أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لبيب سلطان - قراءة (1) في تحديات القرن الحادي والعشرين















المزيد.....



قراءة (1) في تحديات القرن الحادي والعشرين


لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل

(Labib Sultan)


الحوار المتمدن-العدد: 7734 - 2023 / 9 / 14 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1. لماذا البحث في تحديات ألقرن 21
نعيش اليوم قرب نهاية الربع الاول من هذا القرن، وامامنا صورا عديدة عن مسيرته، قليل منها يمثل انجازا، وهو متواضعا ، وكثيرها يمثل اخفاقا، والنقد الأول هنا لهذا القرن هو محاولة لمعرفة لماذا قلت انجازاته وازدادت اخفاقاته ، وماهي اهم التحديات التي تواجهنا وتواجهه ، وهل من طروحات وحلول في الافاق، ومامحاورها، وهل يمكن استشراف اشكالها.
هذه وغيرها من القضايا تفرض نفسها وتدعو لفهم اوسع واكثر جذرية "للتحديات" التي تواجه العالم، والتي ان بقيت دون حلول، ودون فهم ووعي عام وواسع، ستوقع العالم والدول في مطبات، بل ونكبات ، وحروبا ذات السمة الامبراطورية ( كالحرب في اوكرانيا)، او ظواهر مثل زحف ملايين من النازحين من الفقر والقمع الى القارة العجوز، وظاهرة صعود الشعبويات القومية في دول عديدة حتى وصلت عقردار الليبراليات الاوربية، وظاهرة الزيادات الخرافية في ميزانيات التسلح، وغيرها من الظواهر التي نشهدها تتسع ونحن في نهاية الربع الأول من القرن 21.
هل من الممكن الوصول لعالم افضل من الذي نعيش فيه ؟ مالذي يعيقه وماهي التحديات امامه. انه موضوعا هاما شارك في طرحه ومناقشته واسعا بداية القرن اساتذة جامعيين ومؤسسات وباحثين ومفكرين شتى، وطرحت دراسات مهمة، الكثير منها بنت تفاؤلات كبيرة وامالا عريضة، ولكنها سرعان ما تبددت وانهارت، ربما لأعتقادهم ان عصر عودة التكتلات الايديولوجية قد ولى ولن يعود، والعالم سينصرف لمعالجة قضاياه الهامة. ولكن الاحتفال كان وجيزا، فسرعان ما عادت الغرائز والمصالح لتطغي ، ومن الغرائز تتولد الايديولوجيات والتكتلات، ومنها الحروب والصراعات، وتغيب امكانية ايجاد منطق ومصلحة ونظرة مشتركة لمجابهة قضايا اعتبرت بداية القرن انها قابلة للحل، واليوم ثبت انه ليس كذلك ، لاسباب لم يتم اعتبار الكثير من قضاياه انها من "التحديات " التي لم يستطع العالم من معالجتها جذريا . ان الاعتقاد باختفاء معارك الصراع الايديولوجي عند نهاية القرن العشرين، ستجعل من القرن القادم قرن نهاية الديكتاتوريات وسيادة الديمقراطيات وحقوق الانسان والحريات وسيتوقف القمع ويتفرغ العالم للتقدم الاقتصادي ويصل حتى لحل قضايا الفقر وايقاف الهجرة للشمال، ولحل مشكلة التلوث في المناخ، وحتى بعضهم تفاءل بردم التفاوت الثقافي والحضاري وألأقتصادي بين الامم، حتى ولو جزئيا، وبناء علاقات جديدة بين الشعوب في العالم وخلق فرصة لتفاعلها وتطوير منافعها المتبادلة، فهي فرضيات لم تثبت .
اليوم يبدو واضحا ، وبعد مرور ربع قرن: لم يتحقق شيئا منها ،وربما الحال سائرة الى اسوء. وهنا لابد من نقطة العودة للمراجعة ، الى جذور ما تم وراثته من القرن العشرين ولم تتم معالجته.ان هناك تحديات ذات جذور عميقة تتطلب اصلاحات حقيقية تمس بعضها اسس النظام العالمي ككل، وتشمل العالم بكل دوله ، وتوجب اصلاح النظم والقوانين والتشريعات والتطبيقات والممارسات. فلابد للعالم من اصلاحها واخراجها بشكل اخرجديد اذا اريد للاحلام الوردية التي بنيت بداية القرن، ان تتحقق. لابد من منهجية جديدة للنظر الى العالم ، فمشاكله وقضاياه ليست منعزلة ( مثلا لايمكن لاوربا ان تتوقع ان الهجرة اليها ستتوقف مالم يتم معالجة الفقر في افريقيا، ومعالجة الاخير تتطلب انهاء الديكتاتوريات والفساد في دولها،وانهاء الأخيرة يتطلب ارادة داخلية ، مدعومة بنظام دولي يجرم الديكتاتوريات ، كما جرم قبلها العبوديات، وهذا مثال بسيط لترابط القضايا وعلاقاتها الداخلية والخارجية مثلا ) ، والنتيجة لا بد من فهم جذور التحديات للوصول الى حلول تناسب في حجمها وتأثيرها من ظواهر في الدول والمجتمعات.
