلا قيود لدى الذكور والاناث، الاجساد رخصت، وألوان الاستعراض الجنسي باتت متاحة لحد غرف النوم، والتسجيل مقابل ثمن وايصال البضاعة الجنسية سهل جدًا وفي مختلف الثقافات والحضارات واللغات والمجتمعات، ومن يدمن على هذا العالم يربح ويخسر، يربح من مشاهداته وكثرة علامات الاعجاب وبالاخص للأسرة وتفاصيل حياتها، فيكون الدخل مغري جدً، وكشف الكثير من خصوصية الأسرة الشابة واسلوب الحياة المتبع، وكلما كانت العروض سخيه، زاد العائد المادي من شركات العالم الأفتراضي، هذا ما تحققه الأسرة من عوائد مادية، مقابل خسائر أيضًا منها فقدان الزمن والوقت، فضلا عن الصحة، والجهد، والادمان الاليكتروني، وضياع فرص الحياة الواقعية، انه أضطراب القيم وانتحارها ببطء بوساطة وسيلة اجتماعية للتواصل تتميز بصفة التخدير الفكري والعقلي والانفعالي والنفسي، أي بلغة علم نفس الأعماق بتناقص في مفهوم العلاقات بين الإنسان والأخر، أن مستخدم أجهزة التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي يتأمل نفسه بشكل مرآتي، يتحكم بهذه العلاقة ما بين الذات والذات الاخرى، وهو انقسام أساسِ داخلي خاص بكل طرف، هذا العالم الافتراضي بوسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة والمتعددة تتحكم في العلاقة بالفرد مثل العلاقة بالمسيطر" السيد" والمسيطر عليه" حتى يتحول إلى عبد مطيع لا يستطيع مغادرة مكانه ولحظة ذهابه إلى المرافق الصحية، أو أداء عمل يكلف به، وتكون هذه العملية في وضح النهار وفي الليل حتى تصبح العلاقة عشقية، فيقول العاشق للمعشوق : أنا أنت وانت انا، خصاء أو ربما عقدة الخصاء العقلي، ويستمر التدهور بلا حدود وبلا ضابط أو معيار يقاس به المجتمع في كل العالم.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان ودينامية الوجود -حتمية السلوك والأفعال-
- التحليل النفسي مع رابطة الفضاء الفرويدي الدولي
- عرض لبعض أفكار -مصطفى صفوان- من كتاب ما بعد الحضارة الأوديبي ...
- عرض لبعض أفكار -مصطفى صفوان- من كتاب ما بعد الحضارة الأوديبي ...
- عرض لبعض أفكار -مصطفى صفوان- من كتاب ما بعد الحضارة الأوديبي ...
- النرجسية -عشق الذات- والأنانية والحب.. شيء من التحليل النفسي
- الإضطرابات النفسجسمية- السيكوسوماتية Psychosomatic
- آليات الدفاع- الحيل الدفاعية شيء من التحليل النفسي
- رؤية في الإضطرابات العصابية والحالات الحدية.. شيء من التحليل ...
- الكبت .. وتكوين الأعصبة والأذهنة .. شيء من التحليل النفسي
- بين الأنا والآخر .. صراع أم وفاق شيء من التحليل النفسي
- الكبت Repression والتفريغ- التنفيس- شيء من التحليل النفسي
- أسم الأب وبراءة الطفل رؤية في تشكل الشخصية – شيء من التحليل ...
- مداولة مع النفس .. شيء من التحليل النفسي
- بين ثنايا التحليل النفسي
- شيء من التحليل النفسي -الحلم-
- شيء من التحليل النفسي- اللاشعور – اللاوعي- Unconscious
- شيء من التحليل النفسي -اللغة والكلام-
- كيف يرى الإنسان نفسه كما هو؟ جدل النفس
- التربية والتنشئة والحرب .. رؤية نفسية إجتماعية


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اسعد الامارة - الأبناء والبناء القيمي في عالم آخر متخيل