ان التحديات مرتبطة بقضايا حان وقت النظر في حلها ، والبشرية لن تتمكن في هذا القرن من تحقيق اية انجازات دائمة ، مالم يطرح لها حلولا دائمة ايضا ، وخلافها، وبغيابها ستحصل انتكاسات كالتي نرى بعضها امامنا اليوم ( من كان يتصور مثلا بداية القرن ان روسيا ستغزو اوكرانيا ، ولا حتى المنجمات لم تجرؤ عليه، ولكنه حصل) . انه يقول لنا ان العالم يمكن ان يتراجع مئة عام بسهولة بدل من الخطوة الاولى للامام .انه يقول ان على العالم لو اراد التقدم ان يحدد ويعالج جذور التحديات امامه وطرح حلولا مستدامة .

هناك ظواهر كثيرة تؤيد التراجع في العالم اليوم ، أهمها هو بداية ظهوراستقطاب ايديولوجي جديد وبروز التيارات الداعية لاعادة مجد الامبراطوريات ،أي أعادة العالم الى القرن 19، وتزايد معدلات الهجرة والنزوح ، وحدوث الحروب الاهلية في بلدان العالم الفقيرة، ومنها تشريد السكان من هذه البلدان، وتفاقم ازمة المناخ ،وغيرها. وفيما يخص الاولى فيمكننا القول ان العالم يتجه بوضوح الى انقسام ايديولوحي وتكتل كوني جديد ، الى كتلتين من الدول احداها تضع عقيدة لها "الشعبوية القومية الامبراطورية " ، والاخرى تضع " الليبرالية ودعواتها لاازالة الحدود" ، وهذه هي اخطرما يواجه العالم من بين تحديات كثيرة هامة اخرى يواجهها.
وإذ أنا احاول ان ابحث واناقش هذا الموضوع الشائك المعقد المتعدد الابعاد والتوجهات، ساتوقف على انعكاساتها علينا ، كمجتمعات عربية، وموقعنا منها، وأولها كيف نفهم وننظر الى العالم ، وكيف ينظر العالم الينا وكيف يؤثر فينا، وكيف نحن نؤثر فيه ( واضحا بعاملين كوننا مصدرا للطاقة ومصدرا للمهاحرين والنازحين والفارين الى الشمال). وستشكل هذه واحدة من محاور مناقشتي للتحديات التي تواجه العالم في هذا القرن، والتي ساتناولها في ابعادها العامة لتأسيس الأصل ثم النظر فيعلاقتها الخاصة بنا، أي الذي يمسنا ويؤثر فينا.
2. ما أهم التحديات التي تواجه العالم اليوم
تابعت الكثير من الطروحات والبحوث والمناقشات لأهم تحديات القرن21، واغلبها ان لم تكن جميعها هي جادة وجديرة بالاهتمام، طرحها باحثون اقتصاديون واجتماعيون وخبراء في العلاقات الدولية والعلوم السياسية، ولكن من بينها ،وللغرابة ، وجدت ان اكثرها كان وضوحا في طرح أهم محاورالنقد والتحديات للقرن 21 قد اتت من عالم في البيولوجيا التطورية الاجتماعية، هو الاستاذ المعروف دوليا من جامعة هارفارد أدوارد ويلسون *( 1929-2021) حيث حدد تناقضات دخولنا للقرن الواحد والعشرين، في محاضرة له امام طلبة الدراسات العليا في الجامعة على النحو التالي " دخلنا القرن 21 بغرائز تعود للعصر الحجري (مثل غريزة العداء الوجودي للغريب) ، ومؤسسات ودساتير وتشريعات بمفاهيم تعود لفترة الأصلاح للقرون الوسطى (قصد بها الدستور الاميركي مثلا)، وتكنولوجيا متطورة للقرن 21 تحاكي القدرات الالهية ( قصد بها تقنيات الذكاء الاصطناعي)، فكيف يمكننا الجمع بينها، وكيف يمكننا التعايش وسط هذه التناقضات ؟ ". لقد حركز الاستاذ ويلسون على قضايا تخص المجتمع الأميركي ، ولكني وجدتها مناسبة تماما لتعميمها وطرحها في بعد أوسع ، كوني، لاني وجدت في تناقضاتها انعكاسا على كل الدول والمجتمعات، واحاول هنا مناقشة تعميمها واضفت لها قضايا وتحديات كونية اخرى ، مثل الفقر والهجرة وتلوث المناخ ، لتشكل مجموعة من أهم التحديات التي تواجه الانسانية في القرن 21. الكثير اعتبروا ان اطروحات الاستاذ ويلسون هي نقدا اخلاقيا ، ولكني شخصيا اعتبرها انها مدخلا واقعيا لتحديد أهم قضايا القرن، ويمكن اعادة صياغتها في خمسة تحديات تشكل "اخطار" كونية بحاجة لحلول ومعالجات، وهي:
ـ خطر صراع الغرائز التعصبية ( اهمها اليوم الفكرية الايديولوجية)
ـ خطر غياب فهم انساني للعولمة والعالمية
ـ خطر الفقر والنزوح وعدم الاستقرار والهجرة الجماعية
ـ خطرتطور التكنولوجيا الذكية دون سقوف حكموية وغايات انسانية .
ـ خطر التلوث والتصحر البيئوي والتحول المناخي
سأقوم بمناقشة هذه المحاور "المخاطر" وطرح تصورات "نظرية" " لحلول لها كونها تبدو "غير واقعية اليوم" ومثالية ، ولكن الحلول هي بحد ذاتها تمثل تحديا اكثر من تحديد التحديات نفسها، ومهما بدت الحلول مثالية أو غير واقعية، لكنها تبقى طروحاتا لحل قضايا واقعية ، حتى ولو بدت ذات رؤى مستقبلية ( وهل توقع احدا مثلا في القرن 16 ان هناك دولا ستسطيع فصل الدين عن الدولة ، او ان تحل الامبراطوريات في البرن 19، او ان يحل الاتحاد السوفياتي نفسه في القرن العشرين) . اني اعتقد ان الامر الهام اولا هو فهم هذه المخاطر وتحديد جذورها وتبعاتها، ومايأتي من فهمها من طرح ومناقشة لحلول نظرية هو جزء من هذا الفهم، و منه يمكن طرح ضرورة الاصلاحات في التشريعات ،كتلك التي سماها الاستاذ ويلسون باصلاح تشريعات ساعدت وقتها للخروج من القرون الوسطى. ان التحدي الحقيقي امام العالم اليوم هو الاتيان باصلاحات جديدة تساعد على الخروج من القرن العشرين ، كما خرج من القرون الوسطى بمفاهيم مثل العلمانية والنظم الدستورية الديمبراطية وفصل السلطات والحريات والمواطنة ، وجميعها تمت نهاية القرن 17، واتت ضمن بحثه في ايجاد حلول للقضايا التي جابهت العالم انذاك ومنعته من التطور. وهذا هو جوهر الحديث والبحث في التحديات في القرن 21.

3. تحدي الغريزة التعصبية وعلاقته بالقطبيات الايديولوجية
تعتبر الغريزة التعصبية جزء متأصلا منذ العصر الحجري في طبع الانسان والتجمعات البشرية ، ولا زالت بعض أشكالها تؤثر فيه حتى اليوم. تاريخيا إعتبر الانسان القديم ن كل ماهو غريبا عليه هو تهديدا له ولوجوده (العداء الوجودي للغريب) وتجب مجابهته ومحاربته للحفاظ على وجوده ذاته. ولو تصادف في طريق ما تجمعان بشريان، سيفكر كل منهما انه خطرا عليه، وسيهاجمه بغريزة البقاء اولا ، وطمعا بالاستيلاء على ارضه وماله ويسبي نسائه واستعباده ، ومنه نشأ الغزو ،فهو اقتصادي ، واحيانا هو وجودي واقتصادي بان واحد (مثل الغزو لاضعاف تهديد الاخر، وللحصول على الارض والموارد والثروة)، واصبحت الغزوات بين المدن والدول والامبراطوريات ممارسة مألوفة على مدى التاريخ. انه صراع ذريعته " الدفاع عن الوجود" لدرء هجوم محتمل، ولكنه يهدف ايضا واساسا لبسط السيطرة والتوسع والاثراء ( الصراع الاقتصادي بغطاء وجودي). كان القرن 19 بداية التخلص منه بطرح وصياغة مفهوم الدولة القومية، والاعتراف بسيادة الدول على الارض والموارد في حدودها القومية. واصبح مفهوم السيادة الوطنية قانونا وميثاقا دوليا في القرن العشرين لكل الدول الاعضاء في منظمة الامم المتحدة مثلا، وهو تطورا هاما للحد من هذه الغرائز التاريخية. وساهمت نفس هذه المنظمة الدولية واقرت الامم المتحدة قرارا بانهاء الاستعمار واليوم تم التغلب على "الغريزة الاستعمارية " وتم الاعتراف باستقلال كل الدول (وليس فقط الاوربية ) واحترام سيادتها وتحكمها بمواردها، وادين الاستعمار عالميا وحصلت معظم بل وكافة الدول والبلدان اليوم على استقلالها بدء منذ منتصف القرن العشرين. ولكن هل ازالت هذه كل الغرائز في علاقات الامم التعصبية؟ كلا.
ان نفس القرن العشرين جلب للعالم غريزة وظاهرة جديدة ، غير الوجودية وغيرالاقتصادية والاستعمارية، هي غريزة التكتلات التعصبية الفكرية وقيام " التكتلات الأيديولوجية ". الجديد فيها هو ليس العقائد ، فالصراع الفكري متواجد حتى قبل القرن العشرين، داخل كل مجتمع ( مثل صراع العلمانية والدينية ، وصراع الليبرالية مع التيارات المحافظة والقومية)، ولكنه بقي صراعا فكريا داخليا ، ووجدت له الحضارة الحل، خصوصا بعد منتصف القرن العشرين، وقامت بتطوير مفهوم العلمانية من مفهومها الكلاسيكي ( بفصل الدين عن الدولة ) الى مفهومها المعاصر ( بفصل الدولة عن كافة العقائد الفكرية والدينية ) ، واقتصار الصراع بشكله التنافسي بين الاحزاب للفوز في الانتخابات، وليس لتحويل الدولة الى عقيدتها، فالتنافس لايشكل خطرا في النظم الديمقراطية المستقرة ، حيث لايطال حيادية ( أي علمانية) الدولة واجهزتها تجاه العقائد الدينية والفكرية وتعاملها بالمساواة بين مواطنيها وابعاد اجهزتها عن التحزب وعن العقائد بكل أشكالها، وجعل هذا المبدأ اهم سنن نظم الديمقراطية ،اضافة الى التداول السلمي للسلطة، وجعل الحكم يتداور بين الفائزين والمعارضة ، واحيانا بالمشاركة . واذ وجدت المجتمعات الديمقراطية هذا الحل الداخلي لقضية التنافس والصراع الفكري العقائدي بفضل تطوير مفهوم العلمانية المعاصرة ، فانها لم تجد لليوم حلا لصراع الايديولوجيات الكونية وتشكيلها لتكتلات دولية.
ان الدول التي تتبنى عقيدة فكرية تصبح لا محالة دولة ديكتاتورية. فهي تفرضها على مواطنيها وشعبها واجهزتها عقيدة رسمية وتقمع مخالفها وناقديها، ومنها فهي ديكتاتورية . هكذا كان الحال مع هتلر ومع ستالين واليوم تراه في بوتين وتراه في الصين. ان خطر هذه الايديولوجيات هو ليس فقط داخليا ، بل دوليا بتحولها الى ايديولوجيات كونية، وتبدأ بتشكيل تكتلات من يشاركها في المعتقدات، وتشكيل استقطابا فكريا. شهد القرن العشرين قيام مثل هذه الدول الايديولوجية ، ومنه برز مايمكن تسميته مفهوم " الايديولوحيات الكونية " ، أي تلك الايديولوجيات التي تجمع دولا تشترك بعقيدة فكرية متناضرة في الطروحات. تكررت في القرن العشرين هذه الظاهرة مرتين، اي ظاهرة تحول عقيدة ايديولوجية داخلية الى كونية ، كالعقيدة القومية في المانيا بعد الحرب العالمية الاولى وشكلت تكتلا مع حلفائها المشتركين معها في العقيدة القومية، والاتحاد السوفياتي شكل بعد الحرب العالمية الثانية تكتلا من دول تبنت الماركسية عقيدة لها. هذه امثلة من القرن الماضي، على تحول العقائد الى كونية، وتشكيل تكتلات دولية تقسم العالم الى قطبين .ان خطر هذه التكتلات هو قيام الحروب، فمن التكتل الاول نشبت الحرب الثانية، ومن الثاني الحرب الباردة (الساخنة في بقية العالم، الباردة بين قطبيها وحلفائهم في اوربا ، ومنه فتسميتها باردة هو كذبة تاريخية دون شك) . والسؤال هنا: اذا كان الأخذ بعلمانية الدولة المعاصرة والديمقراطية التداولية علاجا اوجدته المجتمعات لحل قضية تناحر العقائد داخليا، فما هو العلاج للكونية ؟ والجواب هو لا علاج لها اذا استمر العالم وفق مفاهيمه وهيئاته وتشريعاته. وما خطره ؟ مبدئيا هو الانجرار من جديد للصدام ، ونشوب الحروب الأقليمية على شاكلة الحرب الباردة . ان ما برهنت عليه تجارب القرن الماضي ان كل تكتل ايديولوجي كوني يحمل في عبئه خطر الصدام وتعريض العالم للحروب، خاصة ، كما اثبتت الحرب الباردة، انها ستجري على ارض ثالثة.
ان عدم حل الصراعات الايديولوجية الداخلية ادى لحروب داخلية اهلية كانت محصورة داخل بلدانها ( مثل الحرب الاميركية في القرن 18، والاسبانية في القرن 20،والسورية اليوم في القرن 21، كأمثلة ). بينما الصراعات الايديولوجية الكونية ادت لحروب عالمية مباشرة او غير مباشرة . واذ وجد العالم الحل للاولى فعليه ايحاد حل للثانية.
4. معالم التكتل العالمي الجديد
لقد عاش العالم المعاصر بدء من القرن العشرين لفترات وجيزة دون استقطابات ايديولوجية، وكأنها فترة استراحة وجيزة، استمرت اقل من عقدين ، الأولى بين الحربين الاولى والثانية ، والأخرى بعد عقدين من انتهاء الحرب الباردة . كلاهما استمر قرابة عقدين (ربما العقدين مصادفة) لتبدء موجة استقطاب ايديولوجي جديدة . الملاحظ ان هذه المرة يجري بنفس الحجة القديمة (مثل اعادة مجد الأمبراطورية وعظمة الامة الالمانية) قبل مئة عام، وهذه المرة ، اعادة مجد وعظمة الامبراطورية الروسية. الواقع ان العالم حين يعيش ظروفه الطبيعية فهو بدون اقطاب ، والحالة الاستثتائية، هي عكسه ، اي العيش في عالم تسوده صراع الأقطاب والتكتلات على اسس مثل ألايديولوجيات القومية.
بدء الرئيس الروسي بوتين دعوته الداخلية بأن أحادية القطبية في العالم غير عادلة ومقبولة لروسيا وانه سيعمل على استعادة مجد روسيا الامبراطورية ( أي انه لايعترف بالواقع الجغرافي المحيط بروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي). والسؤال الذي طرح بداية : من سيتكتل مع بوتين لأعادة مجد الامبراطورية الروسية؟ ومنه لم يجد له اصداء. ولكن الجواب اتى لاحقا وسريعا، هناك تجاوبا من الأيديولوجيات الشعبوية القومية الحالمة بالامبراطورية . ولم يجد بوتين صعوبة في ايجاد رفاقا واتباع، فالترويج للافكار الشعوبية القومية والامبراطورية،لها دوما انصارا، والفن هو في جمعهم وتكتيلهم . وفعلا وجد حلفاء مهمين ، ترامب في اميركا "باعادة اميركا عظيمة من جديد " وحزب لوبان في فرنسا " بجعلها من جديد عظيمة " ، وتشي بينغ " بارجاع الصين امبراطورية عظيمة " ومثلهما اردوغان واية الله . ان الدعوات القومية الشعبوية الامبراطورية تناغي بلا شك مشاعر البسطاء من الناس، تماما كما فعل هتلر في دغدغدة مشاعر الالمان ، وجمع ملايينهم حول طروحاته النازية . ان دعوة بوتين تحت اصول الشعبوية القومية الامبراطورية وجدت لها انصارا حتى من داخل اوربا ( من اليمين القومي الاوربي مستخدما حجة موجات النازحين والمهاجرين) ، وهو يلتقي معه لأقامة حلف واسع ضد الليبراليين. وهكذا وخلال عقد واحد وجد بوتين تناغما لاعادة إحياء الامبراطوريات القديمة والتقاليد القومية العريقة ، وبدء يتشكل تدريجيا استقطابا من التيار "القومي" لمواجهة " الليبرالي". لو تتبعنا خلال العقد الاخير انجازات الرئيس بوتين في اقامة هذا التكتل " الشعبوي القومي" لوجدنا تقدما كبيرا حتى في الاتحاد الاوربي الذي تسيطر عليه القوى والاحزاب الليبرالية . لقد تم استغلال تزايد حجم الهجرة واللجوء تهديدا ثقافيا عمل على تقوية وزيادة نفوذ احزاب اليمين القومي ، وحتى في صعود اليمين للحكم في العديد من الدول الاوربية ( ايطاليا، السويد، المجر، بولندا مثلا) ، وتعاظم نفوذه (في فرنسا، هولندا، اسبانيا ،وغيرها)، ويمكننا ان نتصور يوما صعود اليمين الشعبوي القومي في عدد من البلدان الاوربية ( خاصة الشرقية، التي كانت ماركسية اممية بالامس واليوم اصبحت قومية) ، ووصول ممثلي اليمين القومي لبرلمان الاتحاد الاوربي وتغيير سياساته الليبرالية تجاه هذه القضية وقضايا اخرى كثيرة غيرها، ويتحول الاتحاد الاوربي من اغلبية ليبرالية الى أغلبية قومية واعلانه رسميا " اتحاد الامبراطورية الاوربية ". ويكفي مثلا فوز ترامب (او مثيلا شعبويا له ) في اميركا، وفوز حزب لوبان في الانتخابات الرئاسية في فرنسا ، و فوزا مناظرا لقيادة اليمين في المانيا (التكتل المسيحي وحركة البديل)، ومع فوز اليمين في ايطاليا واسبانيا وهولندا ليحصل اتفاقا وتتهيأ الظروف لأعلان الاتحاد الامبراطوري الاوربي. ان هذا هو مايريده بوتين : أعادة تشكيل اوربا بامبراطوريتين روسية واوربية ، وبقية العالم بخمسة اخرى، الاميركية الترامبوية ، الصينية ، والهندية ، واليابانية والشرقية ( تضم ثلاثة صغار هي العثمانية والصفوية والعربية الخليجية بقيادة سعودية). وبدلا من مجموعة مثل G7 يمكن مثلا ان نجد E7 ، أو ألأمبراطوريات السبعة ، التي تتقاسم العالم والنفوذ، وبها يرجع العالم الى القرن التاسع عشر . واذا لم تنجح هذه ،فلا بأس ، سيعيش العالم القرن الواحد والعشرين مستقطبا ، كالقرن العشرين، بين تكتلين ومحورين ، احدهما "امبراطوري قومي" يشكله اساسا مع الصين ، والاخر "ليبرالي" ( تشكله بريطانيا واميركا ودول اوربا الغربية حيث تتجذرالثقافة الليبرالية في مجتمعاتها ويصعب على اليمين الشعبوي الاستمرار في السلطة حتى لو وصل اليها من خلال الانتخابات فلن يتمكن من اقامة ديكتاتوريات). ان حلم بوتين ألأمثل هو رؤية العالم كما في القرن التاسع عشر مقسما امبراطوريات ( مثلما شكلته خارطة العالم منتصف القرن 19 على شكل سبعة امبراطوريات البريطانية والفرنسية والنمساوية والروسية واليابانية والعثمانية والاميركية ) .
5. ما حال العالم العربي لو تم تحقيق احلام بوتين الامبراطورية
ان الاستقطاب الدولي بشكليه الفكري ( القومي ضد الليبرالي) ، والجيوسياسي ( صراع الامبراطوريات على النفوذ الجغرافي والانتشار الديني مثل هيمنة روسيا على السلاف والارثذوكس، والعثمانية الجديدة على اتباع المذهب السني، والصفوية الجديدة على اتباع المذهب الشيعي) هو مسار مكمل لبعضه. اين موقعنا نحن الكتلة العربية، التي هي الاضعف اليوم في العالم ؟ لا مكان لنا ، غيرالاصطفاف وراء العثمانية ـالسعودية اوالصفوية ، وربما افضل ما نتمتع به ديمقراطيا هو حكم ذاتي بامر من الخليفة في اسطنبول او اية الله في قم او طهران ( تبعا لمحل اقامته). ان خيارنا الوحيد دون شك هو التوجه لاعادة بناء دولنا على اسس وطنية اولا وابعاد سيطرة الايديولوجيا ( ايا كانت دينية او وضعية ) على اجهزة الدولة وتحويل نظم الحكم للديمقراطية التداولية وخلق ظروف الاستقرار الاجتماعي والحكومي الوطني للتوجه نمو التنمية ، واقول الوحيد كون لابديل لاقامة دول محترمة وقوية دون هذه الركائز، والا فالمصير تحت الامبراطورية العثمانية اوالصفوية وفق النظرية البوتينية للعالم، بالطبع لم تم لها النجاح.


6. لماذا لا يستطيع بوتين اقامة الحلم الامبراطوري في عالم اليوم ؟
هناك سؤالا يطرح نفسه اليوم، ماهي فرص نجاح حلم بها بوتين والى جانبه ترامب ولوبان ( ألأتحاد الأوربي) ومودي وتشي جان بينغ واية الله واردوغان ، بقامة الامبراطوريات القومية القوية، هل ستقوى الليبرالية على مواجهتهم ؟ والجواب هو نعم .
ان ملاحظة طبيعة التكتل الامبراطوري وفق الفرضية "البوتينية" تشير الى تصدعات كثيرة فيه . اولها ان اقامة هذا التكتل يفترض اقامة نظما قومية ديكتاتورية، وهو اذا كان امرا ممكنا تحت نظامه ودولا اسيوية مثل الصين وتركيا وايران ، فهو من شبه المستحيل في دول ذات مؤسسات ديمقراطية قوية ، وسعوبا تشبعت بقيم ونعيم الحريات الليبرالية والديمقراطية مثل دول الاتحاد الاوربي واميركا وبريطانيا، فحتى بفوز ترامب، او لوبان اوجولياني في ايطاليا واليمين في السويد وهولندا وغيرها في الاتحاد الاوربي، فهذه لن تتحول الى دول ديكتاتورية ، مؤدلجة قومية، او حتى شبيها بدول غير ديمقراطية. والسبب راجعا، دون شك، الى التطور الحضاري الذي حصل في هذه الدول والمجتمعات سواء في دساتيرها اوقوانينها وعمل مؤسساتها ممارستها وحياة مجتمعاتها من تبني لمبادئ الحريات والعلمانية المعاصرة (التي اشرنا اليها اعلاه بفصل الدولة واجهزتها عن العقائدية)، فهو تطور عضوي حضاري لا رجعة فيه ولا عنه ، لمجرد فوز حزب سياسي يميني قومي لفترة انتخابية، فهو لايستطيع فيها تغيير حيادية الدولة او جعل اجهزتها تنحازلعقيدة ما ، فهي مؤسسات قوية ، وقيم الديمقراطية وممارسة الحريات مقدسة عند مجتمعاتها واكثر اهمية من العقائد ، وتمسكها بما حققته من انجازات حضارية واجتماعية واصبحت من اركان واسس حياتها، ولن تتنازل ولن تتراجع عنها لصالح فكرة او عقيدة قومية ، او اية عقيدة اخرى تحاول مصادرتها منها باسم مجد الامة او غيرها من الألاعيب الشعبوية كالبوتينية التي استغلت ضعف الديمقراطية ومؤسساتها في روسيا. ان رؤى بوتين، هي رؤيا حلما لن يتحقق كونه لا واقع يدعمه و لامستقبل له ، انه حلم الرجوع لعصر الامبراطوريات، ،وقد فشل في اولى خطواته، في غزوه للاستيلاء على اوكرانيا، الذي اثار حفيظة حتى حليفه اليمين القومي الاوربي، وشعوب 11 دولة منها محيطة به ، قد عانت التسلط القيصري والسوفيتي على مدى مئتي عام ، وشعوبها ستقف ضد يمينها، ومنها سيتم انهاء مشروعه الشعبوي، فالشعوب تعلمت ان خيرا لها العيش في ظل نظم ديمقراطية، لا ايديولوجية، تجلب لها الحروب والقمع والديكتاتورية.
ان قوة الليبرالية والديمقراطية هي حقيقة قائمة في عالم اليوم. وهي ايضا تشكل أهم ضمانا للانسانية جميعها من خطر قيام تكتلات لنظم ديكتاتورية وأمبراطوريات قومية ودينية، فالاخيرة قد قبرها الدهر، والعالم يعرف انها لا تمثل وجه الحضارة الصاعد، بل البائد، انها حضارة امبراطوريات القرن التاسع عشر، فهي مرحلة تجاوزتها الانسانية، ولن تتراجع للخلف مهما بدت الصين صاعدة اقتصاديا قوية ، او بتحالفها مع بوتين ، او تحالفهما مع اية الله ، أو اردوغان، او حفنة من الديكتاتوريات الشرق اوسطية.

7. الحل "النظري" لدرء الاستقطابات والتكتلات الايديولوجية الكونية
ان أهم تحد امام الدول والمجتمعات هو تمكنها في القرن الواحد والعشرين من منع تقسيم العالم الى كتل استقطابية ايديولوجية متصارعة وما تجلبه من مخاطر الحروب والصراعات وتبذير موارد هامة على التسلح عدا نقل المعارك الى ارض دول، اساسا هي ضعيفة ومنكوبة، ودفع سكانها للهجرة والهروب. هذه مخاطر ليست محتملة، بل اكيدة وفق تجارب القرن الماضي وما شهدناه في الربع الاول لهذا القرن.
هل يوجد حلا لدرء تشكيل هذه الاستقطابات والتكتلات المؤدلجة ؟ نعم يوجد مثل هذا الحل . انه يتمثل بمبدأ جديد لتتبناه الامم المتحدة واسميه مبدأ " تحريم وتجريم الديكتاتورية " كنظام مناوئ لحقوق الانسان ومنعه ان يكون نموذجا لحكم الدول والتسلط على الشعوب . وفق هذا المبدأ ستجعل المنظمة الاممية الدول والنظم الديكتاتورية منبوذة وتفرز وتطرد خارج الامم المتحدة، كالمجرم المنبوذ الشاذ المطرود من الحي. ان هذا الحل هو ممكنا وواقعيا، حتى لو بدى اليوم نظريا ، فهو افضل حل لدرء الغريزة التلسطية السلطوية ومنع قيام نظم ديكتاتورية تحت يافطات ايديولوجية شعبوية، ذات كلف باهضة على الانسانية . والسبب في تحريم الديكتاتورية سيؤدي الى القضاء على الاستقطابات الدولية يعود الى ان اية مراجعة موضوعية لاسباب قيام التكتلات الكونية الاستقطابية سيجد ان وراء قيامها هي سيطرة نظم الديكتاتوريات الايديولوجية الشعبوية على الدول، ومنها تبدأ بتشكيل التكتلات الدولية، فلو تمكنت البشرية من "تجريم الديكتاتورية" فستختفي اهم اسس قيام الاستقطابات وهذه التكتلات الكونية. فكما تم تحريم وتجريم الاستعمار من قبل ، يمكن تجريم الديكتاتورية ، ومنها تجنيب الشعوب والعالم خطر قيام التكتلات الايديولوجية (لأنه وببساطة الحقيقة ان الدول المؤدلجة هي دوما ديكتاتورية ، ولن تجد دولة اعتنقت ايديولوجيا "دينية، قومية، أو ماركسية " إلا واصبحت ديكتاتورية).
أني أعتقد، وربما معي الكثيرون، ان هذا هو أهم اصلاح يمكن ان يقوم به القرن، انه اصلاح منظمة الامم المتحدة ، لدفعها لتبني في ميثاقها " تجريم الديكتاتورية" وجعل نظمها منبوذة ، وجعل الديمقراطية ومبدأ العلمانية المعاصرة ( بفصل الدولة عن تبني عقائد ايديولوحية لتكون دولا وطنية حقا تقف بالمساواة بين مواطنيها ولا تمييز بينهم وفق العقائد) مبادئ عامة لاحترامها لقانون ولوائح حقوق الانسان الذي اقرته المنظمة وبقي حبرا على ورق.
ان هذا الحل اذ لا يكلف العالم شيئا ، بل يوفر له موارد طائلة يمكنها ان توجه للتنمية الداخلية والدولية ، بدل توجهها للتسلح ولخوض حروبا داخلية وخارجية . انه اذ يبدو امرا يخالف سيادة الدول الذي ينص عليه الميثاق الحالي للامم المتحدة ، ولكن السيادة لاتعني ممرا آمنا للنظم الديكتاتورية لتقيم نظم القمع وسيطرة العسكر او الايديولوجيا على الناس والمجتمعات، ،خارقة واحدة من اهم حقوق المجتمعات التنعم في العيش الامن المستقر الذي لن يقوم تحت مؤسسات دولة العقيدة الواحدة الحاكمة وتسلط الديكتاتوريات ،بل في دول وطنية تأخذ بالديمقراطية ، وفصل الدولة عن العقائد ، تعامل مواطنيها سواسية ، وتمنحهم الحريات، كما وتمنح العالم فرصة للتعايش دون تكتلات وخوض صراعات وحروب اقليمية وكونية. انه تحدي كبير يواجهه العالم في القرن الواحد والعشرين ، للدفع بتغيير تشريعاته والدفع باتجاه اقامة نظام عالمي جديد خال من الديكتاتوريات والممارسات الغير ديمقراطية داخل الدول نفسها ، لتجنيب العالم مخاطر الاستقطابات وما تجلبه من خطر الحروب ومن دمار وهدر للموارد عدا التسلط والقمع على شعوبها . ان الاوان لتجريم الديكتاتوريات وتحريم نظمها ان تكون عضوا في الاسرة الدولية ، وحان اوان تشريع وتبني مفهوم الدولة الوطنية المحايدة تجاه عقائد مواطنيها ( أي مبدأ العلمانية المعاصرة)، وتبني الديمقراطية والتداولية السلمية للسلطة وحريات الرأي والأعلام ، وتحويل الصراع الايديولوجي الى تنافس داخلي، دون المساس بحيادية الدولة تجاه عقائد مواطنيها الداخلية، وتجنيب العالم مآزق نمو التكتلات الايديولوجيات الكونية. ان هذا الاصلاح اساسي من جملة اصلاحات اخرى يحتاجها العالم منها في ضرورة اعادة تعريف وتطبيق العولمة والعالمية بابعاد واسس انسانية اخرى ، وهو ما سنتناوله في القسم القادم.
د.لبيب سلطان
12/09/2023
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
*اشتهر الاستاذ ويلسون بامرين اولهما تتويجه بلقب "داروين القرن العشرين" من خلال طروحاته في التكيف والتطور البيولوجي الاجتماعي والذي لخصه في عدة كتب حازت على اهم الجوائز العلمية اهمها كتاب" النمل " والثاني " طبع الانسان " وهي نتائج لبحوث استمرت له طوال اربعين عاما على دراسة السلوكيات التعاونية والتنافسية بين مجمعات النمل وامكانية نقلها او امكانية التطور الذاتي اليها في التجمعات الانسانية. ولا اعتقد انه تمت ترجمة الكتابين للعربية ولكنها من بين اكثر الكتب قراءة . والثانية اجتماع اليسار واليمين على رفض طروحاته ، الاولين اعتبروها عنصرية وضد الانسانية والاخيرين اعتبروها منافية للدين والتقاليد الاجتماعية. ويمكن ايجاد كتبه على امازون، وبعض محاضراته عنها على يوتوب. واني استعرت طروحاته اعلاه لقناعتي بعلمية منهجه حتى وان كثر معارضوه.



#لبيب_سلطان (هاشتاغ)       Labib_Sultan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد الماركسية العربية
- حلول العلم والايديولوجيا للتخلف العربي 2
- المنهج العلمي والايديولوجي لحلول التخلف العربي
- فهم نظرية تعدد الاقطاب وانعكاسها على العالم العربي
- معركة اليمين واليسار في الهجرة الى الشمال
- فهم اليمين واليسار في عالمنا المعاصر
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
- فهم تجربة الصين وأهميتها للعالم العربي (فهم العالم المعاصر ـ ...
- فهم الرأسمالية وعلاقتها بالليبرالية ( فهم العالم المعاصر 2)
- في فهم العالم المعاصر1 علاقة الايديولوجات بالاقتصاد ونظم الح ...
- لائحة اتهام 3
- لائحة اتهام لثلاثة ايديولوجيات دمرت اربعة دول عربية ـ2
- لائحة اتهام لثلاثة ايديولوجيات دمرت اربعة دول عربية ـ1
- القوانين الثلاثة لبناء الدول المعاصرة والامم الناجحة
- جذورتحول الجمهوريات الثورية الى ميليشياوية
- في علاقة النظم السياسية بنظم الذكاء الاصطناعي
- الغزو الاميركي للعراق ـ3
- الغزو الاميركي للعراق 2
- الغزو الاميركي للعراق ـ1
- في رحيل الاخ الصديق ابراهيم الحريري


المزيد.....




- -ندعي يجينا صاروخ عشان نرتاح-.. شاهد معاناة سكان رفح وسط هرو ...
- قوة متعددة الجنسيات في غزة.. انفتاح -عربي- على فكرة سبق رفضه ...
- كيف يتحرك سكان القطاع المحاصر بحراً وجواً وأرضاً منذ 15 عاما ...
- هربًا من أزمات نفسية تلاحقة منذ السابع من أكتوبر.. جندي إسرا ...
- خطاب منتظر لبايدن في ذكرى المحرقة يركز على -الحاضر-
- الحرب في غزة تهيمن على جوائز بوليتز الأمريكية مع مكافأة للرو ...
- بلقاسم بوقنة.. سفير الأهازيج والأشعار البدوية التونسية
- أبو عبيدة يعلن وفاة أسيرة إسرائيلية بعد إصابتها بقصف الاحتلا ...
- خبير عسكري: سيطرة الاحتلال على معبر رفح بداية العمليات المحد ...
- ماذا يعني احتلال معبر رفح سياسيا وإنسانيا؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لبيب سلطان - قراءة (1) في تحديات القرن الحادي والعشرين